بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم
...................................................................................
فتوى 5628 قراءة القرآن وهبة ثوابه للاموات ونحوها
دار الافتاء المصرية / سنة 2005 م
...................................................................................
جاء الأمر الشرعي بقراءة القرآن الكريم على جهة الإطلاق ، ومن المقرر أن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال ؛ فلا يجوز تقييد هذا الإطلاق إلا بدليل ، وإلا كان ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسَّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وعلى ذلك فقراءة القرآن الكريم عند القبر حالة الدفن وبعده مشروعة ابتداءً
بعموم النصوص الدالة على مشروعية قراءة القرآن الكريم ،
بالإضافة إلى أنه قد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وآثـار كثيرة عن السلف الصالح في خصوص ذلك
ذكرذلك
الإمـام أبـو بكر الخلاَّل الحنبلي [ ت 311 هـ ] في جزء " القراءة على القبور " من كتاب " الجامع " ،
والحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقـدسي الحنبلي في جزءٍ أَلَّفه في هذه المسألة ،
والإمام القرطبي المالـكي [ ت 671 هـ ] في كتابه " التذكرة في أحـوال الموتى وأمور الآخرة " ،
والحافظ السيوطي الشـافعي [ ت 911 هـ ] في " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " ،
والحافظ السيد عبد الله بن الصِّدِّيق الغماري [ ت 1413 هـ ] في كتابه " توضيح البيان لوصول ثواب القرآن " ،
وغيرهم ممن صنف في هذه المسألة .
فمن الأحاديث الصريحة في ذلك :
ما رواه عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلاَجِ ، عن أبيه قال : قال لي أبي – اللَّجْلاَجُ أبو خالد – : يا بُنَيَّ ! إذا أنا متُّ فأَلْحِدْني ، فإذا وضَعْتَني في لحدي فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، ثم سُنَّ عليَّ التراب سنًّا – أي ضَعْه وضعًا سهلاً – ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها ؛ فإني سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولُ ذلك . أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ، قال الهيثمي : ورجاله موثوقون .
وقد رُوي هذا الحديث موقوفًا على ابن عمر رضي الله عنهما . كما أخرجه الخلاَّل في جزء " القراءة على القبور " والبيهقي في " السنن الكبرى " وغيرهما ، وحسّنه النووي وابن حجر .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه ، وأَسْرِعوا به إلى قبره ، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب ، وعند رجليه بخاتمة سـورة البقرة في قبره » . أخرجه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان ، وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح ، وفي روايـة « بفاتحة البقرة » بدلاً من « فاتحة الكتاب » .
يتبع ان شاء الله