الجزء الرابع
3- توحيد الأسماء والصفات:
توحيد الأسماء والصفات: هو إفراد الله تعالى بأسمائه وصفاته وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. وفيما يلي ذكر قواعد الأسماء والصفات.
*القاعدة الأولى: أسماء الله حسنى وصفاته عليا كاملة قال تعالى {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأعْلَىَ} (النحل: 60) وقال تعالى: {وَللّه ِالأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ فَادْعُوه ُبِهَا} (الأعراف: 180).
*القاعدة الثانية: أسماء الله وصفاته توقيفيه، المرجع فيها الكتاب والسنة فقط وأنها ليست مقصورة بعدد معين بل لم تعرف منها إلا بعضها. قال الله تعالى: {قُلْ إِنّمَا حَرّمَ رَبّيَ الْفَوَاحِش َمَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن َوَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَالاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف: 33). وقال: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْس َلَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّ السّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولـَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء: 36).
و الدليل من السنة قول النبي صلى الله عيله و سلم في دعاء الكرب(اللهم اني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اللهم اني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك اواستأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرأن الكريم ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي و غمي) و استأثر الله به في علمه لا يعلم عدده الا الله،و الدليل الثاني في حديث الشفاعة ان انبي صلى الله عليه و سلم قال(فأثني على الله بثناء يعلمنيه الله لم يثني به أحد قبلي أو بعدي-فيما معنى الكلام-
*القاعدة الثالثة: لا يجوز إثبات اسم أو صفة لله تعالى مع التمثيل لقوله تعالى: {لَيْس َكَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11). وقوله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّه ِالأمْثَالَ إِنّ اللّهَ يَعْلَم ُوَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل: 74). كما لا يجوز نفي اسم أو صفة لله جاءت في الكتاب أو السنة لأن ذلك إشراك بالله تعالى وتعطيل لأسمائه وصفاته يستلزم تحريف النصوص، أو تكذيبها مع تنقص الله تعالى وتمثيله بالمخلوق الناقص.
*القاعدة الرابعة:معاني أسماء الله وصفاته معلومة وكيفيتها مجهولة لا يعلمها إلا الله. قال تعالى: {وَلا َيُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: 110).
*القاعدة الخامسة: لا يلزم من اتحاد الاسمين اتحاد مسماهما فإن الله سمى نفسه بأسماء تسمى بها بعض خلقه وكذلك وصف نفسه بصفات وصف بها بعض خلقه كالسمع والبصر، فليس السميع كالسميع وليس البصير كالبصير.(فليس كمثله شيء)
ومنها كما قال الشيخ ابن العثيمين(استواء الرجل على الدابه غير استوائه على كرسي غير استوائه على مقعد سياره و هذا نعلم كيفية فكيف فيما لا نستطيع تخيل كيفيته او حجمه)
و قال ايضا عن لفظ الستار انه لايجوز ان كان نكره لانه يعنى الساتر لشيء مثل ستارة المنزل،لهذا يجب ان تكون معرفة و الاصل هو الستير.
ملاحظه(الكلام في الاسماء و الصفات به جدل كثير و لا نجاة الا بفضل الله لهذا الرجاء الرجوع الى مقدمة لمعةالاعتقاد للشيخ ابن العثيمين او شرح العقيدة الوسطية له أو شرح منة الرحمن للدكتور ياسر برهامي)
أسباب ترسيخ التوحيد بالقلب
التوحيد شجرة تنمو في قلب المؤمن فيسبق فرعها ويزداد نموها ويزدان جمالها كلما سبقت بالطاعة المقربة إلى الله عزّ وجلّ، فتزاد بذلك محبة العبد لربه، ويزداد خوفه منه ورجاؤه له ويقوى توكله عليه. ومن تلك الأسباب التي تنمي التوحيد في القلب ما يلي:
1- فعل الطاعات رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى.
2- ترك المعاصي خوفاً من عقاب الله.
3- التفكر في ملكوت السموات والأرض.
4- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال.
5- التزود بالعلم النافع والعمل به.
6- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به.
7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
8- دوام ذكر الله تبارك وتعالى على كل حال باللسان والقلب.
9- إيثار ما يحبه الله تعالى عند تزاحم المحاب.
10- التأمل في نعم الله سبحانه الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده.
11- انكسار القلب بين يدي الله تعالى وافتقاره إليه.
12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
13- مجالسة أهل الخير والصلاح والإخلاص والمحبين لله عزّ وجلّ والاستفادة من كلامهم وسَمْتهم.
14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله تعالى من الشواغل.
15- ترك فضول الكلام والطعام والخلطة والنظر.
16- أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك.
17- سلامة القلب من الغلِّ للمؤمنين، وسلامته من الحقد والحسد والكبر والغرور والعجب.
18- الرضا بتدبير الله عز ّوجلّ.
19- الشكر عند النعم والصبر عند النقم.
20- الرجوع إلى الله تعالى عند ارتكاب الذنوب.
21- كثرة الأعمال الصالحة من بر وحسن خلق وصلة أرحام ونحوها.
22- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
23- الجهاد في سبيل الله سبحانه.
24- إطابة المطعم.
25- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.