عتاب لكم يا اجداد

عضو جديد نقاط : 47

العتاب
بعد أن علمتني الحياة ما لم أكن أعلم جعلت كل شيء علموني إياه في الصغر ورق ممزق في مهب الريح. استغلوا براءة طفولتنا وغرسوا في نفوسنا بأيديهم الآدمية المتطفلة و الجاهلة كلمات قرؤوها و لم يفهموها. حتى و لو فهموها فالجهل بقي ذلك الحاجز بين العقل و الإحساس مما جعل المفهوم مجرد كائن موجود معنويا لكن محصور و سجين الذات الجاهلة التي لا تحكم بالروح و العاطفة و لا تعلل بالعقل.
علمونا كلمة أسوقي و تعني باللغة العربية أسود اللون. جعلونا و نحن صغار نعتقد أنه بالفعل هناك فرق شاسع بيننا. كانوا كلما جلسوا معنا و هم الكبار البيض المرابطين إكرامن و نحن الصغار ورثت اللون و الاسم منهم و من الشيخ سيدي أحمد أوحموا يحكون لنا قصة إسوقين السود, كيف خرجوا من الزاوية. لكن الحقيقة تقول, كيف طردوا بالتعسف وعوملوا بالعبودية و انعدام المساواة. كانت السخرية هي التي تطغى على حكيهم ليقولوا لنا في الأخير و بكل وقاحة إسوقين جانين بالعربية الأسود الكريه. و قد نسوا أن العبودية كانت موجودة قبل الإسلام بين الأمم المتوحشة والشعوب الهمجية التي كانت بعيدة عن الحضارة. الرسول الكريم قام بإعتاق الكثير من العبيد ليجعل و ليكون بذالك رمز واضح لنهاية للعبودية. ها نحن مازلنا نراها و نلمسها. أنسينا أن بلال كان أول مؤذن في الإسلام؟؟؟ أم نتظاهر بالنسيان؟؟؟؟ الآن اعرف أن أجدادنا و آباؤنا لم يكونوا يوما على حق رغم صلواتهم و صيامهم و زكاتهم و أطلب لهم المغفرة و التواب عند الله. و قال عليه الصلاة و السلام كلكم من ادم و ادم من تراب..... و قال لا فرق بين عربي و لا عجمي إلا بالتقوى. كيف إذن يمكننا تفسير هذا التضاد..؟؟ شيء غريب فعلا أن نرى من هم أكبر منا و نكن لهم غاية الإحترام يخرجون عن الملة دون شعور و يتعسفون عن القيم لأنهم في الحقيقة لم يعوا يوما بالفحوى الروحي للرسالة المحمدية وانساقوا نحو التأويل الخاطئ للمفاهيم العقائدية لتطغى عليهم إشكالية الأنا و حب الذات انطلاقا من خلق الضعيف أو أسوقي.
كبرت و كبر معي التساؤل .... لأجد نفسي اليوم محصور بين الحقيقة و السراب. لم يكن من الهين الخروج عن المألوف. نظرات المجتمع ثاقبة دون تعليل و تصيبني بالملل. زاويتي أحبها لكن أعاتبها عن ظلمها للأخر.
محمد أيت الحاج مراكش

الادارة نقاط : 13559

يالها من مقالة رائعة
تعرف اخي كم استمتع بكتاباتك الشيقة
انتظرها بفارغ الصبر
كل ما ارى موضوع لك اترك كل ما بيدي و اسرع كي أقرأ
و استمتع تسلم الايادي اخي و يسلم قلمك
فهمت الموضوع لاني عشت معك نفس المشكلة و كنت ضد هذا مثلك
ان الله يمهل ولا يهمل اخي
للاسف هذه العنصرية البغيضة موجودة منذ القدم
رغم المحاولات التي لا تتوقف لمحاربة هذا المرض
نعم اعتبره مرض ماذا يعني هذا اسود و هذا ابيض كلنا اولاد تسعة ولا فرقى بين الابيض و الاسود الا بالتقوى
بل بالعكس تجد انسان اسود وقلبه ابيض مثل الثلج
و العكس صحيح تجده ابيض البشرة و قلبه اسود
الانسان السوي قلبا و عقلا يستطيع ان يبني علاقات بناءا على اخلاق و طباع
الشخص الذي امامه لا على لون بشرته
و للاسف كما قلت هذا جهل
شكرا لك شقيقي وشكرا لزاويتنا التي اخرجت منك كل هذا الابداع
استمر فلا تحرمنا من الجديد

نعم كلنا خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواء لافرق بين أبيض واسود

احترامي