هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: جثث تبحث عن مقبرة الثلاثاء أبريل 07, 2009 7:48 am | |
| السلام عليكم
(جثث تبحث عن مقبرة)
ها نحن نقف واجمين مثل جذوع محترقة ، نراجع خيبتنا مع العقل ، هذه الخيبة التي تناشدنا أن نرفض هذا العقل .
تجربتنا الممتدة على سواحل الألم الطويلة والمريرة والفاشلة مع هذا العقل ، تطالبنا ان ننقلب علية ، نفلقه ، نشطره ، نرميه في الأزقة المكتضّة بالقطط السائبة والكلاب المسعورة كما يرمي الغريب المطارد جواز سفره في حمّامات الطائرات والمطارات الغربية .
هذا ليس عقلا،نظلم العقل الحقيقي حين نسمّي هذه البلادة والتزوير وهذا الجدب عقلا.
العقل الحقيقي غائب منذ عشرات السنين ، نحن نعيش في غرف الإنعاش منذ الولادة بسبب الغيبوبة الطويلة .
العقل الحقيقي مطرود من الرأس بقرارات رسمية ورغبة رسمية ، هذا الذي نحمله على أعناقنا ليس رأسا ، انه سلّة مهملات ، مكتبة فارغة ، صندوق بريد مغلق ، حانة للعواء والمواء والنعيق والنهيق .
نحن بحاجة إلى شيء من الجنون ، إلى الخروج من جثثنا التي تبحث عن مقبرة ،
الخروج من المواقد المقعدة إلى الانفجار ، إلى العصيان على حكمة البلادة ورفاهيّة الصبر ومستنقع القناعة .
( نحن لا نشكو ولكنّا نجف ) ، الروح التي تجف حد اليباس ليست روحا حيّة ، مجرد الحركة ليست دليل الحياة ، مع الحياة الوعي ، مع الوعي القضيّة ، مع وعي القضية العمل ، النزاهة ، الدقّة ، التخطيط ، الوضوح ، الشرف ، العلم ، الحماس ، وضوح الهدف ، الخلق ، المبادرة ، الأيمان ، الأمل ، الاكتشاف ، الترتيب ، هضم الحقائق،
مع كل ذلك الحب ..اكبر من الحب المحبة .
سؤال بحجم الضياع ، بحجم الفجيعة : أين نحن من كل ذلك ....؟
نحن لسنا بشرا ، لسنا قطيعا ، لسنا أحياء ، لسنا أموات ، ولسنا فلاسفة ، ولا خرسان ، ولسنا ولسنا ولسنا .... !!
لم نعد نملك وقتا للخسارة
لم نعد نملك شيئا للخسارة
الخسارة الكبرى وقعت علينا كالصاعقة ، عقلنا التافه الذي أضاع كل شيء حتى وجوده .
كل شيء عندنا له تبرير
للطعن تبرير
للهزيمة تبرير
للغدر تبرير
لقطع الأعناق والأرزاق تبرير
للجوع ، للاستسلام ، للخسّة تبرير
كل شيء فينا مختل ، عواطفنا ، عقولنا ، نومنا ، دخولنا ، خروجنا ، اكلنا ، شربنا ،.،
كل شيء فينا مختل ... فنحن الاختلال ، ونحن الاحتلال
رفعنا النرفزة الى مستوى الثرثرة
والحلم إلى مستوى المجزرة
ومع كل هذا الانكسار والانشطار وما زلنا في صلابة الحجر، وجميعنا لا يملك حتى قدرة الحجر على التماسك .
سخرنا كثيرا من كل الأشياء ، من كل الشعوب ، من كل المخلوقات ، حتى سخرنا من أنفسنا حين اكتشفنا اننا جثث تبحث عن مقبرة .
العالم ليس غبيا كي يتعاطف مع جثة
العالم لايحترم جثة لاتحترم نفسها وحياتها
العالم ، هذا العالم ، أينما تهبط بنا الأطباق الطائرة والأطباق الفضائية والأطباق الغذائية ، لا يشفق على احد .
العالم ، هذا العالم ، يحترم الضحية الشجاعة
الضحية الشجاعة لا تدفن مرتين
العالم هو العالم ، لايحترم الجبن
لايحترم البلادة واليباس.
العالم لايحترم العبيد.
العالم هذا العالم..يخاف من حرية العبيد، من ثورة العبيد ، من بركان غضب العبيد .
((لن ينقضي صيف الشتاء الزنجي هذا دون أن يتأكد لنا انه سيفضي إلى خريف الحرية والمساواة ، ولم تعرف أمريكا الراحة حتى يحصل الزنجي على حقوق المواطنة ، وسوف تستمر أعاصير الثورة والغضب وتظل تهز أسس الأمة الأمريكية حتى يبزغ فجر يوم العدالة ، فلن يقبل السود بعد اليوم العيش في وديان اليأس ))
هذا ما صرخ به ذات نهار مشمس (مارتن لوثر )
اما نحن ، فمخلوقات للنوم والشراء والمزايدة والطرد والمتاجرة والثرثرة .
المطلوب هو الجنون، ليس الجنون التافه ، نريد جنونا يهبط علينا كما الامطار على الأرض اليباب ، الجنون المكتسح ، الإعصار المقتلع لكل هذه الأعشاب السامة التي تسد منافذ الروح والوعي والخلق .
جنون أو أي شئ آخر ولاهذا العقل .
تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام | |
|