هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رسالة القلم في السلم و الحرب الثلاثاء أبريل 07, 2009 7:58 am | |
| السلام عليكم
القلم ذلك الساحر أبدا يحلق في سموات الإبداع ... ينحني أمام بهاء القمر و خيوط الشفق و روعة البحر الأزرق ... يتجلى في صمت الليل الغائر في لوعة الفراق و الانتظار ... يغوص في أعماق النفوس و قضايا الشعوب ليزين الواقع بورود الأيام المقبلة.... في عصرنا الحاضر.. ما بال القلم يقف أمام السؤال الحائر للأحلام العربية المكتظة بالحروب؟... ما هي رسالته أمام الحروب و الدمار ؟ ... كيف يقف أمام العنف الذي يغطي العالم ؟ ... كيف يعبر عن شراسة الدمار ؟ ... و هو الذي يصف رقة الورود و همسات النسمات و عناق الموجات ... إنه ساحر حقا ، هادئ في السلم ، ثائر في الحرب ، عذب كشقاوة الأطفال ... يتغير كالموج المتدافع عن الصخور في النقد و الطرح و القبول و الرفض ... يصوغ من تبر العقل كلمات كالجواهر تخاطب القلوب... و قد شبه بعض الفلاسفة القلم بالسلاح لأنه يمكن أن يقاتل و يدافع و يقاوم... لذا علينا ألا نجعله أداة بيد الحمقى يسخرونه حسب أهوائهم و مزاجهم في التغيير و التبديل للغايات و الأغراض... القلم بشير الأمل يتجاوز دائما الصوت الواحد إلى الأصوات الكثيرة المتداخلة الممتزجة في الصوت الواحد ... إنه يمنح ما تعطيه تجربة المجموع ما تمنحه تجارب التاريخ لأحلام الناس الحاضرة ، لأنه لسان البصر و سفير العقل ... يقول أرسطو: عقول الرجال تحت أقلامها ... ]ذلك إن القلم هو شجرة العطاء الكبير ميزه الله عند البعض كبحر عميق لؤلؤه الحكمة و العقل.... و منذ القدم أثبت صاحب القلم أن له أثرا لا يقاس في سير الحضارة و استمتاع الإنسان في إمكانية الخلق و التغيير... و كان هناك من يطالب صاحب القلم أن يكون ملما بعلوم و فنون كثيرة كي يشارك في عملية الحضارة المستمرة الصاعدة ... و الأقدمون كانوا أشد من اليوم مطالبة بأن يكون القلم بيد صاحب العلم الكثير... فالعلم لديهم أرض شاسعة من العسير تجزئتها بالحدود و الفوارق... إن الكتابة مسؤولية ، و مهمة حامل القلم و الفكر هي الكشف عن الحقيقة بالحوار و النقاش للرأي المخالف ... ثمة أخطاء في العالم تجدها أينما تتلفت ، لكن الكاتب الحق هو الذي يبرزها و يدعو إلى تغييرها نحو الأفضل ... كما أنه قادر أن يقهر الحزن و الألم بالتفاؤل و الأمل اللذين يزيدان من قدرتنا على الصبر والإيمان بالواقع... هناك بعض كتاب الزوايا الذين نرتاح إلى أفكارهم و أسلوبهم... و يستطيعون إيصال الفكرة و المعلومة بشكل بسيط و مشوق إلينا... و هناك كتاب يكتبون أي كلام خال من الصياغة و الموضوعية ... مع أن الكاتب يجب أن يكون لديه شيء قبل أن يطرح كلماته على الورق... عليه أن يكون مجددا يمارس لعبة اكتشاف الأشياء و الحقائق ، و اقتناص الأفكار... كي يمنح القارئ ثمرة اكتشافه ، لأن الكتابة هي البحث في أغوار الحقيقة ... و كشف للأشياء الصغيرة البسيطة و الأشياء الكبيرة المدهشة كي تؤدي دورها المنشود ... إن ما نريده من كاتب اليوم أن نرى أنفسنا من خلاله و هو يكشف و يوضح ... يحتج و يطالب و يبحر بالحس الوجداني و الهم الإنساني من أجل أن يعكس واقع مجتمعه و أمته... و يصل بأعمق مشاعر الصدق و الإخلاص إلى حسنا الوجداني... إنه ضمير عصره يعبر تعبيرا واعيا عن روح العصر بواسطة قلمه... أيها القلم ... يا من تخاطب الناس بسرائر القلوب ... كم أنت كبير أمام العلم و الفكر و الدين و الأدب و الرياضة و الاقتصاد في المدح و القدح .. نريدك الآن سيفا أكبر على رقاب طغاة اليوم... لقد وصفك الشاعر المتنبي بأنك :
نحيف الشوى يعدو على أم رأسه......و يحفى فيقوى عدوه حين يقطع يمج ظلاما فـي نهـار لسانـه........و يفهم عمن قال ما ليس يسمـع
تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام | |
|