من المشاكل التي يجهر بها معلمو و معلمات صغار الأطفال , أن الأطفال كثيراً ما يكونون متعبين إلى الحد الذي يمنعهم من التركيز على ما يجري في الصف . والحقيقة هي أن الطفل في حاجة إلى مقدار كاف من النوم لكي يكون مستعداً لتلقي العلم . ولكن هذا لا يمنع من أن يشعر الطفل بالنعاس في غرفة الصف , حتى ولو كان ينام نوماً هادئاً كافياً في بيته .
ومن جهة أخرى لا بد من القول : إن هناك أسباباً فعلية تحول دون حصول الطفل على ما يكفيه من ساعات النوم .
بعض المشاكل التي تحول دون ذلك , يتلخص في وقوع أحداث معينة , كالمرض البسيط أو الضغط العاطفي , وهي مشاكل تزول بزوال أسبابها . ولكن هنالك مشاكل تبدو وكأنها تلازم الطفل طوال حياته , وهي مشاكل تزعج الطفل في المقام الأول , كما تزعج والديه المشرفين على تعليمه .
وفي ما يلي بعض الاستراتيجيات التي تستطيع الأم اتخاذها في المنزل لمساعدة طفلها على النوم الهنيء :
· تعب الطفل قد يكون ناجماً عن إرهاق عاطفي . فإذا كان الطفل يعاني مشكلة ما أو يمر بموقف صعب في المدرسة أو البيت , فإن مناقشة الأمر معه قد تعيد إليه هدوء نفسه وتسمح له بالعودة لى النوم الهانئ .
· بعض الأطفال يزعجهم ظلام الغرفة ويحتاجون إلى نور خفيف ليلاً يبدد شيئاً من ظلام الغرفة .
· كثير من الأطفال يودون المرور بالروتين نفسه في كل مرة يأوون فيها إلى الفراش . حاولي أن توجدي هذا الروتين الذي تستطيعين التمسك به كتلاوة القرآن وقول اذكار المساءأو سرد القصص القصيرة المسلية أو مجرد المحادثة لبضع دقائق
أكثر المشاكل حدوثاً
*طرق للتأخير قدر المستطاع
كثيراً ما يكون موعد النوم هو أصعب الفترات على الوالدين , ويتطلب قدراً كبيراً من المفاوضات والأخذ والرد , لإقناع الطفل بالنوم . والطفل الكاره لنوم قد يدعي العطش أو قد يطلب الإجابة عن سلسلة لا تنتهي من الأسئلة . وقصده من وراء ذلك كله تأخير النوم إلى أقصى حد ممكن . فالنوم , بالنسبة له يحرمه من مشاهدة التلفزيون مثلاً أو البقاء مع أحبائه , والنوم يجعله وحيداً في سريره .
. يجب على الأم أن تبدي جانب اللين في إقناع طفلها بالذهاب إلى سريره , وأن تتجنب تماماً أخذ الطفل بالشدة والصراخ , وأن تضع حدوداً معينة و أن تلتزم جانب الحزم في وضع هذه الحدود . حاولي أن تكوني حازمة وأن تسمحي للطفل بكوب واحد ( لا غير ) من الماء , و سرد قصة واحدة أو قصتين وقبلة واحدة من كلا الطرفينo
*خوف الطفل
مخاوف الطفل عند ذهابه إلى الفراش لا تعالج كما تعالج أساليبه للتأخير . فالطفل الصغير قد يكون خائفاً من وحش وهمي متربص به تحت سريره أو في خزانته . مخاوف من هذا النوع لا تستدعي اتباع الحزم معه , لأن الطفل يكون أحوج ما يكون إلى ما يطمئنه .
كثيراً ما يعمد الوالدان إلى إقناع الطفل بأن مخاوفه خاطئة , لأن الوحش المخوف أكبر من أن تتسع له الخزانة أو أسفل السرير . إن محاولة من هذا القبيل لا تنفع لأن الطفل الصغير ليس بحاجة إلى منطلق ومبرر
الطريقة الصحيحة هي فتح الخزانة على مصراعيها بعد إشعال النور , وجعل الطفل ينظر تحت السرير , وإقناعه بأن والده أقوى من أي وحش وأنه لا يسمح له بالدخول إلى المنزل .
*التوتر الشديد
عندما يحس الشخص الكبير بالتعب فإنه يهدأ و يتباطأ . أما الطفل فإن سرعته كثيراً ما تتزايد عند شعوره بالتعب . وعندما يقترب موعد الذهاب إلى الفراش , فإنه يكشف أن هناك عشرات الأشياء التي لا بد من إنجازها قبل النوم – ألعاباً يلعبها أو رسوماً يرسمها ! لذلك يجب على الأم أن تفطن إلى هذه الناحية و أن تجعل طفلها يؤدي هذه الأعمال في وقت مبكر . و هناك ناحية هامة على الوالدين أن يفهماها , وهي ألا يجعلا التلفزيون من الأنشطة المسائية للطفل , إذ أن التلفزيون قد صنع لإيقاظ الأعين لا لجعلها تنام . والتلفزيون قبل النوم هو أحد أسباب السهر . ويسري الكلام على الأطفال بصفة خاصه.
فترات الاستيقاظ
من الطبيعي أن يصحو الإنسان من نومه بين فترة و أخرى أثناء النوم , إذ أن النوم يمر بمراحل تمتد ما بين 60 – 90 دقيقة , مع تتابع منتظم لنوم عميق , ونوم خفيف , ونوم حالم . ومن عادة الكثيرين أن يستيقظوا بضع مرات في كل ليلة ( بدون أن يدروا ) بين فترات و مراحل نومهم . فإذا كان الطفل قلقاً عند وجوده في أحضان والديه , ويستسلم للنوم عند القراءة له أو سرد قصة على مسامعه , فإن هذا الطفل يصعب عليه أن ينام لوحده ..
وهناك طريقة جيدة لتخطي هذه المشكلة , وهي جعل الطفل يأوي إلى فراشه من تلقاء نفسه . وبهذه الطريقة يتعلم كيف يعود إلى النوم إذا صحا من نومه في منتصف الليل .
و إذا كان لا بد للأم أو الأب من زيارة غرفة الطفل ليلاً فلتكن هذه الزيارة قصيرة إلى أدنى حد ممكن .