السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأب الحنون : هل فعلا تحب ابنك ؟؟
أدعوك إلي التأمل في وصية لقمان لابنه الذي يحبه ويفتديه بالغالي والنفيس ..
هل أوصاه بدنيا ؟ هل أوصاه بزخرف ؟
لا بل دعاه إلى ما يحييه حياة طيبة وينجيه من العذاب الأليم ..
يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم........
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.....
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
... ...
تلك يا عبد الله جملة وصية الأب الحنون ..
فهل عملت بهذه الوصية مع ابنك ؟
هل أوصيته ببعضها أو بها جميعا ؟!!
هل كان شعورك حين نام عن صلاة الفجر كشعورك حين نام عن امتحانه ؟
ألا تسأله كل يوم عن امتحانه ماذا عمل وبماذا أجاب وعسى أن يكون
الجواب صحيحا ؟
فهل سألته عن أمور دينه يوما ما ؟ هل سألته صلى أم لا ؟
هل سألته من يجالس ومن يماشي ؟
هل سألته أين يكون عندما يتغيب عن البيت ؟
ألا يضيق صدرك ويعلو همك حين تعلم أن ابنك قصر في الإجابة في الامتحان فهل ضاق صدرك حين
قصر في سنن دينه وواجباته ؟ ألا تعطيه ما يريد .. ألا تمنعه من الملاهي التي رحبت بها في بيتك من
فيديو وتلفاز وصحف ومجلات وإنترنت لئلا تشغله عن المذاكرة والاستعداد للامتحان .. فما عساك فاعل
أيها الأب الحنون في امتحان ليس له دور ثان ولا إعادة ولا حمل للمواد ؟ نجاح أو رسوب !!!!
والرسوب معناه الإقامة في النار والعياذ بالله ، معناه الخسران المبين والعذاب المهين !!
ماذا تغني عنه شهادته ومركزه وماله إذا أوتي كتابه بشماله ثم صاح بأعلى صوته :
لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ..... وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ..... يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ.....مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ
..... هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه
أيها الآباء :
وأنتم تعدون أبنائكم لامتحانات الدنيا .. علموهم .. أن سلعة الله أغلى وأثمن من زخارف
الدنيا ..علموهم أن النجاح الحقيقي هو قصر النفس على ما يرضي الله ..
علموهم أن السعادة الحقيقية في تقوى الله وطاعته .. ثم أعلموا أنتم أيضا أنه لن ينصرف أحد من
الموقف يوم القيامة وله عند أحد مظلمة ،
يفرح الأبناء أن يجدوا عند أبيهم مظلمة ، تفرح الزوجة أن تجد عند زوجها مظلمة ،
يأتي الأبناء يوم القيامة يحاجون أباهم بين يدي الله قائلين : يا ربنا خذ حقنا من هذا الأب الظالم الذي
ضيعنا عن العمل لما يرضيك وربّانا كالبهائم وأوردنا المهالك والذي ما من مفسده إلا وجعلها بين أيدينا
وما من مهلكة إلا وأدخلها علينا ، فماذا سيكون الجواب حينئذ أيها الأب الحنون ؟
فيا أيها الأباء اتقوا الله في أبنائكم وأحسنوا تربيتهم واحفظوهم من الفساد والضياع ما دام الأمر في
أيديكم وما دمتم في زمن المهلة قبل أن تندموا وتلوموا أنفسكم في وقت لا ينفع فيه الندم واللوم ... أيها
الأب الحنون : إن ابنا بنيناه جسدا .. حري بنا أن نربي عقله وقلبه ونهتم بحياته بعد موته .. وأول خطوة
إلي ذلك أن نصلح أنفسنا ، ففي صلاحنا وبصلاحنا تكون استقامتهم ورعاية الله لهم ..
قال تعالى : } وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
اذكرو الله يذكركم
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
منقووول
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما