وخلاصة البحث أن الانسان مكون من روح ومادة ,ان سلامة الانسان وقدرته على ممارسة الحياة يعتمد فى الغالبعلى سلامة روحه وجسده فالجسد هو وعاء الروح لاتكون الروح فى ارتياح وانشراح وصفاء الابسلامة الجسد من الامراض ولايكون الجسد فى سلامة وصحة وانطلاق الا بسلامة الروح من أمراضها.وأمراض الروح غير أمراض الجسد وأمراض الجسد غير امراض الروح وهذا بفسر مايقوله الاطباء لمراضاهم حينما يكون المرض نفسيا فيقولون ليس فيك مرض وانما هو وهم . ويقولون هذا لجهلهم بأمراض الروح . ولا شك أن للامراض النفسيه آثار على حصول الامراض الماديه على الجسد فحينما يكون المريض نفسيا فى حال من الضيق والاكتئاب والضجر والتبرم يحصل من ذلك ضعف الدوره الدمويه وضعف المناعه فى الجسد ومن ثم دافع الفيروس فى الجسد فتحصل بذلك الامراض الجسديه .فالانسان ممزوج فى خلقه بين الروح والجسد فلا حياة له بدون الروح ولاوجود للروح مكلفة بدون الجسد ولكل من هذين العنصرين خصائص يختص بها فى الكيان والاتجاه والامراض وقد أدرك هذا خبراء الطب والاجتماع والفلسفه فقاموا بايجاد مايجاد مايسمى بالطب النفسي ووجد له علماء مختصون به وبخصائصه وأدواته وأدويته حتى صار الطب النفسي قرين طب الاجساد من حيث الاهميه والاعتبار والاختصاص والتخصص فأنشأت المستشفيات الخاصه بالامراض النفسيه وقامت الدراسات المتابعه فى شكل مؤتمرات وندوات وحلقات علميه بتتبع أحوال النفس وما يعتريها من أوهام وساوس وخلجات وانتكاسات فى التفكير والتركيز والنظر ، بل أوجدت كليات وأقسام فى الجامعات العالميه ومراكز علميه تختص بالنظر فى علوم النفس وما يكون سببا فى نشاطها أو انتكاسها وفى أدواتها وأدويتها . وهذا يعنى التسليم بالروح ,انه كائن حى يعتريه مايعتري الاجساد من الامراض وأسقام وأعراض . الا أن الحقيقه هذا الكائن العجيب وتصور كهنه وحقيقته مما أختص الله تعالى بعلمه قال تعالى } } ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا{ ومن المسلم به لدى عقلاء البشر وعلمائهم أن الروح جوهر الحياة وأن لامراضها أحوال غالبا أمور معنويه قد لايعترف الماديون بآثارها فى الشفاء ولكن الواقع يصدمهم ويجعلهم فى حيره بالغه وهم يرون الروح المريضه تشفى باذن الله ثم بأسباب معنويه ليس للادوية نصيب منها .لا شك أن العلاج الروحى له من التأثير ما للعلاج المادى من الشفاء باذن الله - كما ان له من الوقايه عن امراض النفس ماللادوية المضادة ولايرد على هذا القول انكار مالم يكن له وجود حسى مادى .فالعين حق وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذه منها فقال : }قل اعوذ برب الفلق – الى قوله – ومن شر حاسد اذا حسد{ .وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم فى صحيحه عن ابن عباس رضى اله عنهما : العين حق ولو كان شىء سابق القدر سبقته العين واذا استغسلتم فاغسلوا . والسحر حق وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذه من الساحرات والنفاذات فى العقد لسحرهن . والله سبحانه وتعالى لايأمرنا الا بما هو حقيقه ومحتمل الوقوع قال تعالى} ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت– الى قوله- فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزجه وما هم بضارين به من أحد الا باذن الله{. وليس للمشاهدة الحسيه نصيب للاحساس بفعل العين أو السحر . ومع هذا فهما حقيقتان وآثارهما محسوسه مشاهدة فدواء هذين المرضين دواء غير محسوس بالمشاهده وانما هو امر معنوى له أثره فى الوقايه والعلاج كحال هذين المرضين من حيث انتفاء مشاهدتما الحسيه .فالعين اشعاع خبيث من عينالعائن ليس للمشاهدة نصيب فى ادراكة وكذلك علاجها رقيه ميبنه على القراءه والنفث وآثارها معنويه ليس للمشاهدة نصيب فى ادراكة وكلك الامر بالنسبه للسحر داء دواء . كذلك الامر بالنسبه للروح وما يعتريها من أمراض غير السحر والعين فان هذه الامراض وأدويتها الغالب فيها لا يكون للمشاهدة نصيب فى ادراكها . أرجو أن أكون بما قدمته من ورقة بحث قد أسهمت فى تمييز الطب الشرعى عن طب الخرافه والشعوذه والدجل وأثبت ماللروح من أحوال تعتريها فتؤثر فيها صحة وأن عصمتها من الامراض النفسيه فى اللجوء الى الله تعالى } ام من مجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء { . وقال تعالى } وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون{وقال تعالى } واما ينزغنك من الشيطان نزغ فأستعذ بالله أنه هو السميع العليم {، وقال تعالى {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد اذا حسد} والالتزام بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ على بكلمات الله التامه من شر ماخلق .وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدا وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .