الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ولم يجعل له عوجا،، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بداية أن سورة يوسف من السور الرائعة في القرآن الكريم وذلك لما فيها من معاني ودلالات (تربوية, دعوية, اجتماعية, قانونية, اقتصادية) إلى حد وصفها الله عز وجل بأنها من أحسن القصص في القران الكريم لقوله تعالى (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران وإن كنت من قبله لمن الغافلين) وذلك لأنها احتوت على جميع فنون القصة وعناصرها من التشويق وتصوير الأحداث والترابط المنطقي كما يقولون علماء القصص فعلى سبيل المثال نجد أن القصة قد بدأت بحلم أو رؤيا رآه يوسف عليه السلام وانتهت بتحقيق وتفسير ذلك الحلم ونرى أن قميص يوسف الذي استخدم كدليل لبراءة أخوته كان هو نفسه الدليل على خيانتهم وهذا القميص استخدم بعد ذلك كدليل لبراءة يوسف نفسه من تهمة التعدي على امرأة العزيز ومن ثم استخدم كشفاء لعيون والده يعقوب عليه السلام كل هذا يبين روعة هذه القصة ومعانيها وأحداثها أما القارئ وكأنه يراها بالصوت والصورة.. والأعجب أن هذه القصة تتضمن بيان قواعد ومبادئ قانونية راقية يعتمدها المحققون في كل الأزمنة والأمكنة من أجل كشف الجناة في الجرائم الجنائية في كل العالم المسلمين وغير المسلمين؟؟ حتى نعرف روعة معاني القران الكريم وبداعته وشموله لكل نواحي الحياة التي يحتاجها الإنسان ويتبين ذلك من خلال النقاط التالية: