من نتائجها الولادة المبكرة إلتهاب لثة الحامل: أمر دقيق يستدعي الوقاية
تشكّل أمراض اللثة السبب الأوّل لفقدان الأسنان، وتعاني المرأة الحامل خصوصاً من هذه المشكلة بسبب غياب نظافة الفم والأسنان أو عدم التوازن في الأكل أو التغيّرات الهورمونية. ولعل هذه الحالة مسؤولة عن الولادة المبكرة بسبب إصابة الجنين بالتهاب عمق اللثة لأن البكتيريا تستفيد من هذه الحالة لتنتشر في كل أنحاء الجسم، وكذلك الرحم.
وفي هذا الإطار، «سيدتي» حاورت الإختصاصي في أمراض اللثة والأسنان الدكتور رواد السمراني.
.
بيروت ـ رلى معوض
> كيف نشخص التهاباً في اللثة؟
ـ إن نزيف اللثة هو العامل الوحيد الذي يكشف وجود التهاب فيها، وعند حصول هذا الأخير على المريض أن يستشير طبيب الأسنان لتشخيص حالته التي من الممكن أن تشمل نوعين: التهابات موضوعية في اللثة تكون غالباً غير مؤلمة ويمكن الشفاء منها أو مشكلة في تكوين السن تؤدي إلى التهابات عميقة في اللثة فيكون الألم شديداً، والشفاء منه لا يتمّ بسهولة. وفي الحالتين، يعود السبب إلى بكتيريا تتواجد على الطبقة الخارجية من الأسنان.
عوامل مسؤولة
> ما هي العوامل التي تؤشر إلى هذه الحالة:
ـ ثمة عوامل عدّة مسؤولة عن هذه الحالة، وهي على الشكل التالي:
1 غياب نظافة الفم واللثة:
إذا كانت الطبقة الخارجية من الأسنان لا تنظّف بشكل يزيل عنها البكتيريا وخصوصاً تلك الموجودة على جذع السن، يولد نوع من «الانزيم» يدمّر النقطة المتواجدة ما بين السن واللثة ما يؤدي إلى الإلتهابات.
2 إن التدخين والنظام الغذائي غير المنتظم مسؤولان عن تكوّن الجير ما يؤدي إلى التهابات في اللثة.
3 تناول الغذاء المعتمد على السوائل حصراً والذي لا يحتاج إلى مضغ ما يضعف عضلات المضغ ويجعل النسيج هشاً، ويساهم في بروز مشكلات في اللثة والأسنان.
4 التغيّرات الهورمونية في فترة الحمل التي تزيد من «الانزيمات» التي تفرزها البكتيريا، وهي التي توجد بين نقطة التقاء السن واللثة، وتحدث التهابات.
5 عندما يزول التصاق اللثة بالسن يؤدي إلى نوع من الجيوب يتجمّع فيها الطعام بين السن واللثة، ما ينتج التهابات بعد مرور بعض الوقت.
6 إن انخفاض معدّل اللعاب الناتج من تناول بعض الأدوية كتلك المضادة للحساسية أو المدرّة للبول أو الخاصة بالإكتئاب يؤدي إلى نوع من الجفاف في الفم، وبالتالي حدوث مشكلات كعدم إزالة الجير من الفم.
> كيف تتم الوقاية من هذه المشكلات؟
ـ رغم العوامل المذكورة والتي سببها بعض بقايا الأكل الموجودة في الفم، يمكن ايداع اللثة بصحة جيدة شريطة أن نزيل هذه البقايا التي تكون في الساعات الستة الأولى من تشكيلها صحيّة لتتحوّل بعدها إلى مرضية.
وللحفاظ على أسناننا، يجب أن نغسلها مرتين في اليوم، على الأقل. وهنا، تبرز أهمية استخدام الخيط الطبي وفرشاة الأسنان الخاصة لإزالة كمية كبيرة من الجير مع اختيار معجون الأسنان المقاوم للبكتيريا. وينصح الأطباء بغسل الفم بأدوية خاصة للمضمضة، وهي طريقة فعّالة ولكن يجب الإنتباه ألا تتضمّن المواد المستعملة الكحول. وعلى فرشاة الأسنان أن تكون طرية غير سميكة للغاية، وقبضتها ملائمة لليد. وأحياناً، قد تتكلّس الطبقة الخارجية ويتشكّل الجير، من هنا لا بد من زيارة طبيب الأسنان لإزالتها.