اليوغا أثناء الحملِ
نعم، أيّ تمرين أثناء الحملِ يجب أَن يكون بموجب نصائح الطبيب، وتملك اليوغا لوحدها امتيازات وخيارات أفضل وأكثر استرخاء من التمارينِ الجسدية والعقلية للأمِّ الحامل.
في اللغة السنسكريتيِة، لغة الرجالِ المتعلّمينِ القدماءِ، تعني كلمة يوغا "الاتّصال" . ويساعد نظامِ أسلوبِ الحياة هذا وبشكل محدّد، نظام التمارينِ، كل شخص على الاتصال مع داخله، فهو يشكل رابطة بين العقل والجسمِ والحياة ضمن الحياة، ويربط بين هذا الوعي الإنسانيِ الجديد، والأمهات بطريقة من المستحيل تقليدها.
على نقيض الاعتقاد الشائع، يوغا لَيست رياضة مستحيلة يقوم بها رجال فقراء أو نحيلين جدا، كما أنها ليست طقوس غريبة. أنها رياضة تجمع ما بين الجسم والعقل للمنفعةِ القصوى. أنها هذه المنافعِ التي يمكِن أَن تساعد الأم الحامل على تطوير جسم وعقل الجنين. المنفعة من تلك التمارينِ الخفيفةِ والمنتظمة لا تساعد الطفل الرضيع فقط، لكن أيضاً الأمَّ.
ما الذي يميز اليوغاً عن الأشكالِ الأخرى من التمرينِ؟ النقطةَ الأولى هي أنّ اليوغا علم، وليست تقنية تنحيل أو تنغيم للعضلات. فاليوغا لا تقوي المفاصل وتساعد على الوقوف المستقيم وحسب بل أنها أسلوب حياة. في أغلب الأحيان ينصح معلمو اليوغا بإتباع حمية ملائمةِ لحل مشاكلِ صحية معيّنة. ثانياً، تعتمد اليوغا بشدّة على تقنياتِ التنفّس لجعل التمرين مفيدا أكثر. الزفير والاستنشاق يزوّد الجسم بالأوكسجينَ بعمق إلى الجسمِ الكاملِ، وهو شيء نَحتاج له كثيرا أثناء الحملِ. يستفيد الجنين من هذا الدمِّ المشحونِ بالأكسجين. بينما تساعد التمارينِ، والتنفّس وحركة الجسمَ على تحديد المسار، وكلّ ناقص بدون الآخرىِ. إنّ نَتائِجَ هذا النشاطِ المُنسّقِ هائلة.
إنّ الفائدةَ الأساسيةَ لمزاولَة اليوغا هي أن تمارينِ التنفس تلك ضرورية وتزوّد الأم بهدوء عقلي. وينتقل هذا السلامِ إلى طفلها الرضيعِ، ويساعدها أيضاً على مواجهة وقتِ الولادةِ الحاسمِ على مهلها. جسدياً، تساعد التمارين المعتدلة على إبْقاء العضلةِ مشدودة، خصوصاً العضلاتِ الخلفية والحوضيةِ التي تَتحمّل مثل هذه الضغط الكبيرِ أثناء الشهور التسعة للحملِ وحوالي سنة بعد ذلك، حتى يصبح الطفل الرضيعِ قادرا على المشي. الأكتاف، العضلات الخلفيةَ والعلياَ تصبح مشدودة جدا بعد حمل هذه الشهورِ، واليوغا تساعد على استرخائها جوهرياً، وتعطيها الدعم والتنغيم. وعن طريق التمارين المنتظمة يمكن للأمَّهاتِ الجديداتِ العَودة إلى شكلِهم قَبْلَ الأمومةَ أسرعَ وأسهل، بدون مساومة على الحمية. تساعد تمارين اليوغا أيضاً في معالجة كآبة قَبل وبعد الولادة، عن طريق الاسترخاء ووضع الكثير من المخاوف بعيدا عن التفكير.
تعتبر أكثر وضعيات اليوغا مفيدة بالأساس للحمل الصحي. فهي تساعد الجنين على التطور بشكل أفضل، كما تساعد الأمَّ على البَقاء صحّية حتى أثناء خلق حياة جديدة داخلها. وبعد ذلك، تساعد الأم الحامل على وضع الطفل بسهولة وسلاسة مع أقلّ ألمِ ممكن لكل من الطفل الرضيع والأمّ. وتسعد الكثير من تمارين اليوغا على التخفيف من هذه المشكلة، خصوصا وضعية القرفصاء. أحياناً، تصبح المفاصلَ رخوة أثناء الحملِ، بسبب النشاط الهرمونيِ الذي يفتح المفاصلَ الحوضيةَ للسماح للجنين بالخروج. ولهذا السبب فمعظم النساء الحوامل يحتجن إلى أحذية كبيرة خلال الفترة الأخيرة من الحمل. التمارين يمكِن أَن تضع كلّ هذه المضايقاتِ في منظورِ صحي، وتروج لمرونةِ طبيعيةِ في هذه المفاصلِ.
التنفس على طريقة اليوغا، يسمح للهواءِ بالدخول عبر الرئتينِ، وملئ كامل الصدرِ بالأكسجين وبعد ذلك يخرجه ببطء، بطريقة مسيطرة عليها، عن طريق سحبها داخل البطن ثم إخراجها.
إما الفائدة الأخرى لليوغا، فهي مساعدة الأم الحامل على التأمل. هذا يساعد الأم في النظر مليا إلى داخلها، والإحساس بالجنين، وتأثير هذا لا يمكن تقديره أبدا. كذلك تساعد يوغا النوم على استرخاء العقل والجسم، ويساعد على تخطي أزمة وخوف الولادة. التمرين البسيط والخفيف يساعد على تهيئة الجسم والعاطفة لولادة أسهل.