تتساءل العديد من الامهات حديثات العهد بالولادة عما إذا كان اطفالهن يتناولون القدر الكافي من الحليب ، و يخشى الكثير منهن انه لن يكون في مقدورهن إنتاج الكمية المناسبة من الحليب التي تفي بحاجة اطفالهن . و سنقوم بشرح عملية إنتاج الحليب آملين ان نعيد بذلك الطمأنينة اليهن .
تعتمد كمية انتاج الحليب من الثديين على تكرار و فعالية مص الطفل للحليب من الثديين ، فعندما يمص الطفل الحليب تفرز الغدة النخامية هرمونين احدهما يسمى هرمون اوكسيتوسين و الثاني هرمون برولاكتين .
يعتبر هرمون برولاكتين هرمون انتاج الحليب ، وعليه كلما كرر الطفل المص بفعالية ، زاد إفراز جسمك لهذا الهرمون و بالتالي تزداد كمية الحليب التي ينتجها الثدي ، واذا كان طفلك بحاجة الى كمية اكبر من الحليب التي تنتجينها فإن ذلك يتطلب تكرار عملية الرضاعة او المص بصورة اكثر فعالية لزيادة الحليب .
اما الهرمون الثاني ، وهو الاوكسيتوسين فانه يحدث تقلصات بالثديين تدفع الحليب عبر قنوات الحليب الى الحلمات ليتمكن الطفل من تناوله و تسمى هذه العملية " عملية در الحليب " . ومعظم الامهات يشعرن بهذه العملية على شكل وخز او شد في الثديين بعد فترة وجيزة من بدء الطفل الرضاعة .
تعتبر عملية انتاج الحليب نموذجاً ممتازاً لعملية العرض و الطلب ، ففي البداية لا يعرف جسمك كمية الحليب التي يحتاجها طفلك ، ولكن عندما تكررين ارضاع طفلك يقوم جسمك تلقائياً بتعديل امدادات الحليب لتفي باحتياجات الطفل .
هل يتناول طفلك الكمية الكافية من الحليب ؟
يمكنك ان تطمأني الى ان طفلك يتناول الكمية الكافية من الحليب إذا كان :
• عدد حفائضه المبللة فعلاً يتراوح بين ست و ثمان حفائض في اليوم ، وعدد مرات إخراج البراز يتراوح بين مرتين و خمس مرات في اليوم . وربما يقل عدد مرات إخراج البراز لدى الاطفال الاكبر سناً ( بعد ستة الى ثمانية اسابيع من العمر ) ليصل الى مرة واحدة في اليوم او حتى كل ثلاثة الى اربعة ايام ، ولكن يظل الاخذ بعدد الحفائض المبللة كدليل على ان الطفل يتناول كفايته من الحليب .
• وزنه يزداد بمعدل اربعة الى سبعة اونسات في الاسبوع اوعلى الاقل رطل واحد ( 453 غم ) في الشهر ، وهذه هي الزيادة الطبيعية، لكن ممكن ان تتفاوت الزيادة من طفل الى آخر بالاضافة الى ان الطفل نفسه قد يكتسب معدل زيادة اكبر في اسبوع و اقل في اسبوع آخر ، ويعد هذا الامر طبيعياً تماماً .
• عند فحص طفلك للمرة الاولى تذكري دائماً بأن وزن معظم الاطفال ينقص في الايام التي تلي الولادة مباشرة ، وعليه فإنه يتم تحديد الوزن المكتس اعتبارا ً من اقل وزن يصل اليه الطفل بعد الولادة بدلاً عن الوزن الذي ولد له .
• يرضع بصورة متكررة – كل ساعتين او ثلاث ساعات او من ثمان الى اثنتي عشر مرة خلال اربعة و عشرين ساعة . و يعتبر ذلك المعدل الطبيعي ، ولكن قد تقل عدد الرضعات لدى بعض الاطفال بينما تزداد لدى آخرين .
• يبدو بصحة جيدة و لون جلده طبيعي وهناك زيادة ملحوظة في وزنه و طوله و مفعم بالحيوية و النشاط و عضلات جسمه قوية .
الانذارات الكاذبة :
تعتقد بعض الامهات بأن كمية الحليب لديهن غير كافية ، بينما في الواقع لا تكون لديهن اي مشكلة فيما يتعلق بكمية الحليب وما يقلقهن هو اعراض ناجمة عن مسببات اخرى ، او انهن غير معتادات على الانماط المختلفة التي تعتبر طبيعية لدى الاطفال الذين يرضعون من الثدي ، فإذا كان وزن طفلك يزداد وعدد حفائضه المبللة و المتسخة كثيرة ، فعندئذ لا تكون لديك اية مشكلة تتعلق بكمية الحليب خصوصاً اذا اتسمت تصرفات طفلك بالاساليب التالية :
• يرضع طفلك بصورة متكررة ، يتميز معظم الاطفال بالحاجة الماسة للمص او لملامسة جسم الام بصورة متكررة ، تذكري دائماً ان الرضاعة المتكررة تؤكد ان الطفل يتناول كمية حليب كافية ولا تعني ان هناك نقصاً في كمية الحليب .
• يبدو الطفل جائعاً بعد وقت قليل من الرضاعة . من خصائص حليب الام انه سريع الهضم مقارنة بالحليب الصناعي و بالتالي فإنه لا يتسبب في إجهاد الجهاز الهضمي للطفل ولهذا فإن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يكون بحاجة الى الرضاعة المتكررة اكثر من الطفل الذي يرضع من الزجاجة .
• عادات الرضاعة لدى طفلك او زيادة وزنه او اساليب نومه تختلف عن الاطفال الآخرين . لكل طفل شخصيته المميزة القائمة بذاتها ، وهناك اختلافات كثيرة ضمن الحدود الطبيعية .
• يزيد الطفل عدد مرات الرضاعة او زمن الرضاعة او الاثنين معاً بصورة مفاجئة . الاطفال الذين يخلدون كثيرا للنوم عندما يكونون حديثي الولادة يستيقظون فجأة و يبدأون في الرضاعة بصورة متكررة . كما يمر الاطفال بطفرات نمو من حين لآخر على فترات .
• تنتاب الطفل حالات نكد . يمر العديد من الاطفال بفترات نكد خلال اليوم و غالبا ما يحدث ذلك في نفس الوقت من كل يوم . هناك بعض الاطفال الذين ينتابهم النكد معظم الوقت . ولهذه الحالة مسببات كثيرة غير الجوع ، ولكن لا يوجد في الغالب سبب واضح ، حاولي ان تستخدمي وسائل اخرى لتهدئة الطفل اذا لم يساعد الارضاع في ذلك ، ومن هذه الوسائل لف الطفل في بطانية خفيفة او تغيير وضعه او التجول به او هزه . ولكن ضعي في بالك انه مهما كانت اسباب نكد الطفل ، فإنه في الغالب يكون بحاجة للحمل و الاحتضان .
• لا يتسرب من الثدي اي كمية او قد يتسرب كمية قليلة من الحليب . ليس هناك علاقة بين التسرب و كمية الحليب التي تقومين بإنتاجها . ربما تكتشفين ان انسياب الحليب بين الرضعات لم يعد مشكلة بمجرد ما تستقر كمية امدادات الحليب و انتظامها بما يتوافق مع احتياجات طفلك .
• يصبح الثدي فجأة اطرى مما كان عليه . يحدث ذلك عندما تتعادل كميات انتاجك من الحليب مع احتياجات طفلك وبالتالي يزول الاحتقان الذي حدث في بداية الامر .
• لا تشعري مطلقاً بنزول او در الحليب او يبدو ان ذلك لم يعد قوياً كما كان من قبل قد يحدث ذلك بمرور الوقت ، بعض الامهات لا يشعرن بانسياب الحليب على الاطلاق ، ولكن يمكنهن التأكد من انه ينساب فعلا بمراقبة الاسلوب الذي يتبعه اطفالهن في المص و البلع .
عندما تكون مخاوفك في مكانها :
اذا رأيت ان امداداتك من الحليب لا تفي طفلك فيجب ان تحددي الشئ الذي يعوق عملية الانتاج . قد تتسبب او تساهم العناصر المذكورة في تقليل كمية الحليب المنتج :
• التغذية التكميلية : قد تحد التغذية التكميلية باعطاء الطفل الحليب الصناعي ، او العصير او الماء بين الرضعات في الاسابيع الاولى لولادة الطفل من كمية الحليب التي تنتجها الام ذلك ان هذه المكملات ستشبع الطفل و بالتالي ستجعله ينتظر فترة اطول حتى يحين موعد الرضاعة التالية . وهذا يؤدي الى تقليل عدد مرات الرضاعة من الثدي ، فكلما تناول الطفل كمية اكبر من الحليب من القارورة خلال اليوم نقصت كمية الحليب التي ينتجها جسم الام في اليوم التالي . وعليه فإن التغذية التكميلية تؤدي الى تقليل انتاج الام للحليب بدلا من زيادته .
• وضع الطفل بصورة غير صحيحة عند الرضاعة : يجب ان يكون الطفل مستلقياً على احد جانبيه وان يكون كامل جسمه مقابل جسمك يجب الا يضطر للف او ادارة رأسه حتى يصل الى الثدي . وليتمكن الطفل من ان يمص بفعالية يجب على الام ان تتأكد من ان فمه مفتوحاً بصورة واسعة قبل ان تجذبه اليها بسرعة حتى يقفل شفتيه مغطياً اكبر جزء من الحلقة المحيطة بالحلمة .
• الارتباك الذي تحدثه الحلمات : قد يصاب الطفل بالارتباك عند استعمال حلمة الزجاجة خصوصاً لأنها تتطلب نمطاً آخر من الرضاعة . فإذا كان طفلك لا يرضع من الثدي بصورة جيدة فلن يتمكن من حث الثدي على انتاج الحليب الكافي له .
• اللهايات : بعض الاطفال على استعداد لتلبية احتياجاتهم من المص عن طريق استخدام اللهاية التي تتسبب في تقليل مدة الرضاعة من الثدي و بالتالي تؤثر سلباً على عملية العرض و الطلب .
• واقيات الحلمات : قد تؤدي واقيات الحلمات الى تقليل الاشارات المندفعة نحو الدماغ والتي تنشأ عادة بسبب مص الطفل حلمة الام مباشرة . و يتسبب ذلك في الحد من سرعة إفراز و در الحليب الامر الذي يؤثر مباشرة على الكمية التي يحصل عليها الطفل عند كل رضعة . ان استخدام واقيات الحلمات لعدة ايام سيؤدي الى تقليل كمية الحليب التي تنتجها الام .
• جدول الرضاعة : تأخير ارضاع الطفل الى ان تشير الساعة الى مرور زمن معين يتعارض مع نظام العرض و الطلب الخاص بانتاج الحليب . و ارضاع الطفل عندما يكون جائعاً يضمن عادة تأمين كمية كافية من الحليب .