هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: تمباركت الإثنين مارس 16, 2009 5:34 pm | |
| ’’تمباركت’’
عالم غريب و الله لعالم غريب, شركات و مؤسسات إعلامية همها الوحيد هو مصلحتها و اكتساب عدد كبير من الزبائن الغير واعين بمختلف الخدع التي تعمل جاهدة على استعمالها عن طريق الإشهار بواسطة المشاهد الإعلامية التي أصبحت تحتل ثلث برامج التلفاز. و اللافتات التي باتت تنافس علامات المرور بحيث بجانب كل علامة مرور نجد لافتة ملصقة تحمل جهاز من أجهزة التواصل و خاصة الجهاز الذي لم يقتصر على غزو بيوت الناس فقط, بل دهب به الأمر الى غزو جيوبهم, بحيث في كل جيب نجد هاتف و في بعض الأحيان نجد هاتفين, هاتف في الجيب الأيمن و الأخر في الأيسر. مما جعلنا نكتشف بان إنسان القرن الواحد و العشرين يختلف عن إنسان ما قبل هدا القرن فيزيلوجيا, أي ان كل فرد أصبح يتميز بعضلة زائدة في فخذه اليمنى أو اليسرى.
وغالبا ما نجد بان المواطن باستطاعته التخلي عن بطاقته الوطنية التي تثبت هويته داخل هدا الوطن و تنقده من ’’التجرجير في الكوميساريات’’ في بعض الأحيان, ودالك بتركها في المنزل. على عكس انه لا يستطيع ان يتخلى عن هاتفه النقال الذي غالبا ما يرن مرة واحدة في اليوم كله أو لا يرن على الإطلاق. فاغلب الناس ادا نسو يوما ما هاتفهم في المنزل لا يترددون في العودة إليه, بل يعودون ’’بلا عكز’’. وبهدا فان الهاتف النقال أصبح الشريك الاول للمواطن المغربي بعد الزوج ة أو الصديق ة. والغريب في الأمر هو ان بعض الشركات الإعلامية دهب بها الأمر إلى استغلال حب المواطن المغربي و خاصة الامازيغي للغته الأم و تزويده بهاتف نقال يتضمن اللغة الامازيغية. و هدا لاحظته دات يوم و أنا في طريقي إلى العمل, بحيث أثارت انتباهي كلمة غريبة و أنا اتامل في إحدى اللافتات الخاصة بالإشهار و هي كلمة ’’تمباركت’’ و هي لقب الهاتف النقال الجديد والدي يعتبر أول هاتف في العالم يحتوي على اللغة الامازيغية, و هناك خاطبت نفسي و قلت, كم عدد الامازغيين الدين يتقنون كتابة و قراءة اللغة الامازيغية؟ , فأجبت ربما 2 أو 3 في المائة, لا اضن أكثر. ادا فما حاجتنا إلى هدا النوع من الهواتف. و هناك أتممت طريقي إلى العمل وانأ أتحدث إلى نفسي, أهدا حق بان نزود شخصا بشئ و نلزمه استعماله و هو فاقد لمحتواه. أهدا حق انه عوض توفير المؤسسات الخاصة بتعليم اللغة الامازيغية و تمكين المواطن الامازيغي من اتقان كتابتها و قراءتها, نجد استغلال هده اللغة و جعلها طعم لصيد المواطنين الغير واعين بهده الخدع كما سلفت الدكر. و هناك ضحكت و استحضرت المثل المغربي الشهير ’’ انسبقوا لعصى قبل لغنم’’. وكما نعلم بان الثقافة المغربية تحوي عدد كبير من الأمثال الشعبية الصالحة لكل زمان و مكان.
بقلم الطالب سفيان لوديي | |
|