الأصل في الذكر ان يمنع صاحبه عن المعصية

الادارة نقاط : 13559

هل يستوي ذاك القلب الحي النابض بذكر الله، مع ذاك القلب الميت القاسى الغافل عن ذكر الله؟ لا يستويان.. وهذا ما حدث به الحبيب محمد عندما قال: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت(رواه البخاري)، فالذكر هو الحياة بكل معنى الكلمة: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد آية (28).)

ان الذكر عبادة، والعبادة كل عمل قصد به وجه الله تعالى، فلا ينحصر بلفظ او دعاء او ذكر او عمل، والعبادة انواع، وكذا الذكر، فانه يستغرق الحياة، فلا فراغ عند العابد الذاكر، وقد ذكر لنا القرآن الكريم بعضا من انواع الذكر، بل ان القرآن الكريم نفسه ذكر: ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) سورة الحجر آية (9)، وصلاة الجمعة ذكر: (اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله) سورة الجمعة آية (9)، والعلم ذكر: (فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)، والتسبيح والتحميد والتهليل والصلاة والسلام على النبي ذكر: (فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) سورة البقرة آية (152)، (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) سورة الاحزاب آية (35).

والمؤمن يذكر ربه سبحانه وتعالى في كل أحواله، قال تعالى: إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار( سورة آل عمران آية 191).

والذكر هو ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح وتنزيه وحمد وثناء على الرحمن، ووصفه بصفات الجلال والكمال، وليس الذكر هو التسبيح باللسان فقط، وثمرته طاعة الله وخشيته والتزام أحكام شريعة الله سبحانه، ويظهر أثر ذلك في سلوك العبد وممارساته العملية في المجتمع.

ان الذكر هو المنقذ من المهالك وهو الحصن الحصين للذاكر، قال عليه الصلاة والسلام: وآمركم ان تذكروا الله، فان مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى اذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله تعالى) رواه الترمذي.

فحقيقة الذاكر ان يكون مطيعا لله تبارك وتعالى والا ماذا سينفعه الذكر امام كثرة المعاصي، على ان الاصل في الذكر ان يكون رادعا صاحبه عن المعصية، ذلك لان الذاكر الذي يديم ذكر الله تعالى في كل احواله فانه يعلم بان الله مطلع عليه وانه يعلم السر واخفى، وتجده يشغل نفسه بالذكر عن المعصية، والقلب السليم لا يمكن ان يجمع بين الضدين، فتجد اثر الذكر على سلوك الذاكر فلا تراه الا عابدا مطيعا منيباً لربه تبارك وتعالى مسارعا للخيرات ومنكرا للمنكرات.

وها هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة كان اذا لقي الرجل من اصحاب رسول الله قال: تعال نؤمن بربنا ساعة فيجلسون فيذكرون الله تعالى.. حتى قال في حقه عليه الصلاة والسلام: (يرحم الله ابن رواحة انه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة) رواه أحمد.

عضو مميز نقاط : 1386

الادارة نقاط : 13559

بارك الله فيكي اختي العزيزة.
اسعدني مرورك الكريم .
نسال الله ان يجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون احسنه

» فضائل الذكر وفوائده
» الذكر حياة القلوب
» الدعـــاء عنــــد فعــــل الذنب أو ارتكاب المعصية
» ما هى أنواع الذكر
» الذكر علاج للقلوب