القواعـد .. والتبـرُّج
قال الله تعالى(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ.......) ( سورة النور الآية 60 ).
نظرا لما يجد الكثير من المسلمين والمسلمات من إشكال في فهم مقصود الآية الآنفة الذكر فقد أحببت أن أوضح لهم ما أمكن مستعينا بالله عز وجل أولا وأخيراً, ثم بفهم سلف هذه الأمة الذين قضوا جل حياتهم في خدمة هذا الدين ونشر علومه.
والله أسأل أن يرزقنا العلم المبني على الفهم والعمل المكلل بالإخلاص
فمــــــن هن القواعــــــــد؟
قال أَبو الهيثم: القواعد من صفات الإِناث لا يقال رجال قواعِدُ وفي حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّة إِنا مَعاشِرَ النساءِ محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعِدُ بيوتِكم وحوامِلُ أَولادِكم.
القواعد:جمع قاعد, والقَاعد من النِّساء التي قَعَدَت عن الوَلَد والحَيْض.
قال الزجاج: في تفسير الآية هن اللواتي قعدن عن الأزواج.
قال ابن السكيت: امرأَة قاعِدٌ إِذا قعدت عن المحيض
قال ابن قتيبة: سميت المرأة قاعدًا إذا كبرت، لأنها تكثر القعود.
وقال ربيعة الرأي: هن العُجَّز، اللائي إذا رآهن الرجال استقذروهن، فأما من كانت فيها بقية من جمال، وهي محل الشهوة، فلا تدخل في هذه الآية.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي:الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ أي: اللاتي قعدن عن الاستمتاع والشهوة.مما سبق يتضحأن القاعد هي العجوز التي أقعدها السن عن المحيض والولد ومن إقبال الرجال عليها لشيخوختها, ولم تعد مثار فتنة ولا إغراء, وبلغت مرحلة الكمال والحشمة والوقار والإعراض عما يفتن به الشباب.
ما الثياب التي لها أن تخلعها القواعد ؟ ... وأين؟
الثياب التي لا حرج على القاعد في خلعها هي الثياب الظاهرة التي تستر ظاهر عورات المرأة كالوجه والكفين.
وليس المراد من الآية الكريمة أنه لا حرج على هذه القاعد في خلع جميع ثيابها داخل بيتها إذا لم تكن في خلوتها وإنما أباح لها المولى – عز وجل – ما لم يبحه للشابة والغانية من التخفيف وعدم التزام التحفظ, , وقد أباح لها هذا التخفف لأنها قد بلغت من الكبر ما حول عنها الأنظار وصرف عنها المطامع, والله – سبحانه – لم يرفع عنها إلاَّ حرج التخفف من الثياب وحده, ولم يحل لها إبداء مالا يحل النظر إليه من الحرائر مما خفي من عوراتها فهي في هذا كالشابة, وقد رخص لها بعض العلماء في كشف رأسها.
مـا التبــــرج؟
التبرج في الأصل هو: التكشف والظهور للعين ومنه بروج مشيدة, وبروج السماء لأنها بارجة أي ظاهرة مكشوفة لا حائل دونها يسترها ومنه سفينة بارجة أي: لا غطاء عليها, ومنه السعة, يقال: في أسنانه برج: إذا كانت متفلاقة, ومنه أيضا امرأة برجاء: واسعة العين, ثم اختص التبرج في الاستعمال بتكشف المرأة للرجل.
قال القرطبي: إن التبرج هو إظهار الزينة، وإبراز المرأة محاسنها للرجال.
وقال مجاهد وقتادة: التبرج هو التكسر والتغنج،
وقال الشوكاني التبرّج: أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره مما يستدعي به شهوة الرجل.
وقال ابن أبي نجيح:هو التبختر في المشي. وهذا ضعيف جدّاً , حكاه الشوكاني.
وقد نبه – سبحانه – في أدب المرأة إلى ما ينبغي أن تكون عليه وعلمها أن التعفف عن التبرج بالزينة خير لها, فلن تنال من هذا التبرج إلا الهزء والسخرية من الآخرين وإثم معصيتها لرب العامين, ومواضع الزينة للمرأة هي الوجه واليدان.
أما مواضع الزينة الباطنة فهي ما عدا ذلك كالرأس والعنق والصدر, وهذه لا يحل إبداؤها ولا زينتها لا من الشابة ولا من المسنة إلا للمحارم..
وقد رفَّه المولى – سبحانه – عن المسنات ووسع عليهن, فرفع عنهن إثم التخفف من الثياب دفعا للحرج عنهن ومراعاة لما وصلن إليه ولما صرن عليه, وألزمهن في الوقت نفسه الوقار والحشمة ليحفظ عليهن كرامتهن ولتكن فيهن القدوة الصالحة للباقيات, يتأدبن بأدبهن ويترسمن خطاهن فتكتمل بذلك للأسر آدابها العالية وأخلاقها الكريمة..
اختي انت اولى من القواعد بالبعد عن التبرج وانت بكامل شبابك وانوثتك ورقتك ؟؟؟
منقول