صوني حياءك صوني العرض لا تهني ** وصابري واصبري لله واحتسبي
إن الحيـاء مـن الإيمـان فاتخذي *** منه حليّك يـا أختاه واحتجبي
و يـا لـقبح فتـاة لا حيـاء لها *** و إن تحلّت بغالي الماس و الذهبِ
إن الحجاب الذي نبغيه مكرمـة *** لكـل حواء ما عابت و لم تعبِ
نريد منهـا احتشاماً عفةً أدبـاً *** وهـم يريدون منها قلة الأدبِ !
أختي إن الناظر إلى حال نساء زماننا يتفطّر قلبه ألماً وحسرة وتدمع عينه حزناً وقهراً .فقد أصبح حجابهن زينة ، وسترهن تفسّخ وعريّ ، متّبعات في ذلك الخريطة التي رسمها أعداؤنا من الشرق والغرب فهل عرفنا في الإسلام عباءةً مطرّزة .؟وهل سمعنا بطرحةِ مزركشة ؟ إنه والله أمرٌ يتقطّع له نياط القلب ويندى من هوله الجبين ..فالإسلام فرض الحجاب لحكمةِ عظيمة .. وفوائد جسيمة .الحجاب عبادة فيها السعادة وجمال يفوق كل جمال . وراحة تنسي كل راحة ..حجب الإسلام المرأة لتبقى عزيزةً نظيفة ، عفيفةً شريفة ، ويتمناها التقي ، ويخشاها الشقي !فقد قال بعض أهل الفساد عندما سئلوا عن نظرتهم للفتاة المتحجبة : نحن نخشى الاقتراب من الفتاة المحجبة ونستحي من النظر إليها مع كونها محجبة حجاباً كاملاً ولا يظهر منها ظفر ! فنبتعد عن طريقها ، و نغار عليها من نظرات الرجال وكأنها أخت لنا أو أم أو قريبة !سبحان الله !! هذا كلامذئاب البشر عن الفتاة المحجبة فما بالكِ أختي الحبيبة بكلام الأتقياء الأنقياء الشرفاء !فالحجاب عزة وفخر للمرأة والرجل معاً .. ولم يكن الحجاب يوماً منقصةً أو مذلةً أو ظلماً .بل إن الإسلام أعزّ المرأة بالحجاب وصانها بالخمار..المرأة المسلمة المحجبة كالملكة في بيتها،وكالسيدة في قومها. أما من تركت الحجاب فقد عصَت رب الأرباب ، وتنازلت عن الشرف والعفاف وعرضَت نفسها لأشرار الذئاب – ظانَّةً – أنها أجمل امرأة في أعينهم ، وما علمَت أنها كالحلوى المكشوفة لا يأخذها إلا الحشرات والهوام !! أما الإنسان العزيز النظيف لا يرضى بأن يأخذ هذه الحلوى لأنه يعلم أنها لم تبقَ مكشوفةً إلا لقذارتها وفسادها ومرور الدواب عليها .!فالمرأة كتلك الحلوى إن بقيت محجبة مصونة رغبها كل من رآها و إن كانت متبرجة متفسخة عافها الكل ولم يأتها إلا حشرات البشر ليأخذوا منها أنظف ما فيها وأعز ما تحمله ثم يتركونها ملقاةً على الأرض تدوسها الأقدام .ويتأفف منها الكرام !فهل ترضين هذا لنفسكِ أختي الحبيبة ؟ هل ترضين المذلة والسقوط؟أم الرفعة والعزة والكرامة ؟أمامك طريقان فاختاري أحدهما . فإما نجاة وإما عذاب في الدنيا والآخرة ! فو الذي نفسي بيده إن الأمر بالحجاب ليشتدّ ويغلّظ في زماننا هذا وإن مسئوليتك أمام الله عظيمة لأنك موضع فتنة - وهي أعظم فتنة على أمة محمد - قال:" ما تركت بعدي فتنةً أشدّ على الرجال من النساء " .وقلوب الرجال في هذا الزمان مريضة – إلا من رحم ربي ، وقليل ما هم – وأعينهم تصول وتجول في مجتمعات النساء ، ونفوسهم تتوق إلى الشر والفساد .. ثم تأتي الفتاة المتبرجة السافرة عن محاسنها لتأجج نار الفتنة في صدورهم وتساعدهم على الاقتراب منها ، والوقوع معها في مستنقعات الفساد والعار ، وفي النهاية يخرج ذلك الشاب من مستنقعه ليغسل ما به من قاذورات ونجاسات بماء التوبة ويعيش حياته من جديد هذا إن كان له قلب حيّ يخشى عذاب الله أما أنتِ أيتها المسكينة فستبقين عاراً على نفسك و أهلك ولن يغفر لك المجتمع زلتك ، أو يتجاوز عن جريمتك .حتى لو غسلتِ قلبكِ بماء التوبة والرجوع إلى الله فمن سيغسل جسدك مما أصابه من خراب ودمار.أظنكِ فهمتِ ما أرمي إليه فانتبهي قبل فوات الأوان ، وقبل أن تقعي فتندمي ..ولن ينفع ساعتها ندم ولا بكاء ولا حزن ولا دموع .
أختاه يا بنت الجزائر تحشمـي *** لا تـرفعي عنكِ الخمار فتندمي
هذا الخمار يزيد وجهـك بهجـةً *** و حلاوة العينيـن أن تتحجبي
صوني جمـالكِ إن أردتِ كرامةً *** كي لا يصون عليكِ أدنى ضيغمِ
لا تعرضي عن هدي ربكِ ساعةً *** عضي عليه مدى الحياة لتغنمي
ما كان ربكِ جائراً في شرعه *** فاستمسكي بعراه حتى تسلمي
ودعي هراء القائلين سفاهة ً *** إن التقدم في السفـور الأعجمِ
إن الذين تبـرأوا عن دينهم *** فهـمُ يبيعـون العفاف بدرهمِ
حلل التبرج إن أردتِ رخيصةً *** أما العفاف فدونه سفك الدمِ
أختـــاه .لا تمنحي المستشرقين تبسماً *إلا ابتسامة كاشرٍ مـــتجهّمِ
أنا لا أريـد بأن أراكِ جهولةً *إن الجــــهالة مرة كـالعلقمِ
فتعلمي وتثـقـفي و تنوري * والحق يا أخــــتاه أن تتعلمي
لكنني أمسي وأصبح قائلاً * أختاه يا بنت الجزائر تــــحشمي
الخطبة الثانية
أختــاه ...يا من نطق فمك بـ ( لا إله إلا الله ) وأيقن قلبكِ بها ، وعملَت جوارحك بمقتضاها . أكملي دينك بحجابك ولا تنظري لحثالة البشر وأتباعهم ، فما يملون عليكِ إلا ذنوباً وعاراً تتلطخين بها في دنياكِ وأخراكِ !فتذكري أن باب التوبة مفتوح ما لم يحضركِ الموت ، وتيقني أن الله لن يردكِ خائبة وقد قال : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا .. ) وقبل الختام أودّ أن أذكّركِ أخيتي بشروط الحجاب الشرعي :أن يكون ساتراً لجميع البدن .أن يكون فضفاضاً لا شفافاً ولا معطراً يفوح منه البخور .أن لا يكون به ما يزينه من الفصوص و الكريستالات و القيطان و غيرها مما يجعله كفستان الفرح لو كان لونه أبيض لا أقل من ذلك و لا أكثر فيجب خلوّه من الزينة وكما ذكرت لكِ أختي الحبيبة .. أدركي نفسك قبل فوات الأوان ..
وإن هوى بكِ إبليس لمعصيةٍ *** فأهلكيه بالاستغفار ينتـــحبِ
بسجدةٍ لكِ في الأسحار خاشعةً *** سجود معــترفٍ لله مقـتربِ
وخير ما يغسل العاصي مدامعه *** والدمع من تائبٍ أنقى من السحبِ
أسأل الله العلي العظيم أن يريني و إياكِ الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ويردنا إليه رداً جميلاً أسأل الله لكلفتاة محجبة أن يحفظها الله من كل سوء ، وأن يثبتها على صراطه المستقيم ..وأن ييسر لها الخير حيث يكون ويصرف عنها الشر مهما يكون