منتديات امل الزاوية
شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 829894
ادارة المنتدي شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 103798
منتديات امل الزاوية
شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 829894
ادارة المنتدي شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 103798
منتديات امل الزاوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات امل الزاوية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هبة الله
الادارة
الادارة
هبة الله


نقاط : 13559

شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Empty
مُساهمةموضوع: شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك   شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Emptyالثلاثاء مايو 05, 2009 11:24 am

أحاديث في الفتن والحوادث (الجز الأول)


مقدمة الشارح

الحمد لله، وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، نبدأ معكم -أيها الأخوة الأحباب- هذه الدروس في هذه الدورة العلمية المباركة، نفعنا الله وإياكم بما علّمنا، وزادنا وإياكم علما وهدى وتوفيقا.

العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو العلم على الحقيقة، هو العلم الذي يوجب الشرف، ويوجب السعاة والسيادة الحقيقية، وأهل هذا العلم هم الذين أثنى الله عليهم، واستشهدهم على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وهم الذين ضمن الله لهم الرفعة، قال تعالى:
(( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))

هذا العلم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو للعقل بمثابة النور، يعني هو نور للعقل، كما أن الله هو النور الحسي، نور للعين الحسية، كما يقول ابن القيم معبرا عن هذا المعنى، يقول: نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا.

فينبغي لكل مسلم أن يُعنَى بهذا العلم، ويجتهد فيه بتحصيل، ويجتهد في تحصيله ولا سيما من منحهم الله أسبابه، الأسباب الذاتية الخلقية منها الإدراك والفهم والمواهب الذهنية، وكذلك من هيأ الله له الأسباب المعينة منها الفراغ، وكذلك الصحة في بدنه، والكفاية المالية وأنه لا يشغله طلب المعاش والقوت، بل هو قد يسر الله له الكفاية بأي سبب من الأسباب التي قدرها الله -سبحانه وتعالى- وأباحها وأنعم بها.

وهذه الدورات العلمية التي يقوم عليها المهتمون بنشر العلم، هذه أيضا من الفرص التي تُغتَنَم ويُختَار لها هذا الوقت، وقت الفراغ من كثير من المشاغل المعتادة والارتباط بالدراسات النظامية والمنهجية، فجدوا واجتهدوا واحتسبوا، نسأل الله لنا ولكم حسن القصد وحسن العمل.

والعلوم الشرعية مدارها على ثلاثة، يعني وأقسامها ثلاثة: العلم يعني معرفة الله، ومعرفة الطريق الموصلة إليه، ومعرفةالجزاء وأمور الدار الآخرة، لكن العلوم الشرعية بحسب تفريع العلماء لها وتنويع العلماء لها هي كبيرة، التفسير، وهو بيان معاني القرآن، هذا يشمل المعاني التي في القرآن، وهي أنواع، في التوحيد يختص بما يتعلق بمعرفة الله -سبحانه وتعالى- وما يتعلق بأصول الاعتقاد كالإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالرسل، أصول الاعتقاد الستة، الأصول الستة.

وهناك علم الحديث، علم الرواية، وعلم الدراية، علم الحديث يختص بما يتعلق بما جاء عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- من قوله أو فعله أو تقريره، لأن هذا هو الحديث، فالحديث في مصطلح العلماء: هو كل ما نسب إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- قولا أو فعلا أو تقريرا، يعبر عن هذا بالسنة، سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- القولية والفعلية والتقريرية.

وقد قيض الله لسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- حفاظا من الصحابة، ثم التابعين، ثم من تبعهم، ثم قيّض الله لها من يجمعها من أفواه الرواة ويرتبها، وصنف العلماء أنواع المصنفات في الحديث، المسانيد، والسنن، والصحاح، ومن أشهر ذلك الأصول الستة، الأمهات الست: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرها من المصنفات كثير.

ومن التصانيف في الحديث المختصرات، فهذه أمهات فيها جمع الأحاديث مرتبة على الأبواب وبالأسانيد، لكن هناك المختصرات، وهي المصنفات التي عنيت بجمع الأحاديث، متونها مع عزوها لمصادرها الأصلية، وهذا التصنيف يعني أهل العلم تتنوع مقاصدهم في التصنيف، فمنهم من يقصد إلى جمعه، يعني الصحيح، ومنهم من ينتخب من الأحاديث أنواعا معينة، وهذه المصنفات مرتبة على الأبواب، أبواب العلم، ولا يقتصر فيها على نوع، بل يشمل ذلك كل أنواع السنة، فتذكر في هذه المصنفات الأمهات تذكر فيها المعاني كل ما يتعلق بالمسائل والأحكام العملية أو المسائل الاعتقادية، مثل: كتاب والقدر، والتوحيد، والإيمان.

ومن الكتب والأصناف التي أيضا أودعها الأئمة في كتبهم ما يُعرف بكتاب الفتن، تجد كتاب الفتن موجود في هذه الأمهات، والذين ألّفوا المختصرات وانتقوها من هذه الأمهات أيضا سلكوا نفس المسلك، منهم من نهج منهج الشمول، ومنهم من اقتصر على أنواع من العلم، كالذين مثلا عُنوا بأحاديث الأحكام، مثل منتقى الأخبار لمجد الدين بن بركات عبد السلام بن تيمية، هو أعظم وأجمع كتاب لأحاديث الأحكام، ومنها بلوغ المرام، ومنها عمدة الأحكام، كلهم عمدوا وقصدوا التصنيف في أبواب الأحكام العملية، ولم يقصدوا إلى ذكر ما يتعلق بالعقائد، بالتوحيد، بالنبوات، باليوم الآخر، بالقدر.

وكذلك صنف العلماء مصنفات من الأحاديث، وانتقوها من الأحاديث مما يختص بالعقائد، ومنها -من أبواب العقائد- ما يتعلق بالفتن.

ويقصد العلماء بهذا العنوان ما ورد مما يكون في آخر الزمان من الحوادث، والأمور العظام، والأمور الغريبة، ومنها أيضا المصائب التي أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنها.

وكما قلت: إن الذين صنفوا في السنة التصنيف العام أفردوا للفتن كتابا أو أبوابا كما في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وفي السنن، ومن المختصرات في هذا الموضوع هذا الكتاب الذي بين أيديكم للإمام المجدد -رحمه الله- الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الإمام المصلح الذي قام بالدعوة المباركة، دعوة التجديد والإصلاح، والدعوة إلى التوحيد، وتجريد التوحيد مما علق به وما خالطه من خرافات من أنواع الشرك الأصغر والأكبر.

فالشيخ الإمام -رحمه الله- قد أحيا الله به سننًا أميتت، وقمع الله به بدعا وخرافات، وصنف المصنفات لتحقيق هذا الغرض لبيان أصل الدين الذي هو التوحيد بأنواعه، ولا سيما توحيد العبادة الذي فيه الخصومة بين الرسل وأممهم، وهو الذي وقع فيه الخلل في سائر الأمم، ووقع فيه الخلل كذلك في هذه الأمة، فهذه الأمة وقعت فيما وقع فيها من قبلها من الأمم، مصداقا لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة )) فدخل على هذه الأمة الإسلامية بسبب الجهل والإعراض عن فهم كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- على ما فهمه السلف الأول، دخل على هذه الأمة أنواع من البدع وأنواع من الباطل، بدع اعتقادية، وهي قديمة، وبدع عملية، وهي متأخرة أكثر من غيرها، فإن الشرك في العبادة الذي مظهره القبورية، إقامة المشاهد على القبور، والأبنية على القبور، والطواف على القبور، هذه جاءت متأخرة.

فالله قيّض هذا الإمام -رحمه الله- لتجلية التوحيد عما علق به من الخرافات والشبهات، فنفع الله به وبدعوته أهل هذه البلاد وغيرهم، وسارت آثارها في أقطار العالم الإسلامي، وانتفع بها ما شاء الله من العباد.

وقد صنف -رحمه الله- المصنفات لهذا الغرض، فصنف المصنفات الصغيرة للمبتدئين، منها الأصول الثلاثة، ومن أعظم ما ألف في هذا الشأن كتاب التوحيد، ذلك الكتاب العظيم، كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، ومن خير المصنفات في هذا أيضا كشف الشبهات من المختصرات، مع رسائله المختلفة للأشخاص والجماعات في سائر البلاد.

وله مصنفات حديثية، ومن المصنفات الحديثية هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ويذكر الذين حققوه أنهم وجدوه بخط من نقله من خط الشيخ، وذكروا أنه لم يكن مبوبا، ولم توضع له مقدمة ولا خطبة، وعلل ذلك لعله كان مسودا ولم يبيضه، فلم يستكمل ما يحتاج إليه التأليف من التقديم والتبويب، ثم الذين أخرجوه ونشروه وضعوا له تلك العناوين والأبواب، وعلقوا عليه، وقد حُقق هذا الكتاب عندما قامت جامعة الإمام بجمع مؤلفات الشيخ وترتيبها وتحقيقها، حقق هذا ضمن مجموعات مؤلفات الشيخ، وكتاب الفتن فيه قسم الحديث صنفوا مؤلفات الشيخ -أظن في تسع مجلدات- وقسموها على أصناف العلوم، ومنها قسم الحديث، ومما شمله قسم الحديث هذا الكتاب، كتاب الفتن هذا الذي بين أيديكم، وقد رأى القائمين على هذه الدورة أن يكون من برامج هذه الدورة كتاب الفتن للإمام الشيخ محمد بن الوهاب الإمام المجدد رحمه الله
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة الله
الادارة
الادارة
هبة الله


نقاط : 13559

شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك   شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Emptyالثلاثاء مايو 05, 2009 11:24 am

باب الفتن




حديث بادروا بالأعمال الصالحة



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.


قال -رحمه الله-: عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا )) رواه مسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




الكتاب عندكم معنون أم لا؟ أينعم يا شيخ -معنون ومبوب. تُرجم هذا المصنف بكتاب الفتن أخذا من مضمون الكتاب مما اشتمل عليه من الأحاديث، فهي أحاديث الفتن، يتبعها أشراط الساعة.


الحديث الأول عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ))


الفتن جمع فتنة، وأصل الفتن قال أهل اللغة: أصله الاختبار وإدخال الذهب في النار لتمييز جيده من رديئه وإزالة خبثه، هذا أصله، وصار هذا اللفظ يطلق على أشياء، وأكثر ما يطلق عليه معنى الاختبار والابتلاء الذي هو الاختبار، (( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ )) يعنى ابتلينا، ابتلى الله المؤمنين بالكفار والكفار بالمؤمنين، وقال تعالى: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )) هو ابتلاء، (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ابتلاء، وهذا كثير. ))


يطلق الابتلاء على الفتنة يراد بها التعذيب (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )) فتنوهم: عذبوهم في ذات الله، ويطلق على ما يفضي، وكذلك قال -سبحانه وتعالى-: (( قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ )) فيطلق الفتنة تطلق بمعنى التعذيب، وعلى ما يفضي إلى العذاب، وهي الكفر والمعاصي والشرك (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) جاء عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعلهم إذا ردوا بعض قوله أن يزيغ قلبه فيهلك، أو كما قال رحمه الله.


وقال -سبحانه وتعالى-: (( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )) الشرك والكفر أشد من القتل.


(( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ))


المقصود أن هذا اللفظ يأتي على هذه الوجوه، وأيضا تُطلق الفتنة على أنواع ما يُبتلَى به الخلق، ومنها الحروب، ولا سيما الحروب التي لا يتميز فيها المحق من المبطل، مثل ما سيأتي في الحديث (( إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي )) فهذه الحروب العمياء التي لا يتميز فيها المحق من المبطل هي فتن من ناحية ما ينشأ عنها من مصائب وأضرار عظيمة، ومن جهة ما يحصل بسببها أيضا من الضلال لمن يستجيب لها ولدعاتها.


وكذلك الفتن المعنوية، فتن الشهوات وفتن الشبهات هي فتن من جهة أنها فيها ابتلاء، تعرض الإنسان لها ابتلاء، ومن جهة أنها تفتن من لا بصيرة له أو لا صبر له، تفتنه وتصرفه عن دينه، وتصده عن هدى الله.


هذه كلمة عامة عن مفهوم الفتن والفتنة، وهذا اللفظ كثير في القرآن وكذلك في السنة.


في هذا الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (( بادروا بالأعمال الصالحة فتنا )) يعني سابقوا الفتن، بادروها، بادروا الفتن بالأعمال الصالحة، يعني اجتهدوا في الأعمال الصالحة قبل أن تنزل بكم تلك الفتن، بادر الهرم، بادر بالعمل الصالح الهرم أو الكبر، يعني سابق قبل أن تصير إلى الكبر والضعف والعجز، بادروا بالأعمال الصالحة فتنا، يعني اسبقوها، سابقوا إلى الأعمال قبل أن تنزل بكم هذه الفتن المدلهمة (( كقطع الليل المظلم )) هذه الفتن واضح من وصفها بقولك (( كقطع الليل المظلم )) أنها فتن تصد وتعوق عن الأعمال الصالحة، وتصد عن سبيل الله، فتن مظلمة، شبهها الرسول بقطع الليل المظلم الشديد الظلمة السواد (( كقطع الليل المظلم ))


يدخل في ذلك دعوات الباطل المختلفة من دعوات البدع ودعوات الكفر، وكذلك الدعوات إلى الحرام، والدعوات إلى البدع الاعتقادية والعملية، أو الدعوات إلى الفجور والمعاصي، فما دام الإنسان في وقت العافية فينبغي له أن يبادر بالأعمال الصالحة قبل أن تنزل به هذه الفتن، وهذا يتضمن الخبر عما سيكون، وأنها ستكون فتنا، فالرسول يوصي أصحابه بالمبادرة بالأعمال الصالحة قبل تلك الفتن التي إما أن تعوق عن الأعمال الصالحة أو توجب ضلالا وانحرافا، إما أن تعوق، أقل ما يحصل أن تعوق، أو يحصل منها الضلال والانحراف.


بعد ما مات رسول الله -عليه الصلاة والسلام- جاءت أمور بدأت الفتنة بالردة، ردة كثير من العرب، هذه فتنة، ولكن الله دفعها بما وفَّق له خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسائر الصحابة لما وفقهم له من قتال المرتدين ودحر هذه الفتنة العظيمة، هذه محنة.


ولما استقر الأمر بعد هذه المصيبة وهذه القاصمة، استقر الأمر إلى ما شاء الله، ثم جاءت الفتنة التي لم تنطفئ الفتن بعدها، وهي قتل عثمان -رضي الله عنه- خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


كان عمر أيضا كما جاء في حديث حذيفة الطويل كان بابا، لما سأل عن الفتن قال: سألت عن الفتنة التي تموج كموج البحر، قال: بينك وبينها يا أمير المؤمنين باب، مغلق، قال: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذن لا، إذن لا يغلق، بعد مقتل عمر -رضي الله عنه- كانت الأمور دونما كان الأمر عليه، فأسلم العهود عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر، بعد مقتل عمر استقر الأمر إلى ما شاء الله، ولكن بدأت البذور، بدأت بذور الفتن وظهرت بقتل الخليفة الراشد البار العابد عثمان -رضي الله عنه- وتتالت بعد ذلك الفتن، واقرءوا التأريخ.


الفتن، فتن النزاعات والحروب، نزاعات على الإمرة، على السلطة، الخروج، ولم يزل هذا الأمر متواصلا، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، فهذه الفتن متواصلة، (( بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم ))


هذا جانب من جوانب الفتن، أقول: إن الفتن المضلة تشمل الفتن السياسية، والفتن العلمية الاعتقادية أو العملية، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، بسبب ما يتعرض له من الدعوات الباطلة، وما يُدعَى إليه.


والاعتصام بالعمل الصالح وملازمة العمل الصالح هو من أسباب العصمة من هذه الفتن، فمن استقام على دين الله في أوقات السلامة، في أوقات السلامة، كان ذلك سببا في عصمته من تلك الفتن الطارئة العارضة، والمعتصَم من جميع الفتن هو كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فبهما العصمة من الفتن، من كل الفتن، الاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- (( باروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ))


إذن من أسباب الضلال والافتتان هو إيثار الدنيا على الآخرة، يمكن مثلا دعوات الإلحاد مما تقوم عليه الإغراءات، الإغراء بالمال، فالدعوات الباطلة -سواء دعوات الكفر والإلحاد والنصرانية مثلا أو غيرها من ملل الكفر ومن مذاهب الكفر- أحيانا تقوم على الإغراء بالمال، فقد يكفر الإنسان إيثارا للدنيا، ومن أجل الدنيا، وهذا قد وقع ويقع قديما وحديثا (( يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا)) إما أن يبيع دينه، يعني ينسلخ ويقبل يرتد عن الإسلام من أجل منصب، من أجل مال يُعطى إياه ويدفع إليه، من أجل وعود، وإما أن يتنازل عن شيء من دينه، يبيع دينه بعرض من الدنيا، وهذا من أخطر ما يكون، فنسأل الله لنا ولكم الثبات. نعم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرح
عضو مميز
عضو مميز
فرح


نقاط : 1386

شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك   شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Emptyالإثنين مايو 11, 2009 4:04 pm

جزاك الله خيرا
وبارك الله لنا فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة الله
الادارة
الادارة
هبة الله


نقاط : 13559

شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك   شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك Emptyالثلاثاء مايو 12, 2009 5:10 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا اختي فرح على الرد الكريم
لك مني كل محبة وتقدير
دمت في كنف الرحمن

شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك 336589299
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح أحاديث في الفتن والحوادث للإمام محمد بن عبد الوهاب, شرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ محمد بن عبد الوهاب
» مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب - الاصدار الثانى
» مكتبة الشيخ عبد الرحمن السعدى - الاصدار الثانى
» الصحابي المجهول صخر بن حرب رضي الله عنه ..
» الشيخ السيد محمد نوح الداعية الربانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات امل الزاوية :: المنتدى الاسلامي :: الحديث الشريف وعلومه-
انتقل الى: