الزاد الممتع للحاج المتمتع
إعداد الأستاذ: ميلود الصحراوي
مقدمة: للأستاذ بن سالم باهشام
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.
الحمد لله حق حمده وما كل نعمة إلا من عنده.
الحمد لله الذي فرض على الناس شعيرة الحج وجعلها رمزا للتوحيد: توحيد الله عز وجل وتوحيد الصف الاسلامي. شعار المسلمين فيها قاطبة " لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " .
وبعد: فإن الكتاب وسيلة من الوسائل التي يحفظ بها العلم . ومن الخطأ الاستغناء بالكتاب عن المعلم، لأن العلم لا يؤخذ من بطون الكتب، وإنما يؤخذ من أفواه العلماء.
فإن هذه الرسالة التي سماها الأستاذ ميلود الصحراوي {الزاد الممتع للحاج المتمتع} زاد ممتع جدا لمن يرغب في أداء مناسك الحج. هذه الرسالة ثمرة عمل جليل، وذلك بإلقاء دورة تكوينية خلال شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة.
فما أحوج الحجاج الكرام لمثل هذه الدورات التكوينية، وما أحوجهم أيضا لهذه الرسالة، فهي زاد ممتع حقا غير ممل ولا مخل للحاج المتمتع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ بن سالم باهشام.
زوال يوم الإثنين 19 جمادى الأولى 1427 هـ
الموافق 23 يونيو 2006
سيدي سليمان.
الحج
تعريفه: الحج لغة: القصد، قال الخليل: أصله زيارة شيء تعظمه.
الحج شرعا: قصد بيت الله الحرام لأداء المناسك.
حكمه:
فرض من فرائض الإسلام وركن من أركان الدين المتفق على وجوبها على المكلف المستطيع. وذلك لحديث جبريل عليه السلام حين أجابه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: " الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " رواه البخاري ومسلم.
فضله:
الحج من أفضل وأحب الأعمال إلى الله، لحديث أبي هريرة: "سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، ثم ماذا؟ قال: حج مبرور" متفق عليه.
العمرة
تعريفها:
العمرة لغة: الزيارة، وفي الشرع زيارة بيت الله الحرام بإحرام مع طواف بالبيت سبعة أشواط وسعي بين الصفا والمروة وحلق أو تقصير الشعر إثر ذلك.
وقتها:
تصح العمرة في أيام السنة كلها.
وفي رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: "فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة" وفي رواية أصلها في الصحيحين، "فعمرة في رمضان تقضي أو تعدل حجة معي".
وهي كالحج في الإحرام وممنوعاته لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك" رواه البخاري ومسلم.
مواقيت الحج
للحج ميقاتان:
الأول زماني:
وهو شوال، ذو القعدة، وعشر ذي الحجة لقوله تعالى: "الحج أشهر معلومات" فلا يصح الحج إلا بدخول هذه الأشهر السالفة الذكر.
الثاني مكاني:
وهي خمسة مواضع حددها الشرع. منها يحرم الحاج والمعتمر:
1) ذو الحليفة: يقال له آبار علي، وهو ميقات أهل المدينة ومن يمر عليها، يبعد عن مكة ب: 450 كلم.
2) الجحفة: يقال له رابغ، وهو ميقات أهل المغرب العربي ومصر وأمريكا. يحرم الحاج جوا أو بحرا عند محاذاته. يبعد عن مكة ب: 204 كلم.
3) قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والبحرين والإمارات يبعد عن مكة ب:94 كلم.
4) يلملم: ميقات أهل اليمن وأستراليا والحبشة يبعد عن مكة ب: 45كلم.
5) ذات عرق: مقات أهل العراق ومن يمر عليها يبعد عن مكة ب: 94 كلم.
ملحوظة: لا يجوز مجاوزة المواقيت المكانية بلا إحرام لمن يريد الحج أو العمرة فمن جاوزها بلا إحرام عليه دم عند الجمهور.
أنواع الحج
الحج ثلاثة أنواع، كلها جائزة وهي:
الأول: "التمتع" وهو الأفضل والأيسر.
كيفيته: يحرم الحاج من الميقات المكاني أولا بالعمرة، قائلا عند إحرامه "لبيك عمرة" فإذا قدم مكة طاف وسعى وحلق أو قصر، حل من إحرامه، فإذا كان يوم التروية: الثامن من ذي الحجة، أحرم بالحج قائلا "لبيك حجا" وخرج إلى منى ... تجد كيفية التمتع مفصلة في الكتاب.
الثاني: "القران" وصفته: أن يحرم بالحج والعمرة معا، فيقول عند إحرامه "لبيك حجا وعمرة" فيطوف لهما طوافا واحدا وسعيا واحدا، ويبقى محرما، لا يحل إلا يوم النحر.
الثالث: "الإفراد" وصفته: أن يحرم الحاج مفردا فيقول عند إحرامه "لبيك حجا" يطوف طوافا واحدا ويسعى سعيا واحدا. ويبقى محرما كالقارن، لا يحل إلا يوم النحر.