كيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين . وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر ، وهل ينال الإنسان ثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها
. نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل ؟ سؤال موجه للشيخ ابن باز رحمه الله وغفر له ..
ج: قد تُرى ليلة القدر لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليها بعلامات ، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيماناً واحتساباً ، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان – كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك – طلباً للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيماناً واحتساباً هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها . قال صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية أخرى خارج الصحيحين : " ... من قامها ابتغاءها ثم وُفِّقَت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها ، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ، ويستدل بهذه العلامة ، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها ، وأوتارها أحرى ، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك ، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقراءة والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير ، أدرك ليلة القدر بلا شك ، وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيماناً واحتساباً . والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه