أقدم لكم اليوم الكتاب الثاني من مكتبة ا/د عبد الحكيم راضي وهو كتاب يعد حقا تحفة نقدية بلاغية غير مسبوقة وعنوانه
( ظاهرة الخلط في التراث النقدي والبلاغي بين المعنى الأدبي والمعنى الاجتماعي )
هذا الكتاب الذي يعد على المستوى العام استكمالا للحديث عن النظرية النقدية عند العرب والتي بدأناها بكتاب (نظرية اللغة في النقد العربي)أما على المستوى الخاص فهو يعالج القضية القديمة الجديدة وهي قضية اللفظ والمعنى أو الشكل والمحتوى هذه القضية التي تعلمون أنها شغلت أنظار النقاد قديما وحديثا والتي ترتب عليها القول بتصنيف فريق من النقاد إلى أن يكونوا من أنصار اللفظ ,وفريق آخر من أنصار المعنى ,وفريق ثالث من أنصار اللفظ والمعنى ,وأحيانا يوصف الناقد الواحد بأنه مرة من أنصار اللفظ ومرة أخرى من أنصار المعنى.
لذا فقد حاول مؤلف الكتاب أن يعزو هذا الخلط إلى قصور مصطلحي اللفظ والمعنى وما نتج عنه من ازدواج الدلالة بينهما , هذا الخلط الذي لم يقع فيه النقاد المعاصرون فحسب بل النقاد القدامى أيضا .وذلك منذ أن قال الجاحظ مقولته المشهورة "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والقروي والبدوي ,وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج وصحة الطبع وكثرة الماء وجودة السبك "هذه المقولة التي فتحت أبوابا للتفسير والتأويل أمام مستقبلي نص الجاحظ سواء من المتحدثين الأوائل أم من المعاصرين .
كل هذا يقوم مؤلف الكتاب بتتبعه واستقرائه ليسجل لنا الرؤى الجديدة في هذه القضية القديمة الجديدة (قضية اللفظ والمعنى ) مستخرجا أقرب دلالة يبتغيها صاحب النص الكتوب .
ولكن تبقى مجموعة من التساؤلات وهي :-
أولا : كيف استطاع مؤلف الكتاب إثبات هذا الخلط أو التداخل في تناول النقاد القدامى لمصطلحي الفظ والمعنى ؟
ثانيا :إلى أي مدى كانت مشاركة النقاد المعاصرين باعثا وراء نضج مشكلة اللفظ والمعنى ؟
ثالثا:ما الحلول المقترحة لحل هذا التناقض أو الخلط بين مصطلحي اللفظ والمعنى أو بأصح تعبير ماهي الطريقة الصحيحة التي تساعدنا على استيعاب آراء القدامى من منظورهم الفكري الذي قصدوه ؟
ويمكن الرد على هذه التساؤلا وأكثر من خلال هذا الرابط للكتاب
http://www.mrrha.com/files/86ESWFZW/...20________.pdf