السلام عليكم
كيف تلقي كلمة او محاضرة
الإلقاء الفعال : نقل رسالة ما إلى الحضور بطريقة ينتج عنها حدوث التغير
المرغوب فيه في فهم الحضور أو أرائه.
نتبادل الأفكار، والآراء مع الآخرين كعمل يومي بطبيعة الحال، فنحن لا نتعمد
التفكير في الرسالة التي نحاول نقلها للآخرين، ولا نحلل من نتحدث معهم،
ولا الكلمات التي سوف نستعملها.
كما أننا لا نغير عن قصد، طريقة التحدث مع شخص أو مع عدة أشخاص،
سواء أكان الحديث عبر الهاتف أو وجهاً لوجه، بل إننا نتكيف بديهياً وفق
الموقف.
وإن تبادل الأفكار، والآراء عبارة عن عملية طبيعية تتم بإستعمال المهارات
التي نمتلكها جميعاً.
وبناء على ذلك، نتساءل لماذا يختلف الأشخاص في أحاديثهم العادية عن
الإلقاء؟ فمعظمنا لا يؤدي الإلقاء يومياً.
ولا نعرف تقاليد وعادات الإلقاء. وليس لدينا تجربة يمكن أن تجعلنا قادرين
على التصرف ببداهة في تلك المواقف، ولا نمتلك نفس الثقة التي نمتلكها في
المواقف اليومية.
إن مجرد احتمال وجودنا في مثل هذا الموقف المشكوك في حدوثه،
والذي قد يكون الانطباع الذي نكونه فيه حاسماً، يمكن أن يقلق حتى أكثر
المحترفين في الإلقاء ثقة بأنفسهم.
كما أن المقدرة على نقل رسالة بوضوح، وعلى إقناع الآخرين بها يمكن أن تؤدي
إلى كسب عمل تجاري، أو إلى مساعدة الناس على أن يصبحوا أكثر نجاحاً،
وأن كبار رواد العمل يصنفون مهارات الإلقاء من ضمن أهم عوامل ومقومات
النجاح.
والمتحدثون من غير ذوي الخبرة والتجربة، الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس
ويستعدون استعداداً متواضعاً، أولا يستعدون على الإطلاق للإلقاء لا يستطيعون في
العادة نقل الآراء، وتبادلها بفاعلية مع الحضور،
وأنهم سوف يترددون نوعياً
في الحديث إلى الحضور، وسيواجهون المصاعب حتى في نطق كلماتهم،
وقد يقفزون من موضوع لآخر دون أي منطق واضح، لا بل وربما يرتجفون بعصبية
وقلق ويثبتون بصلابة في مواقعهم محملقين في نقطة ثابتة، ومتجنبين النظر
مباشرة إلى الحضور.
إن توفر الثقة، والقناعة لديك بذاتك، وقدراتك تساعدك على التغلب على
العديد من هذه المشكلات ومثيلاتها.
ويأتي التوتر العصبي نتيجة الخوف من المجهول لذلك يجب أن يعرف المحاضر
بوضوح ما هي مصادر التوتر العصبي حتى يمكنه التغلب عليها.
هناك خطوات أساسية للانتقال من التوتر العصبي إلى الراحة :-
1 – أن يعرف المحاضر تماماً ما يتحدث عنه في المحاضرة : فالمحاضرة الجيدة
والعميقة تعادل الثقة الكاملة بالنفس ويمكن اكتساب هذه الثقة بالتحضير
الجيد ثم التمرن مراراً وتكراراً مع الشعور بأن المستمعين يريدونك حقاً أن
تنجح في محاضرتك.
2 – أن يكون المحاضر طبيعياً دون تصنع أو تكلف.
( مخاوف المحاضر وشكوكه هي أسوأ أعدائه).
3 – المعنويات المرتفعة والكلام الإيجابي : تصورك نجاحك في المحاضرة وتصور
المستمعين يصفقون لك بعد الانتهاء منها وذلك قبل إلقاء المحاضرة ثم أعمل
في هذا الاتجاه لتحويل التصور إلى واقع.
4 – التجاوب العصبي الجيد : ممارسة تمارين رياضية لإرخاء التوتر العصبي
قبل وبعد إلقاء المحاضرة. وممارسة التنفس العميق خلال المحاضرة ثم
الاستراحة من وقت لآخر خلال إلقاء المحاضرة لأن الاستراحة تعطيك الاسترخاء
لفترة قصيرة تمنحك الثقة للمتابعة.
5 – بناء صلة قوية مع المستمعين بأن يحاول المحاضر إبقاء المستمعين
متجاوبين معه وإيجابيين مع محاضرته من خلال اختبار بعض المستمعين الذين
يشعر المحاضر أنهم يوافقونه الرأي وتبادل الأفكار معهم وتغذية إيجابيتهم.
كذلك يجب النوم جيداً قبل يوم من إلقاء المحاضرة.
والآن سوف انتقل إلى معرفة وتحديد نوع المستمعين :-
1 – المستمع الأسير : ويمكنك التعرف إليه من طريقة جلوسه في
المحاضرة وهي على شكل تقاطع الذراعين وتشابكها. وهو المستمع الذي أسر
نفسه لسماع المحاضرة دون رغبة منه بذلك.
2 – مستمع العطلة : ويمكنك التعرف إليه من خلال مزاجه الجيد في المحاضرة
مع سلوك استرخائي وربما استرخاء فائض. فإنه أتى للمحاضرة كما أنه لو ذهب
لعطله ويتطوع للذهاب لأي محاضرة ظناً منه أنه من الأفضل الذهاب للمحاضرة بدلاً
من العمل أو البقاء بالمنزل. ويكون سعيداً بوجوده بالمحاضرة ولكن لأسباب
غير وجيهة ووجوده يطفي جواً من التسلية.
3 – المستمع الخريج : (حديث المعرفة) ويمنك التعرف عليه من عبوسه وتأرجح
عينيه ونظراته المغرورة( الإعجاب الزائد بالنفس) وتشابك الذراعين أيضاً فهو
فخور بمعرفته الذي يظن أنه لا حاجه له لحضور أي محاضرة لأنه يعرف كل شيء.
4 – المستمع الطالب ( الذي يرغب حقاً في المعرفة) : ونتعرف عليه من كثرة
ابتساماته وموافقته بحماس على ما يقوله المحاضر والانسجام معه حتى في
مزاحه. ويرغب حقاً بالاستفادة وهو الشخص الذي يعطى كل انتباه للمحاضرة
ويعمل بجد ونشاط وهو مثالي ومتحمس ليتعلم ويشارك الآخرين في المعرفة
ومستعد لاستيعاب كل ما يمكنه ليكون أكثر فعالية.