بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائى فى الله :
إن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم هى أعظم ما يوصى به الإ نسان نفسه وغيره بعد كتاب الله عز وجل وذلك لأنها لم تترك خيرا الا ورغبت فيه وما تركت شرا الا ورهبت منه
واليكم أحبائى بعضا من هذه الوصايا والتى أرجو من الله تعالى أن ينفعنا واليكم بهذه الوصايا فى حديث شريف
عن حارث الأشعرى رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ الله تباركَ وَ تَعَالَى أَمَرَ يَحيى ابْن زَكَرياءَ عَليهما السَّلامُ بخمسِ كَلِماتٍ أَن يَعْمَل بِهَا وأن يَأمُرَ بَنى
إسْرائيلَ أن يَعْملُوا بِهَا , وأنَّه كَادَ أن يُبْطِئَ بِهَا , فَقَالَ لَهُ عِيسى عليه السلام : إنَّ الله أَمَرَكَ
بِخَمسِ كَلِمَاتٍ أَن تَعْمَلَ بِهَا وَتَأمُرَ بَنى إسرائيل أن يَعْملوا بِها , فإما أن تَأمُرَهُمْ بها وَ إما أن آمُرهُم بهَا ,
فَقَال يحيى عليه السَّلامُ: أخْشى إن سَبَقتَنى بها أن يُخسَفَ بى أوأُعذَّبَ فَجَمَع الناس فى بيت المقدس فامتلأ المسجد بهم وَ قَعَدُوا على الشُّرَفِ
فقال : إنَّ الله أمَرنى بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أن أعمل بِهنَّ وأن آمرَكُمْ أن تَعْملوا بهن
أُولاهُنَّ : أنْ تَعبدُوا الله ولا تُشْرِكوا به شَيئاً فإن مَثَلَ مَنْ أشْرَكَ بالله كَمَثلِ رَجُلٍ اشتَرى عَبْداً من خالِصِ مالِهِ بِذّهبٍ أو وَرِق , وقال : هذه دَارِى , وَ هذا عَمَلى , فاعْمَلْ وأَدِّ إلىَّ ,
فكان يعمل و يُؤدى إلى غيرِ سَيّده , فَأَيّكُمْ يَرضى أن يكون عبده كذلك ؟ وإن الله تعالى أمَرَكم بِالصَّلاةِ , فإذا صَلَّيتُم فَلا تَلْتَفِتُوا , فإن الله يَنْصِبُ وَجهَهُ لِوجْهِ عَبْدِه فى صَلاتهِ مالم يَلْتَفِت
و أمركم بالصِّيام , فإن مَثَلَ ذَلك كَمَثَلِ رَجُلٍ فىعِصَابةٍ معه صُرَّةٌ فِيها مِسكٌ وإن ريحَ فَمِ أطْيَبُ عند الله من ريحِ المِسكِ , وَ أمركم بالصَّدَقةِ ,فإن مثل ذلك كَمثَلِ رَجُلٍ أَسَرهُ العدوُّ فَأوثقوا يديه إلى عُنُقِهِ وقدَّموه لِيضربوا عُنُقَه ,
فقال : أنا أفدى نفسى مِنكُم بالقليل وَ الكثير فَفَدى نفسَهُ منهم . وَأمَرَكُم أن تذكروا الله , فإن مَثَلَ ذلك كَمَثَلِ رجُلٍ خَرَجَ العدوُّ فى أثرهِ سِراعاً حتى أتى على حِصْنٍ حَصِينٍ فَأحْرَزَ نفسَهُ منهم وكذلك العبد لا يُحرِزُنفْسَهُ من الشيطان إلا بذِكْرِ الله تعالى
وقال صلى الله عليه وسلم :
[وأنا آمركم بِخَمسٍ الله تعالى أمرنى بهنَّ: السَّمْعِ , والطّاعَةِ, والجهاد , والهجْرةِ , والجماعة .
فإن من فارق الجَمَاعَة قِيْدَ شِبرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلامِ مِن عُنُقِهِ إلا ان يُراجِعَ ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو فى جهنم
فقال رجل : وإن صام وصلى يارسول الله ؟! قال: وإن صام وصلى .
فَادعوا بِدعوى الله الذِى سَمَّاكُمُ المسلمينَ والمؤمنينَ عباد الله تعالى .
أخرجه الترمذى وصححه وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحهما والحاكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت المقدس: أى المسجد الأقصى الذى أسرى بنبينا صلى الله عليه وسلم اليه .
خالص ماله : أى من محض ماله وصافيه .
الورق بفتح فكسر : أى الفضة المضروبة .
ينصب وجهه لوجه عبده : أى يقبل عليه ويستقبله بوجه الكريم .
العصابة : أى الجماعة من الناس والخيل والطير .
الحصن الحصين : أى كل مكان محمى منيع .
أحرز نفسه منهم : أى عصم نفسه وحماها من شرهم وكيدهم
قيد شبر بكسر القاف وقاد : بمعنى قدر والقيد بفتح القاف واحد القيود .
ربقة الإسلام : بكسر الراء وفتحها وسكون الباء الموحدة , واحدة الربق : وهى عرى فى حبل تشدبه البهم وتستعار لغيره.
منقول