السيرة النبوية الشريفة
حادثة الفيل
أبرهة الحبشي رجل له قصة لما رأى هذا الرجل أن الناس كلهم يحجون إلى الكعبة إلى بيت الله الحرام لم يقبل بهذا الامر ولم يرضى به حاول أن يصرف الناس عن الكعبة لكنه ما استطاع فقرر ان يبني كنيسة عظيمة كبيرة ليحج الناس إليها وما درى ذلك المسكين أن هذه الكعبة ليست أي بناء هذه الكعبة بنيت بأمر الله جل وعلا بنها إبراهيم الخليل ليكون أول بيت لعبادة الله إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
ولما بنى إبراهيم البيت اذن
وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
غضى أبرهة ما رأى من حج الناس من كل الدنيا إلى هذه الكعبة فبنى كنيسة كبيرة عظيمة سميت القليث وهذه الكنيسة لما بنها هذا البناء الذي مابني قبله مثله أرسل إلى النجاشي الذي يحكم ذلك المكان قال أيها الملك إني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى قبلها لملك قط مثلها وإن هذه الكنيسة سوف أدعوا الناس لحجها وفعلا أرسل رسولا يدعوا الناس للحج ولزيارة هذه الكنيسة
وإبراهيم الخليل لم يكن معه أحد قام في مكة لوحده يؤذن لكن أسمع الله عز وجل الناس والنطفى في الارحام لألاف السنين إلى اليوم والناس تحج إلى الكعبة أما ذلك الرجل الملقب بي أبرهة لما بنى الكنيسة وأرسل الناس ينادون للحج إليها وصرفهم عن الكعبة غضب العرب من هذا ذهب أحدهم إلى تلك الكنيسة ودخلها ليلا إذ لم يكن احد يحرصها تسلل إليها فلما دخل إلى هذه الكنيسة لوثها فعل فيها النجاسات قضى حاجته داخل هذه الكنيسة فقط من باب الحقد على هذا الرجل وما يفعله في العرب
ودين العرب فلما وصل الامر إلى أبرهة غضب كيف يجرؤا أحد العرب ان يلوث هذه الكنيسة التي بنيتها غضب غضبا شديدا فأرسل في جيشه أنه عازم على هدم الكعبة كيف يتجرأون أولا لايزرونها ويزرون الكعبة فأرسل في الناس ان أبرهة عازم على هدم الكعبة وجيش الجيوش وعبأها واستعد أبرهة لذلك الفعل العظيم الذي ما كان يدري ما عاقبته
خرج أبرهة بجيش عظيم قاصدا مكة لهدم بيت الله عز وجل الكعبة سمعت القبائل والعرب بهذا قام في وجهه رجل من ملوك اليمن إسمه ذوا نفر واجتمعت معه بعض القبائل ليقاوموا أبرهة وجيشه لكن أبرهة هزمه وانتصر عليه وأسره فقال له ذوا نفر يأبرهة أتقتلني فلعله يكون لك خير مني أبقني عندك فأحكم وثاقه وأسره وانطلق أبرهة يسير في الجزيرة إلى الشمال
قاصدا مكة المكرمة فنزل في مكان يسمى خفعم فقام إليه نفيل الخفعمي وجمع بعض القبائل يقاومونه فالعرب لم تكن ترضى أحد يقترب من مكة أو يعترض للكعبة فقام إليه نفيل الخفعمي وبعض القبائل فهزم وانكسر فمسكه أبرهة يريد قتله قال لاتقتلني فلعلي أكون دليلك إلى مكة وهذه القبائل ستسمع لك وتطيع فأسره أيضا أبرهة وانطلق بالجيش حتى وصل إلى ثقيف فلما وصل ثقيف خرجت له ثقيف تبايعه قالوا له نحن عبيدك ولك علينا السمع والطاعة نسمع لك ونطيع وهذا البيت الذي عندنا ليس هو الكعبة إنما هو بيت الات وكان صنما يعبد فإن أردت كنا لك طائعين ونرسل لك ومعك من يدلك إلى الكعبة وإلى مكة فتجاوز عنهم أبرهة وأرسوا معه رجل
يسمى أبو رغال وفي الطريق نزلوا في منطقة تسمى المغمس قبل مكة فلما نزلوا فيها أنزل الله عذابه على أبي رغال وهلك وكانت العرب ترجم قبره الدليل إلى مكة ثم بعدها أرسل أبرهة رجلا يسمى الاسود إبن مقصود أرسله إلى مكة يستطلع الاخبار فخرج ببعض الخيل فلما وصل مكة سلبهم بعض أموالهم وأخذ مئاتي بعير كان يملكها سيد قريش وكبير قريش إنه عبد المطلب إبن هاشم وجاء بالابل إلى أبرهة فاجتمعت هديل وكنانة وقريش يريدون قتال أبرهة فلم عرفوا قدر قوته وقدر جيشه تراجعوا ولم يطق أحد بقتال أبرهة أما أبرهة فقد أرسل رجلا إسمه حنطى الحميري أرسله إلى
قريش فيسألهم إني لا أريد بكم حربا ولا حاجة لي بدمائكم إنما أردت هدم الكعبة فخلوا بيني وبينها فجاء حناطة الحميري إلى قريش وسأل عن سيدها عبد المطلب فجلس عنده وأخبره بالخبر فقال له عبد المطلب ونحن لاحاجة لنا بحرب أبرهة أما هذا البيت فنخلي بينه وبينه قال فإنه يريد أن يكلمك فخرج عبد المطلب وتوجه إلى معسكر أبرهة سأل أول ما دخل عن رجل إسمه ذوا نفر الذي أسر وكان صديقا لعبد المطلب فجلس معه فقال ياذي نفر هل لك أن تشفع لنا عند أبرهة قال وما يغني رجل أسير مثلي ماذا أصنع أنا رجل أسير قد يقتلني اليوم أويقتلني غدا لكن عندي صديق هو سائس الفيل وكان أبرهة قد أخرج فيلا ومعه سائس إسمه أنيس قال
سوف أكلمه ليشفع لك عند أبرهة فذهب ذوا نفر إلى سائس الفيل وأخبره أن عبد المطلب رجل شريف في قومه فاشفع له عند أبرهة فذهب أنيس إلى أبرهة وأخبره بالخبر وشفع له أن سيد قريش يريد أن يكلمك فأذن أبرهة أن يدخل عليه عبد المطلب دخل عبد المطلب على خيمة أبرهة وكان أبرهة جالس على كرسيه وحوله الحاشية فلما رآه أبرهة إستعظمه وأعطاه هيبته ووقاره فكره أبرهة أن يكون جالسا على الكرسي وعبد المطلب يجلس على الارض على البساط تحته فقام أبرهة من كرسيه وجلس على البساط مع عبد المطلب والهيبة تعلوه فهو سيد قريش وهو كبيرهم وكان بين أبرهة
وعبد المطلب ترجمان فلا أحد يعرف لغة الاخر قال أبرهة للترجمان ساله ما حاجته قال إن أبرهة يسألك ما حاجتك قال إن لي مئاتي من الابل أصابها صاحبك فسل الملك يرجعها إلي فقال الترجمان إلى أبرهة طلب عبد المطلب فقال أبرهة للترجمان قل له إنني عندما رأيته أعجبت به وأعطيته قدره وهيبته ولكنه لما طلب مني طلبه زهدت فيه قال عبد المطلب ولما لما زهدت بي قال جئت تسألني وتطلبني مئاتي من الابل وتترك بيتا هو دينك ودين أبائك وأجدادك لا تكلمني فيه وتسألني مئاتي من الابل وتترك بيتا أريد هدمه قال عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه ويمنعه فقال أبرهة ومن يمنعني من البيت قال عبد المطلب أنت وذاك أنت وذاك إن منعك