الأعواد المجتمعة لنصرة الرسول والإسلام.. لا تُكسر!
حربٌ مستمرة لن تتوقف.. بدأت منذ أكثر من 1492 سنة، عندما هاجر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هرباً من الطغاة المشركين كـحل لينتصر بهذا الإسلام ويرفعه عالياً.
واستمرت مروراً بالصحابة والدولة الأموية والعباسية والعثمانية وحتى وقتنا هذا، تزيد وتقلّ في تفاوت مستمر. لكن الأكيد أنها في أوجها الآن، ليست حرباً متكافئة ولا حرباً متوازنة بل حربٌ ضروس ضدّ الإسلام والمسلمين بشكل عنصري جاهل يهدف إلى التشويه والقمع والمسح التام من وجه هذهِ الأرض. هُو كذلك ودائماً وأبداً، الحقّ محارب، الحقّ منبوذ، لأنه الصوت الصحيح في خضم السواد والمصالح والرايات الزائفة، لأنه الصوت الذي يبدد الظلام ويبعث النور ويجدد صوت العقل.
الأمر لن ينتهي هكذا من نفسه لنفسه، ولا من يوم وليلة ولا بقدرة قادر ولا بسحر دجّال ومشعوذ، ولا بمحض الصدفة! الأكيد أنه سينتهي بأمر الله تعالى ولكنه سبحانه دعا إلى السعي والحركة والتصرف فالإنسان مخيّر وليس مسيّرا، وتحديد قدره بيده، وبالتوكل على الله سينال مبتغاهْ.
هذا أمر مفروغٌ منه ومنته بشكل لا مجال فيه للتناقش، إذن ما العمل؟ ماذا نفعل؟ سابقاً قام المسلمون كردة فعلٍ شريفة للدفاع عن رسولهم الكريم، وقاطعوا منتجات تلك الدولة التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وهزّت اقتصادهم الذي هو قوام معظم دول العالم الرأسمالية، ونجح الأمر وقدموا اعتذارا عاما.. ثم؟ ماذا حدث؟ عندما صارت هناك محاولة اغتيال للرسام الذي بدأ كلّ هذا، أول إشارات الاتهام كانت طبعاً للمسلمين وطبعاً أيضاً الذين لا يتفقون إلا نادراً اتفقوا بكل سرعة وربما أوتوماتيكي وربما مدبّر - من يعلم؟ - على أن يقوموا بنشر الصور مرة أخرى. كم هيَ لحمتهم قوية في الباطل! وكم هُو إيمانهم قوياً بما يعتقدونه صحيحاً! وكم هم عازمون على الدفاع عن آرائهم وأفكارهم! ماذا ينقضنا نحن المسلمين ونحن من هم متأكدون تمام التأكد أننا نحن الحقّ ولو غاب، نحن علامة الصح الضخمة في ضوء النهار، نحن لا ينقصنا شيء ويمكننا أن نتكاتف بشكل أقوى منهم.
يبدو أن المقاطعة لم تعد تخيفهم وأكيد أخذوا التدابير اللازمة لمواجهة أمر كهذا، ولحماية أنفسهم وأموالهم، فهو اقتصادهم الذي تقوم عليه حياتهم، هو إيمانهم وعقلهم وروحهم إن صحّ القول، إذاً ما الحل؟ الحل الصحيح والأمثل والذي دائماً ما أردده، هُو في تصحيح صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.
أطلق العنان لأفكارك وابذل كل جهدك وطاقتك ووظف كل معلوماتك ودراستك وأفكارك في سبيل هذا الهدف السامي الذي سيبقى لكَ ليس في الدنيا فقط بل شفيعاً لك في الآخرة إن شاء الله. وظف خبراتك، كلٌ ومجاله، لديك خلفية ممتازة عن الإنترنت.. إذن وظف ذلك بنشر المواد الصحيحة عن الإسلام، لغتك الإنجليزية ممتازة، ابدأ بالترجمة أو تأليف المقالات الجميلة عن معاملة رسول الله لأسراه، تملك مطبعة؟ إذا استعن بها لنشر منشورات عن قصص لرأفة الإسلام بالحيوان وأرسلها إلى مراكز إسلامية خارجية، لديك أموال مخصصه للصدقة، أرسلها إلى دول فقيرة باسم مسلم محب للخير. والأمثلة تطول، كلٌ يطيل النّظر بما حوله ويوظفه لهذا الأمر العظيم.
في نهاية المطاف، سيكون هناك صدى، إن لم تسمعه قريباً تأكد أنّ مداه ولو بعد حين سيظهر، لاشيء يمكن أن يفقد قيمته إن تمّ إنتاجه بشكل صادق وبعملٍ متقن، ويدٌ واحدة لا تصفق ولكل الأعواد المجتمعة لا تكسر!
منقول