حسم الجدل الفقهي والإعلامي حول كلمتي (شهيد) و(قتيل)

الادارة نقاط : 3054

حسم الجدل الفقهي والإعلامي حول كلمتي (شهيد) و(قتيل)
مفتي السعودية : ضحايا غزة يجوز تسميتهم بالشهداء
الرياض - خالد فيصل(خاص)
حسم المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الخلاف حول تسمية الضحايا الذين يسقطون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، معلناً في تصريح لـموقع (عناوين الإخبارى) أن "أهالي فلسطين، يذودون بدمائهم عن دينهم وأرضهم وعرضهم، وهم بهذا شهداء عند الله بإذنه تعالى، سواءً كانوا مقاتلين أمام جيش العدو أم كانوا من صفوف الأهالي الذين يقتلون في عمليات القصف العشوائية ".
وأثار تباين الألقاب التي تطلق على ضحايا غزة جدلاً واسعاً في العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً وأن البعض يطلق عليهم "قتلى"، وآخرين يسموهم "شهداء"، فيما تصاعد الجدل في وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، حول اللغة التي تستخدمها قناة "العربية"، في تغطيتها للحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في 27/12/2008، متهمة إياها بـ"خدمة إسرائيل إعلامياً"، كونها تطلق على من يسقطون في الحرب من الجانب الفلسطيني بـ"القتلى"، فيما أشاد آخرين بقناة "الجزيرة"، معتبرينها "تستخدم لغة تتناسب والتعاطف الشعبي في الشارع العربي"، خصوصاً أنها تستخدم مصطلح "الشهداء".
وكان رئيس تحرير قناة "الجزيرة" الفضائية أحمد الشيخ قد قال في حديث صحفي أن طريقة تعامل قناته مع الحدث "لا ينقص من موضوعيتها"، إلا أن مدير الأخبار في قناة "العربية" الفضائية نخلة الحاج، أعتبر في تصريح مماثل لـ"وكالة الأنباء الفرنسية"، أنه "ليس من وظيفة الإعلام أن يعطي وصف شهيد أو غير شهيد، وأن استخدام مفردتي قتلى وضحايا لاعتبارات مهنية صرفة".
===================
وهذه فتوى كانت قد صدرت فى حق شهداء العراق من المدنيين
وبالقطع تنطبق على شهداء غزة الأبرار
قتلى المدنيين بين شهادة الدنيا وشهادة الآخرة
السؤال :
هل يعتبر من يموت من المدنيين في العراق على أيدي الغزاة المعتدين من الشهداء؟
الإجابة :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :-
فرق الفقهاء بين من يموت من المسلمين بأرض المعركة وهو يدافع لتكون كلمة الله هي العليا، وبين من يموت من المدنيين بفعل الآلة العسكرية التي لا تترك مدنيا ولا عسكريا، وهذه التفرقة من حيث أحكام الدنيا، حيث تعتبر الطائفة الأولى من شهداء المعركة فلا يصلى عليهم، ولا يغسلون، أما من مات من المدنيين ممن لم يخطر بباله الجهاد فهو مظلوم له أجر الشهادة في الآخرة - وإن كان أجره دون المجاهد- وليس له أحكام الشهادة في الدنيا .
يقول فضيلة المستشار الشيخ: فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث:-كل من يقتل بسبب الغزو الأمريكي للعراق يعتبر شهيدا إن شاء الله. لكن مما لا شك فيه أن الذي يشارك في الدفاع عن بلاده ضد الأعداء، ويموت بسبب ذلك يعتبر شهيد المعركة، وهذه هي أعلى درجات الشهادة .
أما أن يقتل خارج المعركة فهو يسمى شهيداً، وان كانت درجته عند الله تعالى أقل فهو يشبه المقتول ظلما أو غرقا أو غير ذلك ممن يعتبرون شهداء. انتهى .
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية-:ذهب الفقهاء إلى أن للظلم أثرا في الحكم على المقتول بأنه شهيد، ويقصد به غير شهيد المعركة مع الكفار، ومن صور القتل ظلما : قتيل اللصوص والبغاة وقطاع الطرق، أو من قتل مدافعا عن نفسه أو ماله أو دمه أو دينه أو أهله أو المسلمين أو أهل الذمة، أو من قتل دون مظلمة، أو مات في السجن وقد حبس ظلما . واختلفوا في اعتباره شهيد الدنيا والآخرة ، أو شهيد الآخرة فقط ؟ فذهب جمهور الفقهاء : إلى أن من قتل ظلما يعتبر شهيد الآخرة فقط ، له حكم شهيد المعركة مع الكفار في الآخرة من الثواب ، وليس له حكمه في الدنيا ، فيغسل ويصلى عليه . وذهب الحنابلة في المذهب : إلى أن من قتل ظلما فهو شهيد يلحق بشهيد المعركة في أنه لا يغسل ولا يصلى عليه، لقول سعيد بن زيد : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: يقول (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) ولأنهم مقتولون بغير حق فأشبهوا من قتلهم الكفار .انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:-في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة " أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه .
قال: أرأيت أن قاتلني؟ قال: فاقتله .
قال: أرأيت أن قتلني؟ قال: فأنت شهيد .
قال أرأيت أن قتلته؟ قال: فهو في النار " قال ابن بطال: إنما أدخل البخاري هذه الترجمة في هذه الأبواب ليبين أن للإنسان أن يدفع عن نفسه وماله ولا شيء عليه، فإنه إذا كان شهيدا إذا قتل في ذلك فلا قود عليه ولا دية إذا كان هو القاتل .
ويتحصل من مجموع الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا، وشهيد الآخرة معا وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلا غير مدبر مخلصا .
وشهيد الآخرة فقط: وهو من قتل في غير الحرب كالمبطون، والمقتول ظلما بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكامهم في الدنيا .
وروى الحسن بن علي الحلواني في " كتاب المعرفة " له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال " كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد ".

والله تعالى أعلى وأعلم .
المصدر : إسلام أون لاين نت

رحمهم الله جميعا ً وأسكنهم فسيح جناته

» عبد الله بن رواحة.. شهيد مؤتة