اقتران صفات الله بلفظ "كان".
******************
المفتى : فضيلة الشيخ عطية صقر(رحمه الله تعالى).
مايو 1997 المبدأ : القرآن والسنة.
* سُئل : تأتي فى بعض الآيات صفات الله تعالى فيها عبارة " كان " مثل " كان الله غفورًا " فهل هذه الصفات ، كانت فى الماضى وزالت عنه وتغيرت أم باقية ؟.* أجاب : إذا وصف اللَّه نفسه فى القرآن الكريم لم يأت هذا الوصف دائما مقرونا بلفظ " كان "
فكثيرا ما يأتى الوصف بدون ذلك قال تعالى:
{ إن اللَّه على كل شيء قدير } البقرة : 109 ، { إن اللّه يحب التوابين ويحب المتطهرين }البقرة : 222 ، { واستغفروا اللَّه إن اللّه غفور رحيم } المزمل : 20.
وفى بعض الآيات يأتى الوصف مع لفظ " كان " كقوله تعالى {وكان اللّه غفورا رحيما } الأحزاب : 59 ، وقوله { وكان اللّه بكل شىء عليما} الفتح : 26 ،
وقوله تعالى { وكان اللَّه سميعا بصيرا } النساء : 134.
وليس المراد بذلك أن اللَّه سبحانه كان متصفا بالمغفرة والرحمة والعلم والسمع والبصر فى زمن مضى، ثم زالت عنه هذه الصفات فى الزمن الحاضر ولايتصف بها فى المستقبل ، ذلك لأن تقسيم الزمن إلى ماض وحاضر ومستقبل هو بالنسبة لنا نحن ، حين نتحدث ونحدد ما يقع من أحداث قبل زمن الحديث عنها أو فى أثناء الحديث أو بعده ، أما اللَّه سبحانه فهو منزه عن الزمان،وما كان مخلوقا لا يتحكم فيمن خلقه.
وكأن اللَّه سبحانه حين يقرن صفاته بلفظ " كان " يبين لنا أنه موصوف بذلك قبل أن يخبرنا ، بل قبل أن يخلقنا ، فهى صفات أصيلة فيه وجبت له لذاته لا لعلة أوجدتها فيه. فقد كان اللَّه بصفاته ولا شيء معه وقد نبه المفسرون على ذلك ، فجاء مثلا فى تفسيرالجلالين لقوله تعالى فى أول سورة النساء { إن اللَّه كان عليكم رقيبا } قوله : أى لم يزل متصفا بذلك. وقال الجمل فى الحاشية : نبه به على أن " كان " قد استعملت هنا فى الدوام ، لقيام الدليل القاطع على ذلك.
*********************
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما
والحمد لله رب العالمين