هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رملة بنت الزبير بن العوام رضي الله عنها الخميس مارس 19, 2009 1:34 pm | |
| حول السيرة العطرة للسيدة رملة بنت الزبير بن العوام أشار الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم إلى ما حظيت به من نسب حيث ان الأب.. حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة.. إنه الصحابي الجليل الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن لؤي بن غالب. أسلم قديما وهو ابن ثماني سنين وقيل ست عشرة سنة وهو أول من سل سيفه في سبيل الله بمكة، قال عروة بن الزبير، جاء الزبير بسيفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مالك؟ قال: أخبرت أنك أخذت. قال: فكنت صانعا ماذا؟ قال: كنت أضرب به من أخذك. فدعا له ولسيفه.
وكان الزبير رجلا طويلا جدا إذا ركب خطت رجلاه الأرض وكان خفيف اللحية والعارضين أسمر اللون. قال عنه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أشجع الناس: الزبير، ولا يعرف قدر الرجال إلا الله.
شارك الزبير في الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم أحد من المشركين عبيدة بن سعيد بن العاص، وعمه نوفل بن خويلد بن أسد، وكان الزبير ابن أخ السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.
ورغم أن الزبير لم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن أسلم إلا أن روايته للحديث قليلة وسئل عن ذلك فقال حين سأله ابنه عبد الله بن الزبير: ما لك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته يقول: من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده في النار.
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: من يأتينا بخبر بني قريظة؟ فقال الزبير: أنا. فذهب على فرس، فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية.. فقال الزبير: أنا. فذهب، ثم الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري، وحواريي الزبير.
وعن عائشة أم المؤمنين قالت لابن أختها عروة بن الزبير: يا ابن أختي، كان أبوك الزبير وأبو بكر من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. وقال صلى الله عليه وسلم: وحواريي من الرجال الزبير ومن النساء عائشة. ويوم غزوة الخندق حين عاد الزبير بن العوام بأخبار بني قريظة ثلاث مرات قال له: فداك أبي وأمي. وقال عروة بن الزبير: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداها في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها ضرب اثنتان يوم بدر وواحدة يوم اليرموك.
وعن حياة السيدة رملة مع أبيها وبعد موته قال: الباحث منصور عبد الحكيم إن السيدة رملة عاشت في كنف أبيها، فتعلمت منه الشجاعة، والجود وحب الإسلام والذود عنه وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه أحداثا جساما رغم صغر سنها، وتزوجت رملة من عثمان بن حكيم بن حزام وعاشت معه نعم الزوجة المسلمة وأنجبت له ابنه عبد الله الذي تزوج من السيدة سكينة بنت الحسين بمشورة أمه بعد أن قتل مصعب بن الزبير زوجها وأخو رملة وأم رملة هي الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد الكلبية، وأخواها مصعب وحمزة من الرباب بنت أنيف والزبير بن العوام.
وكانت رملة ذات جمال فائق وبلاغة وعقل، وبعد مقتل زوجها عثمان بن عبد الله بن حكيم الأسدي القرشي، وهو من أقاربها من بني أسد في معركة الجمل، تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية الذي قال فيها أشعارا جميلة تدل على مدى حبه لها وتعلقه بها. وقد اشتهر زوجها خالد بن يزيد بن معاوية في عالم الأدب والشعر وقد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء.
خالد بن الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الإمام البارع أبو هاشم القرشي الأموي أخو الخليفة معاوية بن يزيد والفقيه عبد الرحمن، روي عن أبيه وعن دحية ولم يلقه، وروى عنه رجاء بن حيوة والزهري وعلي بن رباح، قال عنه أبو زرعة الدمشقي: هو وأخوه من صالحي القوم.
كان يصوم الأعياد: الجمعة السبت والأحد، وقد ذكر خالد للخلافة عند موت أخيه معاوية بن يزيد ولم يتم له ذلك وغلب عليه مروان بن الحكم بشرط أن يكون خالدا وليا للعهد.
قال الأصمعي: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء؟ قال: الأجل قيل: فما أبعد شيء؟ قال: الأمل. قيل: فما أرجى شيء؟ قال: العمل. وقال: إذا كان الرجل لجوجا، مماريا، معجبا برأيه، فقد تمت خسارته. وكان ذا علم ومعرفة واسعة في شتى العلوم مثل الكيمياء والطبيعة وتوفي عام 54 ه وقيل 90 ه والله أعلم.
وحول قصة زواج رملة بخالد بن يزيد قال الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم: بعد مقتل زوجها عثمان بن حكيم يوم الجمل في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ظلت دون زواج حتى عهد خلافة عبد الملك بن مروان، وقد شاهدها خالد بن يزيد وهو يحج مع الخليفة عبد الملك بن مروان وأعجب بها، وبعد أداء مناسك الحج أخبر خالد الخليفة عبد الملك أنه أعجب برملة بنت الزبير واشتد حبه لها وأنه يريد الزواج منها فقال له عبد الملك: أوكل هذا قد بلغ بك يا خالد؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين وأكثر. وقد قيل إن عبد الملك بن مروان أراد خطبة رملة لنفسه فرفضت لأنه قتل أخاها مصعب بن الزبير أمير العراق. وقالت له: إني لا آمن نفسي على من قتل أخي. ولم تذكر لنا كتب التاريخ شيئا عن وفاتها رضي الله عنها وأرضاها.
| |
|