السيدة عائشة بنت طلحة الفياض هي من أبوين كريمين.. فالأب هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أسلم قديما بمكة، وأحد الثمانية الذين رشحهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للخلافة بعد مقتله.
أوذي في سبيل الله وهاجر فرارا بدينه لم يشهد بدرا الكبرى، لسفر في تجارة إلى الشام وحزن لذلك فضرب له الرسول صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره.
قال عنه صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.
شهد غزوة أحد. ودافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شلت يده.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم على جبل حراء هو وأبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير فتحركت صخرة فقال رسول صلى الله عليه وسلم اهدأ! فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
يقول الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم عن الصحابي طلحة بن عبيد الله: سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بطلحة الفياض حين اشتري بئرا، ونحر جزورا وأطعم الناس، وسماه يوم خيبر بطلحة الجواد.
عاش حميدا سخيا، وقتل فقيرا يوم موقعة الجمل بأيدي مثيري الفتنة بين الإمام على بن أبي طالب وطلحة والزبير رضي الله عنهم.
وروي في ذلك: قاتل طلحة في الوزر، بمنزلة قاتل علي.
قتل في موقعة الجمل الشهيرة عام 36ه ومعه ابنه محمد السجاد وكان شابا عابدا حزن عليه الإمام علي بن أبي طالب وقال عنه: صرعه بره بأبيه.
وبنات طلحة بن عبيد الله هن: عائشة وأم إسحاق والصعبة ومريم.
وعائشة بنت طلحة هي ابنة أخت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تزوجت بابن خالها عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، وأنجبت منه ابنها الوحيد طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق.
كانت ذات أدب وجمال. جاءها رجل وقال لها: رأيت طلحة في المنام فقال: قل لعائشة تحولني من هذا المكان، فإن النز الرطوبة قد أذاني.
فركبت عائشة بنت طلحة في حشمها وأخرجوه من قبره الذي كان مجاورا للنهر عند محلة بالبصرة.. وقال الراوي: فلم يتغير منه إلا شعيرات في أحد شقي لحيته أو قال رأسه. وكان بين وفاته ونقله أكثر من ثلاثين عاما. ويضيف الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم: تزوجت عائشة بنت طلحة بعد وفاة زوجها عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بالصحابي أمير العراق مصعب بن الزبير - رضي الله عنه - وأمهرها بخمسمائة ألف درهم.
وبعد مقتل مصعب بن الزبير تزوجها عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي سيد بني تيم في عصره، ومن كبار القادة أيام إمارة مصعب للعراق، وتولى إمارة بلاد فارس سنة 68 ه والبصرة في عهد عبدالملك بن مروان. قال عنها الذهبي: كانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن وحديثها مخرج في الصحاح، ولما قتل مصعب بن الزبير تزوجها عمر بن عبيد الله التيمي فأصدقها ألف ألف درهم وروت عن خالتها عائشة أم المؤمنين ووفدت على هشام بن عبدالملك فاحترمها ووصلها بجملة كبيرة.
وعاشت مع زوجها عمر التيمي ثماني سنين ثم توفي عام 82ه. فحزنت عليه ولم تتزوج بعده، وكانت تقيم عاما بالمدينة و عاما بمكة. ذكرها ابن حبان في الثقات.. ووثقها ابن معين. وعاشت رضي الله عنها والناس يتحدثون عن فضلها وأدبها فقد كانت ذات دراية بأخبار العرب وأشعارهم.
وتوفيت عام 110ه ودفنت بالمدينة المنورة رضي الله عنها وأرضاها.