هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: سفيان ابن سعيد الثوري الخميس مارس 19, 2009 4:40 pm | |
| أرسل إلينا قاضيا ، قال حسن من يصلح لكم ؟ قالوا : سفيان ابن سعيد الثوري ...
سفيان أيها الأخوة والأخوات كان عالما من العلماء لكنه كان تقيا ورعا معظما لجلال الله جل وعلا ، قالوا له سفيان ابن سعيد الثوري هو الذي يصلح قاضيا عندنا ، قال حسنا ادعوه إلي ، دعوا سفيان ابن سعيد الثوري حتى إذا أوقفه أبو جعفر بين يديه قال له أبو جعفر يا سفيان ، قال له ما تريد أيها الخليفة ؟ قال إني أريد أن أجعلك قاضيا في بلد كذا وكذا ، قال إني لا أصلح للقضاء ، قال بلى تكون قاضيا ، قال لا أريد أن أكون قاضيا قال بلى تكون قاضيا ، قال لا لا أريد أن أكون قاضيا فغضب أبو جعفر ثم التفت قال يا سياف ، قال ما تريد ؟ قال النطع والسيف ، " النطع جلد يوضع تحت رأس الرجل حتى إذا قطعوا رأسه ما تتسخ الأرض بدمائه والسيف معروف فأخذ السياف ونطعه وفرشه وجذب أبو سفيان ، قال ما تفعلون ؟ قالوا : نقتلك ، قال يعني إما أن أكون قاضيا وإما أن تقتلوني قالوا نعم قال حسنا أيها الخليفة أنظرني إلى غد آتيك في زي القضاة ، قال حسنا لا تتأخر . مضى سفيان أيها الأخوة حتى وصل إلى بيته فلما أظلم عليه الليل لم يكن متزوجا ولا صاحب أولاد جمع متاعه على بغل وركب هو على بغل وخرج من الكوفة كلها ، مضى من العراق خرج ، فلما أصبح أبو جعفر انتظر أين سفيان أين سفيان أين سفيان ، ما جاء ما جاء ينتظر ما جاء أبو سفيان فلما سأل عنه ذهبوا إلى بيته فأخبرهم الجيران أنه في الليل قد هرب أنه قد وضع متاعه على بغل وركب على بغل وهرب من العراق كلها ، عندها غضب أبو جعفر غضبا شديدا ثم أرسل إلى جميع الممالك ، كان خليفة تدخل تحته مصر والشام واليمن والحجاز ونجد ، أرسل إلى جميع الممالك أن من جاءني بسفيان الثوري حيا أو ميتا فله كذا وكذا ... مضى سفيان تحير أين يذهب فقال أمضي إلى اليمن بعيد وأموت هناك ، في أثناء الطريق إلى اليمن فنيت النفقة التي عنده ، المال الذي معه يصرفه أثناء الطريق انتهى فأراد أن يعمل فأقبل إلى صاحب بستان وقال له أنا أريد أن أعمل عندك في البستان لمدة شهر وتعطيني أجره ثم أكمل طريقي أنا ذاهب إلى اليمن ، قال حسنا ... صاحب البستان يعرف أن الخليفة قد جعل جائزة لمن جاء بسفيان لكنه ما كان يدري أنه هذا هو سفيان ابن سعيد الثوري رحمه الله ... أقبل سفيان يعمل في هذا البستان ومضت عليه الأيام في هذا البستان ، في يوم من الأيام قال له صاحب البستان يا غلام يا خادم أقبل إليه سفيان قال : ما تريد ؟ قال اعطني عنبا حلوا ، فأقبل إليه بعنب ثم ذاقه فإذا هو مر ، قال أعطني شيئا آخر ، مضى وأتى بعنب آخر وأعطاه إياه فإذا هو مر فغضب صاحب البستان قال : أنت ما تعرف العنب الحلو من الحامض ؟ قال لا والله ما أعرف قال : كيف ما تعرف ؟ قال لأني ما ذقت العنب أصلا الذي في بستانك ، قال عجبا قد مضى لك الآن شهر كامل أو قريبا منه في هذا البستان وإلى الآن ما ذقت العنب ؟ لماذا ؟ فقال سفيان إني ما ذقته لأنك أنت ما أذنت لي أن آكل فكيف آكل ، أخشى أن آكل عنبا يحاسبني الله تعالى عليه يوم القيامة ، فنظر إليه صاحب البستان ثم قال : تتصنع الورع ؟ يعني تظهر أنك ورع وتخاف من الله ، والله لو كنت سفيان الثوري ، كان يضرب به المثل في الورع ، يقول لو كنت سفيان الثوري ما تفعل ذلك ، سكت سفيان ومضى ومضى صاحب البستان إلى دكانه ، جلس مع صاحب له عند الدكان ، بدأ يحدثه عن هذا الموقف بينه وبين هذا الخادم وكان يقول له أن هذا الخادم يتصنع أنه ورع ويقول كذا وكذا ، فقال له صاحبه كيف صفته هذا الرجل الذي يعمل عندك ؟ قال لحيته كذا وجهه كذا ، طوله كذا ، عرضه كذا ، قال هذه والله صفة سفيان الثوري ، لعله هو سفيان الذي جاءك يشتغل عندك هرب من الخليفة واختبأ عندك فتعال نقبض عليه حتى نأخذ جائزة أمير المؤمنين . أقبلوا مسرعين إلى البستان فإذا سفيان الثوري قد ركب على بغلته وهرب من البستان وصل رحمه الله تعالى إلى اليمن وبدأ يشتغل عند بعض الناس فلما بدأ يشتغل عند بعض الناس اتهمه بعض الناس بالسرقة ثم حملوه وقيدوه وذهبوا به إلى والي اليمن أدخل على الوالي فلما أدخل عليه نظر إليه الوالي ثم قال له : اعترف أنت سرقت ؟ قال لا والله ما سرقت ، قال بلى سرقت ، قال لا والله ما سرقت ، قال فكوا قيده ففكوا قيده ثم قال الوالي للذين جاؤوا به أخرجوا عني حتى أسائله أحقق معه فخرجوا ثم قال الوالي لسفيان : ما أسمك ؟ قال : أسمي عبد الله ، قال كلنا عبيد لله ، أنا أريد أسمك أنت ما أسمك ؟ قال أنا عبد الله ، قال أقسمت عليك بالله أن تخبرني باسمك .. قال أنا سفيان ، قال سفيان ابن من ؟ قال سفيان ابن عبد الله ، قال أقسمت عليك بالله أن تخبرني باسمك واسم أبيك وتنتسب أي تعطيني أيضا اسم العائلة ، فقال أنا سفيان ابن سعيد الثوري ، قال له الوالي أنت سفيان الثوري ؟ قال نعم ، قال أنت بغية أمير المؤمنين ؟ قال نعم ، قال أنت الذي هربت من بين يدي أبي جعفر المنصور ؟ قال نعم ، قال أنت الذي جعل فيك الجائزة ؟ قال نعم ، قال أنت الذي ... واخذ الوالي ينتفض وسفيان ينتفض فر من الموت وفي الموت وقع ، لكن الله جل وعلا ينجي عباده في هذه المواقف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " فلما سمع الوالي هذا الكلام خفض رأسه ثم رفعه ، ثم قال : يا أبا عبد الله أقم في اليمن كيف شئت وارحل منها متى شئت فوالله لو كنت مختبئا تحت قدمي ما رفعتها عنك . عندها خرج سفيان من عنده ومضى رحمه الله تعالى تحير أين يذهب فمضى حتى وصل إلى مكة دخل إلى مكة واختلط بالعلماء وبدأ يعلم العلم ويدرسهم الفقه والحديث ، سمع به أبو جعفر وهو في العراق سمع أن سفيان الثوري في مكة وكانوا على إقبال أشهر الحج فعندها أرسل أبو جعفر الخشابين قال لهم انصبوا الخشب أمام باب الحرم حتى أعلق عليه سفيان الثوري حتى إذا أتيت أنا أكون أنا أقتله بنفسي من شدة الغيظ الذي في قلبه على سفيان ... وصل اولئك الخشابون وكان أبو جعفر يمشي في طريقه وراءهم يريد أن يصل بعد وصولهم مباشرة ، وصل الخشابون دخلوا للحرم بدأوا يصيحون بالناس من لنا بسفيان الثوري ، من لنا بسفيان الثوري ، من يدل على سفيان الثوري ويدعون الناس ويستنفرونهم حتى قال له بعض العلماء اللذين حوله يا أبا عبد الله لا تفضحنا يا أبا عبد الله قم وسلم نفسك تقتل ولا نقتل كلنا فلما أكثروا عليه قام رضي الله تعالى عنه يمشي على الأرض ثابتا متثبتا حتى وصل إلى الكعبة ثم قال : اللهم أقسمت عليك ألا يدخلها أبو جعفر ، أقسمت عليك ألا يدخل أبو جعفر مكة ، أقسمت عليك يا ربي ألا يدخل أبو جعفر مكة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن من عباد الله (يعني الصالحين) من لو أقسم على الله لأبره " أول ما يقسم على الله تعالى يستجيب الله عز وجل دعاؤه من عظمة قدر هذا العبد عند رب العالمين يقول اللهم إني أقسمت عليك ألا يدخلها أبو جعفر فإذا بهذه الدعوة ترتفع إلى السماء ثم ينزل ملك الموت على أبي جعفر فيقبض روحه على حدود مكة ويموت أبو جعفر ويدخل مكة وهو محمول على النعش ويصلى عليه في الحرم وينجو سفيان الثوري بإذن الله تعالى من هذه المقتلة .
| |
|