بسم الله الرحمن الرحيم
حدث ان موسى علية السلام لما نزل في ارض بني كنعان من ارض الشام، اتى قوم بلعام بن باعوراء
فقال قوم بلعام:يا بلعام ان هذا موسى بن عمران في بني اسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني اسرائيل ويسكنها وانا قومك وليس لنا منزل وانت رجل مجاب الدعوة فاخرج وادعوا الله عليهم
فقال ويلكم نبي الله معه الملائكة ،والمؤمنون ، كيف اذهب ادعوا عليهم؟ وانا اعلم من الله ما اعلم
قالوا ما لنا من منزل،فلم يزالوا به يرجونة،ويتضرعون الية،حتى فتنوه فافتن
فركب حمارة له،متوجها الى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني اسرائيل وهو جبل حسان0
فلما سار عليها غير كثير ربضت به الحماره ، فنزل عنها فضربها حتى قامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها حتى اذا اذلقها ،اذن الله لها فكلمتة حجة علية0
فقالت:-الحماره-:ويحك يا بلعام،اين تذهب؟اما ترى الملائكة تردني عن وجهي هذا ،اتذهب الى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم وقد يكون البهيم اعقل من بعض الناس
فلم ينزع عنها فضربها،فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك0
فانطلقت به حتى اذا اشرفت على راس جبل حسان على عسكر موسى عليه السلام وبني اسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشر الاصرف به لسانه الى قومه ولا يدعو لقومه بخير الاصرف لسانة الى بني اسرائيل0
فقال له قومه: اتدري يا بلعام ماذا تصنع؟ انما تدعو لهم وتدعوا علينا0
قال: فهذا مالا املك، هذا شئ قد غلب الله عليه واندلع لسانه فوقع على صدره0
فقال لهم :قد ذهبت الان مني الدنيا والاخرة،فلم يبقى الا المكر والحيلة،فسامكر لكم واحتال،جملوا النساء واعطوهن السلع، ثم ارسلوهن الى العسكر يبعنها فيه ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل ارادها،فانهم ان زنا منهم واحد كفيتموهم،ففعلوا وما عصي الله بشئ بقدر ما عصى بالنساء الساقطات0
فلما دخل النساء المعسكر مرت امرأة من الكنعانيين اسمها-كستى-ابنه صور رئيس امته،برجل من عظماء بني اسرائيل وهو-زمري بن شلوم-راس سبط شمعون بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم،فقام اليها،فاخذها بيدة، حين اعجبة جمالها ثم اقبل بها حتى وقف بها على موسى عليه السلام، فقال:اني اظنك ستقول هذه حرام عليك؟
فقال موسى عليه السلام:اجل ،هي حرام عليك لا تقربها0
فقال زمري:فوالله لا اطيعك في هذا،فدخل بها قبته فوقع عليها،وارسل الله الطاعون في بني اسرائيل وكان الفنحاص بن العيزرا بن هارون صاحب امر موسى وكان رجلا اعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش وكان غائبا حين صنع زمري ما صنع فجاء الطاعون يجوس في بني اسرائيل فاخبر الخبر فاخذ حربته وكانت من حديدو دخل على القبه وقتلهما بحربته وجعل يقول اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون وقيل ان من هلك في الطاعون من بني اسرائيل فيما بين ما اصاب زمري المرأة وقتلهم
فنحاص سبعون الفا