بلاغة القرآن
قال الله تعالى(وإذقال إبراهيم رب اجعل هذابلد آمنا وارزق أهله من الثمرات) سورةالبقرة
وقال ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) سورة أبراهيم
فعرف (البلد ) في إبراهيم ونكره في البقرة ...... لماذا ؟
أما في سورة البقرة حيث جاء نكرة فهو إشارة إلى البقعة أو الوادي الذي دعا إبراهيم عليه السلام لأهله حين أسكنهم فيه كما جاء في قوله ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غيرذي زرع عند بيتك المحرم )
وكان ذلك قبل بناء الكعبة فناسب تنكيره هنا لأن الدعاء كان قبل أن يكون البيت بلد دائم الأمن
أما آية إبراهيم فقد تضمنت الدعاء الثاني الذي كان بعد بناء البيت واستقرار أهله به .
فكان التنكير لما كان مكان من الأمكنة غير مشهور بأي خصوصية .
هذا وإن كانت الدعوتين في وقتين مختلفين وهو الأرجح .
أما إن كانت الدعوتان بعد أن صار المكان بلدا وكان طلبه أن يجعله آمن ففيه
1ـ تحتمل كلمة (بلدا ) أن يكون قبلها معرفة محذوفة والتقدير ..اجعل هذا البلد بلدا آمنا .
2 ـ لا يكون هناك محذوف ولا يكون هناك بلد بل دعا له أن يكون بلدا .
3 ـ أن يكون الأول نكرة فلما أعيد لفظها أعيد معرفا كما تقول : قابلت رجلا فأكرمت الرجل .
والله أعلم
تسطع ............ تستطع
عندما شاهد موسى من الخضر أمورا غريبة لم يستطع الصبر عليها
كان في نفس موسى هم فجاءت معها التاء (تستطع ) فيها ثقل في الكلمة . بينما حذفها مع زوال الهم النفسي عندما أخبره الخضر فجاءت (تسطع )
كذلك في قوله تعالى ( فما اسطاعوا أن يظهروه واستطاعوا له نقبا )
لأن الصعود يحتاج إلى خفة فكانت (اسطاعوا ) ولما كان الحفر والنقب فيه جهد وعناء جاءت (وما استطاعوا ) والله أعلم
في قوله تعالى ( وعباد الحمن الذين يمشون على الأرض هونا )
وقوله (وما أنا بظلام للعبيد )
كلمة عباد دائما تكون للمؤمنين العابدين والألف فيها تسمى (ألف العزة)
في القابل نجد ( ياء الذلة ) في كلمة عبيد حيث وردت خمس مرات وكلها عن الكفار وتنفي الظلم عن الله سبحانه وتعالى .
عباد فيها رفعة وكرامة
عبيد فيها ذل وإهانة .
كذلك في قوله تعالى ((الذين يمشون على الأرض هونا )... على
( ولا تمش في الأرض مرحا )....في
عباد الرحمن أصحاب العزة والكرامة يمشون مستعلون على لأرض متمكنين عليها وليس فيها فهم يعلمون أنهم غير مخلدون فيها
بينما يعيب على الكفار الذين يمشون في الأرض في تكبر وغرور وكأنهم مخلدون فيها .
يقول الله تعالى (ربنا أفرغ علينا صبرا )
أفرغ يعني يصب ولكن بسلاسة وبساطة ومعنى آخر أن يملئ الفراغ أي أملئ فراغنا بالصبر أي أدخل الصبر فينا برفق حتى تملؤنا صبرا ..لما كان الكلام على المؤمنين كان برفق ولين
قارن هذا بقوله تعالى (فصب عليهم ربك سوط عذاب ) صب عليهم العذاب صبا بلا رحمة فسبحان الله كلمتين لها نفس المعنى ولكن استعمل هذه م مع المؤمنين وهذه مع الكفار
كلمة المطر لا تستعمل في القرآن إلا في موضع عذاب وعقاب
( فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) الأنفال
( وامطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) الأعراف
وفي الخير ........
( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) الشورى
من برنامج سحر القرآن لطارق السويدان
للحديث بقية
الجمعة مارس 27, 2009 2:20 pm