هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: منزلة قارئ القرآن السبت مارس 28, 2009 12:50 pm | |
| كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا غادره الوحي قرأ ما تلقاه عنه في نفسه وأقرأه اصحابه وكان هؤلاء يقتفون أثره، وينهجون نهجه، ويقرأون مثل قراءته، وكيف لا يفعلون وقد أخبرهم صلوات الله وسلامه عليه ان الله تعالى يطري قارئ القرآن ويدنيه، ويجزل له الاجر. ويضع تاج الكرامة على رأسه يوم القيامة، ويقول له والخلق كلهم شهود: “اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر ما قرأت”.
واقرأوا ان شئتم قوله عليه الصلاة والسلام: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف، ولكن الف حرف ولام حرف، وميم حرف”
وقوله صلوات الله عليه:
“مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر” رواه مسلم.
وفي الاجتماع لتلاوة القرآن وتدارسه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه”.
وفيما أعد لهذه الصفوة الممتازة من الثواب العظيم والمقام الكريم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أعطي ثلث القرآن فقد اعطي ثلث النبوة، ومن أعطي ثلثا القرآن فقد اعطي ثلثا النبوة، ومن قرأ القرآن كله فقد أعطي النبوة كلها غير انه لا يوحى اليه ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارق، فيقرأ ويصعد درجة بعد درجة، حتى ينتهي ما معه من القرآن، ثم يقال له: اقبض فيقبض، ثم يقال له: أتدري ما في يدك؟
فإذا في يده اليمنى الخلد وفي اليسرى النعيم” تفسير القرطبي 1/7.
ولا خلاف في أن قراء القرآن وحفاظه قد كانوا هم الصفوة الممتازة في المجتمع المسلم ايام النبي صلى الله عليه وسلم وأيام الراشدين من بعده، فهم الذين يؤمون الناس في الصلاة وهم الذين يفتونهم في الدين، وهم الذين يقضون بينهم اذا تخاصموا وهم الذين يعلمونهم احكام الاسلام ويعرفونهم الحلال والحرام.
وقد روى ان الرجل كان اذا حفظ سورة البقرة وآل عمران لا تكاد الابصار تنظر الى وجوههم هيبة لهم واجلالا لقدرهم.
وكيف لا يكون القراء والحفاظ كذلك. وهم أهل الله المنقطعون له، وحزبه المنصرفون اليه وشهود مأدبته التي دعا اليها الصالحين من خلقه والمخلصين من عباده.
| |
|