تقلب الأيام وانتصار الإسلام

بين الإنسان و الأيام ألوان من الفكر و المشاعر تذهب و تجيء بالتناوب ...
منها ما يكون قد حسب حسابه و توقعه ..
ومنها ما يخالف كل التوقعات ..
و منها ما ينتهي و يختفي بعد حدوثه بقليل ..
في حين يستمر بعضها بالأيام والشهور و السنين ...
هذه التفاعلات تلعب بكثير من الناس لعبة خطيرة وهم لا يعلمون ...
تتسمى هذه اللعبة بأسماء عديدة هي مجرد اختلاق ...
يقل نصيبها من الحقيقة أو ليس فيها من الحقيقة شيء ..
إذااستراح الإنسان لأمر وجاء الانفعال موافقا لهواه ..
قال : حظي الباسم ، و ذكائي ، و خبرتي ، و همتي ..
و عكس ذلك تسوء الأسماء و يسوء الظن بالحياة و المقادير ...
و تتشعب السبل تذهب بفريق يبتئس و فريق يضل و فريق يتحلل من القيم ..
لأن الحياة علمته أن يدوسها ، و من لا يفعل ذلك فهو سادر في غيه و غفلته ...
ومهماتنوع الناس و تباينت نماذجهم واتسعت المسافة أو ضاقت بين حظوظهم ..
فإنهم لم يلتفتوا إلى أن اللعبة ليست عبثية ..
ليست لا معقولة ..
و إنها تخضع لقوانين معقولة لا يتساوى من يعرفها ومن يجهلها ..
لا يتساوى من تركها و من تعامل بها ..
و بهذاالجهل و الانفصام تنشأ هذه الفوضى و تقوم المفارقات الرهيبة..
و نجد الأبيض و الأسود بعد أن كانا سعادة و تعاسة ..
ما هما إلا حبلان لمشنقة واحدة تغتال ذاتية الإنسان و تشوه جمال الحياة..
و تفسد و تسمم كل ما هو إنساني و كل ما هو اجتماعي في تعايش الناس مع الناس ..
الإسلام على خلاف ذلك تماما من الألف إلى الياء ...
دائما يحفظ مصلحةا لناس و نوعياتهم و علاقاتهم ..
في إطار من الثبات الطيب القوي الجميل مع التطور البنائي من الحسن إلى الأحسن ..
إلى الأفضل في كل مرّة عن مرّة و في كل وقت عن وقت ..
الإسلام يحارب الجهل و التسيب اللذان تتمكن من خلالهما عبثية الحياة أن تلعب و تغتال و تشوه ..
الإسلام يحدد للحياة المعنى و الأسلوب..
جعل كل الأمور طاعة ، السراء طاعة و الضراء طاعة ..
و على الإنسان أن يعمل و يتوكل و يستعين بربه وأن يطمئن إلى دينه ..
لذلك فالمسلم دائما رابح ، دائما فائز ..
إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر ...
و المجتمع المسلم يتعاون على البر و التقوى ، و لا يتعاون على الإثم و العدوان ...
أطر إسلامية ذائعة كل الروعة ، عظيمة متناهية العظمة ..
تشدنا إلى مداومة التأمل و المراجعة و كلما فعلنا ازداد الأمر جلاء و تألقت الروعة و تجلت العظمة ...
و محصل ذلك أن تشرق شمس الهداية في النفس المسلمة..
تلك الشمس التي لا تغرب ولا تحرق و لا تمر في سمائها غيوم ..
هذا المسلم لايبتئس .. لا يكتئي .. لا يغترب ....
لاتتطاول عليه الوحشة ..
لا يفقد رونقه و بهاءه ..
لا تفارقه ابتسامته ..
لا تهتز هناءته ..
مؤتنس بحياة اشعاعها الأنس و الرضا بالقضاء ..
و تمضي الحياة بالناس كما يمضون بها ......