معاشر المسلمين: أين أنتم عن جرائم الحرب الإبادية التي يقوم بها اليهود الصهاينة ضد إخوانكم في فلسطين، إنها مجازر ومذابح جماعية، لقد قتلوا في الغارة الماضية على مخيم جنين، مئات القتلى من المسلمين الشهداء، وأودعوهم مجاري المياه، وأماكن التصريف الصحي، وفاحت روائح جثث المسلمين، ودفنوا الكثير منهم حتى لا تُكتشف تلك المذبحة اليهودية الفادحة ضد شعب فلسطين المسلم، إنها أوسمة من الفضيحة والعار تحيط برقاب المسلمين في كل مكان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إنا نبرأ إليك مما فَعل الخونة من المسلمين، ونعوذ بك مما فُعل بالمسلمين.
يقول الملك عبد العزيز رحمه الله: "ما من شك في أن الحركة الصهيونية تجند الأنصار والأتباع، بينما العرب ليس من ينصرهم إلا الله، ثم حقوقهم الصريحة في أوطانهم وأنا لا أخشى اليهود، لأن الله سبحانه وتعالى قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة، وإذا كنا متمسكين بمعتقدنا عاملين بأوامر ديننا بإذن الله لن نخشى اليهود ولن نبالي بهم لأن الله تعالى معنا".
أمة الإسلام: يجب على المسلمين أن يتعاونوا جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وعلى تباين دولهم وأجناسهم لرد فلسطين إلى أهلها, وصيانة المسجد الأقصى مهبط الوحي ومصلى الأنبياء الذي بارك الله حوله، صيانته من دنس الصهاينة الغاصبين، وحماية أثار المشاهد الإسلامية من أيدي هؤلاء العابثين، وأن يعينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى على الجهاد في هذا السبيل وأن يبذلوا كل ما يستطيعون، حتى تُطَهَّرَ البلاد من أثار هؤلاء الطغاة المعتدين. كيف ويعلم الناس جميعاً أن اليهود يكيدون الإسلام وأهله ودياره أشد الكيد منذ عهد الرسالة إلى الآن, وأنهم يعتزمون أن لا يقفوا عند حد الاعتداء على فلسطين و المسجد الأقصى, وإنما تمت خططهم المدبرة إلى امتلاك البلاد الإسلامية الواقعة بين نهر النيل و الفرات.
وإذا كان المسلمون جميعاً -في الوضع الإسلامي- وحدة لا تتجزأ بالنسبة إلى الدفاع عن بيضة الإسلام, فإن الواجب شرعاً أن تجتمع كلمتهم لدرء هذا الخطر والدفاع عن البلاد واستنقاذها من أيد الغاصبين. إننا نوقن بأن فلسطين أرضاً إسلامية وستبقي إسلامية وسيحررها أبطال الإسلام من دنس اليهود كما حررها الفاتح صلاح الدين من دنس الصليبيين, قال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } .
عباد الله: إن الشباب عماد الأمة، وقوامها الذي تقوم به، ومجدها الذي تعتز به، ودرعها الذي يقف سداً منيعاً لها من أعدائها، ولكن هل الشباب اليوم، هم أولئك الشباب الذين تترقبهم أمتهم، أهم أولئك الشباب الذين يحذرهم أعداؤهم؟ إن شبابنا اليوم، شباب بطن وفرج، شباب شهوة وسياحة، سياحة لمعاقرة الخمور والمخدرات، وفعل الفاحشة بالعاهرات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ». رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. شبابنا اليوم إذا طلبتهم، وجدتهم على الأرصفة مجتمعين، وحول الدشوش متحلقين.