boutfaddin عضو جديد
نقاط : 47
| موضوع: واقع و ليس وجهة نظر السبت أبريل 18, 2009 7:45 pm | |
|
العالم يشهد ثورة في جميع مناحي الحياة و العلوم والصناعات والإتصالات والإبداع والرقي والتمدن الحضاري والتكنولوجي ، ثورة عارمة لا تضاهيها كل الثورات العالمية العلمية التي سبقتها منذ فجر الخليقة لحد الآن، تقدم علمي رهيب مدهش ساحر يأخذ العقول ويأسر القلوب من شدة دقة هذه الصناعات والتطورالهائل والذي لا يكاد يصدق في زمن أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة جدا,بفضل الثورة التقنية الحديثة والمتجددة في كل لحظة , كل يوم يمر علينا ، يزداد العلم تسارعاً وباتت إنجازاته ليس على الأرض فحسب وإنما يلامس الفضاء والكواكب والمجرات ، الغرب يمتلك ناصية العلم والتقدم والتطور التقني ويصل إلى مراحل متقدمة جداً في شتى العلوم ، ثورة علمية صاعقية تقترب من المعجزات ، إن لم تكن هي الإعجاز بحد ذاته . ثورة عارمة في مختلف الميادين والأصعدة,ففي الامبراطورية الصينية تطورا علمياً وتكنولوجيًا كبيرا تحديدا خلال المئة سنة الماضية في حين يعتبر تقدما غير مسبوق.طرأت هذه التغيرات بصورة أساسية خلال الخمسين سنة الأخيرة في القرن الماضي,حيث ازداد عدد هيئات البحوث العلمية,ودخل التطور العلمي والتكنولوجي الصيني قفزة جديدة تلفت أنظار العالم ,شهد مستوى أبناء الشعب الصيني العلمي ارتفاعا متزايدا مع مرور الأيام. ابتداء من عام 2001 قررت الحكومة الصينية اتخاذ دفع تطور الصناعات التقليدية وحفّز بحوث التكنولوجيا العالية وتعزيز البحوث الأساسية وتعميق اصلاح النظام العلمي والتكنولوجي وبناء منظومة الابداعات الوطنية كمهمة رئيسية لأعمال العلوم والتكنولوجيا الدولية وفق خطة وطنية. كذلك التطورالعلمي الهائل في اليابان القريب من المعجزة يُعمل به لراحة الشعب , ساعد في ذلك الظروف البشرية والتاريخية رغم ضعف الموارد الطبيعية.
في حين أن العالم العربي ما زال حتى مطلع القرن الواحد والعشرين يعاني أزمات وظواهر عديدة لا سبيل لحصرها / انعدام الاستقرار الأمني – خلل في وضع سياسة شاملة تعمل على توفير الأمن الغذائي لشعوب تزرع وتصنع . ظاهرة الأمية المتفشية في العالم العربي والتي تمثل احدى العقبات المعيقة للتنمية في مختلف أبعادها حيث أن عدد الأميين في العالم العربي ناهز 70 مليون شخص باعتبار تعريف الأمية المعمول به وهو الشخص الذي بلغ العاشرة ولا يعرف القراءة والكتابة ,على حين أن الأمية تجاوزت حدود تعريفاتها وفق البيانات الاحصائية فان معدل الأمية 35.6% بعام 2004 بمقارنة العالم بمعدل 18% وأن ثلثي أولئك من النساء ,حيث بلغت نسبة الأمية في أوساط النساء العربيات 80% . كما تعتبر الأمية السبب المباشر للتخلف الاجتماعي والاقتصادي والحضاري ,في حين أن ظواهر الخلل في العالم العربي متعددة ومركبة ومعقدة الى حد يصعب وضع حد أو حلول عملية لها،مما يثقل كاهل الفئة المتعلمة بعامتها المثقفة بخصوصيتها ويحتم عليها مسؤوليات كبيرة لمحاولة النهوض وترميم الوضع الراهن. ان العالم العربي وللأسف تكرّست فيه حالة الاغتراب والعزلة في زمن أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة جدا,بفضل الثورة التقنية الحديثة والمتجددة في كل لحظة , المثقف العربي يقف اليوم على مفترق طرق , حيث يعيش حالة من التشظي والانكسار ,يقدم دورا باهتا في الحياة ,يضيع وسط محيط جارف وأصوات لا تمت الى عوالم الفكر والثقافة بصلة. لعل أشد معاناة تحدُّ من انطلاق المثقف في العالم العربي متطلبات الحياة اليومية ,فالمثقف انسان بحاجة أن يأكل ويشرب ويرتاح ماديا ليستطيع أن يقدم ابداعه وإنتاجه وتطلعاته وهو في حالة من الطمأنينة والإستقرار النفسي والأمني والإجتماعي ,فقد أصبح الانسان العربي عموما والمثقف بشكل خاص ينوء تحت وطأة متطلبات حياتية ليصبح في الغالب انسانا تحكمه المنافع وتجذبه المصالح ، كما يواجه المثقف العربي كثيرا من عوامل اليأس والاحباط فالحريات مصادرة والانسانية تمتهن ، والكرامة مفقودة ، وهو غريب في وطنه يملئوه اليأس والقنوط . العالم العربي بحاجة الى ثقافة جادة تكون موجها رئيساً للحركة الانسانية وقاعدة حضارية من خلالها نتمكن العبور من ميدان التخلف والأمية الى ميدان التنافس القيادي. المطلوب ثقافة بناء الانسان ,أي اخراجه من حالة العبودية الى الاستقلالية في التفكير ,والمثقف عليه أن يواجه المشاكل مواجهة علمية ,وعليه اقتراح العملية التي تتناسب مع الواقع والخروج من تساؤلات ماذا نفعل؟ الى تكريس الجهود عبر خطوط علمية واضحة . ضرورة أن يكسر المثقف الحقيقي جدار عزلته بينه وواقعه خارجا من قمقمه ومن حالة الاغتراب النفسي والاجتماعي للتفاعل مع عامة الشعب واتباع أضعف الايمان . لن يكون التغير الاجتماعي والتطور العلمي والتكنولوجي الا بدءً بالانسان أولا وأخيرا. للكاتب محمد خلف الرشدان.
| |
|