علم التوحيد بأقسامه الثلاثه ،هو أشرف العلوم وأجلها .إذ هو الدين الصحيح الذى لا يقبل الله دينا سواه..وهو علم أصول الدين ..وعليه أسست الملة.
ولتفشي البدع والضلالات_ والديانات والمذاهب والنحل الباطله .وإختلاط الحق بالباطل .فقد أصبحت الحاجة اليه ماسة ..والضرورة اليه فوق كل ضروره إذا لا نجاح فى الدنيا ولا سعادة فى الآخرة ولا نجاة إلا بمعرفة العبد ربه ومعبوده بألوهيته وأسمائه وصفاته ..ولا يتأتى هذا إلا بالعقيدة الصحيحة. وهى الموافقة للكتاب والسنة .
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقون القرآن من الرسول ..ويقرأونه ويتفقهونه ..وما أشكل عليهم ..سألوا الرسول عنه وإطمأنوا لتفسيره ..وإئتمروا بأوامره ..فأحلوا حلاله وحرموا حرامه ..ولم يتجاوزوا حدوده .
وأذعنوا لأوامره ..وإنتهوا عما نهاهم..لم يفرقوا بين آيات الأوامر..والنواحي ..وبين آيات توحيده تعالى وأسمائه وصفاته العليا التى وصف الله بها نفسه فى كتابه ..وبينها لهم المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بما أوحى إليه ربه ..
ولم يسألوه عن أى الصفات كما كانوا يسألونه عن أمر الصلاة والزكاة والحج والجنة والنار وأحوال يوم القيامة ..لأن معانى صفات الله تعالى راسخة فى قلوبهم ..لتمكنهم من لغة القرآن ..لغتهم
ولا حدث أن نشأ بينهم خلاف أو جدال حول أيه أو حديث أو صفة من الصفات ..ولم ينقل هذا عنهم..
ذلك أن الفطرة جلبت على الإعتراف بالله وبأسمائه وصفاته مع كونه فوق مخلوقاته وبعلم ما كان ومايكون ..وهو السميع البصير والعليم الخبير ..
ثم إستمر الصحابة والتابعين على الإهتمام بالعلوم الإعتقادية على ماكانوا عليه فى حياة الرسول ولم يتعرضوا لها بتأويل ولم يأتوا ببدع ..
حتى جاء العصر العباسي وجاء دور المعتزلة..فتأثروا بعلم الفلسفة وزادوا وانقصوا ودعوا بدعوة القول بخلق القرآن .فذاعت المعتقدات الفاسدة ..وإمتلآ المجتمع يالأهواء والضلالات ..وسجل التاريخ سجالا للحق تزعمه أئمة الإسلام (الإمام أحمد بن حنبل – ثم ابن تيمية – ثم ابن القيم ..ثم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ززز)لنصرة الكتاب والسنة ..ودحض البدع والضلاله والرجوع الى السنة النبوية الشريفة ..
(أول واجب على العبد معرفة الله شرعا لا عقلا (كما زعمت المعتزله) ..لأنه لايمكن لإى مخلوق مهما بلغ من العلم الوقوف على كنه حقيقة الإله)
لكن هناك طريقان
الأدلة العقليه: الكون والخلقه والشفينه والخلفه
الأدلة الأسماء والصفات ..وخصوصا الأسماء التى أمرنا أن ندعوه بها ..
وغايته : أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقنا محكما لا تزلزله شبهة من شبه المبطلين .
وينقسم التوحيد إلى
• توحيد الربوبية
• توحيد الألوهية
• توحيد الأسماء والصفات.
أولا: هو توحيده بأفعاله تعالى..مثل الاعتقاد بأن الله هو الخالق- الرازق- المحيي –المميت المدبر لشئون خلقه فى الدنيا والآخرة لا شريك له فى ذلك (وهذا القسم آقره به المشركون – إلا إنه أشركوا مع الله الأصنام وأوثان –وعدم الإيمان بمحمد
وهذا يستلزم أن نقرر بالفطرة والبداهه أنه لا يوجد فعل بلا فاعل – ولا أثر بلا مؤثر ولا خلق بلا خالق..
فلا يمكن التصور أن هناك سفينة تسير في البحر لشهور وسنين تعبر مضايق وتتفادى جزر وتفرغ حمولتها..وتحمل مؤنتها..دون قائد او دليل
لايمكن أن نجد بناءا شامخا مكتمل الأركان والمرافق..دون مشيدا أو بناء
فإذا كان هذا الشيء البسيط وجدنا الإجابة عليه فالأولى أن هذا الكون له صانع ليس كمثله شيء.
فالدليل على الربوبية يفوق الحصر منه استحالة أن ينشأ الكون من العدم –أو يكون للصدفة دورا في إيجاده..
لذا فالعقل والحواس تجزم بوجود خالقا ومدبرا لهذا الكون.
ونرد على الملا حدة الذين يقولون لو كان الله موجود لأدركناه بالحواس..فنقول أن الروح السارية فينا والتي تنبع منها كل أفعالنا هل ممكن أن ندركها بالحواس ؟وإذا كانت الإجابة لا..فهل للروح حقيقة أو وجود..
ومن المتفق عليه بأنه العجز عن معرفة الأشياء لا ينفى وجودها..ومن المعلوم أن الإنسان يؤمن بالفعل ولا يؤمن بالقول..فإن سألك سائل عن طريق ما ووصفته له لكن حذرته من وجود موانع أو صعوبات في الطريق ..فقد لا يأخذ بالنصيحة ويسير..لكن عندما يراها فعلا فلا مجال هنا لعدم التصديق..هنا يكون إيمان فعل ..
وهذا ما يحدث في الإيمان..
ثانيا:وتوحيد الألوهية: هو توحيد الله بأفعال العباد..وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات.وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية ( العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والإعمال الظاهرة والباطنة)وهى تشمل كل ماهو على الإنسان من طاعات فرضا كانت او نفلا..(ومنها الخشية- الرهبة-الإستعانه-التوكل-النذر) الذاريات56
وهذا الجزأ الذى أنكره المشركون
وهناك من ينادى ويدعى أن الله لم يخلق الدنيا إلا لآجل سيدنا محمد وهو قول باطل بمدلول الآيات البقرة 21-22
والعقل يحكم بان الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع هو الذي يستحق أن يعبد ويخشى ويدعى – لا من كان مخلوقا ضعيفا مفتقرا معرضا لحوادث الدهر ونوائب الزمان والتغيير والموت والفناء ولو كان رسولا أو ملكا..لأن غير الله لا يستحق أن يعبد مهما علت درجته وسمت منزلته..
والاعتراف بذلك يعتبر بمثابة الشكر للمنعم..لما كرمه من نعم..فأحسن خلقه(الم يجعل له لسانا وشفتين) وفضله على سائر المخلوقات..