| الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:13 am | |
| تعريف الحديث أو السنة عند المحدثين
لغة: ضد القديم، ويستعمل في اللغة أيضاً في الخبر.
الحديث: الجديد والخبر.
واصطلاحاً: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل أو تقرير، أو وصف خِلقي أوخُلُقي.
والخبر عند علماء الحديث مرادف للحديث. فلا فرق إذن عند الجمهور بينالحديث والخبر.
فالتعريف المختار للحديث هو: ما أضيف أو نسب إلى النبي صلى الله عليهوسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خِلقي أو خُلُقي، أو أضيف إلى الصحابي أوالتابعي .
الحديث النبوي مرادف لكلمة السنة أي تأخذ نفس المعنى .
التقرير : هو ما أقره النبي صلى الله عليه وسلم في حضرته.
الحديث، الخبر، الأثر, تطلق عند المحدثين بمعنى واحد وهو ما أضيف إلى النبي قولاً،أو فعلاً، أو تقريراً، أو صفة خِلقية أو خُلُقية، أو أضيف إلى الصحابي أوالتابعي.
الأثر يطلق عادة على ما جاء عن الصحابة خاصة، وكذلك يطلق في بعض الأحيان على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
انواع السنة
1- السنة القولية : هي الأحاديث التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم.وأكثر السنة هي من أقوال النبي منها (إنما الأعمال بالنيات)، (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ).
2- السنة الفعلية : وهي الأعمال أو ألأفعال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم.مثل ما نقل الصحابة في وضوئه عليه الصلاة والسلام، في صلاته، في صيامه، في حجه، في تعامله مع الآخرين، في بيعه وشرائه.
3- السنة التقريرية : وهي ما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصحابة فعلا، سواءً أقره بقوله، أم لم يقره بقوله، وإنما أقر هذا الفعل، مثال "على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وُضع في طعامه ظب، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل منه، ولكن لم ينه عنه، فكان ضمن الذين حضروا الوليمة خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقال: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ قال ( لا، ولكن نفسي تعافه )، (نفسي تعافه)، لم يكن بأرض قومي، خالد يقول: أخذته فاجترفته فأكلته.
أو نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من صفات خلقية" كان كريمًا، كان جوادًا، كان متواضعًا، عليه الصلاة والسلام. أو خلقية، كان طويلا، كان أبيضًا مشروبًا بحمرة.
مراتبها : تأتي السنة القولية في الدرجة الأولى ثم الفعلية التقريرية.
الفرق بين السنة والحديث
إن أهل السنة يعتبرون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني من مصادر الفقه والتشريع ، ويعرفون الحديث بأنه الرواية الواردة عن الرسول ، والتي تتناول كل ما صدر عنهم بشكل عام فيما يخص عصر النبي حتى ولو كان منسوخا فيما لا يخص التشريع . . ويعرفون السنة بأنها ما ورد عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية . . فالحديث هو الجانب النظري من أقوال الرسول . . والسنة في الجانب العملي منها. | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:14 am | |
| الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي
الحديث القدسي
هو الحديث الذي يحكيه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة عز وجل ويتصرف في لفظه صلى الله عليه وسلم - على أرجح الأقوال - على حسب ما يشاء من التعبير وقد أوحي إليه معناه سواء كان ذلك يقظة أو مناما عن طريق الوحي أو إلهاما مع عدم منحه خصائص القرآن.
وقال العلماء الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا)
السنة عند الفقهاء
أنها حكم تكليفي، فالأحكام التكليفية إما واجب، وإما سنة الذي هو المستحب، أو مباح أو مكروه، أو محرم، ، ليس لأنها أُثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم،.
السنة عند علماء الأصول
مصدر تشريع من مصادر التشريع الإسلامي، فلما نقول المصدر، فالأساس هو الكتاب والسنة؛ ولذلك لا يدخلون معها الصفات، إنما يقولون ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليلا شرعيًّا، لأنهم نظروا إلى أن السنة مصدرًا من مصارد التشريع
السنة عند علماء العقيدة
فليست السنة مجرد ما أُثر عن لنبي صلى الله عليه وسلم، بل السنة أيضًا ما دل عليه الدليل من قرآن أو من سنة أو قاعدة شرعية، أو نحو ذلك، فالعلماء يعتبرون السنة مقابل البدعة مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) حتى قال (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)
ينقسم الحديث إلى قسمان علم الحديث رواية:
تعريفه: علم يشتمل على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم أوالصحابي، أو التابعي وهو الذي عليه الأكثر وأفعاله، وتقريراته، وصفاته، وروايتها،وضبطها، وتحرير ألفاظها.
موضوعه: موضوع هذا العلم هو: ذات النبي صلى اللهعليه وسلم من حيث أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته صلى الله عليه وسلم.
فائدته: العصمة عن الخطأ في نقل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته.
غايته: الفوز بالسعادة في الدارين. فضله: هو من أشرف العلوم، لأنه تُعرف به كيفية إتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله تعالى بإتباعه في قوله: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158].
وقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [ آل عمران: 31 ]. علم الحديث دراية: هو علم يبحث في أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد
موضوعه: هو السند والمتن من حيث التوصل إلى معرفة المقبول والمردود.
فائدته: معرفة ما يقبل وما يرد من الأحاديث . غايته: حفظ الحديث النبوي من الخلط والدَّس والافتراء. · من هو الراوي والمروي؟ الراوي : هو الذي يروي الحديث ويطلق عليه بالسند . المروي : هو نص الحديث ويطلق عليه بالمتن .
وعلم الدراية هو الذي يتم دراسته في مصطلح الحديث . مراحل تدوين الحديث | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:15 am | |
| مراحل تدوين الحديث 1- في عصر النبوة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تكتبوا شيء عني إلا القرآن )) فامتثلوا أمره لأن القرآن مازال ينزل فخشي من اختلاط القرآن والسنة بعد ذلك أجازلهم .
2 - عصر الخلفاء الراشدين : لم يأذن عمر بن الخطاب بتدوين الحديث لكي لايأخذوا السنة ويتركوا القرآن كأهل الكتاب . 3 - التابعين : في عهد التابعين حدث أمران : 1- خاف عمر بن عبد العزيز من أن تذهب السنة فأرسل إلى جميع العلماء بتدوين السنة فدونت ... فكان أول من دون السنة هو الإمام الزهري .
2 - تخوف علماءالتابعين من اختلاط الحديث الصحيح بالضعيف وبالموضوع . 4 - العصر الذهبي :
وهو القرن الثالث الهجري ( عصر التدوين)
بدأ العلماء بتدوين السنة كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي فوضعوا قواعد علمية حتى يقبلوا الحديث . السند والمتن:
السند: هو طريق المتن أي سلسلة الرواة الذين نقلوا المتن من مصدره الأول.
المتن: هو ألفاظ الحديث التي تقوم بها معانيه.
مثال على السند والمتن: روى البخاري قال: حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ...الحديث).
فالسند: (البخاري عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ). والمتن قوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه .....).
حجية السنة
السنة النبوية ملزمة للأمة الإسلامية بدليل حث الله عز وجل على طاعة رسول واتباع ماجاء به بكامل الرضى والاستسلام.
شروط حجية السنة
تتجلى في شرطين : - صحة السند - إفادة التشريع.
أدلة حجية السنة
أ- الأدلة النقلية : - يقول الله تعالى : "وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا". – يقول صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالتواجد". ب- الأدلة العقلية : السنة لها خدمات جليلة للقرآن مما جعل القرآن لايمكنه الإستغناء عنها. مرتبة حجية السنة
ورود السنة النبوية بعد القرآن في معظم النصوص الشرعية وبذلك فهي تحتل المرتبة الثانية في مصادر التشريع الإسلامي | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:16 am | |
| أقسام السنة
1- الحديث المتواثر :
أ- تعريفه : هو مارواه جمع عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب إلى أن يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. ب- مثال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعدة من النار" رواه بضع وسبعون. ج- حجيته : يجب العمل به ولا خلاف بين الفقهاء في ذلك لأنه قطعي الثبوت.
2- الحديث المشهور :
أ- تعريفه : هو ما رواه من الصحابة عدد لم يبلغ حد التواثر ثم تواتر الحديث في عهد التابعين. ب- مثال : قوله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس" . ج- حجيته : يفيدا ظنا قريبا من اليقين لأنه منقول عن الصحابة والصحابة كلهم عدول.
3- خبر الأحاد.
أ- تعريفه : هو مارواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم واحد أو إثنان وهكذا حتى وصل إلينا. ب- حجيته : اختلف الفقهاء في العمل بخبر الأحاد.
جمهور الأصوليين : إعتبروه مفيدا للظن ولا يعمل به حتى تتوفر شروط الصحة. الإمام أحمد والظاهرية وبعض المالكية اعتبروه مفيدا لليقين.
الشافعية والحنابلة والبعض الآخر من المالكية : إذا كانت هناك قرائن فهو مفيد للعلم وإذا لم توجد هذه القرائن فهو مفيد للظن.
الأحناف : يعتبرونه مفيدا للظن إلا إذا كان الرواه من الثقات وألايخالف القياس
أهمية السنة
1- مؤكدة ومقررة للقرآن:
قال تعالى : "إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" وقد أكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "كل مسكر خمر وكل خمر حرام". فالسنة النبوية هي التفسير العملي للقرآن، السنة فالسنة مفسرة ومبينة ومفصلة لما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ، ..
2- أنه لا يمكن فهم القرآن الكريم إلا بالسنة النبوية، فالسنة والقرآن صنوان، لا يمكن أن نكتفي بالقرآن وندع السنة ،فلا يمكن أن نفهم كثير من أحكام القرآن أو من تشريعات الله سبحانه وتعالى في كتابه عزّ وجلّ لا من خلال السنة النبوية.
3- دراسة السنة النبوية هي من العبادة والطاعة لله عزّ وجلّ، لأن الله عزّ وجلّ قرن بين طاعة رسوله وبين طاعته جلّ وعلا في يات كثيرة، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].
4- هناك أحكامًا كثيرة لم تٌبين في القرآن، وهذه الأحكام بينها النبي صلى الله عليه وسلم، نذكر منها : - تحريم الذهب والحرير على الرجال - تحريم الجمع في الزواج - تحديد عقوبة شارب الخمر - تحديد عقوبة الزاني المحصى - تحريم بعض الأطعمة والأشربة.
5-دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أفعاله، أقواله، تقريراته عليه الصلاة والسلام دراسة واقعية في واقع الحياة، النبي صلي الله عليه وسلم كان بشرًا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ويشرب، النبي صلى الله عليه وسلم كان يتزوج، النبي صلى الله عليه وسلم عاش حياة الناس فطبقها في واقع الأرض، لذلك السنة هي التطبيق العملي الواقعي لكتاب الله عزّ وجلّ ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
مايدل علي أهمية دراسة السنة:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع ) | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:16 am | |
| شرح الحديث الأول / الأربعين النووية
ابتدأ الإمام النووي رحمه الله ببسم الله الرحمن الرحيم فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... الخ ) إلى آخر كتابه المبارك
ما معني البسملة ؟ ولماذا حث الشرع الحنيف عليها ؟
البدء باسم الله في كل شيء بركة ، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله ، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله ومعني ( بسم الله ): أي أبدأ تصنيفي، عملي هذا، كتابي هذا ببسم الله ، ولقد حث الشرع الحنيف، -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال ,قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118] وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41]
-. وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكراسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله , وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ).
من تحقق بها فله جزيل النوال ومن ذكرها بلغ نهاية الآمال.
عادت بركتها على الهدهد فكسي تاجا من السميع العليم
قال الله عز و جل:"قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمان الرحيم" سورة النمل
و قال أبو بكر الوراق رحمه الله :بسم الله الرحمن الرحيم روضة من رياض الجنة
و روى الطبراني : لا يدخل أحد الجنة إلا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله تعالى لفلان ابن فلان ادخلوه جنة عالية قطوفها دانية.
بسم الله الرحمن الرحيم هي أربع كلمات و الذنوب أربعة : ذنوب بالليل و ذنوب بالنهار و ذنوب بالسر و ذنوب بالعلانية.
فمن ذكرها على الإخلاص و الصفاء غفر الله له الذنوب الجفاء.
عدد حروف البسملة تسعة عشر حرفا و عدد خزنة جهنم تسعة عشر .
قال تعالى : "عليها تسعة عشر" سورة المدثر
روي عن ابنِ عباسٍ، وأنسِ بنِ مالِكٍ، وأبي هُرَيرةَ، وأبي سعيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنهم بِرواياتٍ متنوِّعاتٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ حَفِظَ على أُمَّتي أَربعينَ حديثاً من أمْر دينِها بَعَثهُ الله يومَ القيامةِ في زُمْرةِ الفُقَهاءِ والعُلماءِ"
وفي روايةٍ: " بَعَثَهُ اللهُ فَقِيهاً عالماً ". وفي روايةِ أبي الدَّرْداءِ: "وكُنتُ له يومَ القيامةِ شافعاً وشَهيداً "، وفي روايةِ ابنِ مَسعودٍ: " قيلَ له: ادخُلْ مِن أيِّ أبوابِ الجنةِ شِئتَ ". وفي رواية ابن عُمَر: "كُتِبَ في زُمْرةِ العُلماءِ وحُشرَ في الشهَداءِ ". واتَّفَق الحُفَّاظُ على أنَّه حديثٌ ضعيفٌ وإن كثُرَتْ طُرُقُه. وقد اتفَقَ العلماءُ على جَوازِ العَمَلِ بالحديث الضعيفِ في فضائِل الأعمالِ. | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:17 am | |
| سبب تأليف الأربعين النووية
بناء على قوله عليه الصلاة والسلام ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع.
يقول النووي رحمه الله استَخَرتُ الله تعالى في جَمعَ أربعينَ حديثاً اقتِدَاءً بالأَئمةِ الأَعلام وحُفَّاظِ الإسلامِ. اعتمادي على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة : "ليُبَلِّغِ الشاهِدُ منكم الغائِبَ" [رواه البخاري ]، وقوله صلى الله عليه وسلم: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالتي فَوعَاها فأدَّاها كما سَمِعَها" [رواه أبو داود].
ومنَ العُلماء من جَمَع الأربعين في أصول الدِّينِ، وبعضُهم في الفروع، وبعضُهم في الجهاد لابن المبارك وبعضُهم في الزُّهْد، وبعضُهم في الخُطَب، وكُلُّها مقاصِدُ صالِحةٌ،.فيقول النووي رحمه الله, وقد رأيتُ جَمْعَ أربعينَ أهمَّ من هذا كلِّهِ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك , ثم أَلتَزمُ في هذه الأربعينَ أن تكونَ صحيحةً ومُعْظَمُها في صحيحي البُخارِيِّ ومُسْلم.
أول هذه الأحاديث كان بدأها الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله، ووصل إلى نحو عشرين أو واحد وعشرين أو اثنين وعشرين حديثًا، لكنه لم يكملها، فالإمام النووي نظر فيها فوجدها تمثل الفكرة التي أرادها، وجد أنها فعلا تمثل كليات في الدين فأخذها وأكملها إلى اثنين وأربعين،أضاف الحديثين الواحد والأربعين والاثنين والأربعين لأنها تكمل في فكرته كلية من كليات الدين، فأوصلها إلى اثنين وأربعين. جاء ابن رجب الحنبلي وأكملها إلى خمسين، لذلك نجد في جامع العلوم الحكم خمسين حديث.
وسُميت بالأربعين النووية نسبةً الى الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي رحمه الله، وُلد سنة ستمائة وواحد وثلاثين للهجرة، الإمام النووي رحمه الله كان والده يشتغل بالبيع والشراء فيأخذه وهو صبي معه في هذه الدكان، وكان يتضايق رحمه الله وكان يراجع محفوظاته، يراجع القرآن الكريم وهو صغير قبل السابعة، فيراجع ما حفظ، يخرج من بيته ويرى صبيان يلعبون، فلا يلعب معهم، واتجه لحلق العلم، فدرس على كبار زمانه، وبعد حفظ القرآن درس أمهات كتب السنة وقرأها، حتى برع وهو صغير، واشتهر رحمه الله بالزهد، فكان لا يقيم يومه وليلته إلا بشيءٍ من الخبز يغطه في الماء، فقط، ويقيم حياته على ذلك، ويتفرغ تفرغًا لطلب العلم، لذلك برع في الحديث، وشرح صحيح الإمام مسلم، والأربعين النووية، وبرع في الفقه، وألف روضة الطالبين في الفقه الشافعي، ومن كتب الحديث المشهورة الكتاب الذي نسمع عنه كثيرا وهو كتاب رياض الصالحين. واشتهر رحمه الله مع الزهد والعلم بالعبادة والغيرة على دين الله عزّ وجلّ حتى اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُوفي رحمه الله وهو صغير عمره لا يتجاوز ثلاث وأربعين سنة، ومع ذلك أخذ لقب الإمامة، فيُقال الإمام النووي.
أوسع الشروحات لهذه الأربعين شرح الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه المشهور "جامع العلوم والحكم"، وشرحها كذلك ابن دقيق العيد، وهو من أئمة الشافعية الكبار في شرحٍ موجز، والإمام النووي نفسه علق عليها بعض التعليقات الخفيفة، ولازالت تُشرح إلى اليوم، وذلك لما تحتويه هذه الأحاديث الأربعين من كليات الدين المهمة الذي يحتاجها طالب العلم.
لمن أراد حفظ الأحاديث أن يبدأ:
ا- بالأربعين النووية يحفظها طالب الحديث أو طالب العلم، ويقرأ شرحًا لها أو يستمع إلى شرحٍ لها، بعد الأربعين النووية .
2- عمدة الأحكام، أو العمدة في الحديث، للإمام عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله، تحتوي على أكثر من أربعمائة حديث، كلها في الأحكام، كلها أحاديث صحيحة.
3- بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله، وبلوغ المرام أكثر من ألف حديث، أغلبه صحيح، وفيه الحسن، وقليلٌ منه الضعيف. بعد هذا التدرج ينطلق الطالب في المطولات ابتداءً بالصحاح، ثم السنن، وهكذا. | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:18 am | |
| إِنمَا الأَعمَالُ بالنّيات
عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".
رواه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه الإمام مسلم.
و مرويُّ بمخرجٍ واحدٍ لدى كل من البخاري ومسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و لم يرو عن غير عمر، ولذلك يسمونه غريب، مع أنه من أصح الأحاديث.
هذا الحديث من الأحاديث الهامة، وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة. و بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .
"الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
النية في اللغة والاصطلاح
والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة, والنيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم.
النية اصطلاحايُراد بها أحد معنيين:
"المعنى الأول" تمييز العمل من غيره، مثل الصلاة، أنا أنوي أن أصلي الظهر، أو أصلي العصر، أو نقول تمييز العبادة بعضها عن بعض أي تميز رتب العباده فمن صلى أربع ركعات فكيف يميز بين الظهر والعصر إلا بالنية .
المعنى الثاني: تمييز المقصود بالعمل هل هو لله أو لغيره، .
يقول الله تعالى للحفظة: اكتبوا لعبدي كذا و كذا من الأجر فيقول الحفظة : يا ربنا لم نحفظ ذلك ولا هو في صحيفته قيقول الله عز و جل إنه نواه.
اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية.
والنية في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.
وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.
ومحل النية القلب. ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ
( التــــلفظ بالنيـــــــــــــــــــة ) :
النية محلها القلب ففى كل العبادت وكل الأعمال تكون النية فى القلب فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها. ولكن هناك موطنين فقط للتلفظ بالنية :
الموطن الأول : فى الحج عند الميقات يخلع المسلم ملابسه ويلبس ملابس الاحرام ويقول نويت الحج , او نويت العمرة فيسرها لى .هنا قال العلماء أن النية فى الحج يتلفظ بها .
الموطن الثانى : عند ذبح الاضحية أو الهدى يقول بسم الله هذه منك وإليك , أو يقول اللهم إنها عنى وعن أهل بيتى . وقد ورد عن النبى صلى الله علية وسلم التلفظ بالنية فى الأضحية . | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:19 am | |
| وللنية فائدتان :
أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة .
ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .
ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ،:تقدير الحديث انما الأعمال تحسب اذا كانت بنية ولاتحسب اذا كانت بغير نية فلا عمل إلا بالنية. أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة .
1- ( إنما الأعمال بالنيات )، "إنما" أداة حصر، يعني تحصر شيء بشيء، ولذلك الأعمال حُصرت هنا، لكن سنعلم ما هو لمحصور فيها، حُصرت بالنية، لذلك قالوا "إنما"آداة حصر.
2- "الأعمال" هنا ما المراد بها؟ هل الحصر لجميع الأعمال؟ أم هي خاصة بالأعمال المشروعة التي يُتقرب بها إلى الله؟
اختلف العلماء في لفظ الأعمال:
قسم من العلماء قال يقصد بها جميع الأعمال و استدلوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم الأعمال :كلمة "ال" استغرقت جميع الأعمال.
قسم آخر قال يقصد بها الأعمال الشرعية التي يتقرب بها إلى الله.
الأعمال من حيث حكمها-: تنقسم إلى ثلاث أقسام :
{ الواجبــة } , { المتروكــة } , { المباحــة }
هل يستلزم استحضار النية فى الأعمال الواجبة ؟
الجواب / نعم , لأن الأعمال الواجبة لاتصح إلا باستحضار نيتها لقوليه صلى الله عليه وسلم (أنما الأعمال بالنيات ). [center]أما الاعمال المتروكة مثلا رجلا كان يشرب الخمر وأراد أن يترك شرب الخمر هل يستلزم منه أن ينوى ؟ هنا قال أهل العلم يعتبر هذا ترك للمحرمات وهذا لا يستلزم استحضار نيه , وإنما تكون نيته العامة توبة وندم وأقلاع وعدم الرجوع إلى هذا العمل المحرم. سؤال هل يثاب الأنسان على نيته الترك للمحرمات مثل نية الفعل ؟اختلف أهل العلم :القول الاول : فمنهم من قال لا يثاب على نية الترك لانه لا يتكلف شيئا .والقول الثانى : أن الترك عبادة فإذا نوى تركها يثاب عليها وهذا هو الصحيح.ولكن هناك نقطه مهمه هل لو ترك الانسان عمل المحرمات لاجل غير الله يثاب عليه كما لو تركها لله كأن يترك شرب الخمر مثلا لأجل الصحة وما تركها لله ؟ هنا لا يثاب شارب الخمر على نيته لأنه لم يتركها لله فهو تركها خوفا على صحته وليس خوفا من غضب الله فهنا العمل غير خالص لله. الأعمال المباحة : ثلاثة أقسام :-{ قسم يثاب الانسان على فعلها}-{ قسم لا يثــاب ولا يأثـــــــــم } -{ قسم يأثــــــــــــــــــــــــــــــم } القسم الأول : الأعمال المباحة التى يثاب الانسان على فعلها : مثلا النوم هو عمل مباح فإذا نام الأنسان واستحضر عند نومه أداب النوم وذكر الله واتى باذكار النوم ووضع امامه نية القيام لصلاة الفجر وربما قد يستخدم منبه واستغفر قبل أن ينام . فهل هذا يثاب على نومه ام لا ؟ بما أنه استحضر أداب النوم وأخذ بالأسباب فهذا العمل المباح يثاب عليه الأنسان لأنه استحضر نيتين , نية الراحة , ونية القيام لعبادة الله . والدليل حديث ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال (أحتسب على الله نومتى كما أحتسب على الله قومتى ). ولكن إذا جاء الانسان لينام وكان متعبا ولم يذكر الله ولم يستحضر نية ولم يأخذ الاسباب للقيام لصلاة الفجر وكل مالديه أنه يريد ان يريح جسده فهنا فاعله لا يثاب على هذا العمل لان نيته كانت راحة بدنه فقط . القسم الثانى : الأعمال المباحة التى قدلا يأثم ولايثاب عليها مثلا أكل الفاكهة عمل مباح فلا يأثم عليه الأنسان ولايثاب , كذلك عادة النوم فى القيلولة وهنا لايستحضر نية عبادة ولا نية معصية ولكن إذا استحضر نية العبادة فقد يؤجر ويثاب عليها , وأما إذا استحضر نية المعصية يأثم على نية المعصية . القسم الثالث : الذى يأثم عليه فاعله : إذا نام إنسان متعبا ولم يأتى بإداب النوم أو تعـمــــــــد فى ترك صلاة الفجر وهنا يكون العمل مباحا ولكن يأثم لتركه الواجب (صلاة الفجر ). وإنما لكل امرئٍ ما نوى أي أن جزاء كل إنسان بحسب نيته، ، وهذا من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قد يُفهم الكلام على غير ظاهره لذلك النبي صلى الله عليه وسلم مثل هنا بعملٍ قائمٍ في وقته، فقال صلى الله عليه وسلم(فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله )ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما في قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) . فعلينا أن نجعل همّنا الآخرةَ في الأمور كلها ، ونحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة . وقد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري و لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:20 am | |
| ( النيــة الفاسـدة ) : لو دخلت النية الفاسدة على العمل الصالح تحبط العمل ويدخل الرياء في العمل . مثلا : الصلاة عمل صالح ولكن إن كانت نيتة ليست لله ولكن ليقال أنه مصلى فالصلاه عمل صالح ولكن النية فاسدة , أو قرأ القرأن ليقال قارئ أوليقال ما أحسن قرأته . دخلت النية الفاسدة على العمل الصالح فقلبته تماما فدخل الرياء وانعدم الأخلاص.
والدليل من كتاب الله : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفى إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون , أولئك الذين ليس لهم فى الأخر إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون " فهنا نرى العمل بطل لان نيته كانت الحياة الدنيا لقوله تعالى ( ليس لهم فى الأخرة إلا النار وحبط ماصنعوا فيها )
والدليل من السنة : حديث الثلاثة قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة , رجل قرأ القرآن ليقال قارئ , ورجل تصدق ليقال جواد , ورجل جاهد فى سبيل الله ليقال شجاع ". هنا الأعمال الثلاثة صالحة ولكن النية كانت فاسدة فوصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم أول من تسعر بهم النار .
أما إذا دخلت النية السيئة على العمل الصالح ولكن لم تستولى عليه فإنه فى هذه الحالة يبقى العمل صالحا ولكن ينقص الأجر .
فهنا المسلم يبدأ بنية صالحة , مثلا ذهب المسلم إلى المسجد ليصلى لله ولكن بعد أن دخل المسجد رأى أحد أقاربه ينظر إليه فحسن صلاته , إذن دخل فى نفسه أن يحسن صلاته أمام هذا الرجل فهنا ينقص أجر الصلاة بقدر النية السيئة التى دخلت ولكن يبقى العمل صالحا . سؤال : استخدام الوسائل هل هى محرمة أم مباحة ؟
هناك قاعدة شرعية أن الوسائل لها أحكام الغايات فإن كانت الوسيلة فى أصلها مباحة واستخدمها الأنسان فى محرم فتكون محرمة ,
مثلا السيارة هى مباحة ولكن لو ذهب بها المسلم إلى عمل المحرم كالزنى او أى عمل محرم فتكون محرمة أو مثلا شراء السلاح فأصل شرائه مباح ولكن لو استخدم فى قتل مسلم فصار شراء السلاح محرم.
الهجرة لغةً واصطلاحاً:
لغة" الانتقال أو الترك.
اصطلاحاً" على ثلاث مراحل:
الأولى: هي الانتقال من مكة إلى المدينة.انتهت الهجرة من مكة إلى المدينة؛ لأن مكة أصبحت دارًا من ديار الإسلام . انتهت بفتح مكة؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا هجرة بعد الفتح ).
الثانية: هجرة المكان وهي الانتقال من بلد الشرك أو الكفر إلى بلد الإسلام. الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ). وهذه واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد. أي ما نقول واجبة باقية على إطلاقها، لماذا؟ فمثلاإذا لم يستطع الإنسان إقامة شعائر دينه كالصلاة والصوم والزكاة والحج ..... تكون الهجرة عليه واجبة .أما اذا استطاع أن يقيم شعائر دينه فلا تجب عليه الهجرة.أي أن الهجرة تكون واجبة إذا خاف الإنسان المسلم على دينه. لأنه قد لا يستطيع أن يهاجر، ، أنا أستطيع أن أقيم شعائري ولو كان بلد كفر، أستطيع أن أقيم شعائر الدين، أستطيع أن أدعو في بلدي، أستطيع أن أمارس جميع متطلبات حياتي، لا خوف على ديني ولا على أولادي، إذًا المعاني باقية، فهنا لا تكون واجبة. | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:25 am | |
| س"متى تكون الهجرة واجبة؟ بشرطين"
1- إذا خاف على دينه، يعني يخاف ألا يقيم شعائر دينه، لا يستطيع أن يصلي، لا يستطيع أن يصوم، لا يستطيع أن يزكي.....
2- أنه يستطيع الهجرة، أما إذا لم يستطع فلا تكليف بما لا يُستطاع، لا يُكلف الله نفسًا إلا وُسعها.
الثالثة:هجرة العمل أي أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه والانتقال من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).وهذه واجبٌة على الجميع أن يهجروا الذنوب والمعاصي، أن يهجروا ما نهى الله عنه،ويشترط هنا أيضا هجرة العامل أي هجران أهل البدع والمعاصي . هذا معنى الهجرة. قال صلى الله عليه وسلم ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله ). ونُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله : ( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .
قيل ن سبب هذا الحديث هو مهاجر أم قيس، أنه هاجر ليس من أجل الهجرة ذاتها، وإنما من أجل أن يتزوج أم قيس، لكن هذا لم يصح إسنادًا، كما ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله "تتبعته فلم أجد له أصلا".
الدروس المستفادة من الحديث :
1- أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر كالمرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.
2- الأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.
قال ابن المبارك رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية.
3- يرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
3- العمل الصالح والنافع يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة لله تعالى.
4- على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛ وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال ، فالفكرة مع المثل تطرق السمع ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان ، وبالتالي تترك أثرها فيه ، لذلك كثر استعمالها في الكتاب والسنة | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:26 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الثاني
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له :( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان )ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم . الحديث صحيح لأنه رواه مسلم فى صحيحه وهو عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يصف جبريل عندما أتى عند الرسول صلى الله عليه وسلم . وهو حديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كله اشتمل على جميع وظائف العبادات الظاهره والباطنه , وقيل يمثل حديث جبريل عن الإيمان كل الدين , وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه؛ لما يضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسُّنة؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن "؛ لما تضمنه من جمعها معاني القرآن. ، جامع لأبواب الدين كله ، بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) . تناول الحديث حقائق الدين الثلاث : الإسلام والإيمان والإحسان ، وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة ، وبين هذه المراتب ارتباط وثيق . فيقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر... ( جبريل ) عليه السلام : قيل إنه ملك متوسط بين الله ورسوله , وقيل أن اسم جبريل اسم سريانى , وأن الله شكل الملائكة بما شاء من الصور . وكان جبريل يتمثل للنبى فى صورة رجل اسمة .. دحية الكلبى .
وفى رواية يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاءنى جبريل فى صورة لم اعرفه فيها إلا هذه المرة .
وقد وصف الله عز وجل جبريل عليه السلام فى كتابه العزيز بالقوة , فقال فى سورة النجم " وعلمة شديد القوى " .ومن قوته إنه : اقتلع قرى قوم لوط من الماء الاسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها .
وقيل أيضا من قوته : صاح صيحة بثمود فاصبحوا جاثمين خامدين وكان هبوطه من السماء على الانبياء وصعوده إليها أسرع من طرفة عين .
ويقال له ( الناموس ) كما فى البخارى ومسلم . يشير الحديث إلى الهيئة الحسنة التى كان عليها جبريل عليه السلام .( كان لايرى عليه أثر السفر ) مع إنه غريب وهنا نستفاد من طلوعه على تلك الهيئة ,استحباب التجميل لطلب العلم والقدوم على الغير .
وقال ( أبو العالية ) : كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : " أحسن مازرتم به الله فى قبوركم وفى مساجدكم البياض " .
وفى روايه أخرى عن ابن عباس قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألبسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم " حديث صحيح | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:27 am | |
| ماذا فعل جبريل ؟
( فأسند ركبته إلى ركبتية ) :أى وضع جبريل عليه السلام ركبته مقابلة إلى ركبة النبى صلى الله عليه وسلم , ( ووضع كفيه على فخذيه ) ونادى , ماذا نادى ..؟ قال : يا محمد , ناده باسمه كما تناديه الأعراب .كما فى قوله تعالى فى سورة الحجرات " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون , ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم " [الاية :4, 5] . سأل جبريل النبى صلى الله عليه وسلم : وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام "، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) .ننتبه إلى جواب الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاسلام .ماهو الاسلام وما حقيقته ؟ الاسلام هو الاستسلام لله جل وعلا بالطاعة والخلوص من الشرك, هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا ، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته ، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة ، ولا يقبل من أحد سواه ، وللإسلام أركان ستة كما جاء في الحديث ، أولها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والعبادة لا تتم ولا تُقبل إلا بأمرين : الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 )ولكن الرسول هنا لم يجب عن حقيقة الاسلام ولكن أجاب الرسول بأركان الاسلام التى لا يقوم الاسلام إلا بها وهى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .( أن تشهد أن لا إله إلا الله ) : أى أن تعلم أن لا إله معبود بحق فى الوجود إلا الله. وجملة لااله الا الله مشتملة على نفي واثبات , اما النفي فهو لااله الا الله . وألأثبات هو إلا الله . لااله نافية لجميع ما يعبد من دون الله , الا الله مثبتة للعبادة لله وحده لاشريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه , وتفسيرها يوضحه قوله تعالى . ( واذ قال ابراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) اذا لايصح الأسلام الا بالبراءة من الآلهة والأنداد والأرباب والطواغيت بالتخلية قبل التحلية . قال جلا وعلا ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاإنفصام لها ) قدم الله الكفر بالطاغوت على الأيمان بالله لأنه لابد من التخلية قبل التحلية أي تخلي القلب من كل شريك من الآلهة والطواغيت والأنداد والأرباب ليصبح القلب خاليا لعبادة الله وحده بلا منازع ولاشريك فقدم الله الكفر بالطاغوت على الأيمان بالله. ( وأن محمدا رسول الله ) : أى تصدق بذلك . ثم قال تقيم الصلاة ) : أى تأتى بها بأركانها وشروطها وتواظب عليها في أوقاتها , والصلاة صلة بين العبد وربه.( تؤتى الزكاة ) : أى تؤديها على وجهها الشرعى .( وتصوم رمضان ) : وسمى رمضان لأشتداد حر الرمضاء .( وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) : المراد بالاستطاعة هنا الزاد والراحلة وغيرها . والملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الإسلام والإيمان , فجعل الإسلام خاصا بأعمال الجوارح الظاهرة , وجعل الإيمان خاصا بالأعمال الباطنة , لاجتماع هذين الاسمين معاً في سياق واحد , فكان لكل واحد منهما معنى خاصا , وقيل إذا اجتمعا تفرقا واذا تفرقا إجتمعا ,وأما إذا ذكر كل واحد منهما على انفراد فإن أحدهما يدخل في الآخر فيدخل في الإسلام الاعتقادات والأمور القلبية , كما قال عز وجل : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران 19) , وكذلك الإيمان إذا ذكر مفردا فإنه تدخل فيه أعمال الجوارح الظاهرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان } أخرجه مسلم فالحديث فسّر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة ، وذلك لأن الإسلام والإيمان قد اجتمعا في سياق واحد ، وحينئذ يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة كما أشرنا ، ويفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من الاعتقادات وأعمال القلوب . فقال عمر رضى الله عنه ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) فكان يظهر على جبريل كأنه هو عالم بهذه الأمور لأنه كان يصدقه والتصديق لا يقضى إلا إذا كان عنده علم بهذه الأشياء فظاهر حاله أنه عالم, ثم زال عجبهم من هذا الامر عندما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) فظهر انه عالما بهذه الامور لكنه جاء بصورة متعلم تعليما لهم وتنبيها .ثم قال جبريل ( فأخبرنى عن الإيمان ) : | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:28 am | |
| فما معنى الإيمان لغة واصطلاحا ؟
لغة : التصديق , أن تؤمن بشئ أى تصدقه .
اصطلاحا : أهل السنة والجماعة يعرفون الايمان بأنه ( قول باللسان , وتصديق بالجنان , وعمل بالجوارح والاركان , ويزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى ).. فحقيقة الايمان : هو التصديق ,والإيمان يتضمن أمورا ثلاثة : الإقرار بالقلب ، والنطق باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان . الإقرار بالقلب معناه أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } ( الحجرات : 15 ) ، ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ، يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين.
النطق باللسان هو النطق بالشهادتين ، ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله ، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يتلفّظ بالشهادتين ، بدليل أن المشركين كانوا يقرون بالربوبية بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، كما قال عزوجل : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله } ( يونس : 31 ) ، ولكنهم امتنعوا عن قول كلمة التوحيد ، واستكبروا : { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } ( الصافات : 35 ) ، وها هو أبوطالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه ، ويدافع عنه وينصره ، بل كان يقول: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البريّة دينا
لولا الملامة أو حذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك مبينا
فلم ينفعه ذلك ، ولم يخرجه من النار ؛ لأنه لم يقبل أن يقول كلمة الإيمان ، وقد أجمع العلماء على أن من لم ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته ، فإنه لا يُعتبر داخلاً في الإسلام .
العمل بالجوارح والأركان والإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل ، قال تعالى : { ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين } ( النور : 47 ) ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن الناس من يحتج بأن الإيمان في القلب ، وينسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه - كما قال الحسن البصري رحمه الله - ، إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ، وأثمر الفعل . والأيمان يزيد وينقص فالإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ، ومن حالة إلى أخرى ، فلا شك أن يقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ، وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه ، كما قال حنظلة رضي الله عنه : " نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " ، إذاً فإقرار القلب متفاوت ، وكذلك الأقوال والأعمال ؛ فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره ، ومن اجتهد في العبادة ، وداوم على الطاعة ، ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات.
| |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:28 am | |
| ومن أسباب زيادة الأيمان
1- معرفة أسماء الله وصفاته فنؤمن ان لله أسماء حسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير" .كما نثبت ما أثبته الله لنفسية وما أثبته له رسوله , وما لم يثبته الله ولا رسوله فلا نثبته ولا نعطل معناه ولا نكيفه ولا نشبهه بأحد من خلقية ولا نحرف المعنى, فإذا علم العبد صفة الله " البصير " ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } إطمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره .
2- كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ( الرعد : 3- النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كما قال تعالى : { وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ( الذاريات : 20 - 21 ) . 4- الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة. ونلاحظ هنا أن إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت على نفس إجابته عن الاسلام فلم يجبه عن حقيقة الايمان . ولكنه أجاب بإركان الإيمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) . نأتى الآن لنوضح أركان الإيمان :
سؤال : مامعنى الإيمان بالله ؟ أن نؤمن بوجوده وصفاتة التى لا تتم الألوهية إلا بها فنؤمن بربوبيته . 1-والربوبية : تعنى اننا نؤمن بأن الله هو الرب الخالق المالك الرازق المتصرف بالخلق وبالكون كله .فالربوبية هى أفعال الله الى العباد .
2- أما الالوهية : أن يوحد العبد ربه بأفعال العبد يعنى كل عمل يفعله العبد إلى الله هذه تسمى ألوهية .
إذن الفرق بين الربوبية والألوهية ؟
أن الربوبية : هى أفعال الله إلى العباد .
أما الألوهية : فهى توحيد الله بأفعال العبد .
فلا يصلى العبد إلا لله ولا يزكى إلا لله ولا يذبح إلا لله ولا ينذر إلا لله ولا يرجو إلا لله .
3- توحيد الاسماء والصفات : الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلا فنؤمن ان لله أسماء حسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير" .
كما نثبت ما أثبته الله لنفسية وما أثبته له رسوله , وما لم يثبته الله ولا رسوله فلا نثبته ولا نعطل معناه ولا نكيفه ولا نشبهه بأحد من خلقية ولا نحرف المعنى .
( الإيمان بالملائكه ) : نؤمن بأن لله ملائكة على الصفات الوارده فى كتابه وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
والملائكة : جمع ملك وهى اجسام علوية مشكلة بما شاء من الاشكال .
ومعنى الإيمان بهم : التصديق بوجودهم وبأنهم كما وصفهم الله تعالى بقوله " عباد مكرمون ".وأن الله جل جلاله خلقهم من النور بقوله " كن فيكون " ولا يحصى عددهم إلا الله سبحانه وتعالى .
( الإيمان بالكتب ) : نؤمن بأن الله أنزل على خلقيه الكتب السماوية فقد أنزل الله على رسوله مائة صحيفة وأربع كتب واختار من الجميع أربع كتب وأختار من الأربعة القرآن واختار من القرآن سورة الفاتحة ,فهى خيار من خيار من خيار ونؤمن بما جاء فى هذه الكتب تفصيلا واجمالا ولا يجوز الايمان والعمل بغير القران .
( الايمان برسله ) : نؤمن بأن الله أرسل رسلا إلى خلقه , فالرسل ينذرونهم ويبشرونهم, ونؤمن تفصيلا بما ورد بأسمائهم فى القرآن أو ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
ونؤمن إجمالا بأن هناك رسلا أرسلهم الله وأن خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا نبى بعده , وأولوا العزم من الرسل خمسة { نوح – وإبراهيم – وموسى- وعيسى - ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء }.
( الايمان باليوم الاخر ) : وهو يوم القيامة , واليوم الاخر يبدأ من حقيقة الموت إلى أن يدخل الناس الجنة أو النار لما يمرون به من مراحل { القبر , البعث , النشور , الميزان , استلام الكتب , الصراط , القنطرة , ثم دخول الجنة } .
الايمان بالقدر: يعنى أن نؤمن بأن الله علم الاشياء قبل وقوعها وقيل وجودها وأنه كتبها عنده فى اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الناس كلهم ثم شاءها ثم أوجدها وخلقها.
نؤمن بأنه لا يحدث شئ فى هذا الكون من صغير ولا كبير إلا وقد كان مكتوب عند الله فى اللوح المحفوظ .
| |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:29 am | |
| ومراتب القدر اربعة :
{ العلم والكتابة والمشيئة والخلق } الأولى : مرتبة العلم , وهي الإيمان بأن الله تعالى سبق في علمه ما كان وما سيكون من أفعاله وأفعال عباده , وأن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما . والثانية : مرتبة الكتابة , وهي الإيمان بأنه تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما سيكون إلى يوم القيامة , وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء . والثالثة : مرتبة المشيئة , وهي الإيمان بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته الكونية ومشيئته جل وعلا . والمرتبة الرابعة : الخلق والإيجاد , وهي الإيمان بأن الله خالق كل شيء , فالعباد مخلوقون ، وأفعالهم مخلوقة , قال عز وجل : { والله خلقكم وما تعملون } (الصافات 37) وكل ما سوى الله مخلوق مفتقر إليه سبحانه وتعالى .
فعلينا أن نؤمن ونجزم بأن الله عليم بكل شيء ما كان وما يكون وما سيكون كيف يكون عليم بالدقيق والجليل ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالله علم بكل شيء جملة وتفصيلا أزلا وأبدا ما يتعلق بأفعاله أو أفعال العباد , ثم أن الله كتب مقادير كل شيء الخير والشر ثم شاء كل شيء وأراده , كل شيء بمشيئة الله وارادته . ثم أن الله خلق كل شيء . فالله جلا وعلا علم فكتب ثم شاء فخلق. مامعنى ( خيره وشره ) ؟ معناه ان الايمان والطاعة وجميع الاعمال الصالحة هى من خير القدر . أما الكفر والمعصية والمخالفة وجميع أفعال المعاصى هى من شر القدر وفى روايه ( الايمان بالقدر حلوه ومره ) .
( حلو القدر ) : ما لآئم الطبع ووافق النفس كالتنعم والتلذذ بجميع انواع الملاذ كالعافية والمأكل والمشرب والمنكح وما إلى ذلك .
( مر القدر ) : جميع ما نفى الطبع وخالفه كالآلام والاسقام والجوع والخوف والعطش . وكل هذا يجب الايمان به .
ثم سئل جبريل عن ( الإحسان )وهي أعلى مراتب الدين وأشرفها ، فقد اختص الله أهلها بالعناية ، وأيدهم بالنصر ، قال عزوجل : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } ( النحل : 128 ) فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم " ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). ، وهذه درجة عالية ولا شك ، لأنها تدل على إخلاص صاحبها ، ودوام مراقبته لله عزوجل.
( أن تعبد الله كانك تراه ) عبادة طلب وشوق لأن العبد فيها يتقرب الى الله ويقصده وينيب اليه فهو يعبده كانه يراه
(فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هذه عبادة الهرب والخوف فالعبد يعبد الله فيها وهو خائف منه هاربا من عذابه وعقابه
وهذه الدرجة أدنى من الدرجة الأولى .
فالعبادة مبنية على الحب والذل ففي الحب الطلب وفي الذل الخوف والهرب كما قال " ابن القيم " رحمه الله : وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما ركنان وقوله ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) من جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم شملت مقام المشاهده ومقام المراقبة إذ أن العبد فى عبادته له ثلاث مقامات :
المقام الأول : أن يفعل العبادة فى الوجه الذى يسقط معه الطلب , أى أنها تكون مستوفية للشروط والأركان فقط .
مثلا : العبد يصلى ولكن بدون حضور للقلب وبدون خشوع فهذه يسقط معه فيها الطلب , وهذه العباده فى المقام الأول .
المقام الثانى : يفعلها – أى العبادة – وقد استغرق فى بحار المكاشفة حتى كأنه يرى الله تعالى وهذا مقامه صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول ( وجعلت قرة عينى فى الصلاة ).
المقام الثالث : هى أن يفعلها وقد غلب عليه أن الله تعالى يشاهده وهذا هو مقام المراقبة , فيستشعر العبد هنا بالرقابة الالهية .
فهذا المقام هو نزول عن مقام المكاشفة إلى مقام المراقبة . ثم سأل جبريل عليه السلام عن الساعة وعلاماتها ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مما اختص الله بعلمه ، وهي من مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله, فالساعة علمها عند ربي في كتاب , ، لكنه بين شيئا من أماراتها ، فقال : ( أن تلد الأمة ربتها ) ، يعني أن تكون المرأة أمة فتلد بنتا ، وهذه البنت تصبح سيدة تملك الإماء ،أي إن السيد إذا وطئ أمته فأنجبت له أولادا كان هؤلاء الأولاد بمنزلة أبيهم في الحرية والسيادة , فكأنه صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنه في آخر الزمان , ستفتح البلاد على المسلمين , ويكثر الرقيق والإماء حتى يكون للأمة أولاد من سيدها , فإذا وقع ذلك كان علامة على قرب الساعة ودنو أجلها . وهذا كناية عن كثرة الرقيق ، وقد حصل هذا في الصدر الأول من العهد الإسلامي ، أما العلامة الثانية : ( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ، ومعناه أن ترى الفقراء رعاة الغنم والشياة , الذين كانوا لا يملكون شيئا من حطام الدنيا و ليسوا بأهل للغنى ولا للتطاول ، قد فتح الله عليهم فيبنون البيوت الفارهة ، والقصور الباهرة, يتطاولون ويشيدون المباني العالية , مباهاة ومفاخرة , والمقصود أن الأسافل والأراذل يصيرون رؤساء على الناس , وأن الأمر سيوسد إلى غيرأهله. والمقصود بالساعة هو يوم القيامة و يبدأ من الموت إلى أن يدخل الناس الجنة أو النار . قال تعالى " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " [ الحج : 2 ]
وقوله تعالى " يوم يفر المرء من أخيه , أمه وأبيه , صاحبته وبنيه " [ عبس : 34 ,
وقوله تعالى " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله " [ الانفطار : 19 ] | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:33 am | |
| وهناك أيات كثيرة توضح علامات القيامة . يقول عمر بن الخطاب (ثم انطلق فلبثا مليا ) أى أن السائل – جبريل عليه السلام انطلق , فلبث النبى صلى الله عليه وسلم : أى لبث ساكنا عن الكلام .
وقيل فى معنى ( ملية ) إنه زمنا كثيرا وفى رواية أنها بعد ثلاث ولكنه لم يوضح
هل هى ثلاثة أيام , أم ثلاثة ساعات , أم أسابيع ... الله أعلم .
( ثم قال ياعمر أتدرى من السائل , قلت الله ورسوله أعلم ) , فقال الرسول ( فإنه
جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )
أى جاء جبريل يعلمكم قواعد دينكم , أى لم يأت سائلا يتعلم إنما جاء عليه السلام معلما يعلمنا مراتب الدين وقواعده . يتبع | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:35 am | |
| الدروس المستفادة من الحديث 1- الدين يكون على ثلاثة مراتب : الاسلام , والايمان , والاحسان . المرتبة الأولى : الاسلام المرتبة الثانية : الايمــان , وهى أفضل من الأولى , فالمؤمن يكون مسلما ولكن المسلم ما شرط أن يكون مؤمن , إلا بعد أن يرسخ الايمان بقلبه ويتقرب إلى الله بالطاعات . المرتبة الثالثة : الاحسان , وهى أعلى المراتب فالمحسن يكون مسلم ويكون مؤمنا . 2- طرق التعلم الصحيحة وأداب التعلم وأداب طالب العلم وكيف يـأتى إلى المعلم أو إلى الاستاذ الذى يعلمه فعلمنا جبريل فى هذا الحديث ( منهجية التعليم ). 3- الهيئة التى جاء عليها جبريل عليه السلام .كيف كانت الهيئة التى جاء بها جبريل ؟ شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر.وهذا يدل على الهيئة الحسنة التى جاء بها جبريل إلى النبى صلى الله علية وسلم , فكان لا يرى عليه أثر السفر من حسن الهيئة .إذن نتعلم من هذه النقطة أن طالب العلم يجب أن يكون متهيئا بالنظافة الظاهرية كما يتهيأ بالنظافة الباطنية . 4- طريقة جلوسه أمام النبى صلى الله عليه وسلم نتعلم من هذه النقطة كيف يجلس طالب العلم أمام معلمه ليطلب العلم , كانت جلسة جبريل عليه السلام جلسه يظهر فيها اهتمامه لطلب العلم هيئا نفسه ظاهريا وباطنيا . 5- إصغائه للرسول عندما يسأله ويجبه , فهذه النقطة تعلمنا أداب طالب العلم , كيف يحضر مجلس العلم وهو ان يصغي إلى معلمه يصغي لما يتحدث به فالاصغاء من طالب العلم نقطة مهمة جدا , فالمتعلم يجب أن يفهم منه المعلم أنه يصغي لما يقول . 6- إظهار الحرص الشديد امام النبى صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فعلى طالب العلم ان يظهر الحرص الشديد فى طلبه للعلم امام معلمه . 7- طالب العلم عليه أن يسأل عن كل شئ لا يعرفه ( فالسؤال سبيل التعلم ) وقال الله عز وجل (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) وقد اثر عن النبى أن كثير من الصحابة يتعلمون منه عن طريق السؤال وكانوا يفرحون اذا سئل النبى صلى الله عليه وسلم أمامهم ليتعلموا . 8- ان جبريل كان يسأل عن المهمات الكبرى فى الدين , فعندما سأل عن الاسلام سأل عن أركان الاسلام التى هى عماد الدين ولم يسأل عن الاسلام الظاهرى ليعلمنا أركان ديننا وقد أجاب النبى صلى الله عليه وسلم بأركان الاسلام التى هى واجب على كل مسلم أن يتعلمها , لأن الاسلام الظاهرى هو الفطرة التى يولد عليها المسلم . أما إجابة النبى صلى الله عليه وسلم فكانت لترسيخ العقيدة ، وكانت نفس إجابة عندما سئل عن الايمان والاحسان . أما عندما سئل عن الساعة فأجاب النبى صلى الله عليه وسلم ( ما المسؤل عنها بأعلم من السائل ) , لأن الساعة ليس من الضرورى أن يعلم وقتها لان الانسان يعرف إنه متى مات فقد قامت قيامته ولكن الاهم أن نعلم امارات الساعة ليتهئ المسلم بالعمل الصالح الذى سيقابل به الله عز وجل { إذن معرفة امارات الساعة واجب على كل مسلم } . 9- أن الاجابة على قدر السؤال , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يجيب على قدر السؤال فإذن المعلم عندما يسأل يجيب إجابة تلم بشعث السؤال . 10- الحرص على ظهور الحقيقة لطالب العلم فعندما يسأل طالب العلم الاستاذ فعليه ان يجيب إجابة تظهر الحقيقة فنجد أن النبى صلى الله عليه وسلم حرص فى إجابة لعمر أن يظهر حقيقت امر جبريل عليه السلام . كما إنه عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ( أتدرون من السائل ) فأجاب عمر ( الله ورسوله أعلم ) . فيبين عمر أنه لا يعرف الإجابة ونتعلم هنا ان الانسان إذا سئل عن شئ وهو لايدرى به فيقول لا اعلم .وكان الامام ( مالك ) يقول :[ لا أدرى نصف العلم ]. 11-ينبغي على الداعية أن يهتم بما يصلح الناس , فيبدأ بالأسس الأعتقاد ثم علاقة الناس مع ربهم في عباداتهم ثم علاقة الناس بالخلق.
| |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:47 am | |
| الحديث الثالث/ أركان الأسلام
عن أبى عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بنى الاسلام على خمس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاه ، وايتاء الزكاة وحج البيت ، وصوم رمضان ".. رواه البخارى ومسلم
هذا الحديث فيه ذكر دعائم الإسلام ومبانيه العظام وهي الخمس المعروفة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والثاني: إقام الصلاة، والثالث: إيتاء الزكاة، والرابع: الحج، والخامس: صوم رمضان . بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج وأن البناء يقوم على هذه الخمس، وغير هذه الخمس مكملات للبناء.
ولفظ "بُني" يقتضي أن هناك من بناه على هذه الخمس، فالذي بنى الإسلام على هذه الخمس هو الله -جل جلاله- وهو الشارع -جل وعلا- والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه -جل وعلا- وليس هو شارعاً على جهة الاستقلال، وإنما هو -عليه الصلاة والسلام- مبلغ أو مشرِّع على جهة التبليغ .
( بنى الاسلام ) ما معنى بنى؟ بنى من البناء أى أسس الاسلام وهذه الكلمه تدل على ان الاسلام له اسس او دعائم وهى خمسه.
بني الإسلام يعني: الإسلام الذي جاء به نبينا محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام- . أما الإسلام الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون فهو من حيث التوحيد والعقيدة كالإسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم محمد في أصوله وأكثر فروع الاعتقاد والتوحيد. وأما من حيث الشريعة فإنه يختلف؛ فإن شريعة الإسلام غير شريعة اليهود غير شريعة عيسى -عليه السلام- غير شريعة موسى … إلى آخر الشرائع . س : ما معنى الاسلام ؟ كلمة الاسلام لها معنيان ، فالاسلام هو الاستسلام ، والاستسلام نوعان : { قدرى وشرعى }، اما ( الاستسلام القدرى ) : فهو الذى يكون لا حيله للانسان فيه اى انه ولد مسلما على الفطره ولا ثواب له فيه كما فى قوله تعالى " وله اسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها.اما ( الاستسلام الشرعى ) : فالمقصود به توحيد الله - عزوجل- وافراده بالعباده والانقياد له بالطاعه والبراءه من الشرك واهله وهذا يثاب عليه كما فى قوله تعالى" ان الدين عند الله الاسلام " وايضا قال تعالى " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين " .. الإسلام هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا , و اتباع الرسل عليهم السلام فيما بعثهم الله به من الشرائع في كل زمان ، ، فكان الإسلام لقوم موسى أن يتبعوا ما جاء به من التوراة ، وكان الإسلام لقوم عيسى اتباع ما أنزل عليه من الإنجيل ، وكان الإسلام لقوم إبراهيم اتباع ما جاء به من البينات والهدى ، حتى جاء خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، فأكمل الله به الدين ، ولم يرتض لأحد من البشر أن يتعبده بغير دين الإسلام الذي بَعث به رسوله ، يقول الله عزوجل : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( آل عمران : 85 ) ، فجميع الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم ملزمون باتباع هذا الدين ، الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين .الأساس الأول : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله . فهذه الشهاده تمثل الركن الأول من أركان الاسلام وهى ركن واحد مع انها مكونه من شقين.و"لا إله إلا الله": هي كلمة التوحيد، و"لا إله": نفي ، و"إلا الله": إثبات ., هذا معناه أنها تنفي استحقاق العبادة عما سوى الله، وتثبت استحقاق العبادة لله -جل وعلا- وحده .( الا ) استثناء اى نستثنى من هذا النفى الله - جل وعلا - ونثبت ان المعبود بحق هو الله .. ولا يتم الإستسلام الا بالتخلية قبل التحلية . ، فالتخليه هى ان نخلى القلب ونصفيه من كل معبود ومن كل طاغيه غير الله وبحيث يكون اهلا لقبول الايمان والتحلى بالايمان بالله وحده كما الزارع يخلى الارض من كل الشوائب والأوساخ ويعملها جاهزه لتلقى البذور. قال عز وجل " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"قدم الله جلا وعلا الكفر بالطاغوت على الأيمان بالله , لأنه لابد من تخلية القلب أولا من كل ما يعبد من دون الله ثم تحليته بالأيمان , فلا يستقر ايمان الا بطرد الكفر اولا.قال " ابن القيم " رحمه الله :النفي المحض ليس توحيد وكذلك الأثبات بدون النفي ليس توحيد بل يجب ان يكون التوحيد متضمنا للنفي والأثبات في وقت واحد . والعباده تبنى على تحقيقهما معا فلا تقبل العباده الا بالاخلاص لله وهو ما تتضمنه شهادة ان لا اله الا الله ، واتباع الرسول وهو ما تتضمنه شهاده ان محمدا رسول الله..والشهاده فى الأصل هى التصديق والمراد بها هنا : الاقرار والتصديق مع القيام بحقها ، وشهادة ان لا اله الا الله فيها تخليه وتحليه وشهادة ان محمدا رسول الله معناها التصديق بنبوة محمد وانه نبى مرسل من عند الله .- جل وعلا - مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة ، كما يقول الله سبحانه : { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } ( الأعراف : 58 ) ، ومن مقتضى هذه الشهادة أن نؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان ؛ ولذلك أقسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم ، ومن مقتضاها أن نؤمن ونعتقد أن كل من لم يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتّبع دينه ، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة ، ، فلا نجاة في الآخرة إلا بدين الإسلام ، واتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:48 am | |
| ولا يكون التصديق بنبوة محمد الا بـ:
1. اثبات رسالته
2. اتباعه فيما امر... وما آتاكم الرسول فخذوه..... 3. الانتهاء عما نهى عنه وزجر... وما نهاكم عنه فانتهوا.... 4. التصديق بما اخبر به النبى صلى الله عليه وسلم 5. ان لايعبد الله - عزوجل - الا بما شرع عليه الصلاة والسلام. 6. محبته عليه الصلاة والسلام ففى الحديث " لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " وايضا فى الحديث الذى قال فيه عمر: والله يا رسول الله انك لأحب الى الا من نفسى فقال الرسول: لا يا عمر ومن نفسك فقال عمر: ومن نفسى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم الآن ياعمر , ولذلك يجب ان تقدم محبة النبى على محبة النفس والولد والوالد والناس اجمعين.ومن هنا نصل الى انه لا يصح اسلام المرء الا بالشهاده ...نلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الشهادتين ركنا واحد ؛ وهذه إشارة منه إلى أن العبادة لا تتم إلا بأمرين ، هما : الإخلاص لله : وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله ، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مقتضى الشهادة بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .الأساس الثانى : اقامة الصلاه الصلاة في اللغه : الدعاء . اما فى الاصطلاح الشرعى : فهى اقوال وافعال يتعبد بها الله تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم. فهى الصله بين العبد وربه ، ومناجاة لخالقه سبحانه ، وهي الزاد الروحي للعبد. وللصلاة مكانة عظيمة في ديننا ؛ إذ هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في السماء السابعة ، فهي واجبة على المسلم البالغ العاقل ، في السلم والحرب ، والصحة والمرض ، ولا تسقط عنه أبداً إلا بزوال العقل.وهي العلامة الفارقة بين المسلم والكافر ، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم .قال تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين "وفى هذا الحديث نلاحظ ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : اقام الصلاه ولم يقل تأدية الصلاه لماذا ؟ لأن اقامة الصلاه يختلف عن تأديتها فاقامة الصلاة معناه والقيام بها في أوقاتها، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها،وواجباتها ومراعاة آدابها وسننها، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر، قال تعالى: {وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].الأساس الثالث : ايتاء الزكاهس : ما المقصود بالايتاء ؟ ج : الايتاء هو الاعطاء ، والزكاه فى اللغه هى النماء والزياده والتطهير ، زكى الشئ اى نمى وطهر وزاد ، يقول الله تعالى " فلا تزكوا انفسكم " اى فلا تطهروها ، وزكى الزرع اذا نمى . اما فى الأصطلاح : فهى حق مخصوص او نسبه معلومه يخرجها المزكى من ماله لطائفه مخصوصه وقد بينها الله تعالى فى كتابه العزيز فى قوله " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفه قلوبهم والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضه من الله " وهذه الآيه توضح مصارف الزكاه ..وقال تعالى " خذ من اموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم بها " فعندما بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل الى اليمن قال له : " انك تأتى قوما اهل كتاب فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله اونى رسول الله فان هم اطاعوك لذلك فأعلمهم انا الله افترض عليهم خمس صلوات فى اليوم والليله فان هم اطاعوك لذلك فأعلمهم ان الله فرض عليهم صدقه تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم ..الخ " فهي عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده ، طهرة لنفوسهم كما أن فيها إحسانا إلى الخلق ، وتأليفا بين قلوبهم ، وسدا لحاجتهم ، وإعفافا للناس عن ذل السؤال . وإذا منع الناس زكاة أموالهم كان ذلك سببا لمحق البركة من الأرض ، كما وردفي حديث بريدة رضي الله عنه : ( ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر ) رواه الحاكم و البيهقي ، وقد توعد الله سبحانه وتعالى مانعي الزكاة بالعذاب الشديد في الآخرة ، فقال تعالى : { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } ( آل عمران : 180 ) ونصاب الزكاه اثنان ونصف فى المائه يعنى يجب علينا اذا بلغ المال معنا النصاب وهو يقدر ب 86 جرام من الذهب على ارجح اقوال العلماء وحال عليه الحول - حول هجرى كامل - وجب علينا اخراج الزكاه ، يعنى اذا كان عندك 100 دينار وحال عليها الحول ولم تستخدميها وجب عليك اختى الفاضله ان تخرجى زكاتها وهى مقدار ال 2.5 % ....الأساس الرابع : حج البيتقال تعالى " ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا " الحج لغه : هو القصد اصطلاحا : هو قصد بيت الله الحرام فى مكه لأداء اعمال مخصوصه وقال بعض اهل العلم هو قصد مكه للطواف والسعى والرمى والمبيت بمزدلفه ومنى والوقوف بعرفه. اعمال مخصوصه اى اعمال الحج بمعنى قصد مكه لعمل مخصوص فى زمن مخصوص وهو زمن ايام الحج ، وفى الحديث الذى رواه ابو هريره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ياايها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:49 am | |
| وهو بالأضافة الى ذلك كله يعتبر مؤتمر إسلامي كبير، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد. ولذا كان ثواب الحج عظيماً وأجره وفيراً، قال عليه الصلاة والسلام " الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة "متفق عليه. وقد فُرِض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} [ آل عمران: 97] .
الأساس الخامس : الصوم
نلاحظ فى هذا الحديث ان الحج مقدم عن الصوم وفى روايه ثانيه نلاحظ ان الصوم مقدم عن الحج فماذا يدل هذا التقديم؟ يدل على دقة نقل الصحابه وحرصهم الشديد على ان ينقلوا الحديث بدقه..
الصوم فى اللغه : الامساك فى الاصطلاح : هو امساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثانى الى غروب الشمس. وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]. وهو عبادة فيها تطهير للنفس، وسمو للروح، وصحة للجسم، ومن قام بها امتثالاً لأمر الله وابتغاء مرضاته كان تكفيراً لسيئاته وسبباً لدخوله الجنة. سألتني إحدى الأخوات عن معنى الفجر الثاني عندما أعطيت الدرس على منتدى الشيخ أبو البراء الأحمدي.لذا سأوضح ماهو الفجر الثاني. الفجر فجران فجر كاذبوفجر صادق ولكل منهما علامة أما علامة الفجر الصادق فهو أنه يمتد من الشمال إلى الجنوب ويملأ الأفق الشرقي ولا ظلمة بعده.. وأما الفجر الكاذب فإنه يمتد من المشرق إلى المغرب ويكون بعده ظلمة وهذا لا عمل عليه وإنما العمل على طلوع الفجر الصادق وبين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس ساعة وخمس عشرة دقيقة أحياناً وساعة ونصف ساعة أحياناً بحسب الفصول . قال تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } ورد في الصحيحين من حديث القاسم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَمنَعنَّكَم أذان بِلال من سُحُورِكم فإنَّه يُنادِي بِلَيْل فكلُواْ واشربُواْ حتى أذان ابن أمِّ مَكتُوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"(لفظ البخاري ) قال ابن كثير، وقال الإمام أحمد وذكر سنده عن قيس بن طلق عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَيسَ الفجر المُستَطِيل في الأفُق ولكن المُعترض الأحمر ). ورواه الترمذي ولفظه: (كلوا واشربوا ولا يُهِيدَنَّكُم السَّاطِع المصعد فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر).. عن محمد بن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفجر فجران فالذي كأنه ذنب السَّرحان لا يُحَرِّم شيئاً، وإنما المستطير الذي يأخذ الأفق، فأنه يحل الصلاة ويحرم الطعام .قال الترمذي بسنده إلى زيد بن مثبت قال: " تسحَّرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قُمْنا إلى الصلاة قال: قلت كم كان قدر ذلك، قال: قدر خمسين آية. ( فوائد الحديث ) 1- فهمنا من هذا الحديث ان الاسلام له اسس واهم هذه الأسس هى شهادة ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله وبقية الأسس تبنى على هذا الركن وهذه الشهاده تمثل العمل القلبى الذى يظهر اثره على الجوارح وهذا العمل القلبى لابد وان ينطق به اللسان وان تعمل به الجوارح يعنى لا يمكن ان نقول نشهد ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله ونحن نناقض هذه الكلمه بالأعمال ، فهذه الشهاده تمثل المدخل لهذا الدين لأنها تمثل افراد العبوديه لله - جل وعلا - ........2- ومن أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلماً كامل الإيمان، ومن تركها جميعاً كان كافراً قطعاً.3- أن الإسلام عقيدة وعمل، فلا ينفع عمل دون إيمان، كما أنه لا وجود للإيمان دون العمل .أسأل الله -جل وعلا- لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع والدعاء المسموع، ربنا لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين، وخذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى. | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:50 am | |
| الحديث الرابع: ألأعمال بالخواتيم
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله - وهو الصادق المصدوق: { إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }. [رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].
وهذا الحديث فيه ذكر القدر وذكر جمع الخلق في رحم الأم.وهوأصل في باب القدر والخوف من السوابق والخوف من الخواتيم، وكما قيل: قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم .يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) الصادق في قوله, المصدوق المصدق في ماجاء به من الوحي عن الله سبحانه وتعالى, يعني الذي يأتي بالصدق, والصدق حقيقته الإخبار بما هو موافق للواقع، والكذب ضده وهو الإخبار بما يخالف الواقع، والمصدوق: هو المصدَّق يعني الذي لا يقول شيئاً إلا صُدِّقَه فالمقصود بالصادق المصدوق تأكيد احترام مصداقية النبي صلى الله لأن الكلام الآتي هو في امر غيبي و لا يخبر بشيء على خلاف الواقع، وهو الذي إذا أخبر بشيء صُدِّقه مهما كان، فكما نصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأشياء الحاضرة والأعمال البينة الواضحة فكذلك يجب علينا أن نصدقه في الأعمال الغيبية أو الأمور الغيبية . إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ...
يشير الحديث الى تطور خلق الإنسان في بطن أمه فالجنين يتقلب في مئة وعشرين يوماً في أربعة أطوار، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة.فالطورالأول: طور النطفة وهي عند التقاء ماء الرجل بماء المرأة يجتمعان ليكونان التكوين الخلقي فالنطفة هي الماء حيث يبقى الحمل في الشهر الأول وعشرة أيام من الشهر الثاني ماء أي يكون الجنين عبارة عن ماء .ثم في الأربعين الثانية علقة.فالطورالثاني :طور العلقة وهي قطعة من الدم وتبقى أيضا أربعين يوما أربعون يوماً ..انتقل الجنين هنا من ماء الى دم.ثم في الأربعين الثالثة مضغة.
فالطورالثالث: طور المضغة وهي قطعة من اللحم تبقى أربعون يوماً .فالجنين انتقل من ماء الى دم الى قطعة لحم .ثم بعد المئة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح، حيث يرسل اليه الملك الموكل بالأرحام فينفح فيه الروح بعد مائة وعشرين يوما ويؤمر بأاربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد. (هو الذي يصوَّرُكُم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيزُ الحكيمُ }
قال الله تعالى: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب} يعني أباكم آدم { ثم من نطفة } يعني ذريته ، والنطفة المني وأصلها الماء القليل وجمعها نطاف { ثم من علقة } وهو الدم الغليظ المتجمد ، وتلك النطفة تصير دماً غليظاً {ثم من مضغةٍ} وهي لحمة { مُخَلَّقَةٍ وغير مُخَلَّقَة ٍ} [الحج:5]. قال ابن عباس مخلقة : أي تامة ، وغير مخلقة أي غير تامة بل ناقصة الخلق ، وقال مجاهد : مصورة وغير مصورة ، يعني السقط . وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : (( إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه فقال : أي رب مخلقة ، أو غير مخلقة ؟ فإن قال : غير مخلقة ، قذفها في الرحم دماً ولم تكن نسمة ، وإن قال : مخلقة ، قال الملك : أي رب ذكرُ أم أنثى ؟ أشقي أم سعيدُ ؟ ، ما الرزق وما الأجل وبأي أرض تموت ؟ فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فإنك تجد فيها كل ذلك . فيذهب فيجدها في أم الكتاب فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي إلى آخر صفته ).وفي رواية عن إبن مسعود رضي الله عنه أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه فقال أي رب ذكر أم أنثي شقي أم سعيد مالأجل مالأثر بأي أرض يموت ؟ فيقال له أنطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد قصتها في أم الكتاب فستأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها .
هذه هي أطوار خلق الأنسان وقد دل عليها قوله تعالى ( ولقد خلقنا الأنسان من سلالة من طين , ثم جعلنا ه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )يقال أن ملك الموت عليه السلام دخل يوما على سليمان بن داود عليهما السلام فجعل يطيل النظر ويحد بصره الى رجل من ندمائه ثم خرج فقال ذلك النديم يا نبي الله إنه من كان ذلك الرجل ؟قال إنه ملك الموت فقال يا نبي الله رأيته يطيل النظر إليا وأخاف أن يقبض روحي فخلصني من يده فقال وكيف اخلصك ؟فقال تأمر الريح أن تحملني إلى بلاد الهند فلعله يضل عني ولايجدني فأمر سليمان عليه السلام الريح ان تحمله في الساعة الى أقصى بلاد الهند فحملته في الوقت والحال فقبض روحه وعاد ملك الموت ودخل على سليمان عليه السلام فقال له سليمان : لأي سبب كنت تطيل النظر إلى ذلك الرجل ؟ قال كنت أتعجب منه لأني أمرت بقبض روحه بأرض الهند وهو بعيد عنها إلى ان اتفق وحملته الريح الى هناك كما قدر الله تعالى فقبضت روحه هناك.والقدر هو سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل . ومراتب القدر أربعة : العلم , الكتابة , المشيئة , الخلق. 1- العلم : وهو أن الله عز وجل على علم بما كان وما يكون وما سيكون ولا تخفى عليه خافيه ألا يعلم من خلق وهو الطيف الخبير وهو يعلم كل شيء من قبل خلق السموات والأرض والدليل قوله تعالى (عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها.ولاحبة في ظلمات الأرض ولارطب ولايابس إلا في كتاب مبين )
2- مرتبة الكتابة :وهي أن الله عز وجل كتب مقادير كل شيء الخير والشر ...كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ومرتبة الكتابة تشمل خمسة تقديرات .1- التقدير الأول :هو التقدير الأزلي :ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال لولده أي بني إعلم أنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أنه ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك ماكان ليصيبك فإني سمعت رسول الله يقول ( ان اول ما خلق الله القلم فقال له أكتب قال ما أكتب ؟ قال أكتب مقادير كل شيء الى يوم القيامة.
2- التقدير في يوم الميثاق: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بركم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) 3- التقدير العمري : وهو التقدير في الأرحام عندما تستقر النطفة في الرحم ويرسل اليها الملك الموكل . 4- التقدير السنوي: وهذا يكون في ليلة القدر ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) قال أبن عباس تقدر فيها الأرزاق والآجال وكل ما هو كائن في هذا العام حتي يكتب فيها يحج فلان و يحج فلان و لا يحج فلان . 5- التقدير اليومي: المذكور في قوله تعالى ( كل يوم هو في شأن ) وقد سئل النبي ما شأن الله تبارك وتعالى قال ( يغفر ذنب ويفرج كرب ويرفع أقوام ويخفض أخرين " هذا شأن ربي سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن . إذا علمنا أن التقديرات منها ماهو عام ومنها ماهو خاص فالتقدير العام وهو في اللوح المحفوظ قبل خلق الناس كلهم والتقدير الخاص للأنسان في بطن امه . ان الله - جل وعلا - اعطى للانسان مشيئة وقدرة على الاختيار وما من إنسان إلا وهو يشعر بهذه الحرية في الاختيار ، وبناء على هذه الحرية جاء التكليف الشرعي بوجوب الإيمان وحرمة الكفر ، فحين لا يؤمن الإنسان يكون هو الذي لا يريد الإيمان ، وحين يكفر يكون هو من أراد الكفر . ويقدر الانسان ان يفرق بين ما هو يقع بارادته وما هو خارج ارادته والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " فالله - عز وجل- جعل للمخلوقين المكلفين ارادة ومشيئة ولكنها تابعة لارادة الله ومشيئته (وما تشاءون الا ان يشاء الله ر ب العالمين )
| |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:51 am | |
| ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي والسيئات فالله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا أراد العبد النبات قام بزراعة الأرض وريها ، و إذا أراد الجنة آمن وعمل صالحاً ، ولو قال العبد أريد الجنة ولن أعمل صالحاً ، فإن كتب الله لي الجنة فسأدخلها ، عد كذلك من الجاهلين.
نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه في أمور دنياه حتى يدركه ، ولا نجد شخصا يترك ما يصلح أمور دنياه ويعمل بما يضره فيها بحجة القدر فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر ؟!ولعلنا نوضح ذلك بمثال ,لو أن إنساناً أراد السفر إلى بلد ، وهذا البلد له طريقان ، أحدهما آمن مطمئن ، والآخر كله فوضى واضطراب ، وقتل ، وسلب ، فأيهما سيسلك ؟ لاشك أنه سيسلك الطريق الأول ، فلماذا لا يسلك في أمر الآخرة طريق الجنة دون طريق النار ؟وقد دل على بطلان الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الطاعات ؛ الشرع والعقل ، فمن الأدلة الشرعية :1ـ قول الله- تعالى - : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا ءَابَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ ) الأنعام/39 ، فهؤلاء المشركون احتجوا بالقدر على شركهم ، ولو كان احتجاجهم مقبولاً صحيحاً ما أذاقهم الله بأسه . 2- ولو كان الاحتجاج بالقدر صحيحاً لما كان هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ، طالما أن كل إنسان مجبور على فعل ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ، حيث سيحتجون على الله جلا وعلا في عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا على الكفر ، فكيف تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ، والله يقول مبينا الحكمة من بعثة الرسل (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً ) (النساء:165) . ففي الآية دلالة ظاهرة على بطلان الاحتجاج بالقدر .3- ولو كان الاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما سئلوا ( ما سلككم في سقر ) فأجابوا : ( لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ) ( المدثر : 42-46 ) فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال أهل النار أجبرنا الله على فعل الكفر ثم عاقبنا عليه .4- أن الله أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع ، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16 ، وقال سبحانه : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ) البقرة/286 فلو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه ، وهذا باطل .5- أن القدر سر مكتوم ، لا يعلمه أحد من الخلق إلا بعد وقوعه ، وإرادة العبد لما يفعله سابقة لفعله ، فتكون إرادته للفعل غير مبنية على علم بقدر الله ، فادعاؤه أن الله قدر عليه كذا وكذا ادعاء باطل ؛ لأنه ادعاءٌ لعلم الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا الله ، فحجته إذاً داحضة ؛ إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه .قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين ، وسائر أهل الملل ، وسائر العقلاء ؛ فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال ، وسائر أنواع الفساد في الأرض ، ويحتج بالقدر. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه ، بل يتناقض ، وتناقض القول يدل على فساده ، فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بدائه العقول " وقال أيضا رحمه الله ـ عن المحتجين بالقدر : " هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الاعتقاد كانوا أكفر من اليهود والنصارى "فالاحتجاج إنما يكون على المصائب ، لا المعائب ، " فالسعيد يستغفر من المعائب ، ويصبر على المصائب ، كما قال تعالى : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) والشقي يجزع عند المصائب ، ويحتج بالقدر على المعائب "فما كان من فعل العبد واختياره فإنه لا يصح له أن يحتج بالقدر ، وما كان خارجا عن اختياره وإرادته فيصح له أن يحتج عليه بالقدر.إذا الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي ، أو ترك الطاعات احتجاج باطل في الشرع ، والعقل ، والواقع .
وقد نهانا رسول الله عن الاتكال على القدر ففى الحديث الذى رواه على بن ابى طالب ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ما منكم من احد الا قد كتب مقعده من النار او من الجنه " فقال رجل من القوم : الا نتكل يا رسول الله ؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ (فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) فالأمور التى بمقدورنا والتى نحن نختارها هى التى نحاسب عليها فمثلا لو قدم لنا طعام نافع وطعام ضار فأنفسنا تميل للنافع وتنفر من الضار، كذلك امور الدين فارادة فعل الخيرات وترك المنكرات مبنيه على ان الانسان يدرك ويلاحظ ان يفعل الخير بمراده الذى اعطاه الله اياه فأفعال العباد التى يفعلونها هى القدر الاختيارى ، اذا الجوانب المخير بها الانسان هى التى يحاسب عليها الانسان أما الأمور التى خارج ارادتنا وخارج قدرتنا لا نحاسب عليها... س / بعض الناس يسالون هل الأنسان مسير أم مخير ؟ ج / نقول الانسان مخير من جوانب ومسير من جوانب اخرى فالجوانب المسير بها هي التي لاارادة له بها ولا مشيئة ولاقدرة مثل حركة الدم والقلب والمشاعر والاحاسيس هذه أمور لاارادية كذلك المرض السقوط الرعشة مثلا وهذه هو القدر المسير . ويذكر ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب اتى اليه بسارق قد استحق إقامة الحد فأمر عمر بقطع يده فقال الرجل : مهلا يا امير المؤمنين فانما سرقت بقدر الله فقال عمر : ونحن انما نقطع بقدر الله ، فأمر السرقه امر اختيارى فهو اختار ان يسرق ، اذا الله - عز وجل - اعطى للعبد اختيارا واعطاه مشيئه وقدره ولكن فى نفس الوقت جعل الله مشيئة العبد تحت مشيئته .. اذا نتعامل مع اقدار الله فى الحياه من جانبين :- الأول : نتوكل على الله من جميع امورنا مع الأخذ بالأسباب كما وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطير فقال " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " . فالطالب مثلا لا يمكن ان ينجح اذا لم يأخذ بالأسباب من بذل الجهد والتعب والتحضير ثم يتوكل على الله بالثمره والنتيجه كذلك المريض يأخذ الدواء ثم يتوكل على الله . اذا التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يعملان جنبا الى جنب مع بعض ويقال فى قصة الرجل صاحب الابل انه عندما جاء ليصلى فقال يا رسول الله أتوكل على الله واتركها فقال الرسول " اعقلها وتوكل "...
| |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:52 am | |
| قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيسبق عليه الكتاب ) أي الذي سبق في العلم ، أو الذي سبق في اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم .كما ذكرنا في شرح مراتب القدر.ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتىما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعملبعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة،فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك. وعلى هذافيكون المراد بقوله: حتى ما يكون بينه وبينها إلاذراعقرب أجله لا قربه من الجنة بعمله.قال ابن حجر الهيتمي: إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد، ولا يطلع عليها الناس، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة.وهذا يوضح رواية ثانية للحديث: " (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). … " (متفق عليه).إن كلمة "فيما يبدو للناس" توضح المعنى الذي يرمي إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الحديث وقرار الله في محكم تبيانه أنه لا يضيع عمل العاملين، وعلى ضوء هذه الرواية التي جاءت مقيدة بقيد "فيما يبدو للناس" ينبغي فهم الرواية الأخرى التي جاءت في حديث ابن مسعود، وذلك لأن القاعدة تقتضي بتفسير العام على ضوء الخاص والمطلق على ضوء المقيد، لا العكس؟نعلم أن الله عز وجل يقول: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }الكهف-110، ونعلم أنه عز وجل يقول عن أناس يعملون بأعمال أهل الجنة: ( َوقدمنا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)الفرقان-23، ومعنى الآيتين أن العمل الذي يدخل صاحبه الجنة لا يكفي أن يكون مما قد أحبه الله وأمر به، بل لابد معه من أن يكون المقصود به وجه الله عز وجل، لا غيره من المنافع والمصالح الدنيوية المتنوعة، سواء أكان هذا الغير شريكاً في القصد مع الله أو هو المقصود وحده، كما هو شأن المنافقين. وهذا مصداق قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) وأشار بأصبعه إلى صدره، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).
وقال الله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نُضَيِّع أجر مَن أحسن عملاً ).إذا يتضح من قوله صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة) الخ، أن في الناس من تكون أعمالهم أعمال أهل الجنة ولكنهم ليسوا من أهلها، إذ تكون أعمالهم مشوبة بنفاق أو برياء، وما أكثرهم في كل عصر، وأن في الناس من تكون أعمالهم من أعمال أهل النار، ولكنهم لن يكونوا من أهلها بسبب حالات قلبية خاصة تكون بينهم وبين ربهم، كالانكسار والتذلل على أعتاب الله، والشعور المهيمن عليهم بسوء حالهم، وبسبب أن ارتكابهم للأوزار ليس لاستكبار منهم على أوامر الله وشرعه، ولكن لضعف يهيمن عليهم.وعلى هذا فكلمة "الكتاب" في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (فيسبق عليه الكتاب) تعني قضاء الله الذي هو علمه وإرادته، والله يعلم ما سيؤول إليه حال كل من الصنفين اللذين تحدث عنهما وسبب ذلك، فلنعلم أيضاً أنه لا إشكال في أن يريد الله عز وجل أن يختم حياة الفريق الأول بالضلال والشقاء، وأن يختم حياة الفريق الثاني بالهداية والرشد، لأن إرادته جاءت على أعقاب السبب الذي مارسه كل من الفريقين بمحض اختياره ورغبته.الدروس المستفاده من هذا الحديثا- نلاحظ ان هذا الحديث جامع لجميع احوال الشخص ففيه بيان حال المبدأ وهو خلقه والمعاد وهى الشقاوه او السعاده وما بينهما وهو الأجل وما يتصرف فيه وهو الرزق وفيه دلاله على ان التوبه هادمه لما سلف وان جميع الأمور بقضاء الله وقدره..2- بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه، وأنه أربعة أطوار.الأول: طور النطفة أربعون يوماً ... والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ... والثالث: طور المضغة أربعون يوماً ... والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه.. فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار.3- أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان حي، وبناء على ذلك لو سقط قبل تمامأربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، لأنه لم يكن إنساناً بعد ولله تعالى أعلى وأعلم .وبعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي، فلو سقط بعد ذلكفإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.
4- أن للأرحام ملكاً موكلاً بها لقوله: فيبعث إليه الملكأي الملك الموكل بالأرحام.5- أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقي أمسعيد، ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولايتأخر. 6- في الحديث دليل على عدم القطع بدخول الجنة أو النار ، وإن كان قد عمل كل أنواع البر ، أو عمل كل أنواع الفسق ، وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب به لأنه لا يدري ما الخاتمة .7- ان الاعمال بالخواتيم وان الثمره بالخواتيم فعلى الإنسان أن يكون على خوف ورهبة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ,ومن لطف الله - جل وعلا- ان انقلاب الناس من الخير الى الشر نادر .. -8 الأهتمام بحسن الخاتمة والحذر من سوء الخاتمة وينبغي لنا أن نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة ونسعيذ بالله تعالى من سوء الخاتمة وشر العاقبة.9- عدم الأتكال على العمل ,والدعاء بإن يثبت الله قلوبنا على دينه وعلى طاعته ، اذا لا نتكل على العمل بدون دعاء وعلينا ايضل فى هذه الحياه ان نعيش بين الخوف والرجاء نرجو ثواب الله ونخاف عقاب الله ، وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - ان عمل الانسان فى هذه الحياه يكون كالطائر له رأس وجناحان فالرأس هو محبة الله والجناحان الرجاء والخوف .0 - علينا تحديد الهدف فاذا حددنا الهدف فى حياتنا استطعنا ان نعمل للنتيجه التى تحقق لنا ذلك الهدف ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع , فيسبع عليه الكتاب , فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " . 11- أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً ثميمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره. 12- إتقان العمل لأن الأعمال بالخواتيم فلا نقدر ان نصل الى النتيجه المطلوبه الا باتقان العمل " ان الله يحب من احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه ".. هناك بعض المسائل التربويه التى ينميها هذا الحديث بأنفسنا من بينها :- 1.الشعور بعظمة الله , كيف خلق الله الانسان بهذه الأطوار , ان هذا لاشك انه خلق عظيم يربي في نفوسنا تعظيم الله جلا وعلا ومن ثم تعظيم شعائره.. 2. الراحه النفسيه والطمأنينه القلبيه فى مسأله الرزق ، فالرزق ثابت قد كتبه منذ نفخ الروح ( وفى السماء رزقكم وما توعدون ).. قال ( الحسن البصرى ) رحمة الله : عَلِمتُ أنْ رزقى لا يأخذه غيري فاطمئن قلبي , عَلِمتُ أنْ عملى لا يقوم به غيرى فشُغِلْتُ به وحدي عَلِمتُ أنْ الله مطَّلِعٌ عليَّ فاستحيت أن يراني على معصية , علمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي . | |
|
| |
هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: رد: الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية الأربعاء مارس 18, 2009 10:53 am | |
| . القوة والشجاعه تجاه الأعمال فعندما نعلم بأن الأجل مكتوب وان الله قد قدره لنا نشعر بالقوة والشجاعه ، اذا علينا ان نستغل الوقت لأن العمر محدود والأجل مكتوب وعلينا ان نواجه القضايا بقوة وشجاعه.. 4. يعالج هذا الحديث بعض الطغيان والكبر فى نفوس الناس..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لااله الآ أنت أستغفرك وأتوب اليك | |
|
| |
| الحديث والسنة عند المحدثين/ شرح الأربعين النووية | |
|