|
| مبدأ التوحيد في القرآن العظيم | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:19 am | |
| أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)
ألم ترى أن الله يُسَبِّح له مَن في السموات والأرض من المخلوقات، والطير صافات أجنحتها في السماء تسبح ربها؟ كل مخلوق قد أرشده الله كيف يصلي له ويسبحه. وهو سبحانه عليم، مُطَّلِع على ما يفعله كل عابد ومسبِّح، لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيهم بذلك.
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)
ولله وحده ملك السموات والأرض، له السلطان فيهما،
وإليه المرجع يوم القيامة.
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ (43)
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (44)
ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره, يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.
إن الذي ينظر من نافذة الطائرة يرى حقيقة هذه الجبال من السحاب , ولذلك تعد هذه الأية من الإعجاز العلمي
للقرآن العظيم
ومن دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى أنه يقلب الليل والنهار بمجيء أحدهما بعد الآخر, واختلافهما طولا وقِصَرًا, إن في ذلك لَدلالة يعتبر بها كل مَن له بصيرة.
*****
وللتفسير العلمى لهذه الآيات العظيمة ( قال الشيخ الزنداني )
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركما فترى الودق يخرج من خلاله
دراسة تكوين السحاب الركامي
أولا - يبدأ السحاب الركامي عبارة عن ( قزح ) قطعة هنا وقطعة هناك يأتي هواء خفيف فيدفع هذه السحب قليلا قليلا
يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ,
قالوا : السحاب الركامي يتكون حين تجتمع سحابتان أو سحابة تنمو سحابة بسرعة .. فإذا اجتمعت سحابتان أو نمت سحابة بسرعة يتكون تيار هواء تلقائي في داخلها وهذا التيار الهوائي الذي بداخلها يصعد إلى أعلى وحين يصعد إلى أعلى يعمل مثل الشفاطة هذه الشفاطة التي تشفط الهواء من الجنب .. وتقوم بسحب السحب .
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه , بالشفط
بعدما تكوّنت على هذا النحو وأصبح لها قوة سحب وجذب للسحب المجاورة وهذا هو التأليف
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه , وبعد أن يؤلف بين السحاب وتتباعد بقية السحب بعدا كبيرا يتوقف الشفط هذا
ويحدث شيء قوى جدا : نموّ رأسي إلى أعلى هذا النمو الرأسي إلى أعلى يركم السحاب بعضه فوق بعض يصير ركاما ولذلك قالت الآية : ثم يجعله ركاما
نفس السحابة تعلو فوق وتعلو وتعلو بعضها فوق بعض ...
فترى الودق فعندما يتوقف الركم يتوقف ويضعف فإذا ضعف فإن المطر ينزل على الأثر ولذلك قال تعالى : فترى الودق يخرج من خلاله , سبحان الله ! كم يشاهد الناس السحب .. هل عرفوا سرها ؟ فكلما ازداد الناس علما ازدادوا إيمانا بأن هذا القرآن من عند الله سبحانه وتعالى وأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
****
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
والله تعالى خلق كل ما يدِب على الأرض مِن ماء، وهذا من الإعجاز العلمي
حيث ثبت علميا أنه بدون الماء لا توجد حياة على ظهر الأرض .
والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء، وهو قادر على كل شيء.
لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:23 am | |
| وجه الإعجاز في الآية السابقة
1- في قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ)حديث عن العمليات الفيزيائية التي تحصل فعلاً في منطقة الالتقاء بين النهر والبحر، وهي عمليات خلط مستمر وذهاب وإياب للماء، وهذا هو تماماً ما تعنيه هذه الكلمة. 2- نلاحظ أن الله تعالى قال: (مرج البحرين)ولم يقل (مرج النهر والبحر)،لأن عملية المرج تتم مع الأنهار ومع المياه العذبة المختزنة في الأرض، والتي تتدفق من قاع المحيطات، وهذه المياه هي بحر أيضاً، ولكنه بحر عذب لا نراه، ولكن الله يراه وقد حدثنا عنه قبل علماء أمريكا بقرون كثيرة! 3- إن كلمة (مرج) هي الكلمة الدقيقة للتعبير عن طبيعة ما يجري في منطقة اختلاط الماء العذب بالماء المالح، بينما نجد العلماء يستخدمون عدة كلمات للتعبير عن هذه الظاهرة مثل (خلط، تمازج، حركة، اضطراب، اختلاف...)، وجميع هذه المعاني تحققها الكلمة القرآنية، فسبحان من أنزل هذه الكلمة! 4- في قوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا)حديث عن وجود برزخ، وهو منطقة تفصل بين ماء النهر وماء البحر، وهذه المنطقة أو هذا البرزخ هو ما يسميه العلماء بمنطقة المصب وهذه المنطقة تتشكل بسبب القوانين التي أودعها الله في الماء، وتسمى بقوانين ميكانيك السوائل، أي أن القرآن قد قرر حقيقة علمية قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة، وهذا سبق قرآني في علم المياه. 5- في قوله تعالى (وَحِجْرًا مَحْجُورًا)،إشارة إلى أن هذه المنطقة مميزة وذات خصائص محددة تختلف عما يحيط بها من بحر أو نهر، وفيها كائنات محددة تختلف أيضاً عن كائنات البحر وكائنات النهر، وهذه المنطقة لا تسمح للماء المالح أن يطغى على الماء العذب، ولذلك فهي كالحجرة المنيعة والمغلقة، وهذا ما يقوله العلماء اليوم. 6- في قوله تعالى: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)حديث عن الاختلاف الكبير في درجة الملوحة بين ماء النهر وماء البحر، وهذا ما نراه فعلاً، فماء النهر يكاد يخلو من الملح إلا بنسبة ضئيلة جداً، بينما نجد أن المتر المكعب من ماء البحر يحوي 35 كيلو غرام من الملح! و ماء النهر ليس عذباً مئة بالمئة، إنما هنالك بعض الأملاح والمعادن والمواد الأخرى التي تعطي هذا الماء طعماً مستساغاً، ولذلك قال تعالى (عَذْبٌ فُرَاتٌ). (وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)كإشارة إلى الملوحة الزائدة، وهذا التعبير دقيق من الناحية العلمية. 7- تعتبر منطقة المصبات من أكثر المناطق حساسية وذات أهمية بيئية كبيرة، وهي لذلك تستحق الذكر كنعمة من نعم الله علينا، حتى إن الكثير من الحضارات ازدهرت في مناطق المصبات، مثل دلتا النيل، والمنطقة بين نهر دجلة والفرات، ونهر التايمز في مدينة لندن، ونهر هيدسون في مدينة نيويورك.
***** وبهذا النور في أيات الله تعالى تتحرك العقول المؤمنة للبحث والعلم والإعمار في الأرض متجهة بالعبادة لله تعالى رب العالمين ملتزمة بشريعته التي تنظم حركته في الحياة حتى لا يقع في الفساد والرذيلة , وتأخذ بيده إلى الصراط المستقيم حيث جنة عرضها السموات والأرض في الأخرة إن شاء الله .
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:25 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع عشر من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) ومع بعض آيات من سورة الفرقان
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58)
اليوم نتكلم عن ثمرة التوحيد علي سلوك المؤمن الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ حيث أن عقيدة التوحيد تطهر القلب من جميع العيوب التي لا تليق بالإنسان , ونستمع إلى كلام الله تعالى في وصف عباد الرحمن
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)
وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين, وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول, وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله. والذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام. والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن جهنم شر قرار وإقامة. والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق والذين يوحدون الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به: من كفر بعد إيمان، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفس عدوانًا، ولا يزنون، بل يحفظون فروجهم, إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، ومن يفعل شيئًا من هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا. يُضاعَفْ له العذاب يوم القيامة، ويَخْلُدْ فيه ذليلا حقيرًا. لكن مَن تاب مِن هذه الذنوب توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات ؛ بسبب توبتهم وندمهم . وكان الله غفورًا لمن تاب، رحيمًا بعباده حيث دعاهم إلى التوبة. ومن تاب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل عملا صالحا فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا صحيحًا، فيقبل الله توبته ويكفر ذنوبه. والذين لا يشهدون بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل الباطل واللغو من غير قصد مرُّوا معرضين منكرين ولا يرضونه لغيرهم. والذين إذا وُعِظُوا بآيات القرآن ودلائل وحدانية الله لم يتغافلوا عنها، كأنهم صمٌّ لم يسمعوها، وعُمْيٌ لم يبصروها، بل وَعَتْها قلوبهم، وتفتَّحت لها بصائرهم، فخرُّوا لله ساجدين مطيعين. والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، واجعلنا قدوة يُقتدى بنا في الخير. أولئك الذين اتصفوا بالصفات السابقة من عباد الرحمن، يثابون أعلى منازل الجنة ؛ برحمة الله وبسبب صبرهم على الطاعات, وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية والتسليم من الملائكة, والحياة الطيبة والسلامة مِنَ الآفات، خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به.
أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:25 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع عشر من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 )
ومع بعض آيات من سورة الشعراء والنمل
مع قوة البراهين على عقيدة التوحيد ووضوح الأدلة فإن الله سبحانه لم يشأ أن يترك الإنسان إلى فطرته وحدها ولا إلى إدراكتهم وحدها ولا إلى خطاب الدلائل الكونية وحدها بل أرسل لهم الرسل يذكرونهم ويعطون المثال الحي للواقع الإيماني للبشرية فإن العقل قد تنحرف به الشهوات والشياطين من الجن والإنس فجعل الله الحجة على العالمين بإرسال الرسل إليهم لكي لايكون للناس حجة بعد الرسل ونعيش اليوم مع نموذج من هذا العطاء الرباني وأبو الأنبياء "إبراهيم" عليه وجميع الأنبياء الصلاة والسلام
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)
قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم, أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم، أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟ قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم, فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)
فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، إلا رب العالمين ومالك الملك خالق الكون, هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة، وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه، وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة, لا يقدر على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)
قال إبراهيم داعيًا ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)
واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. وقد تقبل الله السميع البصير دعوته , وها نحن نذكره أبا للأنبياء عليهم جميعا صلاة ربي وسلامه
وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ (86)
وهذا دعاء من إبراهيم عليه السلام أن ينقذ الله أباه من الضلال إلى الهدى، فيغفر له ويتجاوز عنه، كما وعد إبراهيم أباه بالدعاء له، فلما تبيَّن له أنه مستمر في الكفر والشرك إلى أن يموت تبرَّأ منه .
وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
ولا تخزني يوم البعث، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة .
******* ونعيش مع نموذج أخر وفي هذه المرة نتعلم مبدأ التوحيد من طائر , فالكون يسبح بحمده تعالى
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا – 44 الإسراء
فهيا نجلس نشاهد وننصت ونتعلم درس من دروس التوحيد مع نبي الله سليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
وتفقد سليمان حال الطير المسخرة له وحال ما غاب منها, وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده, فقال: ما لي لا أرى الهدهد الذي أعهده؟ أسَتَره ساتر عني, أم أنه كان من الغائبين عني, فلم أره لغيبته؟ فلما ظهر أنه غائب قال: لأعذبنَّ هذا الهدهد عذابًا شديدًا لغيابه تأديبًا له, أو لأذبحنَّه عقوبة على ما فعل حيث أخلَّ بما سُخِّر له, أو ليأتينِّي بحجة ظاهرة, فيها عذر لغيبته.
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
فمكث الهدهد زمنًا غير بعيد ثم حضر فعاتبه سليمان على مغيبه وتخلُّفه, فقال له الهدهد: علمت ما لم تعلمه من الأمر على وجه الإحاطة, وجئتك من مدينة "سبأ" بـ "اليمن" بخبر خطير الشأن, وأنا على يقين منه
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
إني وجدت امرأةً تحكم أهل "سبأ", وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا, ولها سرير عظيم القدر, تجلس عليه لإدارة ملكها.
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله, وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها, فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده, فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
إن الله تعالى هو وحده الاله الذي ينبغي أن يعتقد الناس ألوهيته , وأن يتجهوا إليه وحده بالشعائر والدعاء وأن يتعلق به وحده الخوف والرجاء وأن يحب ويخشى . وأن يكون إليه الملجأ والمآب .
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
وإلى الجزء التالي أن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:26 am | |
| الجزء العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 1 ) وبعض آيات من سورة النمل
إن رسالة الإسلام تجلي حقيقة التوحيد بحس الإنسان على تدبر كتاب الكون المفتوح أمامه حيث لا غموض فيه وكذلك نفسه وبذلك يصبح الكون وما يحمله من دلائل القدرة الآلهية والنفس الإنسانية وما تتضمنه من دلائل علي عظيم صنع الله تعالى من أعظم الأدله على توحيد الخالق تبارك وتعالى
والمتأمل في الآيات التالية يدرك رحمة الله تعالى بهذا الإنسان حيث يأخذ بيده ويضعها على حقائق يستحيل إنكارها فالحمد لله رب العالمين
قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)
هل الله الذي يملك النفع والضر خير أم الذي يشركون من دونه, ممن لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا؟
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
واسألهم مَن خلق السموات والأرض, وأنزل لكم من السماء ماء, فأنبت به حدائق ذات منظر حسن؟ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها, لولا أن الله أنزل عليكم الماء من السماء. إن عبادته سبحانه هي الحق, وعبادة ما سواه هي الباطل .
أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)
أعبادة ما تشركون بربكم خير أم الذي جعل لكم الأرض مستقرًا وجعل وسطها أنهارًا, وجعل لها الجبال ثوابت, وجعل بين البحرين العذب والملح حاجزًا حتى لا يُفسد أحدهما الآخر؟
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه, ويكشف السوء النازل به, ويجعلكم خلفاء لمن سبقكم في الأرض؟
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يرشدكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم فأظلمت عليكم السبل, والذي يرسل الرياح مبشرات بما يرحم به عباده مِن غيث يحيي موات الأرض؟
أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)
واسألهم من الذي ينشئ الخلق ثم يفنيه إذا شاء, ثم يعيده, ومَن الذي يرزقكم من السماء بإنزال المطر, ومن الأرض بإنبات الزرع وغيره؟ أمعبود سوى الله يفعل ذلك؟ قل: هاتوا حجتكم إن كنتم صادقين في زعمكم هذا .
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66)
قل -أيها الرسول- لهم: لا يعلم أحد في السموات ولا في الأرض ما استأثر الله بعلمه من المغيَّبات, ولا يدرون متى هم مبعوثون مِن قبورهم عند قيام الساعة؟
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين: سيروا في الأرض, فانظروا إلى ديار مَن كان قبلكم من المجرمين, كيف كان عاقبة المكذبين للرسل؟ أهلكهم الله بتكذيبهم, والله فاعل بكم مثلهم إن لم تؤمنوا.
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
ولا تحزن على إعراض المشركين عنك وتكذيبهم لك, ولا يَضِقْ صدرك مِن مكرهم بك, فإن الله ناصرك عليهم.
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)
قل لهم -أيها الرسول-: عسى أن يكون قد اقترب لكم بعض الذي تستعجلون من عذاب الله.
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
وما مِن شيء غائب عن أبصار الخلق في السماء والأرض إلا في كتاب واضح عند الله. قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان وما يكون.
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة القصص
إن دلائل التوحيد تتنوع في القرآن العظيم بحيث تملئ الكيان البشري فأينما يولي فثم وجه الله , والله تعالى خلقنا وكرمنا على كثير ممن خلق , ونحن نرى مخلوقات كثيرة فهل فكر الإنسان كيف خلق على هذه الهيئة العظيمة ولم يخلق مثل القردة والخنازير؟ فإن واهب الحياة للإنسان أحق أن يتوجه له بالدعاء والعبادة وليست الحجارة ولا أي مخلوق
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه, وليس لأحد من الأمر والاختيار شيء, وإنما ذلك لله وحده سبحانه, تعالى وتنزَّه عن شركهم.
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)
وربك يعلم ما تُخفي صدور خلقه وما يظهرونه.
وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)
وهو الله الذي لا معبود بحق سواه, له الثناء الجميل والشكر في الدنيا والآخرة, وله الحكم بين خلقه, حيث أرسل شريعة صالحة لكل زمان ومكان تحقق الأمن والأمان بين البشر وإليه تُرَدُّون بعد مماتكم للحساب والجزاء **** ونمضي مع آيات الله الكونية حيث الليل والنهار فالأرض تدور حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنين بهذه الدقة حيث ينشأ اليل والنهار , وكيف حال الإنسان لو أوقف الله هذه الحركة ؟ وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة حيث تنشأ الفصول الأربعة ويختلف طول اليل والنهار مع هذا المدار وماذا كان حال الأرض لو أوقف الله هذا المسار ؟
هل أدرك الإنسان هذه النعمة الإلهية ؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71)
قل -أيها الرسول-: أخبروني -أيها الناس- إن جعل الله عليكم الليل دائمًا إلى يوم القيامة, مَن إله غير الله يأتيكم بضياء تستضيئون به؟ أفلا تسمعون سماع فهم وقَبول؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)
قل لهم: أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائمًا إلى يوم القيامة, مَن إله غير الله يأتيكم بليل تستقرون وتهدؤون فيه؟ أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار؟ ومن رحمته بكم -أيها الناس- أن جعل لكم الليل والنهار فخالف بينهما, فجعل هذا الليل ظلامًا؛ لتستقروا فيه وترتاح أبدانكم, وجعل لكم النهار ضياءً; لتطلبوا فيه معايشكم, ولتشكروا له على إنعامه عليكم بذلك.
**** وعقيدة التوحيد كما تنجي الإنسان في الدنيا من التمزق النفسي والعبودية لغير الله والإنحطاط الأخلاقي بسبب الشرك فإنها تنجيه في الأخرة من العذاب
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)
ونزعنا من كل أمة من الأمم المكذبة شهيدا -وهو نبيُّهم-, يشهد على ما جرى في الدنيا من شركهم وتكذيبهم لرسلهم, فقلنا لتلك الأمم التي كذبت رسلها وما جاءت به من عند الله: هاتوا حجتكم على ما أشركتم مع الله, فعلموا حينئذ أن الحجة البالغة لله عليهم, وأن الحق لله, وذهب عنهم ما كانوا يفترون على ربهم, فلم ينفعهم ذلك, بل ضرَّهم وأوردهم نار جهنم .
******* وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
صابر عباس عرض الملف الشخصي العام البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة صابر عباس | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة العنكبوت إن دعوة التوحيد هي رسالة الله تعالى لجميع البشر فالكل مدعو للإيمان بالله الها واحدا لا شريك له والإيمان باليوم الأخر والملائكة وكتب الله و رسله وبالقدر خيره وشره وبهذا الإيمان يولد الإنسان من جديد , حيث تمحي السيئات ويبدأ صفحة جديدة بالأعمال الصالحة يسعد بها في الدنيا والأخرة وقد يواجه المؤمن بعض الصعاب ممن حوله ولكن عليه بالثبات على التوحيد ولا يطع من يدعونه للشرك ولو كانوا والديه , فإن الله تعالى سيجعل له فرجا ويلحق بطلب الإشراك بالله, سائر المعاصي, فلا طاعة لمخلوق كائنًا من كان في معصية الله سبحانه, كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن كنت بارا بوالديك حتى لو كانوا مشركين ؟ ..ثم سلكت سبيل المؤمنين بالإيمان والعمل الصالح ..فقد أكد الله تعالى.. ليدخلنك في الصالحين في الدنيا والأخرة . ونستمع خاشعين لآيات الله تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) ومن الناس من يقول: آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة فيرتدَّ عن إيمانه, ولئن جاء نصر من الله تعالى لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنَّا كنا معكم , أوليس الله بأعلم بما في صدور جميع خلقه؟ ***** إن عقيدة التوحيد تؤثر في حياة الإنسان تأثيرا يشمل الحياة كلها وهي الحصن الذي يحمي الإنسان بينما يكون الخسران لمن تحصن بالشرك , 1- فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السموات والأرض رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان . 2 - والمؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه, بينما المشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله . 3 - والمؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده , بينما ترى المشرك متكبر بغير الحق . 4 - والمؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . بينما الكافر والمشرك يمني نفسه بالأماني الكاذبة . 5 - والمؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السموات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السموات والأرض . بينما المشرك والملحد سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار . 6 - والمؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك . وليس للمشرك هذا اليقين . 7 - والمؤمن لا يلوس نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال , لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب . بينما المشرك والكافر لا يعبئ من أي شئ يحصل على المال . 8 - والمؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى . بينما المشرك منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي. وبهذه المقارنة السريعة نلاحظ قيمة التوحيد في حياة الإنسان وأن المشرك يتحصن بخيوط العنكبوت مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) مثل الذين جعلوا الأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرها, كمثل العنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها, فلم يُغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه, فكذلك هؤلاء المشركون لم يُغْن عنهم أولياؤهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئًا, وإن أضعف البيوت لَبيت العنكبوت, لو كانوا يعلمون . **** من الدلالات العلمية للنص الكريم في بحث للدكتور زغلول النجار أولا: الإشارة إلي العنكبوت بالإفراد: وتسمية السورة الكريمة بصياغة الإفراد( العنكبوت) يشير إلي الحياة الفردية لهذه الدويبة فيما عدا لحظات التزاوج, وأوقات فقس البيض, وذلك في مقابلة كل من سورتي النحل والنمل والتي جاءت التسمية فيها بالجمع للحياة الجماعية لتلك الحشرات. ثانيا: في قوله تعالى ( اتخذت بيتاً) في هذا النص القرآني الكريم إشارة واضحة إلي أن الذي يقوم ببناء البيت أساساً هي أنثي العنكبوت, وعلى ذلك فإن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت. وإن اشترك الذكر في بعض الأوقات بالمساعدة في عمليات التشييد, أو الترميم, أو التوسعة, فإن العملية تبقي عملية أنثوية محضة, ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق( تبارك وتعالى ): اتخذت بيتا. ثالثا: في قوله تعالى( إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت...) هذا النص القرآني المعجز يشير إلي عدد من الحقائق المهمة التي منها (1)الوهن المادي - أن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق, لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك, مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان, ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس, ولا زمهرير برد, ولا تحدث ظلاً كافياً, ولا تقي من مطر هاطل, ولا من رياح عاصفة, ولا من أخطار المهاجمين, وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها. (2)الوهن في بيت العنكبوت وليس في الخيوط قوله تعالى ( إن أوهن البيوت ) وهنا إشارة صريحة إلى أن الوهن والضعف في بيت العنكبوت وليس في خيوط العنكبوت وهي إشارة دقيقة جداً فخيوط بيت العنكبوت حريرية دقيقة جداً, يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحداً من المليون من البوصة المربعة, أو جزءاً من أربعة آلاف جزء من سمك الشعرة العادية في رأس الإنسان, وهي على الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة. (3)الوهن المعنوي - أن بيت العنكبوت من الناحية المعنوية هو أوهن بيت على الإطلاق لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد, وذلك لأن الأنثي في بعض أنواع العنكبوت تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها أكبر حجما وأكثر شراسة منه, وفي بعض الحالات تلتهم الأنثي صغارها دون أدني رحمة رابعا: في قوله تعالى ( لو كانوا يعلمون) هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده, حيث لم تكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك حيوان العنكبوت استغرقت مئات من العلماء لعشرات من السنين حتى تبلورت في العقود المتأخرة من القرن العشرين, ولذلك ختم ربنا( تبارك وتعالى ) الآية الكريمة بقوله( لو كانوا يعلمون). ***** قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3540 ****** وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة الروم
لعل المتابع لهذه السلسلة يلاحظ أنها تضمنت كثير من أيات الإعجاز العلمي وذلك لتحدي المنكرين ودليل أن رسالة الإسلام هي رسالة رب العالمين أنزلها على قلب خير البشر نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا
ونعيش اليوم مع معجزة , تعد من كبريات المعجزات التي أتت في القرآن العظيم حيث أنها كانت معجزة في وقتها وشهدها العالم ثم هي الأن تشكل معجزة لتضمنها معلومات عن جيولوجية الأرض .
ونستمع إلى هذه الآيات التي جعلها الله تعالى سببا في إسلام كثير من الناس
الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
آيات نزلت كانت سببا في إسلام بعض المشركين في شأن الروم والفرس . حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون .. فأنزل الله قرآنا يسر به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين . فكانت معجزة للأولين في هذا الأمر الغيبي الذي رأوه بعد سبع سنين من إخبار القرآن به . فقال بعض الكفار الذين أسلموا : لقد جعل دينه كله ومستقبله كله والإسلام كله مرهون بانتصار دولة مهزومة إنه حدد زمنا قريبا يكون في حياته فلو أنه مرت عشر سنوات ولم تنتصر الروم راح الإسلام وراح القرآن وراح محمد , ولا تمر سبع سنوات إلا وقد تحقق ما وعد لا يمكن أن يكون هذا من عند بشر ! هذا صنع الذي يحكم البشر فأسلموا ودخلوا في الإسلام
وكانت معجزة لنا وللناس إلى قيام الساعة
قال الشيخ الزنداني التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا
جاء في زيارة وجاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ... فلما جلس قلت له : عندنا.. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس حيث دارت المعركة هي أخفض منطقة في العالم .. في أدنى الأرض – بمعنى الأخفض . وقلت له : هي أخفض وأنا أعلم بأنها أخفض .. لكن أريده هو أن يقول قال : ليست أخفض الأرض . قال : فيه منخفضات موجودة في هولندا , وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم . قلت له : أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول : أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومكتوب بخط واضح أخفض منطقة في العالم ! فلما رآها قال : صحيح ! صحيح ! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض .. هذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء - سبحانه وتعالى
***** غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
يتضح من هذه الآيات أنه لا مكان للصدفة العمياء فالكون محكوم وفق سنن الله تعالى وهذه السنن لا تتحقق بذاتها . إنما تتحقق في كل مرة بقدر الله تعالى وإنه وحده القادر على تغير هذه السنن أو إيقافها . ويتبين لنا عظيم علم الله تعالى بالأمور كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء وإن وعد الله نافذ لا محال إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. ولكن أكثر الناس لا يعلمون , فعلمهم علم بظواهر بعض أمور الحياة الدنيا وليس علم شمول وإحاطة بمقدرات الأحداث
وجدير بالذكر هنا أن نذكر وعد الله تعالى للمؤمنين الذين أمنوا بالله وحده وباليوم الأخر وملائكته وكتبه ورسله مع العمل الصالح, وندرك أن وعد الله أت
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ -55 النور
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة الروم نعيش اليوم مع دعوة للتأمل في النفس والملكوت من حولنا فلو تدبر الإنسان قليلا لوجد أن كل شئ مخلوق بحكمة . ومخلوق لغاية . وكل شئ محسوب بدقة ليؤدي مهمتة . كذلك كل حركة في هذا الكون لا تتحرك الا بقانون وضعه الله تعالى فالظواهر الكونية مسخرة , تتحقق بقدر الله تعالى وليس حتمية طبيعية عشوائية . فإذا تيقنا ذلك كله فوجب علينا أن نؤمن باليوم الأخر وأن البعث حق حيث الحساب والحياة الخالدة في النعيم للمؤمنين , والعذاب لمن كذب وكفر بربه وكذب الرسل فإن الحياة لم تخلق عبثا , قال تعالى : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115 فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116 المؤمنون ونمضي مع رحلة التأمل في أنوار القرآن العظيم ومبدأ التوحيد أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ( أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئًا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب, والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة.. وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار, فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود والفراعنة . وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا, وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها, وبنَوْا القصور وسكنوها, فعَمَروا دنياهم, فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم مع كفرهم . فقد جاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة, فكذَّبوهم فأهلكهم الله, ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك, وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان. ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) الله وحده هو المتفرد بإنشاء المخلوقات كلها, وهو القادر وحده على إعادتها مرة أخرى, ثم إليه يرجع جميع الخلق, فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. ***** فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) فإن المتأمل فيما سبق لا يملك إلا أن يقول سبحان ربي العظيم فيا أيها المؤمنون سبِّحوا الله ونزِّهوه عن الشريك والصاحبة والولد, وَصِفوه بصفات الكمال بألسنتكم, وحقِّقوا ذلك بجوارحكم كلها حين تمسون, وحين تصبحون, ووقت العشي, ووقت الظهيرة. فله – سبحانه - الحمد والثناء في السموات والأرض وفي الليل والنهار. يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها, واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم, إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة. فالعلماء يدركون هذه الحقائق أكثر من غيرهم . وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب, وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق, ودلالة على البعث بعد الموت , إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار. وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) نلاحظ في كل الآيات السابقة دلائل وضحة على عظمة الله تعالى وكمال قدرته ودلالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون. ******* وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 4 ) وبعض آيات من سورة لقمان
ونمضي مع الرحلة المباركة عبر آيات الله البينات نستلهم أنوار علوم التوحيد ونعيش اليوم مع الحكمة
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ -12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ -13
إن أعلى درجات العلم " لا إله إلا الله " وذلك العلم الذي أرسله الله تعالى إلى البشرية عن طريق الرسل وهو العلم الخالص من شوائب الكفر والشرك والألحاد
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ – 19محمد
وكلما ازددت بحثا في علم التوحيد إستنار قلبك بكل العلوم التي من حولك وتدرك أنها دلائل على عظيم قدرة الله تعالى , وأنه لا معنى لشئ في هذا الكون بعد إنكار هذه الحقيقة الناصعة حقيقة التوحيد ***** إن عقيدة التوحيد في الإسلام ليست منفصلة عن سلوك الإنسان ولذلك نلاحظ دائما من أول آيات في ألقرآن العظيم إلي أخره يرتبط الإيمان بالعمل الصالح
الجزء الأول قال تعالى :
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -82 البقرة
*** و الجزء الثلاثون قال تعالى :
وَالْعَصْرِ - 1 إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ -2
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ -3
*** ومن أجل الأعمال الصالحة بر الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ-14
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ-15
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا , أي بالمعروف : البر والصلة , واتبع سبيل- طريق من أناب أي رجع إلي بالطاعة, "ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" فأجازيكم عليه .
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -16
المعنى : وقال لقمان لابنه يا بني . وهذا القول من لقمان إنما قصد به إعلام ابنه بقدر قدرة الله تعالى . وهذه الغاية التي أمكنه أن يفهمه , لأن الخردلة يقال : إن الحس لا يدرك لها ثقلا , إذ لا ترجح ميزانا . أي لو كان للإنسان رزق مثقال حبة خردل في هذه المواضع جاء الله بها حتى يسوقها إلى من هي رزقه ; أي لا تهتم للرزق حتى تشتغل به عن أداء الفرائض , وعن اتباع سبيل من أناب إلي .
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ -17
ومن الأمور المعروفة انه إذا بلغ أي شئ حدا كبيرا من خصائصه, أثر على من حوله , ومن الأمثلة المادية إذا بلغت جمرة النار حدا كبيرا فإنها تؤثر على من حولها بإشاعة الدفئ والحرارة , وكذلك قطعة الثلج إذا بلغت من البروده مداها فهي تؤثر على من حولها بالبرد , فإذا بلغ الإيمان وعقيدة التوحيد مداه عند المؤمن , فإن الأمر الضروري أن يدعوا غيره إلى عبادة الله وحده وما يستتبعه من أخلاق المؤمن الكاملة , وينهى عن الشرك وما يستتبعه ذلك من الأخلاق الذميمة, وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أما إذا حدث العكس وكان الفجور بالغا حدا كبير فستجد من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف . نعوذ بالله من ذلك ونجد هذا الأمر واضحا في آيات الله الكريمة في سورة ال عمران قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ -102 وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ -103 فإذا تحققت كل هذه الكمالات الإيمانية وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -104
وخذ مثالا على عكس هذه الصورة قالى تعالى قبلها في نفس سورة ال عمران قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ -98
ولما بلغوا مبلغا كبيرا في هذا الكفر , قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -99
هل أدركنا مدى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*****
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ -18
لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم كما جاء في الحديث " ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ -19
وهكذا ندرك أن عقيدة التوحيد في القرآن العظيم مرتبطة إرتباطا وثيقا بالسلوك والأخلاق
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، وقال : ( إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا ) . الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3759 خلاصة الدرجة: [صحيح]
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 1 ) وبعض آيات من سورة الأحزاب
الإستعداد للقاء الله تعالى بكثرة الذكر والتسبيح تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ
تحت هذا العنوان نبدأ لقاء اليوم
رأينا في القاءات السابقة آيات الله المبهرة في الأنفس والأفاق تملئ كيان المؤمن بحيث يرى قدرة الله تعالى في كل شئ يرى قدرة الله في بصره الذي يبصر به ويرى قدرة الله في سمعه الذي يسمع به يرى قدرة الله في كل أجهزة جسده التي تعمل ليل نهار دون توقف إلى أجل مسمى يرى قدرة الله في الهواء يتنفسه وكيف وفره الله له من غير ثمن ولو إنقطع عنا الهواء لدقائق لهلكنا .. , يرى قدرة الله في الأطعمة التي أمدنا بها من غير حول منا ولا قوة نرى قدرة الله في الأرض كيف مهدها لنا لتكون صالحة للعيش عليها نرى قدرة الله في مياه البحار ومياه الأنهار وكيف جعل بينهما برزخا بحيث لا تطغي مياه البحار المالحة على مياه الأنهار العذبة التي نشربها ونسقي بها الزرع نرى قدرة الله تعالى في السماء الواسعة وبها النجوم والكواكب والأقمار وكيف جعل لكل منه مسارا ومجالا لا تحيد عنه إن نعم الله تعالى لا تحصى ولا يعلم مداها إلا هو سبحانه ولذلك جاء التوجيه لنا بالذكر والتسبيح
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)
يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا, واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7405 خلاصة الدرجة: [صحيح]
إن واقع أمر المؤمن كله عبادة و ذكر لله تعالى , فكل مايقوم به الإنسان من أعمال هي عباده وذكر يثاب عليها , إن قصد بها مرضات الله , فالطبيب في عيادته عابدا لله وذاكرا له , والعامل في مصنعه عابدا لله وذاكرا له , والزارع في أرضه عابدا لله وذاكرا له , والمهندس في مكتبه أو موقعه عابدا لله وذاكرا له , والمحامي مدافعا عن المظلوم عابدا لله وذاكرا له , والتاجر في متجره عابدا لله وذاكرا له , والجندي في الميدان عابدا لله وذاكرا له , وتأتي الفرائض التي فرضها الله علينا لتدعم الصله بين العبد وربه مباشرة , فالمؤمن يقف بين يدي الله تعالى خمس مرات يوميا يجدد العهد بالالتزام بما أمر الله والنهي عن المحرمات , " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " , وهكذا بقية الفرائض والصلة موصولة دائما بين المؤمن وخالقه بالصلاة وهي أداء الفرائض , والصلة موصلة دائما من الله تعالى بعباده المؤمنين , تتنزل عليهم رحماته ورضوانه وبركاته هو الذي ( يصلي عليكم ) يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته؛ ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له تحية هؤلاء المؤمنين من الله في الجنة يوم يلقونه سلام, وأمان لهم من عذاب الله, وقد أعدَّ لهم ثوابًا حسنًا, وهو الجنة.
***** وكما أن الصلة موصولة دائما من الله تعالى بعباده فهي كذلك مع نبيه وحبيبه محمد صلوات ربي وسلامه عليه والملائكة يصلون بالدعاء والثناء على حبيب الله وقد تفضل الله تعالى علينا بأن أمرنا بالدخول إلى هذه الصلة العطرة بيننا وبين نبينا وحبيبنا "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, و بارك على محمد وعلى آل محمد ,كما صليت وباركت على إبراهيم و آل إبراهيم,في العالمين إنك حميد مجيد .
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)
إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة المقربين, وملائكته يثنون على النبي ويدعون له, يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, صلُّوا على رسول لله, وسلِّموا تسليمًا, تحية وتعظيمًا له. وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع, منها: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد".
***** وهذا تهديد ووعيد من الله تعالى لكل معتد أثيم يحاول أن يتطاول على سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على أحد من المؤمنين الصالحين .
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)
إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من المعاصي, ويؤذون رسول الله بالأقوال أو الأفعال, أبعدهم الله وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة, وأعدَّ لهم في الآخرة عذابًا يذلهم ويهينهم. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه, فقد ارتكبوا أفحش الكذب والزور, وأتوا ذنبًا ظاهر القبح يستحقون به العذاب في الآخرة.
**** وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى ونبدأ بعون من الله وتوفيقه بلفظ الجلالة " الله " هذا الاسم " الله " هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها, وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى , ولذلك لم يسم به غيره .. مصداقا لقوله تعالى : هل تعلم له سميا -65مريم فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور " سبحان الله "
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة سبأ
وفي طريق مليئ بالأنوار نمضي مع آيات الله البينات ومبدأ التوحيد , إن المتدبر لدلائل التوحيد في القرآن العظيم يلاحظ أن الوجود الإلهي في المنهج القرآني بديهية فتجئ الإشارة إلى تفرد الله سبحانه بالخلق وبالإحياء في معرض تفرده سبحانه بالالوهية والربوبية فبما أنه هو الخالق المتفرد بالخلق , المحيي المتفرد بالإحياء, الرازق المتفرد بالرزق , وهو القيم المدبر المتفرد بالقوامة والتدبير, وهو العالم المحيط المتفرد بالعلم والإحاطة , وهو القادر القاهر المتفرد بالقدرة والسلطان , .. فيجب أن يكون هو وحده المتفرد بالربوبية الذي يتوجه إليه عباده وحده بالطاعة والإتباع لحكمه وشرعه فسبحانه له الحمد في الأولى والأخرة
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)
الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الذي له ملك ما في السموات وما في الأرض, وله الثناء التام في الآخرة, وهو الحكيم في فعله, الخبير بشؤون خلقه.
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)
يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء, وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه, وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب, وما يصعد إليها ولفظ يعرج أي يصعد بزاوية وهذا هو الواقع العلمي الذي يطبق في أطلاق أي سفينة فضاء أو صاروخ أو ما شابه ذلك . وهو الرحيم بعباده فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة, الغفور لذنوب التائبين إليه المتوكلين عليه.
****** وهذه دعوة لتحدي من يزعمون بوجود الهة متعددة
قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)
قل -أيها الرسول- للمشركين: ادعوا الذين زعمتموهم شركاء لله فعبدتموهم من دونه من الأصنام والملائكة والبشر, واقصدوهم في حوائجكم, فإنهم لن يجيبوكم, فهم لا يملكون وزن ذرة في السموات ولا في الأرض, وليس لهم شِرْكة فيهما, وليس لله من هؤلاء المشركين معين على خلق شيء, بل الله -سبحانه وتعالى- هو المتفرد بالإيجاد, فهو الذي يُعْبَدُ وحده, ولا يستحق العبادة أحد سواه .
وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
قل -أيها الرسول- للمشركين: مَن يرزقكم من السموات بالمطر, ومن الأرض بالنبات والمعادن وغير ذلك؟ فإنهم لا بدَّ أن يُقِرُّوا بأنه الله, وإن لم يُقِرُّوا بذلك فقل لهم: الله هو الرزاق, وإنَّ أحد الفريقين منا ومنكم لعلى هدى متمكن منه, أو في ضلال بيِّن منغمس فيه.
قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)
قل: لا تُسألون عن ذنوبنا, ولا نُسأل عن أعمالكم; لأننا بريئون منكم ومِن كفركم.
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)
قل: ربنا يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة, ثم يقضي بيننا بالعدل, وهو الفتَّاح الحاكم بين خلقه, العليم بما ينبغي أن يُقْضى به, وبأحوال خلقه, لا تخفى عليه خافية.
قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
قل: أروني بالحجة والدليل الذين ألحقتموهم بالله وجعلتموهم شركاء له في العبادة, هل خلقوا شيئًا؟ ليس الأمر كما وصفوا, بل هو المعبود بحق الذي لا شريك له, العزيز في انتقامه ممن أشرك به، الحكيم في أقواله وأفعاله وتدبير أمور خلقه.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)
وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا للناس أجمعين مبشرًا بثواب الله, ومنذرًا عقابه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق, فهم معرضون عنه.
******
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
الرحمن الرحيم
الاسمان مشتقان من الرحمة , الرحمة التامة وهي إفاضة الخير على العباد والرحمة العامة تعم جميع الخلائق , فإن رحمة الله تامة عامة ومن رحمة تعالى أن أنعم علينا بالإيجاد ثم بالهداية للإيمان ثم بأسباب السعادة في الدنيا ثم السعادة في الأخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ، فهو مكتوب عنده فوق العرش الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7554 خلاصة الدرجة: [صحيح]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام . فبها يتعاطفون . وبها يتراحمون . وبها تعطف الوحش على ولدها . وأخر الله تسعا وتسعين رحمة . يرحم بها عباده يوم القيامة الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2752 خلاصة الدرجة: صحيح
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 127 خلاصة الدرجة: صحيح
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:31 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة فاطر
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، خالق السموات والأرض ومبدعهما, جاعل الملائكة رسلا إلى مَن يشاء من عباده, وفيما شاء من أمره ونهيه, ومِن عظيم قدرة الله أن جعل الملائكة أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع تطير بها؛ لتبليغ ما أمر الله به, يزيد الله في خلقه ما يشاء. إن الله على كل شيء قدير, لا يستعصي عليه شيء.
******
إن التركيز في المنهج القرآني ليس منصبا علي إثبات الوجود الإلهي فحسب ولكن منصب على الوصف الحقيقي للوجود الإلهي, وتعريفه للناس وتصحيح ما علق في تصوراتهم من خرافات وإنحرافات في الماضي والحاضر والمستقبل
******
مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)
ما يفتح الله للناس من رزق ومطر وصحة وعلم وغير ذلك من النعم, فلا أحد يقدر أن يمسك هذه الرحمة, وما يمسك منها فلا أحد يستطيع أن يرسلها بعده سبحانه وتعالى. وهو العزيز القاهر لكل شيء, الحكيم الذي يرسل الرحمة ويمسكها وَفْق حكمته.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)
يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم, فلا خالق لكم غير الله يرزقكم من السماء بالمطر, ومن الأرض بالماء والمعادن وغير ذلك. لا إله إلا هو وحده لا شريك له, فكيف تُصْرَفون عن توحيده وعبادته؟
********
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء, فسقينا به أشجارًا في الأرض, فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفًا ألوانها, منها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ من ماء واحد . وخَلَقْنا من الجبال طرائق بيضًا وحمرًا مختلفًا ألوانها, وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد.
وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)
وخلقنا من الناس والدواب والإبل والبقر والغنم ما هو مختلف ألوانه كذلك, فمن ذلك الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك كاختلاف ألوان الثمار والجبال. إنما يخشى اللهَ ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته العلماءُ به سبحانه, وبصفاته, وبشرعه, وقدرته على كل شيء, ومنها اختلاف هذه المخلوقات مع اتحاد سببها, ويتدبرون ما فيها من عظات وعبر. إن الله عزيز قويٌّ لا يغالَب, غفور يثيب أهل الطاعة, ويعفو عنهم.
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)
إن الذين يقرؤون القرآن, ويعملون به, وداوموا على الصلاة في أوقاتها, وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرًّا وجهرًا, هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك, ألا وهي رضا ربهم, والفوز بجزيل ثوابه؛ ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص, ويضاعف لهم الحسنات من فضله, إن الله غفور لسيئاتهم, شكور لحسناتهم, يثيبهم عليها الجزيل من الثواب
*******
إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً (39)
الله هو الذي جعلكم -أيها الناس- يَخْلُف بعضكم بعضًا في الأرض, فمن جحد وحدانية الله منكم فعلى نفسه ضرره وكفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بغضًا وغضبًا, ولا يزيدهم كفرهم بالله إلا ضلالا وهلاكًا.
وهذا تحدي لكل من يعبد غير الله
قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40)
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)
إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا عن مكانهما, ولئن زالت السموات والأرض عن مكانهما ما يمسكهما من أحد من بعده. إن الله كان حليمًا في تأخير العقوبة عن الكافرين والعصاة, غفورًا لمن تاب من ذنبه ورجع إليه
*******
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
الملك
الملك هو الذي يستغني في ذاته , وصفاته , وأفعاله , عن كل موجود .. ويحتاج إليه كل مخلوق , ولا يستغني عنه في وجوده و بقائه , فوجود الخلائق منه وحده فهو الملك . فالله تبارك وتعالى هو الملك المطلق حيث يستغني عن كل شئ , وملكه دائم لا يزول . وهو المالك للملك لأنه هو خالق للملك والملكوت فهو يملك الدنيا والأخرة .. ويوم تقوم الساعة تظهر هذه الحقيقة جلية حيث ينادي تبارك وتعالى : لمن الملك اليوم ..فلا يجيبه أحد.. فيقول : لله الواحد القهار -16 غافر
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:31 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 4 ) وبعض آيات من سورة يس
نعيش اليوم مع مثال لدعوة الرسل إلى البشر بالتوحيد وكيفية إستقبال المسرفين على أنفسهم لهذه الدعوة وكيف يقف أعداء الحق في وجه الدعاة إلى الله تعالى وعدم السماح لهم بحرية الكلمة , والتصدي لمن أمن وكان يجب على الإنسان العاقل أن يسعى هو للدعاة ويسألهم عما يجهله في أمور دينه وكيفية السبيل إلى مرضات الله تعالى فهيا نتعرف على هذا المشهد من حياة الرسل
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)
واضرب -أيها الرسول- لمشركي قومك الرادِّين لدعوتك مثلا يعتبرون به, وهو قصة أهل القرية, حين ذهب إليهم المرسلون, إذ أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذَّب أهل القرية الرسولين, فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث, فقال الثلاثة لأهل القرية: إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون.
قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)
قال المرسلون مؤكدين: ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون, وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية بيد الله وحده.
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)
قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم, لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رميًا بالحجارة, وليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع.
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)
عجيب أمر هؤلاء القوم إن الرسل لم يسئلوهم أجرا على دعوتهم إلى الله , ولم يكرهوا أحدا على الدخول في الدين , فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولكنه الأسراف في العصيان والخضوع للشيطان .
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)
وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم), قال: يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله, اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا بيان فضل مَن سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)
وأيُّ شيء يمنعني مِن أن أعبد الله الذي خلقني, وإليه تصيرون جميعًا؟ أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئًا, إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر. إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم, وأطيعوني بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة.
قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)
قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله تعالى و طاعته, واتباع رسله , سبحان الله رغم أن القوم قتلوا ذلك الرجل المؤمن إلا أنه لم يحقد عليهم بل قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وهذا إن دل على شئ فهو يدل على مدى الحب والطهارة في قلوب المؤمنين ,ومدى حرصهم على هداية الناس أجمعين
****
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
القدوس الاسم مشتق من " القدس" بمعنى الطهارة فهو سبحانه منزه عن كل وصف يدركه الحس , أو يتصوره الخيال, أو يسبق إليه وهم , أو يختلج به ضمير , أو يقضي به تفكير . وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك , فهو سبحانه ليس كمثله شئ هو الله ***** السلام السلام هو الذي تسلم ذاته عن العيب , وصفاته عن النقص ,وأفعله عن الشر . وكل مافي الوجود من سلامة فهي صادره منه .. فهو السلام الذي ينجي المؤمنين من العذاب . هو الله **** المؤمن المؤمن الذي أعطى الأمان للخلق , فالخلق معرضون لأسباب التلف والهلاك من خارجهم ومن داخلهم سواء بالأعداء أو بالداء . والله تعالى يرزقهم الأمن ويحميهم من كل سوء سبحانه هو المؤمن , أمن له الوجود .. وأمن به الوجود هو الله ******* وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:32 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 1 ) وبعض آيات من سورة يس
يلفتنا ربنا تبارك وتعالى إلى ظواهر ودلائل القدرة نراها ونتعامل معها
وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)
والشكر هو الفيض والعطاء , فكما أفاض الله علينا بنعمه الوفيرة طلب منا الفيض والعطاء للفقراء والمساكين
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ -7 إبراهيم
فإذا منع الناس الشكر من نعم الله تعالى , ظهر الفقر والكساد و الأزمات المالية وهذا مانراه اليوم
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)
ومن موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة مع أن مفهوم الأزواج يراد به عادة الذكر و الأنثى ، إلا أن عبارة " و مما لا يعلمون " لها دلالات أوسع من ذلك ، و قد كشفت إحدى هذه الدلالات في أيامنا هذه حيث تم اكتشاف ما سمي " التكافؤ" أو " التماثل " يثبت أن المادة تكون ثنائية مع ضدها الذي يسمى ( ضد المادة ) مثال على ذلك فإن الإلكترون في ضد المادة تحمل شحنة موجبة بينما تحمل بروتونات " ضد المادة " شحنة سالبة .
*****
وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)
وعلامة لهم دالة على توحيد الله وكمال قدرته: هذا الليل ننزع منه النهار, فإذا الناس مظلمون. وإنسلاخ طبقة النهار تم ثبوتها حديثا حيث لا يزيد سمكها عن مائتي كيلو متر فوق مستوى سطح البحر, فإن سماء القمر على سبيل المثال مظلمة حتى مع سطوع الشمس , لأنه لا توجد على القمر طبقة النهار التي تشع الضياء أذا سطعت الشمس .
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)
وقد تأكد علميا في هذا العصر أن الشمس تجري بمجموعتها بسرعات كبيرة حيث مستقرها بإذن الله تعالى وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها, قدَّره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه, ذلك تقدير العزيز الذي لا يغالَب, العليم الذي لا يغيب عن علمه شيء.
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
والقمرَ آية في خلقه, حيث دورانه حول الأرض في منازل محددة كل ليلة, يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرًا مستديرًا, ثم يرجع ضئيلا مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة؛ لقدمه ويُبْسه.
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
وهنا إشارة إلى مدارات جميع أجرام السماء , وقد وضعت بإحكام ودقة متناهيه , بحيث أنك ترى ملايين النجوم والكواكب والأقمار تجري بسرعات هائلة ولا يحدث بينها تصادم
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)
ودليل لهم وبرهان على أن الله وحده المستحق للعبادة, المنعم بالنعم, أنَّا حملنا مَن نجا مِن ولد آدم في سفينة نوح المملوءة بأجناس المخلوقات; لاستمرار الحياة بعد الطوفان.
وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)
وهذه الآية على عظيم قدرة الله تعالى حيث علم الإنسان صناعة ما نراه من وسائل النقل من سيارات وسفن وطائرات إلى غير ذلك من مستجدات لا يعلمها إلا الله تعالى
وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ (44)
******** وتتوالى الآيات الدالة على فضل الله على الإنسان فلولا فضل الله تعالى علينا بأن خلق لنا الأنعام نأكل منها وخلق لنا كل أنواع الزروع لنأكل منها وخلق لنا الماء العزب لنشربه لولا هذا الفضل العظيم لهلك الإنسان على وجه الأرض في أيام قليلة
أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)
أولم ير الخلق أنا خلقنا لأجلهم أنعامًا ذللناها لهم, فهم مالكون أمرها؟ وسخَّرناها لهم, فمنها ما يركبون في الأسفار, ويحملون عليها الأثقال, ومنها ما يأكلون. ولهم فيها منافع أخرى ينتفعون بها, كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ولباسًا, وغير ذلك, ويشربون ألبانها, أفلا يشكرون الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم, ويخلصون له العبادة؟
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ (75)
واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها; طمعًا في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله. لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون, والمشركون وآلهتهم جميعًا محضرون في العذاب, متبرئ بعضهم من بعض.
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)
فلا يَحْزُنك -أيها الرسول- كفرهم بالله وتكذيبهم لك واستهزاؤهم بك; إنا نعلم ما يخفون, وما يظهرون, وسنجازيهم على ذلك.
أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)
أولم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده, أنا خلقناه من نطفة مرَّت بأطوار حتى كَبِر, فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)
وضرب لنا المنكر للبعث مثلا لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, قال: مَن يحيي العظام البالية المتفتتة؟
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)
وهذه الآية من الدلائل العلمية , حيث ثبت أن الورق الأخضر في الشجر هو المسؤول عن تخزين الطاقة الشمسية عن طريق التمثيل الضوئي , ولولا رحمة الله بنا - حيث جعل النبات عند تنفسه يأخذ ثاني أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين – لحدث إختناق لجميع البشر وماتوا خلال ساعات قليلة , لأن الإنسان يحتاج الأكسجين عند التنفس بصفة مستمرة فإذا نفذ يموت في الحال . هل أدركنا هذه النعم ؟ وأدركنا معنى قدرة الله الواحد الواهب لهذه النعم تفضلا منه سبحانه
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81)
أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم, فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى, إنه قادر على ذلك, وهو الخلاق لجميع المخلوقات, العليم بكل ما خلق ويَخْلُقُ, لا يخفى عليه شيء.
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)
إنما أمره سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا أن يقول له: "كن" فيكون, ومن ذلك الإماتة والإحياء, والبعث والنشور.
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)
****
ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى
المهيمن
المهيمن هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وحركاتهم وسكناتهم والهيمنة المطلقة على الكون سبحانه هو الله
العزيز
العزيز المطلق الممتنع عن الإدراك سبحانه ليس كمثله شئ المرتفع عن أوصاف الممكنات المتفرد بالوجود المطلق بغير شبيه ولا مثيل فهو العزيز ...هو الله
الجبار
الذي تنفذ مشيئته على جميع المخلوقات , والكون جميعا يسير بإرادته والجبار الذي يجبر أحوال خلقه فيصلحها فالكل يذعن إليه والكل يخشع له سبحانه وتعالى هو الله
المتكبر
سبحان من لا عظمة ولا كبرياء إلا له فالكبرياء لله تعالى وحده وذلك لإستحقاقه نعوت الجلال وصفات الكمال سبحان المتكبر ذو الجلال والإكرام هو الله *****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:32 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة الصافات يبين لنا ربنا أن هناك عوالم أخرى لا يستطيع الإنسان مهما بلغ من علم أن يحيط بها مثل أنواع من الملائكة وطبيعة عملها ومثل أنواع من شياطين الجن ومدى قدرتهم على الصعود الى السماء ولكن في حدود حيث يرجمون لاستراقهم السمع فالإنسان ليس وحده في هذا الكون , فهناك عالم الملائكة وعالم الجن وقد لا يدرك تلك العوالم بحسه المباشر ولكنها مخلوقة لأداء مهمات أمرها الله تعالى بها وهي من دلائل قدرة الله تعالى في الكون وأنه تعالى المتفرد بالأولهية. وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفًا متراصة, وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله, وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى. إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة. ويقسم الله بما شاء مِن خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك. هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبِّر دوران الأرض حول محورها في اليوم والليلة وحول الشمس كل عام حيث تتعدد المشارق للشمس ومغاربها. إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ( دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومَن فيها مِن الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى مِن شرعه وقدره, ويُرْجَمون بالشهب من كل جهة; طردًا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع. إلا مَنِ اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فيلقيها إلى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقَدَر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة. فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) فاسأل -أيها الرسول- منكري البعث أَهُم أشد خلقًا أم من خلقنا من هذه المخلوقات القوية؟ والتي لها مثل هذه القدرات الهائلة . إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض. بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وإذا ذكِّروا بما نسوه أو غَفَلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبَّرون. وإذا رأوا معجزة دالَّة على نبوَّتك يسخرون منها ******* سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه. وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين. والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له ****** ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى الخالق البارئ المصور هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير. فكل العوالم مفتقر لذلك قال تعالى في سورة الأعراف : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . فالمشاهد لبديع الأجرام السماوية , والمخلوقات على الأرض, من إنسان و حيوان ونبات يرى عظيم قدرة الخالق يرى عظيم قدرة البارئ المبدع يرى عظيم قدرة المصور لكل هذه المخلوقات ****** وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:32 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة الزمر لعل المتابع لهذه السلسلة يلاحظ شيئا مهما ألا وهو الإعجاز البياني واللغوي والنسقي لآيات القرآن العظيم بحيث يمكن أن تلاحظ الفرق الهائل بين أي سياق وبين آيات القرآن الكريم وهذا الإعجاز القرآني يلزم العالم بإتباعه حيث أنه منزل من عند الله تعالى , وأنه كلام الله سبحانه وتعالى . تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) تنزيل القرآن إنما هو من الله العزيز في قدرته, الحكيم في تدبيره وأحكامه. إنا أنزلنا إليك القرآن يأمر بالحق والعدل, فاعبد الله وحده, وأخلص له جميع دينك. أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) ألا لله وحده الطاعة التامة السالمة من الشرك, والذين أشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه أولياء, قالوا: ما نعبد تلك الآلهة مع الله إلا لتشفع لنا عند الله, وتقربنا عنده منزلة, فقد كفروا ؛ لأن العبادة والشفاعة لله وحده, لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4) لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاختار من مخلوقاته ما يشاء, تنزَّه الله وتقدَّس عن أن يكون له ولد, فإنه الواحد الأحد, الفرد الصمد, القهَّار الذي قهر خلقه بقدرته, فكل شيء له متذلل خاضع. خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) خلق الله السموات والأرض وما فيهما بالحق, يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل , وفي ذلك من الدلائل العلمية الواضحة حيث لم يقل بكروية الأرض بشر قبل نزول القرآن على قلب خاتم الرسل نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه . فلم يعرف العالم هذه الحقيقة إلا من قرون قريبة . وذلَّل الشمس والقمر بانتظام وحساب دقيق لمنافع العباد, كل منهما يجري في مداره إلى حين قيام الساعة. خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) خلقكم ربكم- أيها الناس- من آدم, وخلق منه زوجه, وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكرًا وأنثى من الإبل والبقر والضأن والمعز، يخلقكم في بطون أمهاتكم طورًا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن, والرحم, والمَشِيمَة, ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء, ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالألوهية المستحق للعبادة وحده, فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره مِن خلقه؟ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) إن تكفروا- أيها الناس- بربكم ولم تؤمنوا به, ولم تتبعوا رسله, فإنه غنيٌّ عنكم, ليس بحاجة إليكم, وأنتم الفقراء إليه, ولا يرضى لعباده الكفر, ولا يأمرهم به, وإنما يرضى لهم شكر نعمه عليهم. ولا تحمل نفس إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم مصيركم, فيخبركم بعملكم, ويحاسبكم عليه. إنه عليم بأسرار النفوس وما تخفي الصدور. وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ( وإذا أصاب الإنسانَ بلاءٌ وشدة ومرض تَذكَّر ربه, فاستغاث به ودعاه, ثم إذا أجابه وكشف عنه ضرَّه, ومنحه نِعَمه, نسي دعاءه لربه عند حاجته إليه, وأشرك معه غيره؛ ليُضل غيره عن الإيمان بالله وطاعته, قل له -أيها الرسول- متوعدًا: تمتع بكفرك قليلا حتى موتك وانتهاء أجلك, إنك من أهل النار المخلَّدين فيها. أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) هل يستوي الذين يعلمون ربهم ودينهم الحق والذين لا يعلمون شيئًا من ذلك؟ لا يستوون. إنما يتذكر ويعرف الفرق أصحاب العقول السليمة. قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ********* أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) ******* ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى الغفار أصل " الغفر " الستر والتغطية , والمغفرة ستر الذنوب والعفو عنها والغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح والغافر يغفر الذنب ..." والغفور " يغفر الذنوب المتعددة " والغفار " غفران الذنوب للذنب المتكرر أما ستر الذنوب في الأخرة فلا يطلع عليها أحد ويبدل سيئات التائب إلى حسنات ...فسبحان الغفار ****** القهار القهار هو الذي له الغلبة التامة على كل شئ قال تعالى : وهو القاهر فوق عباده -18 الأنعام فما من موجود إلا تحت قهره . وجميع الموجودات مسخرة تحت قهره وقدرته والكون جميعه في قبضته يوم القيامة فينادي سبحانه وتعالى : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار -16 غافر سبحانه هو الله ******* الوهاب والهبة هي العطاء من غير مقابل فسبحان الوهاب الدائم العطاء والجود والهبة وسد كافة الحاجات قال تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها -18 النحل فهو الوهاب سبحانه . **** وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:33 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 1 ) وبعض آيات من سورة الزمر
نبدأ اليوم بالحديث عن فطرة الإنسان بعيدا عن عوامل التغير الذي طرأ عليها ففي الحديث الشريف : كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصراه ، أو يمجسانه – رواه البخاري عن أبي هريرة فليسأل كل إنسان بينه وبين نفسه ؟ من خلقني ومن خلق هذا العالم من حولي ؟ هل من المعقول أن تكون الكواكب أو النجوم خالقة لهذا العالم وهي مسخرة في مدارتها ؟ هل يعقل أن يكون الذي خلقني مخلوق مثلي يأكل ويشرب وينام ويموت ؟ هل يعقل أن يكون الذي خلقني أصنام لا تضر ولا تنفع ؟ ثم هل يعقل أن يكون كل هذا الكون العظيم ليس له خالق أعظم ؟ كل هذه الأسئلة يجب أن يطرحها إي إنسان غير مسلم على فطرته
وستكون الإيجابة دائما بإذن الله تعالى
( لا إله إلا الله )
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)
ولئن سألت هؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله: مَن خلق هذه السموات والأرض؟ ليقولُنَّ: خلقهنَّ الله, فهم يُقِرُّون بالخالق. قل لهم: هل تستطيع هذه الآلهة التي تشركونها مع الله أن تُبْعِدَ عني أذى قدَّره الله عليَّ, أو تزيلَ مكروهًا لَحِق بي؟ وهل تستطيع أن تمنع نفعَا يسَّره الله لي, أو تحبس رحمة الله عني؟ إنهم سيقولون : لا تستطيع ذلك. قل لهم: حسبي الله وكافِيَّ, عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مضارهم, فالذي بيده وحده الكفاية هو حسبي, وسيكفيني كل ما أهمني
******* اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (63)
الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها ومليكها والمتصرف فيها, وهو على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه. لله مفاتيح خزائن السموات والأرض, يعطي منها خَلْقَه كيف يشاء. والذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة, أولئك هم الخاسرون في الدنيا بخِذْلانهم عن الإيمان, وفي الآخرة بخلودهم في النار.
****** وكثير ما نسمع من مواقع ضالة عرض عبادة غير الله وعبادة نبي مرسل ما دعى للشرك قط في حياته .
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)
قل للمشركين : أفغير الله أيها الجاهلون بالله تأمرونِّي أن أعبد, ولا تصلح العبادة لشيء سواه؟
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66)
ولقد أوحي إليك -أيها الرسول- وإلى من قبلك من الرسل: لئن أشركت بالله غيره ليبطلنَّ عملك, ولتكوننَّ من الهالكين الخاسرين دينك وآخرتك؛ لأنه لا يُقبل مع الشرك عمل صالح. بل الله فاعبد -أيها النبي- مخلصًا له العبادة وحده لا شريك له, وكن من الشاكرين لله نعمه.
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
وما عظَّم هؤلاء المشركون اللهَ حق تعظيمه; إذ عبدوا معه غيره مما لا ينفع ولا يضر, فسوَّوا المخلوق مع عجزه بالخالق العظيم, الذي من عظيم قدرته أن جميع الأرض في قبضته يوم القيامة, والسموات مطويات بيمينه, من غير تكييف ولا تشبيه , تنزه وتعاظم سبحانه وتعالى عما يشرك به هؤلاء المشركون،
******* وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
الرزاق الرزاق هو خالق الأرزاق وأسبابها , فهو الذي يمد الموجودات بكل ما يحفظ مادتها وصورتها , فهو الذي أمد العقول بالعلوم , وأمد القلوب بالفهم وهو الذي أمد أجسام الكائنات على الأرض بالغذاء المناسب لكل منها, من طعام وشراب وهواء وكساء قال تعالى : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين – 58الذاريات ****** الفتاح الفتاح الذي بعنايته يفتح كل مغلق , يفتح على العلماء بالعلوم ويرزقهم فهمها ,...ويفتح الممالك لمن يشاء من عباده قال تعالى : إنا فتحتنا لك فتحا مبينا – 1 الفتح وبيده مفاتح الغيب وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ -59 الأنعام ***** العليم العليم هو المحيط علما بكل شئ ..ظاهره وباطنه أوله وأخره ولايمكن تصور مدى هذا العلم , فهو سبحانه العليم المتفرد بالعلم المطلق أزلا وأبدا وفي الحديث الطويل وقع عصفور على حرف السفينة ، فغمس منقاره في البحر ، فقال الخضر لموسى : ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله ، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره ،- رواه البخاري 1 - فالعلم عند الله لا حد له 2 - مطابقة العلم للمعلوم مطابقة كاملة 3 - علمه غير مستفاد من الأشياء بل الأشياء مستفادة من علمه 4 - علمه كامل لايزيد بإضافة ولا ينقص بنسيان والعلم صفة قديمة قائمة بالذات العلية سبحانه وتعالى
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:34 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة غافر
من رحمة الله تعالى أن أوجب على البشرية معرفته , وطاعته , بالشرع والنقل وليس بالفكر والعقل .. ولذلك أرسل الرسل , وأيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم ومن أعظم المعجزات -التي أيد الله تعالى خاتم رسله نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه- هي القرآن العظيم ليبين للناس طريق النجاة
حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
تنزيل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله- عزَّ وجل- العزيز الذي قهر بعزته كل مخلوق, العليم بكل شيء. غافر الذنب للمستغفرين, وقابل التوب من التائبين, شديد العقاب على مَن تجرَّأَ على الذنوب, ولم يتب منها, وهو سبحانه وتعالى صاحب الإنعام والتفضُّل على عباده الطائعين, لا معبود سواه, إليه مصير جميع الخلائق يوم الحساب, فيجازي كلا بما يستحق.
***** وهذه دعوة من رب العالمين لجميع عباده المؤمنين , أن تتعلق قلوبهم بالله تعالى وأن يطلبوا منه مايريدون مع أخذهم بالأسباب التي منحها إياهم
وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)
وقال ربكم- أيها العباد-: ادعوني وحدي وخصُّوني بالعبادة أستجب لكم, إن الذين يتكبرون عن إفرادي بالعبودية والألوهية, سيدخلون جهنم صاغرين.
إن الله تعالى متفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصي وطلب منا الإيمان به وحده لاشريك له لصالحنا لكي لا نذل رؤسنا للعبيد . وأن نتصرف في هذه النعم بالشكر أي الإفاضة على المساكين والفقراء من الناس ليعم الرخاء على الجميع وتسود روح المحبة بين البشر.
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61)
ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (62)
كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)
الله وحده هو الذي جعل لكم الليل؛ لتسكنوا فيه, وتحققوا راحتكم, والنهار مضيئًا؛ لتُصَرِّفوا فيه أمور معاشكم. إن الله لذو فضل عظيم على الناس, ولكن أكثرهم لا يشكرون لله هذه النعم . الذي أنعم عليكم بهذه النعم إنما هو ربكم خالق الأشياء كلها, لا إله يستحق العبادة غيره, فكيف تعدلون عن الإيمان به, وتعبدون غيره , بعد أن تبينت لكم أدلة قدرته ووحدانيته ؟ ولكن كل من يجحد بآيات الله الواضحة المعالم يكن عقابه البعد عن الإيمان
***** وإليكم بعض نعم الله على الناس الذين يعيشون فيها ليل نهار وكان من المفترض أن نسأل أنفسنا من أين كل هذا العطاء الغير منقطع فسبحان ربي العظيم
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)
الله الذي جعل لكم الأرض؛ لتستقروا فيها, ويسَّر لكم الإقامة عليها, وجعل السماء بناء, وبثَّ فيها من العلامات الهادية, وخلقكم في أكمل هيئة وأحسن تقويم, وأنعم عليكم بحلال الرزق ولذيذ المطاعم والمشارب, ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم هو ربكم, فتكاثر خيره وفضله وبركته, وتنزَّه عمَّا لا يليق به, فهو ربُّ الخلائق أجمعين.
هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)
هو الله سبحانه الحي الذي له الحياة الكاملة التامة لا إله غيره, فاسألوه واصرفوا عبادتكم له وحده, مخلصين له دينكم وطاعتكم. فالحمد لله والثناء الكامل له سبحانه رب الخلائق أجمعين.
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)
قل - إني نُهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله, لـمَّا جاءني الآيات الواضحات من عند ربي, وأمرني أن أخضع وأنقاد بالطاعة التامة له, سبحانه رب العالمين .
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)
هو سبحانه المتفرد بالإحياء والإماتة, فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له: "كن", فيكون, لا رادَّ لقضائه
****** وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
القابض الباسط
القبض يعني المسك , والبسط يعني العطاء و التوسعة قال تعالى :....وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ -245 البقرة فهو سبحانه يقبض الأرواح عن الأجساد عند الممات , ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة . ويقبض الصدقات من الأغنياء .. ويبسط الرزق للضعفاء قال تعالى : أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ – 104 التوبة
قال تعالى : بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء – 64 المائدة
***** الخافض الرافع
الخافض لأعدائه بالذل . والرافع لأوليائه بالنصر .
قال تعالى :.... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ - 11 المجادلة والخافض الرافع , اسمان لله تعالى وهما من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته سبحانه .. فهو الخافض على الحقيقة وهو الرافع على الحقيقة
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 26 ال عمران
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:34 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع و العشرون من القرآنالعظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة فصلت إن المتابع لهذه السلسلة يرى أن القرآن العظيم بمنهجه الفريد قد ملأ القلوب بحقيقة الألوهية بحيث تكون كل تحركات المؤمن وفق منهج الله الرحمن الرحيم , الذي برحمته أنزل القرآن على قلب خير البرية نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه . وإنني غير متصور كيف تكون الحياة بدون القرآن الكريم إن الحياة قبل القرآن كانت ظلاما , عبدة أوثان , جاهلية الظلم والتسلط عقائد محرفة, وإلى غير ذلك من الكفر والشرك والألحاد والدارس للتاريخ يدرك تلك الحقيقة جيدا .. وقد يقول قائل إن هذه الأصناف من البشر مازال بيننا . والرد على ذلك, أنه بنزول القرآن العظيم أشرق نور الحقيقة فعلى القلوب العاقلة أن تسير مع نور الله المنزل الا وهو القرآن كتاب الله . أما من عمي قلبه عن الحق واتبع شياطين الأنس والجن فلا يلومن إلا نفسه . وتعالوا نستمع لكلام الله تعالى : حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4) هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزَّله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. كتاب بُيِّنت آياته تمام البيان، وَوُضِّحت معانيه وأحكامه, قرآنًا عربيًا ميسَّرًا فهمه لقوم يعلمون . بشيرًا بالثواب العاجل والآجل لمن آمن به وعمل بمقتضاه, ونذيرًا بالعقاب العاجل والآجل لمن كفر به, فأعرض عنه أكثر الناس, فهم لا يسمعون له سماع قَبول وإجابة. ***** وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) وقال هؤلاء المعرضون الكافرون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا في أغطية مانعة لنا من فهم ما تدعونا إليه, وفي آذاننا صمم فلا نسمع, ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك, فاعمل على وَفْق دينك, كما أننا عاملون على وَفْق ديننا. قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) قل لهم -أيها الرسول- : إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إليَّ . أنما إلهكم الذي يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له, فاسلكوا الطريق الموصل إليه, واطلبوا مغفرته. فالعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر, والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم, والإخلاص له, الذين لا يعطون الله الطاعة التي تطهرهم , وتزكي أبدانهم , ولا يوحدونه, فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق, وهم لا يؤمنون بالبعث, ولا بالجنة والنار, ولا ينفقون في طاعة الله. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ( إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها, لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع. ****** وتعالوا نرى كيف بدأ الله الخلق لا يستطيع بشر أن يتكلم عن بدأ الخلق , فهذه الآيات تدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الكون فعجبا لمن يكفر بخالق الكون . قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) قل لهؤلاء المشركين موبخًا لهم ومتعجبًا من فعلهم: أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين, وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم ؟ ذلك الخالق هو رب العالمين. وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها, وبارك فيها فجعلها دائمة الخير لأهلها, وقدَّر فيها أرزاق أهلها من الغذاء, وما يصلحهم من المعاش في تمام أربعة أيام: يومان خلق فيهما الأرض, ويومان جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها, سواء للسائلين أي: في طلب الرزق والتنقيب في الأرض. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فقضى الله خلق السموات السبع وتسويتهن في يومين, فتم بذلك خلق السموات والأرض في ستة أيام, لحكمة يعلمها الله, وأوحى في كل سماء ما أراده وما أمر به فيها, وزيَّنا السماء الدنيا بالنجوم المضيئة, وحفظًا لها من الشياطين الذين يسترقون السمع, ذلك الخلق البديع تقدير العزيز في ملكه, العليم الذي أحاط علمه بكل شيء. فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فإن أعرض هؤلاء المكذبون بعدما بُيَّن لهم من أوصاف القرآن الحميدة, ومن صفات الله العظيم, فقل لهم: قد أنذرتكم عذابًا يستأصلكم مثل عذاب عاد وثمود حين كفروا بربهم وعصوا رسله. حين جاءت الرسل عادًا وثمود, يتبع بعضهم بعضًا متوالين, يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له, قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا أن نوحده ولا نعبد من دونه شيئًا غيره, لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه, ولم يرسلكم وأنتم بشر مثلنا, فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون. فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) وأما ثمود قوم صالح فقد بينَّا لهم سبيل الحق وطريق الرشد, فاختاروا العمى على الهدى, فأهلكتهم صاعقة العذاب المهين؛ بسبب ما كانوا يقترفون من الآثام بكفرهم بالله وتكذيبهم رسله. ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود, وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه. ****** وقبل أن نختم تعالوا نتعرضلأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى المعز المذل والعزة تفيد الغلبة والقوة والتأييد .. قال تعالى : فعززنا بثالث -14يس قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ– 26 العمران وهذان الاسمان من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته سبحانه وتعالى ***** السميع البصير صفتان من صفات الكمال الإلهي حيث لاشبيه له وتمثيل , السميع الذي لا يشغله نداء عن نداء .. تستوي في كمال سمعه الأصوات , ولا تختلف عليه اللغات فهو سميع للكل الموجودات البصير بها ويرى كل الوجود جملة وتفصيلا ليس كمثله شئ قال تعالى لموسى وهارون : قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى – 46 طه "قال لا تخافا إنني معكما" بعوني "أسمع" ما يقول "وأرى" ما يفعل سبحانه وتعالى الحكم الحكم بمعنى الفصل بين المنازعات , قال تعالى : أفغير الله أبتغي حكما -114الأنعام وقال تعالى : واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين – 109 يونس وأحكم الأمر : أتقنه , قال تعالى : ثم يحكم الله آياته – 52 الحج والحاكم هو الذي لا راد لقضائه , ولا معقب لحكمه هو الله قال تعالى : إن الحكم إلا لله - 57 الأنعام فهو وحده المجازي كل نفس بما عملت سبحانه وتعالى العدل العدل المنزه عن الظلم , قال تعالى : وما ربك بظلام للعبيد – 46 فصلت وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 90 النحل فالعدل المطلق هو الله . ***** وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 4 ) وبعض آيات من سورة فصلت
مازال عطاء الإيمان بالله الواحد الأحد يعطي الأمان للإنسان إلى أن يدخل الجنة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين شريطة الالتزام بالاستقامة على طريق الإسلام وتعاليمه والتوبة عن المعاصي ورد الحقوق لأهلها فإن الله غفور رحيم
إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)
إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له, ثم استقاموا على شريعته, تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده, ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا, وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها. وتقول لهم الملائكة: نحن أنصاركم في الحياة الدنيا، نسددكم ونحفظكم بأمر الله, وكذلك نكون معكم في الآخرة, ولكم في الجنة كل ما تشتهيه أنفسكم مما تختارونه, وتَقَرُّ به أعينكم, ومهما طلبتم من شيء وجدتموه بين أيديكم ضيافة وإنعامًا لكم مِن غفور لذنوبكم, رحيم بكم.
***** إن الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ رسالته من خصائص أمة الإسلام قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ -110 فمهمة تبليغ رسالة الله من أعظم المهام وأشرفها على الإطلاق وبدونها نفقد أهم خاصية فضلنا الله تعالى بها على العالمين فيجب التمسك بهذا الشرف العظيم , ونحذر مصايد شياطين الإنس والجن ويجب على الداعية أن يقابل السيئة بالحسنة وأن يتحلى بالصبر والخلق الحسن .
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله وعبادته وحده وعمل صالحًا وقال: إنني من المسلمين المنقادين لأمر الله وشرعه. وفي الآية حث على الدعوة إلى الله سبحانه, وبيان فضل العلماء الداعين إليه على بصيرة, وَفْق ما جاء عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه, وأحسنوا إلى خلقه, وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره, وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك, وقابل إساءته لك بالإحسان إليه, فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا, وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة. وإما يلقينَّ الشيطان في نفسك وسوسة من حديث النفس لحملك على مجازاة المسيء بالإساءة, فاستجر بالله واعتصم به, إن الله هو السميع لاستعاذتك به, العليم بأمور خلقه جميعها.
*****
إن دلائل التوحيد واضحة للداعية إلى الله تعالى فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة ومثال على ذلك الشمس , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة , إنها مسخرة مثلنا تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا وكذلك القمر وسائر الكواكب والنجوم .
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
ومِن حجج الله على خلقه, ودلائله على وحدانيته وكمال قدرته اختلاف الليل والنهار, وتعاقبهما, واختلاف الشمس والقمر وتعاقبهما, كل ذلك تحت تسخيره وقهره. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر- فإنهما مدَبَّران مخلوقان- واسجدوا لله الذي خلقهن, إن كنتم حقًّا منقادين لأمره سامعين مطيعين له، تعبدونه وحده لا شريك له. فإن استكبر هؤلاء المشركون عن السجود لله, فإن الملائكة الذين عند ربك لا يستكبرون عن ذلك, بل يسبحون له, وينزِّهونه عن كل نقص بالليل والنهار, وهم لا يَفْتُرون عن ذلك, ولا يملون ومن علامات وحدانية الله وقدرته: أنك ترى الأرض يابسة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها المطر دبَّت فيها الحياة, وتحركت بالنبات, إن الذي أحيا هذه الأرض بعد همودها, قادر على إحياء الخلق بعد موتهم, إنه على كل شيء قدير, فكما لا تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها, فكذلك لا تعجز عن إحياء الموتى.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
اللطيف
اللطيف هو العالم بخفايا الأمور وحقائقها قال تعالى : الله لطيف بعباده -19الشورى ولطفه بخلقه يفوق الحصر وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ – 18 النحل
*****
الخبير
الخبير هو الذي لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء
قال تعالى : أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ -14
*****
الحليم
الحليم هو الذي لا يسارع بالمؤاخذة ولا يعجل بالعقوبة , ويتجاوز عن الزلات , ويعفو عن السيئات , ويمهل العاصي حتى يتوب
قال تعالى : ...وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ -235 البقرة وقال تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا - 45 فاطر سبحان من حلم وستر وغفر سبحان ربي العظيم
****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 1 ) وبعض آيات من سورة فصلت
إن مبدأ التوحيد يقتضي منا أن نعلم يقينا أن هناك غيبيات لا يعلمها إلا الله تعالى , وأولها موعد قيام الساعة ثم كل ما هو أت مستقبلا . ومعرفة الإنسان بمقدمات وبظواهر تدل على حدوث شئ ما , ليس من علم الغيب في شئ ,لأنه مبني على شواهد أمامه قد تتخلف . فإذا شاهد الطبيب نوع الجنين بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتيه وحدد ما إذا كان ذكرا أو أنثى فإن هذه المشاهدة ليست علم غيب , لأنه لا يعلم على اليقين أيولد حيا أو ميتا أو كم سيعيش بعد ولادته أو متى يموت أو هل هو شقي أو سعيد فالله وحده عنده علم الغيب , وأما مايقوم به المنجمون والكهان فهو كذب ولو صدقوا في بعض الحالات
( من أتى كاهنا : فقد كفر بما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 135
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)
إلى الله تعالى وحده لا شريك له يُرْجَع علم الساعة, فإنه لا يعلم أحد متى قيامها غيره, وما تخرج من ثمرات من أوعيتها, وما تحمل مِن أنثى ولا تضع حَمْلها إلا بعلم من الله, لا يخفى عليه شيء من ذلك.
لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)
لا يملُّ الإنسان من دعاء ربه طالبًا الخير الدنيوي, وإن أصابه فقر وشدة فهو يؤوس من رحمة الله, قنوط بسوء الظن بربه. ولئن أذقنا الإنسان نعمة منا من بعد شدة وبلاء لم يشكر الله تعالى, بل يطغى ويقول: أتاني هذا؛ لأني مستحق له, وما أعتقد أن الساعة آتية, وذلك إنكار منه للبعث, وعلى تقدير إتيان الساعة وأني سأرجع إلى ربي, فإن لي عنده الجنة, فلنخبرن الذين كفروا يوم القيامة بما عملوا من سيئات, ولنذيقنهم من العذاب الشديد. وإذا أنعمنا على الإنسان بصحة أو رزق أو غيرهما أعرض وترفَّع عن الانقياد إلى الحق، فإن أصابه ضر فهو ذو دعاء كثير بأن يكشف الله ضرَّه, فهو يعرف ربه في الشدة, ولا يعرفه في الرخاء.
******
بكل هذا الوضوح وهذه الدلائل كانت عقيدة التوحيد في الإسلام لا غموض فيها بل هي تخاطب الفطرة الإنسانية فيفهمها الرجل البسيط , وتخاطب العقول فيفهمها العلماء في كافة التخصصات , وتخاطب القلوب والوجدان فيحيا في ظلها الأولياء , فهل وجد على وجه الأرض عقيدة مثل هذه ؟ هذا السؤال مطروح إلى قيام الساعة , والجواب لا يستطيع بشر مهما أوتي من قوة العلوم واللغة والفهم والأحاطة أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم .
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)
قل لهؤلاء المكذبين: أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله ثم جحدتم وكذَّبتم به, لا أحد أضل منكم؛ لأنكم في خلاف بعيد عن الحق بكفركم بالقرآن وتكذيبكم به.
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)
سَنُري هؤلاء المكذبين آياتنا من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان وقد حدث هذا في أقل من ثلاثين عاما , فأي قوة هذه التي تفتح العالم في هذه الفترة البسيطة من الزمان وتستمر لأكثر من ثلاثة عشر قرنا هي الدولة الأولى في العالم ؟ فإنه نصر الله تعالى لدينه ، و سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في أقطار السموات والأرض, وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمة, وقد صعد الإنسان إلى الفضاء وحدث تقدم علمي كبير في هذا المجال , وكل النتائج تتفق مع ما ورد في القرآن العظيم , و سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب صنعه, حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك وأن القرآن الكريم هو الحق الموحَى به من رب العالمين. أولم يكفهم دليلا على أن القرآن حق, ومَن جاء به صادق, شهادة الله تعالى؟ فإنه قد شهد له بالتصديق, وهو على كل شيء شهيد, ولا شيء أكبر شهادة من شهادته سبحانه وتعالى. ألا إن هؤلاء الكافرين في شك عظيم من البعث بعد الممات. وهذا أمر عجيب لأن الذي يخبر عن البعث هو الله تعالى المحيط علما بكل شئ .
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
العظيم
العظيم أكبر من كل شئ ,لا يحيط به بصر ولا يتصوره عقل ..هو الله قال تعالى : ( .... وهو العلى العظيم ) -255البقرة فهو العظيم حقا . المستغني عن الأعوان . المتقدس عن الزمان والمكان هو الأول والأخر والظاهر والباطن , ليس كمثله شئ
سبحانه وتعالى
*****
الغفور
هو الغفور الرحيم ....أي الذي يستر الذنوب عن المذنبين رحمة بهم
قال تعالى : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – 49الحجر اللهم أغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا ونجنا برحمتك يا أرحم الراحمين
*****
الشكور
الشكور هو الذي يعطي الجزيل على العمل القليل , ويجازي على يسير الطاعات بكثير الدرجات , ويعطي بالعمل المحدود نعيما غير محدود وحقيقة كلمة الشكر هي الفيض والعطاء
قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ - 13سبأ
وقال تعالى : مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا - 147 النساء
أما الشكر بمعنى المجازي على الأفعال بالثناء الحسن , فالشكور الحق هو الله تعالى فهو المجازي على الأفعال الحسنة بالنعيم الأبدي
قال تعالى : لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ -30 فاطر
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 2 ) وبعض آيات من سورة الشورى
وما زلنا في أنوار التوحيد نعيش , وفي هذه المرة يعرض لنا ربنا نمط من المشركين, يحاولوا أن يجدوا النصر والتأيد من دون الله . ونسوا أن الله تعالى هو الولي , وهو وحده القادر على الإحياء , وهذه الحقيقة لايستطيع منكر مهما بلغ من مراء أن يجادل فيها . قال تعالى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – 28البقرة فالله وحده هو المحي المميت , ولا قدرة لغيره أن تتحكم في هذا الأمر, وإن كان ظاهرا لبعض الأسباب أن تحدث الموت وأخري تكون سببا في الحياة , فكل هذه الظواهر لوشاء الله لتخلفت عن ما تحدثه . ولكن قدر الله نافذ لا محال . فعن عبدالله بن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516 خلاصة الدرجة: صحيح
أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)
بل اتخذ هؤلاء المشركون أولياء من دون الله يتولونهم, فالله وحده هو الوليُّ يتولاه عَبْدُه بالعبادة والطاعة، ويتولَّى عباده المؤمنين بإخراجهم من الظلمات إلى النور وإعانتهم في جميع أمورهم, وهو يحيي الموتى عند البعث، وهو على كل شيء قدير, لا يعجزه شيء .
******
ومن دلائل القدرة إبداع السموات والأرض , وقد تعرضنا سابقا لبعض الإبداعات و مدى دقة مسارات النجوم في السماء الواسعة , ومسارات الكواكب , وكيف مهد الله تعالى كوكب الأرض للحياة ومد الأرض بعناصر بقاءها إلى قيام الساعة . ومن ضمن عناصر بقاء النوع على ظهر الأرض خلق الأزواج الذكر والأنثى , في إطار شرعي ألا وهي الأسرة , وإن مخالفة هذه الفطره يعد إنتكاسة للبشرية قد تهوي بها كما فعل الله تعالى بقوم لوط , وإن ما نسمعه في بعض وسائل الإعلام من اعتراف بعض القوانين الغربية بالعلاقة الشاذة بين الذكور أو الأناث إنما يشكل منعطفا خطيرا على حياة البشر .
فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)
الله سبحانه وتعالى هو خالق السموات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته, جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها, وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا, ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته, لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء, وسيجازيهم على ذلك.
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
له سبحانه وتعالى ملك السموات والأرض، وبيده مفاتيح الرحمة والأرزاق، يوسِّع رزقه على مَن يشاء مِن عباده ويضيِّقه على مَن يشاء, إنه تبارك وتعالى بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
******
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)
***** وقد يتساءل إنسان عن سبب الكوارث والمصائب والأزمات ؟ وتجيب الأيات
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31)
وما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في دينكم ودنياكم فبما كسبتم من الذنوب والآثام، ويعفو لكم ربكم عن كثير من السيئات، فلا يؤاخذكم بها. وما أنتم- أيها الناس- بمعجزين قدرة الله عليكم، وما لكم من دون الله مِن وليٍّ يتولى أموركم، فيوصل لكم المنافع، ولا نصير يدفع عنكم المضارَّ وتذكروا آيات الله تعالى المتمثلة في البحار , وكيف وضع الله تعالى فيها قانون الطفو والأمواج والريح لجريان السفن العملاقة في تنقلاتكم . ولولا ذلك لما استطعنا التنقل بحرا وكذلك النقل جوا يقوم على قوانين ثابتة أودعها الله ولولا ذلك ما تمكن الإنسان من التنقل جوا .
وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)
****
يجب أن نعي جيدا أن كل الأسباب إذا تجمعت لا تخلق شيئا فسبحانه وحده الفعال لما يريد دائما وأبدا , بيده الملك لا تأخذه سنة ولا نوم , الحي القيوم .
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
*****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
العلي
العلي المطلق سبحانه وتعالى علوا كبيرا هو الله قال تعالى : ( .... وهو العلى العظيم ) -255البقرة
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -92 المؤمنون
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ – 116 المؤمنون
******
الكبير
الكبير عن إدراك الحواس و إدراك العقول , وهو الكبير المتعال" فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا إله إلا هو ولا رب سواه لأنه العظيم الذي لا أعظم منه العلي الذي لا أعلى منه الكبير الذي لا أكبر منه تعالى وتقدس وتنزه وجل , هو الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9 الرعد
قال تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ – 30 لقمان
********
الحفيظ
الحفيظ هو العالم بجميع المعلومات علما لا يتغير ولا يزول , المحيط بما في السموات والأرض , يحفظ وجودهما ولا يؤده حفظهما , وهو الذي يحفظ جميع المخلوقات , حفظ وجودا وحفظ حماية وصيانة .
( إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) - 57 هود
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 3 ) وبعض آيات من سورة الزخرف
إن الإقرار والاعتراف بالحقيقة هو سيد الأدلة وهذا مبدأ قانوني في تشريعات العالم ولا يختلف عليه إثنين . إذا كان الإقرار والاعتراف دون إكراه . وهذا يختصر الجدال وينهي المنازعات بإظهار الحقيقة واضحة للجميع . وهانحن نسأل من كان له عقل , من خلق السموات والأرض ؟
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ -9
يقول تعالى ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله العابدين معه غيره " من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم " أي ليعترفن بأن الخالق لذلك هو الله وحده لا شريك له وهم مع هذا يعبدون معه غيره من الأصنام والأنداد أو بعض الأنبياء والأنبياء لم يدعوا أبدا للشرك ولكن كانت دعوتهم جميعا لعقيدة التوحيد
( لا إله إلا الله )
**** ومن العوامل التي تؤدي إلى تسلط الشياطين - على الإنسان فتضله عن عبادة ربه الحق – الغفلة عن ذكر الله تعالى . وكما ورد سابقا أن ذكر الله تعالى يتحقق بالأعمال الصالحة إبتغاء مرضاته , فالطبيب يعالج المرضى ذاكرا لله , والزارع في أرضه ذاكرا لله , والعالم في مختبره ذاكرا لله , والمهندس في مكتبه أو موقعه ذاكرا لله , والعامل في مصنعه ذاكرا لله , والمحامي مدافعا عن المظلوم ذاكرا لله , وأنت تأكل ذاكرا لله , لأنك تنفذ الفطرة التي فطرك الله عليها . أما من أعمى قلبه وبصره وعقله ولم يرى إلا شهواته أو المنصب أو المال ونسي أن الله تعالى خلقنا لعبادته , أي لطاعته في إعمار الأرض وأداء ما فرضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا . أذا عمي الإنسان عن ذلك فإنه قد ضيع نفسه في الدنيا والأخرة .
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ -36
أي يتعامى ويتغافل ويعرض " عن ذكر الرحمن " والعشا في العين ضعف بصرها والمراد ههنا عشا البصيرة " نقيض له شيطانا فهو له قرين " كقوله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى " الآية وكقوله " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " وكقوله جل جلاله " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم "
**** إن الله تعالى رفع شأن الأمة الإسلامية بالقرآن العظيم وهو كلام الله لأهل الأرض . فبقدر تمسكنا به نسود , وبقدر بعدنا عنه نزل ونخزى.
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ -44
أي إنه لشرف لك ولقومك وسوف تُسْأَلُونَ عن تبليغه للعالمين .
*** والأنبياء لم يدعوا أبدا للشرك ولكن كانت دعوتهم جميعا لعقيدة التوحيد ( لا إله إلا الله )
وهذا إقرار من نبي الله عيسى , على نبينا وعليه وعلى جميع الأنبياء صلاوات الله وسلامه .
إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ -64
أي أنا وأنتم عبيد له فقراء إليه مشتركون في عبادته وحده لا شريك له " هذا صراط مستقيم " أي هذا الذي جئتكم به هو الصراط المستقيم وهو عبادة الرب جل وعلا وحده
****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى
المقيت
المقيت خالق الأقوات , بدنية وروحية , وموصلها للأبدان والقلوب , وهي الأطعمة والأشربة والمعارف والعلوم . ويكون أيضا بمعنى القدرة والعلم قال تعالى : (... وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ) - 85 النساء
****** الحسيب
الحسيب هو المعطي لعباده كفايتهم .. وهذا الوصف لا يتحقق إلا لله سبحانه وتعالى ... , فما من موجود إلا ويحتاج إليه , فهو وحده الكافي لكل شئ , فهو الذي أمد الأرض بكل النعم التي لا تعد ولا تحصى والأمن والأمان لعباده الصالحين .
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ -173 ال عمران
ويأتي بمعنى المحاسبة
قال تعالى : وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا – 86 النساء أي محاسبا فيجازي عليه
ويأتي بمعنى الحساب والدقة في الخلق
قال تعالى : الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ – 5 الرحمن وقوله تعالى " الشمس والقمر بحسبان " أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب
فسبحانه هو الحسيب
********
الجليل
فهو الموصوف بصفات الجلال كالقدرة والعلم والتقديس , والجامع لكل ذلك هو الجليل صاحب العظمة الكاملة والجلال المطلق , سبحانه وتعالى ذو الجلال و الإكرام .
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ - 78 الرحمن
******* وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى | |
| | | امل الزاوية الادارة
نقاط : 3054
| موضوع: رد: مبدأ التوحيد في القرآن العظيم الأربعاء مايو 27, 2009 8:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد ( 4 ) وبعض آيات من سورة الدخان والجاثية سورة الدخان حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ ( أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظًا ومعنى . إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة . نزل جملة واحدة في السماء الدنيا ثم نزل منجما خلال البعثة النبوية المباركة حتى يكون قرآنا مطبقا تستوعبه القلوب والعقول . إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم, وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لتقوم حجة الله على عباده. فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق وجميع الأمور الأخرى في تلك السنة, لا يبدَّل ولا يغيَّر. رحمة من ربك -أيها الرسول- بالمرسل إليهم. إنه هو السميع العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة. فهو سبحانه رب السموات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها, وهذا يقين الفطرة السليمة في داخل العقل البشري حيث أن المشاهد أن الصنعة تدل على الصانع والمخلوق يدل على الخالق وليس من المعقول أن يكون هذا الكون العظيم الأنضباط من دون خالق أعظم . لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له, يحيي ويميت, ربكم ورب آبائكم الأولين, فاعبدوه دون سواه من المعبودات التي لا تقدر على ضر ولا نفع . ***** سورة الجاثية ما أحوج المؤمن وبصفة مستمرة أن يدعم إيمانه بآيات الله في الكون من حوله , وذلك يتأتى بدراسة القرآن دراسة موضوعية في جميع مجالات التخصصات و بالبحث العلمي المتواصل , والتأمل في ملكوت الله تعالى . وتعرض الأيات هنا لزيادة وترسيخ الإيمان عند المؤمنين , وما أحوجنا إلى ذلك بصفة مستمرة . إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) إن في السموات السبع, والأرض التي منها خروج الخلق, وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع، لأدلة وحججًا للمؤمنين بها. وفي خَلْقكم -أيها الناس- وخلق كل ما في الأرض من دابة تَدِبُّ عليها, حجج وأدلة لقوم يوقنون بالله وشرعه. وفي اختلاف الليل والنار وتعاقبهما عليكم وما أنزل الله من السماء من مطر, فأحيا به الأرض بعد يُبْسها, فاهتزت بالنبات والزرع, وفي تصريف الرياح لكم من جميع الجهات وتصريفها لمنافعكم, أدلةٌ وحججٌ لقوم يعقلون عن الله حججه وأدلته. فلا يوجد كتاب على وجه الأرض مثل القرآن العظيم مبينا دلائل القدرة الإلهية في الأنفس والأفاق , في إحاطة كاملة وشمول . قد نعجز أن نلم بكل ما ورد في القرآن ولكنها محاولة للتعرض لأنوار الحق لكي تستيقظ القلوب وتعي العقول . فبأي حديث بعد الله وآياته وأدلته على أنه الإله الحق وحده لا شريك له يؤمنون ويصدقون ويعملون؟ والجواب الذي لا شك فيه لا يوجد كتاب بعد القرآن العظيم يبين عقيدة التوحيد والشريعة المنظمة لسلوك البشر والأخلاق الرفيعة في المعاملات و بيان قصص الأنبياء دون تحريف وبيان نشأة الكون وبيان بداية خلق الإنسان وبيان مشاهد القيامة كأنك تراها رأي العين وبيان مراحل خلق الإنسان قبل أن يولد وبيان حقيقة كروية الأرض ومدارات الكواكب والنجوم وجميع الحقائق العلمية مثل ( وجعلنا من الماء كل شئ حي ) والقارئ لهذه السلسلة يرى الكثير من الحقائق العلمية فلا يوجد كتاب على وجه الأرض يحوي كل هذه المواضيع وأين للبشر القدرة على ذلك ؟ والدارس لمقارنة الأديان لا يجد على وجه الأرض كتاب يقترب من القرآن . وإني أضع هذا التحدي أمام العالم ..وأنتظر الرد . ***** وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39) وما خلقنا السموات والأرض وبينهما لعبًا, ما خلقناهما إلا بالحق الذي هو سنة الله في خَلْقِه وتدبيرُه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك . هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أيها الرسول بصائر يبصر به الناس الحق من الباطل, ويعرفون به سبيل الرشاد, وهدى ورحمةٌ لقوم يوقنون بحقيقة صحته, وأنه تنزيل من الله العزيز الحكيم. **** فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) فلله سبحانه وتعالى وحده الحمد على نعمه التي لا تحصى على خلقه, رب السموات والأرض وخالقهما ومدبرهما, رب الخلائق أجمعين. وله وحده سبحانه العظمة والجلال والكبرياء والسُّلْطان والقدرة والكمال في السموات والأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله وقدره وشرعه, تعالى وتقدَّس, لا إله إلا هو . **** وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى الكريم الكريم هو الذى إذا قدرعفا ..وإذا وعد وفى , وإذا سئل أعطى وكفى..لايضيع من أقبل عليه, ولايترك من التجأ إليه ,ولاتتخطاه الأمال..وهو المعطى بغير سؤال .. لايبالى كم أعطي , ولالمن أعطى .. وإن سئل غيره لايرضى .. و"الأكرم" اسم تفضيل,قال تعالى: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - 3 العلق وهو صاحب الإنعام والجود والاحسان , الذى يكرم خلقه بفيض نعمه ,ويكرم أولياءه بفيض فضله , قال تعالى عن أحد عباده : قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يعلمون - 26 بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ - 27 يس ومن حرم من كرم الله فلا مكرم له على الإطلاق , قال تعالى: ..وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ...- 18الحج والله تعالى هو الكريم أزلا وأبدا, قال تعالى : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ – 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ – 27الرحمن ****** الرقيب الرقيب الذي يراقب الأشياء ولا يغيب عنه مثقال ذرة مهما كانت . وقد ورد اسم الرقيب في قوله تعالى في سورة المائدة مبينا شهادة نبي الله ( عيسي ) يوم القيامة: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) -117 المائدة وهو سبحانه في هذه الرقابة لا تأخذه سنة ولا نوم , بل الملاحظة لازمة ودائمة . فسبحانه هو الرقيب ******** المجيب المجيب هو يجيب الداعي إذا دعاه .. فهو سبحانه القائل : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ - 60غافر فيعطي السائل ما طلب وزيادة أو يصرف عنه من الشر بمقدار ما طلب أو يدخره له في الأخرة حسنات , فخير الله كثير والإنسان لايعرف على الحقيقة أي خير أصلح له . وهو سبحانه يجيب دعوة المضطرين ... قال تعالى : أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ - 62 النمل سبحانه يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم فهو المنعم وهو المتفضل بإجابة دعوات عباده . ******* وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى | |
| | | | مبدأ التوحيد في القرآن العظيم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|