هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه الأربعاء مارس 18, 2009 4:53 pm | |
| انه أول من جهر بالقرآن في مكة، وهو الرجل الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ان يسمع منه القرآن، وهو من كانت ساقه هي الأثقل في الميزان يوم العرض على الواحد الديان، انه الإمام الحبر، والفقيه المعلّم.
أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، ويقال: سادس ستة في الإسلام، وكان صاحب سر رسول الله ووساده، وسواكه، ونعليه، وطهوره في سفره. وكان قصيراً شديد الأدمة، وكان من أجود الناس ثوباً ومن أطيب الناس ريحاً.
موعد مع السعادة
أما عن قصة اسلامه، فقد كان يرعى الغنم لسيد من سادات قريش ألا وهو: عقبة بن أبي معيط، وفي يوم من الأيام كان رضي الله عنه على موعد مع السعادة والفلاح.
عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر، فقال: “يا غلام، هل من لبن؟”، قلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: “فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟” -أي لا تدر لبناً- فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلب في إناء فشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: “اقلص” -أي انضم وأمسك عن إنزال اللبن- فقلص. قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، فمسح رأسي وقال: “يرحمك الله إنك غليم مُعلَّم”. وفي رواية، قال: “إنك غلام معلَّم” فأخذت من فمه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
وتحول ابن مسعود بعدها من راع للأغنام الى خادم وصاحب لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم. وها هو يصدح بالقرآن على مرأى ومسمع من قريش، فجعل يجهر بسورة الرحمن، وجعلوا يضربون في وجهه، ويشوشون على قراءته، فقال له أصحابه: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينّهم بمثلها غداً. قالوا: لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.
ولقد بلغت مكانته رضي الله عنه درجة عظيمة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تأشيرة بالدخول عليه وقتما شاء، فقال له ذات مرة: “إذنك عليّ ان يُرفع الحجاب وان تستمع سوادي حتى أنهاك”.
قال أبوموسى الأشعري رضي الله عنه: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً ما نرى إلا ان عبدالله بن مسعود من أهل بيت النبي لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن عبدالرحمن بن يزيد قال: سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه. فقال: ما أعرف أحداً أقرب سمتاً وهدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد (يعني ابن مسعود).
وعن حذيفة قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان عبدالله بن مسعود من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.
| |
|