إنه أول من كتب (بسم الله الرحمن الرحيم) فلما استشهد سطع له نور الى السماء، وهو خامس خمسة الى الاسلام.
كان ابوه سعيد بن العاص كافرا ومات كافرا، ولكن الله اخرج من صلبه خالد بن سعيد ليكون شامة في جبين الزمن.
نشأ خالد رضي الله عنه في حياة مترفة، تحيطه النعم، وتحاصره الشهوات، فهو ابن رجل زعيم ورئيس في قومه وعلى الرغم من بغض ابيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولاته المستمرة للقضاء على دعوته، إلا ان خالدا قد لامس الايمان شغاف قلبه وكان بدء إسلامه ان رأى في المنام انه وقف به على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله اعلم به ويرى في النوم كأن آتياً أتاه يدفعه فيها ويرى رسول الله صلى ما الله عليه وسلم آخذاً بحقويه ولا يقع، ففزع من نومه فقال: احلف بالله ان هذه لرؤيا حق، فلقي أبابكر فذكر له، فقال: اريد بك خير، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام، والاسلام يحجزك ان تدخل في النار وأبوك واقع فيها.
في رحاب الإسلام
لقي خالد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا رسول الله يا محمد الى ما تدعو؟ قال: “أدعوك الى الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يضر ولا يبصر ولا ينفع ولا يدري من عبده من لا يعبده).
قال خالد: فإني اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد انك رسول الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإسلامه وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه فأتى به. فأنبه وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه. وقال: والله لأمنعنك القوت: فقال خالد: ان منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به، وانصرف الى رسول الله فكان يكرمه ويكون معه.
ولم يكتف والده بذلك بل ارسل اليه مولاه رافعا واخويه ابان وعمرو فرأوه يصلي فامتلأت قلوبهم نورا لهذا المشهد المهيب الذي رأوه. وعاد معهم خالد الى أبيه، فهدده أبوه بحرمانه من الرزق ان لم يترك هذا الدين. فقال خالد: الله خير الرازقين، فضربه حتى ادماه ثم أوثقه وزج به في غرفة مظلمة ومنع عنه الطعام والشراب ثلاثة ايام، ثم جاءه في اليوم الرابع نفر من أهله وقالوا: كيف انت يا خالد؟ فقال: اني اتقلب في نعم الله عز وجل... فقالوا، اما آن لك آن تثوب الى رشدك وتطيع أباك؟ فقال: أمارشدي فما فارقني وما فارقته، وأما ابي فلا اطيعه فيما يعصي به الله عز وجل فقالوا: قل لأبيك كلمة ترضيه في اللات والعزى يفرج عنك. فقال ان اللات والعزى حجران اصمان أبكمان، وإني لا أقول فيهما الا ما يرضي الله ورسوله فليفعل بي ما يشاء فأمر به فشد وثاقه، وكانوا يخرجون به عند الهاجرة ويلقونه بين الحجارة حتى تصهره الشمس فيقول: “الحمد الله الذي اكرمني بالايمان، واعزني بالاسلام.