هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: خديجة بنت خويلد، امرأة تاجرة ذات شرف ومال الخميس مارس 19, 2009 4:20 pm | |
| اشتهر محمد صلى الله عليه وسلم، بين تجار مكة بالصدق والأمانة، ولقبوه بالصادق الأمين، ولفت نظر السيدة خديجة بنت خويلد إليه. وكانت خديجة بنت خويلد، امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل مما كانت تعطي غيره، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة، وقالت خديجة لميسرة: لا تعص له أمراً ولا تخالف له رأياً. وعندما قدما الشام نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة، فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة، هذه الساعة إلا نبي. ولاحظ ميسرة أنه كلما اشتد الحر، يرى ملكين يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجة بمالها، باعت ما جاء به فكانت أرباحها أضعاف ما سبق، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه.
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، وهي يومئذ أرملة في الأربعين، من أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، وقد رفضت الزواج من أثرياء قريش، وتفرغت لتجارتها، ولكنها وجدت في محمد صلى الله عليه وسلم صفات كريمة، وأخلاقا رفيعة، لم تجدها فيمن تقدموا لخطبتها، فتمنته زوجا. أرسلت خديجة صديقة لها إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وسألته: ما يمنعك من الزواج؟ فقال: ما بيدي ما أتزوج به، فقالت: فإن كُفيت ذلك، ودُعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاية، ألا تجيب؟ قال: فمن هي؟ قالت: خديجة.
وافق محمد صلى الله عليه وسلم على الفور، وذهبت الصديقة إلى خديجة، لتبشرها، فأرسلت إليه صلى الله عليه وسلم، أن يأتي، وأرسلت إلى عمها ليُزوجها، فذهب محمد صلى الله عليه وسلم مع عمومته ليخطبها، وتم الزواج.
انتقل النبي صلى الله عليه وسلم، بعد الزواج إلى بيت خديجة، وكانت أولى زوجاته، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، ورزق منها كل أولاده عدا إبراهيم فهو من مارية القبطية، وقد ولدت له من الذكور القاسم وبه يُكنىَ، والطيب والطاهر، ومن الإناث زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وتوفي الذكور جميعا قبل بعثته، أما الإناث فكلهن أدركن الإسلام.
الكلمة الأخيرة السمعة الحسنة والسلوك الطيب يفتحان للإنسان أبواب الخير.
| |
|