هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: في مفهوم الحركة الثقافية الأمازيغية(2) الخميس أبريل 09, 2009 4:53 pm | |
| 2 : ضمان حضور فعال بالجامعة (خوض معارك) : إن ملامسة البعد النضالي يمر عبر استحضار الأسلوب المخزني (المناورة القمع...) كثابت في ممارسة "جهاز الدولة"، بهدف العمل على احتواء المطلب أو على الأقل العمل على توجيهه كمرحلة نحو تدجينه، وبالتالي عكس السؤال فبدل البحث في واقع الأمر يتم تكريس سياسة الأمر الواقع، وهو ما يضاعف من ثقل المسؤولية الملقاة على مناضلي (ح ق م) بشكل يفرض التحاما دائما بالجماهير لتحقيق فعل طلابي ايجابي إزاء القضية يؤسس لموقع متميز للممارسة الثقافية بالجامعة ويسمح بتطوير المطالب الديمقراطية للإطار. • شرعية الوجود: بعيدا عن لغة المزايدات التي أطرت ممارسات الفصائل اتجاه مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية فان شرعية التواجد تستمد من الشروط التي راكمتها الحركة الطلابية في تعاطيها مع أي دخيل جديد للإطار. وفعاليات الحركة الثقافية الأمازيغية تنسجم ومبادئ الإطار المسطرة انطلاقا من المؤتمر الثالث عشر. وتملك MCA خطابا تاريخيا (خطاب ثقافي ديمقراطي)، مقابل خطاب لا تاريخي سائد (خطاب ثقافي مفارق للحقيقة السوسيو ثقافية للمغاربة). أما الشرعية النضالية فإنها أصبحت موضوع إجماع، والدليل في ذلك هو التظاهرات، المعارك النقابية والأيام الثقافية.....التي يؤطرها مناضلو MCA. • قوة الحضور بالجامعة: لقد انطبعت مرحلة التسعينات بالجامعة المغربية بقلب عام للمشهد الثقافي- السياسي السائد نحو "تجاوز" أو صيانة الفصائل تنظيميا ونضاليا، ونحو تجاوز "للمنهجية المفاهيمية" معرفيا، وعوامل التجاوز تحكمت فيها الصيرورة التاريخية المصاحبة لنضالات الحركة الطلابية التي تميزت بـ : - القمع الذي لحق نضالات الطلبة. - تنامي الحضور الميداني للتيارات الاسلاموية التي صاحبت عملية "الجهاد" بالجامعة. - التناسل التنظيمي أو التفريخات اللاصحية التي أفرزتها تجربة الطلبة القاعديين (واقع تعدد المسؤوليات..تعدد التيارات...تعدد الفصائل لديهم ...الانشقاقات...). - عدم قدرة الفصائل على صياغة حد أدنى نضاليا وتنظيميا. - عجز الفصائل بحكم مرجعيتها على استيعاب التهميش والإقصاء الذي تعرفه قضايا الشعب المغربي ومن ضمنها القضية الأمازيغية، داخل المجتمع السياسي، وكذالك الوضع الاقتصادي الذي غيب الموقف الديمقراطي من القضية.
فكان من المنطقي أن تبرز في قلب الجامعة فعاليات ديمقراطية حاولت تجاوز "الهوية الثقافية" للفصائل بإعادة امتلاك الذات وذلك بتكثيف السؤال حول "مفهوم" المغربي كمرحلة لبناء مشروع ثقافي بديل يتصالح مع ذاته ويتجاوز الطروحات القومية "اللاوطنية". وقد كان للحضور القوي لملف الأمازيغية بالجامعة أسباب منها : - أن دينامية الصراع الاجتماعي بالجامعة متقدمة عما يجري في الشارع السياسي لكون فئة الطلبة بحكم "بنيتها" العمرية، التي تصنف ضمن فئة الشباب، تجعلهم قابلين لاستيعاب أي خطاب ديمقراطي. - تنقل الخطابات السائدة بالجامعة والتي أفرزت مواقف خاطئة حملت في طياتها اللانسجام على مستوى الرؤية والموقف : * ثقافة وطنية شعبية جامعة موازية يقابله تعليم عربي ديمقراطي علماني وموحد. * الاعتراف بالأمازيغية يقابله تبني إستراتيجية الثورة العربية. * الإقرار بوطنية الثقافة الأمازيغية، يقابله الاحتفاظ بنفس الثوابت التي بني عليها الموقف من القضية الفلسطينية "كقضية وطنية". * تبني الماركسية (كفلسفة كونية) على مستوى التحليل يقابله حضور القضايا القومية بصورة مبالغ فيها....أضف الى ذلك ديباجة القانون الأساسي المعدل(اوطم)،عدة مرات، والتي تحكمت فيها نفس الخلفيات السابقة.
فكان من الطبيعي أن نجد كذلك لمطالب "الجمعيات الأمازيغية" صدى بالجامعة على اعتبار أن ذلك طبيعي لاستفادة طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية منها، وهو ما يؤشر لتغيير على مستوى الخطابات الإيديولوجية السائدة بالمغرب مستقبلا بتعزيز مواقع "خطاب الهامش"، لكون فئة الطلبة فئة إستراتيجية، بالنسبة لأي مشروع مجتمعي لما تتصف به من دينامية ووعي سياسي متقدم.
ثالثا : الحركة الثقافية الأمازيغية ومفهوم الثقافة: لا يمكن تحديد هذا المفهوم للحكم على انه موقف من مواقف "الإطار" لكنها محاولة اجتهاد وفقط بحكم تجربتنا في النضال المحدودة ووعيا منا "بتصور" إطارنا "الضخم" وإيماننا بمبدأ النسبية الذي لا يمكن لنا من خلاله على أن نعتبر مفهوم الثقافة مطلق لدينا.
1 : مفهوم الثقافة : إن المفهوم الانثروبولوجي المرن للثقافة يرى أن التقاليد الاجتماعية والاختيارات والتفرعات السياسية والفنون بمختلف أنواعها كالمعمار والرقص والغناء والأدب الشفوي المروي جيلا عن جيل من شعر ورقص وأمثال سائدة، أن ذلك كله من الثقافة بالإضافة الى اللغة نفسها، وما تنفرد به من مميزات معجمية وصرفية ونوعية. فالثقافة مجموعة من الوقائع الحضارية الخاصة بمجتمع معين، إنها رصيد ورأسمال مهم من المعلومات والتجارب التي تم تناقلها بصورة لا شعورية عبر الأجيال والقرون، إنها في آخر المطاف الوعي بالوجود والعيش في العالم الحاضر. يقول الفيلسوف كلايد كلاكهون: نقصد بالثقافة كل مخططات الحياة التي تكونت على مدى التاريخ، بما في ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية واللاعقلية وغير العقلية، وهي توجد في أي وقت كموجات لسلوك الناس عند الحاجة. وقد حدد الفيلسوف "سبير" saper ثلاث معاني للثقافة: - الأول تقني: وهو مصطلح اتنولوجي أو مؤرخي للثقافة ويعتبر الثقافة بأنها ملازمة للإنسان لأنه ليس هناك إنسان آخر تميزه عنه. - الثاني أكاديمي: حسب المعنى الأكاديمي فالثقافة عدد صغير من المعارف والتجارب المتمثلة. - والمعنى الثالث مشترك بين التقني والثقافي: يشترك مع المعنى التقني في انه يعتبر الثقافة مجموعة من الممتلكات أو الخيرات الروحية للجماعة. وفي المعنى الأكاديمي إذ انه يعتبر الثقافة نفسها هي عدد صغير من العوامل المستقاة من تيار الثقافة الواسع نفسها. وحسب "سبير" دائما فان الثقافة تقترب من الروح أو العبقرية الخاصة بشعب من الشعوب دون أن يكون هذا اللفظ مرادفا لها تماما، إذ أن الممتلكات في استعمالها العائم تحيل بالخصوص على الماض السيكولوجي أو الشبه السيكولوجي لحضارة قومية ما، في حين أن الثقافة تتضمن بالإضافة الى هذا الماضي جملة تجليات ملموس ومميزة. وهكذا يمكننا حسب "سبير" أن نعرف الثقافة إجمالا بأنها الحضارة من حيث أنها تتضمن العبقرية القومية .
هذه محاولة فقط لفهم غير دقيق أو دقيق للثقافة التي هي محور من محاور النضال الأمازيغي سواء داخل الجامعات المغاربية أو شوارعها السياسية. وما المصطلحات التي تشتمل عليها الحركة الثقافية الأمازيغية لدليل على ذلك، فإذا حاولنا حذف الألف والآم وتاء التأنيث بالياء لـ "الثقافية" فإنها ستصبح "ثقافة" و كذلك حذف الألف والآم لـ "الحركة" ستصبح حركة بسكون التاء، نفس الشيء لـ الأمازيغية نقوم بحذف تاء التأنيث بالياء وتصبح الأمازيغ ومن هنا نحصل على جملة ﴿ حركة ثقافة الأمازيغ ﴾ أي أننا أمام حركة شعب لم يقم لذلك حتى أحس بأن ثقافته التي تعني الإنسان والحضارة واللغة في خطر بمنأى عن السكوت له.
بقلم amchom_ntmazgha
| |
|