سلسلة سكان السموات وفلك الأفلاك

سمى بهذا الأسم،لاحاطته بجميع الأفلاك وتحريكه كلهان ويقالله: الفلك الأعظم،لأنه أكبر الأفلاك وحركة هذا الفلك من المشرق الى المغرب على قطبين ثابتين الأول القطب الشمالى والأخر الجنوبى وتتم دورته كل 24ساعة وبحركته تتحرك كل الأفلاك ويشهد بصحة هذا ما روى عن رسول الله انه سأل جبريل عليه السلام عن وقت دخول الصلاة فقال لا نعم،فسأل رسول الله عن قوله:لا نعم،فقال منوقت قلت لا الى وقت قلت نعم مرت الشمس خمسمائة فرسخ.وبحركة هذا الفلك يتكون الليل والنهار فأذا طلعت الشمس بدوران هذا الفلك على جانب من الأرض أضاء جوها وأشرق سطحها وتحركت حيوانتها وربا نباتها وفاح نسيمها،وأذا غابت بدوران هذا الفلك عن جانب الأرض أظلم جوها واسود وجهها وسكنت حيوانتها وذبل نباتها فما دامت الحركة محفوظة فهذه الحالة موجودة واشار اليها بقوله تعالىومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون.){القصص73}وقال ابو عبد الله محمد بن عمر الرازى:من اراد انيكتال مملكة البارى تعالى بمكيال العقل فقد ضل ضلالا بعيدا لما رواه أبو الدرداء رضى الله عنه عن رسول الله انه قالما السموات السبع فى الكرسى الا كحلقة ملقاة فى فلاة، وفضل العرش على الكرسى كفضل الفلاه( الصحراء)على تلك الحلقة)وأما العرش فأنه مخلوق عظيم من مخلوقات الله تعالى قبلة لأهل السموات،كما ان الكعبة قبلة لأهل الأرض، فسبحان الله العظيم . ولى لقاء معكم عن سكان السموات فى لقاء قادم ان شاء المولى عز وجل.

زعموا أن الملك جوهر بسيط ذو حياة ونظر وعقل،والأختلاف بين الملائكة والجن والشياطين كالأختلاف بين الأنواع، واعلم أن الملائكة جواهر مقدسة عن طلب الشهوة وكدورة الغضب، لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون،طعامهم التسبيح وشرابهم التقديس وأنسهم بذكر الله تعالى وفرحهم بعبادته،خلقوا على صور مختلفة واقدار متفاوتة لاءصلاح مصنوعاته واءسكان سمواته،وقال أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها قدر شبر الا فيه ملك راكع أو ساجد)حديث صحيح رواه ابوداود والنسائى وأحمدبأسناد صحيح.وقال بعض الحكماء:ان لم يكن فى فضاء الأفلاك وسعة السموات خلائق فكيف يليق بحكمة البارىء جلت قدرته تركها فارغة مع شرف جوهرها؟ان الله تعالى لم يترك قعر البحار المالحة المظلمة فارغا حتى خلق فيها أجناس الحيوانات البحرية وغيرها ولم يتر جو الهواء الرقيق حتى خلق له انواع الطير،ولم يترك البرارى اليابسة والآجام والجبال حتى خلق فيها اجناس الهوام والحشرات. وأما أصناف الملائكة فلا يعرفهم غير خالقهم،كما قال تعالى فى محكم أياته:{وما يعلم جنود ربك الا هو وما هى الا ذكرى للبشر}المدثر31 ولكنه تعالى اعلمنا ببعضهم وبحسب وقوع الحوادث اهتدى العقل الى بعضهم حتى قيل:ما من ذرة من ذرات العالم الا وقد وكل بها ملك او ملائكة وما من قطرة الا ومعها ملك ينزل بها من السحاب ويدعها فى المكان الذى قدره الله تعالى.هذا حال الذرات والقطرات فما بالك بالأفلاك والكواكب والهواء والغيوم والرياح والأمطار والقفار والبحار والعيون والأنهار والمعادن والنبات والحيوان؟فبالملائكة صلاح العالم وكمال الموجودات بتقدير العزيز العليم ولنتذكر بعض من اخبر بهم تعالى ذكره لنبيه صلوات الله وسلامه عليه وهم الملائكة المقربون عليهم السلام اجمعين.فمنهم حملة العرش صلوات الله عليهم ومنهم الروح الأمين عليه السلام ومنهم اسرافيل عليه السلام ومنهم جبريل الأمين عليه السلام ومنهم ميكائيل وعزرائيل وملائكة السبع سموات والعاكفون والحفظة والمعقبات ومنكر ونكير والسياحون وهاروت وماروت والملائكة الموكلون بالكائنات عليهم السلام اجمعين وسوف نتكلم عنهم فى المرة القادمة بأسهاب وسامحونى للأطالة .والله ولى التوفيق وشكرا لسعة صدركم.
========
المصادر التى إعتمدنا عليها فى موضوعنا :
والمصادر التى استندت عليها : هو :زكريا بن محمد بن محمود القزوينى، الأنصارى النجارى (أبو يحيى ،عماد الدين)المؤرخ الجغرافى واذى عمل بالقضاة توفى سنة 682هجرية_1283ميلادية ويمتد نسبه الى الصحابى الشهير أنس بن مالك خادم رسول الله ..
ولد( بقزوين بين رشت وطهران) ورحل الى الشام والعراق،وتولى القضاء أيام الخليفة العباسى المستعصم بالله وكتب كتب متنوعة منها أثار البلاد وأخبار العباد مطبوع وخطط مصر لايزال مخطوطا،وعجائب المخلوقات الذى منه سلسلة (سكان السموات وفلك الأفلاك )
وهو موجود فى الهيئة العامة للكتاب وألفه القزوينى أيام كان بعيدا عن موطنه
وهو من 528 صفحة

قال بن عباس رضى الله عنهما:خلق الله العرش وهم الأن اربعة فأذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة أخرى،فلذلك قال تعالى:{ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}الحاقة17. وهو عرش عظيم لا يوصف.ومن الملائكة من كان على صورة بنى أدم يشفع لبنى أدم فى أرزاقهم ومنهم على صورة الثور يشفع للبهائم فى أرزاقها ،ومنهم من على صورة النسر يشفع للطيور فى ارزاقها ومنهم على صورة الأسد يشفع للسباع فى ارزاقها.(ومن الملآئكة الروح الأمين عليه السلام،وهو ملك يقوم صفا والملائكة كلهم صفا،لكرامته عند الله تعالى وعظمته وسمى روحا لأن كل نفس من أنفاسه يصير روحا لحيوان وقد وكله الله تعالى بادارة الأفلاك وحركات الكواكب وماتحت فلك القمر من العناصر من المعادن والنباتات والحيوانات وهو اكبر من الفلك وأقوى منه واعظم واشرف وأعلى من الجسمانيات، وهو قادر على تسكين الأفلاك كما هو قادر على تحريكها بأذن الله تعالى. ومن الملائكة أسرافيل عليه السلام،وهو مبلغ الأوامر ونافخ الأرواح فى الأجساد، قال رسول الله كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وأصغى بالاذن حتى ي}مر فينفخ) صحيح رواهأبن ماجه وأحمد فى مسنده.قال مقاتل:القرن الصور،وذلك أن اسرافيل عليه السلام واضع فاه على القرن وهو كهيئة البوق ودائرة رأس البوق كعرض السموات والأرض،وهو شاخص ببصره نحو العرش ينظر متى يؤمر فينفخ، فأذا نفخ صعق من فى السموات ومن فى الأرض الا ما شاء الله تعالى.قالت السيدة عائشة رضى الله عنها:قلت لكعب الأحبار رضى الله عنه :سمعت رسول الله يقوليارب جبريل وميكائيلواسرافيل)صحيح رواه مسلم.أما جبريل وميكائيل فسمعت بهما فى القرأن،وامااسرافيل(الملك الموكل بالنفخ فى الصور) فأخبرنى عنه فقال كعب: انه ملك عظيم الشأن له اربعة أجنحة أحدهما:سد المشرق، والأخر:سد به المغرب والثالث ينزل به من السماء الى الأرض، والرابع :التئم به منعظمة الله تعالى،قدماه تحت الأرض السابعة ورأسه ينتهى الى أركان قوائم العرش،وبين عينيه لوح من جوهر،فأذا أراد الله عز وجل أن يجدث أمرا فى عباده أمر القلم ان يخط فى اللوح،ثم أدنى اللوح الى اسرافيل فيكون بين عينيه،ثم هو ينتهى الى ميكائيل صلوات الله عليهم فهم لهم اعوان فى جميع العالم حتى على الأركان والمولدات ينفخون أرواحها فيها فيصير معدن ونباتا وحيوانا وهى القوة التى بها صلاحها وحياتها.فسبحان البارىء المصور العظيم .والى ان نلتقى بباقى سكان السموات لكم دعواتى ان يحفظكم الله من كل مكروه.

تكلمنا فيما سبق عن جزء من سكان السموات وهم الملائكة وسوف نستكمل باقى الحديث بفضل الله وارجو من الله التوفيق تكلمنا عن حملة العرش والروح الأمين واسرافيل عليهم السلام ونواصل باقى الحديث.ومن الملائكة( جبريل الأمين عليه السلام )وهو أمين الوحى وخازن القدس ويقال له:الروح الأمين وروح القدس والناموس الأكبر وطاوس الملائكة.قال تعالى:{نزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم}يقال فى الخبر ان الله تعالى اذا تكلم بالوحى سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون ولا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام،فاذا جاءهم فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق فينادون الحق بالحق وقيل ان النبى عليه الصلاة والسلام قال لجبريل عليه السلامانى احب ان اراك على صورتك التى صورك الله فيها )فقال:انك لا تطيق ذلك،فقال عليه الصلاة والسلام (أرنى)فواعده جبريل بالبقيع فى ليلة مقمرة فأتاه فنظر اليه النبى فاذا هو قد سد الأفاق فوقع مغشيا عليه فلما افاق عاد جبريل عليه السلام الى صورته الأولى فقال ( ماظننت أن أحدا من خلق الله هكذا)فقال جبريل عليه السلام كيف لو رأيت اسرافيل وان العرش على كاهله وان رجليه قد مرقتا تحت تخو الأرض السفلى وانه ليتصاغر من عظمة الله تعالى حتى يصيركالوصع(والوصع العصفور الصغير)وقال كعب الأحبار رضى الله عنه :ان جبريل عليه السلام من أفضل الملائكة،له ستة أجنحة فى كل واحد مائة جناح وله وراء ذلك جناحان لا ينشرهما الا عند هلاك القرى ولما نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام {انه لقول رسول كريم،ذى قوة}سأله رسول الله عن قوته فقالرفعت قرى قوم لوط بجناحى وصعدت بها حتى سمع أهل السماء صياح ديكتهم ثم قلبتها)هذا ما ذكر فى الخبر عن جبريل عليه السلام واعوانه موكلون على جميع العالم من شأنهم احداث القوة الغضبية والحمية لدفع الشر والايذاء ...واما ميكائيل عليه السلام وهو موكل بالأرزاق للأجساد والحكمة والمعرفة للنفوس قال كعب الأحبار رضى الله عنه:فى السماء السابعة البحر المسجور، وعليه من الملائكة ما شاء الله وميكائيل قائم على البحر المسجور لا يعرف وصفه وعدد اجنحته الا الله تعالى ولو انه فتح فاه لم تكن السموات فيه الا كخردلة فى بحر،ولو اشرف على اهل السموات والأرض لاحترقوا من نوره وله ايضا اعوان موكلون على جميع العالم من شأنهم احداث قوة النهوض فى الأركان والأماكن وغيرها التى بها الوصول الى الغايات وبلوغ الكمال فى الكائنات. من هناننظر بعين فاحصة وبفكر مركز مدى قدرة وعظمة الخالق القوى الجبار الذى قال فى كتابه الكريم (فلينظر الأنسان مما خلق)......وسوف نستكمل بمشيئة الرحمن باقى سكان السموات ان أحيانا الله وبمشئته عز وجل والله ولى التوفيق لى ولكم.

وألأن نتحدث عن عزرائيل عليه السلام:وهو مسكن الحركات ومفرق الأرواح من الأجساد،قال كعب الأحبار:عزرائيل فى السماء الدنيا،وخلق الله تعالى رجليه فى تخوم الأرضين ورأسه فى السماء العليا ووجهه مقابل اللوح المحفوظ وله أعوان بعدد من يموت والخلق كلهم بين عينيه،لايقبض روح مخلوق الا بعد أن يستوفى رزقه وينقضى أجله.وعن أشعث بن أسلم:أن ابراهيم عليه السلام سأل ملك الموت عليه السلام فقال له:ماذا تصنع اذا كان نفس بالمشرق ونفس بالمغرب،ووقع الوباء بأرض وألتقى الزحفان بأخرى؟فقال له أدعو الأرواح بأذن الله تعالى بين أصبعين هاتين.وعن وهب بن منبه رضى الله عنه:أن سليمان بن داود عليهما السلام تمنى ان يرى ملك الموت،ليتخذه صديقا فلم يشعر سليمان حتى أتاه كأنه خرج من تحت سريره،فقال له سليمان من أنت؟فقال ملك الموت،فصعق سليمان عليه السلام.فلما رأى ملك الموت ذلك قال:اللهم ان عبدك سليمان تمنانى ونزل به ما ترى،اللهم انى اسألك أن تقويه على رؤيتى،فأوحى الله تعالى أن ضع يدك على صدره ففعل ذلك فأفاق سليمان عليه السلام،وقال يا ملك الموت انى أراك عظيم الخلق أو كل الملائكة مثلك؟فقال:والذى بعثك بالحق نبيا أن رجلى الآن على منكبى ملك قد جاوزت رأسه السموات السبع،وارتفع فوق ذلك بمسيرة خمسمائة عام ورجلاه جاوزتا الثرى بمسيرة خمسمائة عام. وهو فاتح فاه رافع رأسه باسط يديه فلو أذن الله تعالى له أن يطبق شفته العليا والسفلى لأطبق على ما بين السموات والأرض فقال له سليمان:لقد وصفت أمرا عظيما،فقال له كيف لو رأيتنى على صورتى التى اقبض فيها أرواح الكفار،فصار ملك الموت صديقا له،ويأتيه كل خميس ويقعد عنده الى ان تزول الشمس.فقال له سليمان يوما:مالى أراك لا تعدل بين الناس تأخذ هذا وتترك هذا؟ فقال له ملك الموت:ليس المسؤل اعلم من السائل،انما هى كتب فيها أسماء المقبوضين تلقى الىّ ليلة الصك وهى ليلة النصف من شعبان الى مثلها من السنة القابلة فأما أهل التوحيد فأقبض أرواحهم بيمينى فى حريرة بيضاء مغموسة فى المسك وترفع الى عليين وأما أهل الكفر فأقبض أرواحهم بشمالى فى سربال من قطران وتنزل الى سجين(اللهم نجنا من شر هذا اليوم)واّمرهم الى عالم الغيب والشهادة فينبئهم بما كانوا يعملون.وقيل ان ملك الموت دخل على سليمان عليه السلام فجعل ينظر ألى أحد جلسائه ويديم النظر اليه،فلما خرج ملك الموت قال الرجل:يانبى الله من هذا قال :ملك الموت قال انى رأيته ينظر الىّ كأنه يريدنى أريد أن تخلصنى منه بأن تأمر اليح تحملنى الى اقصى بلاد الهند ،فأمر سليمان الريح بذلك ففعلت،فلما عاد ملك الموت الى سليمان عليه السلام قال له :رأيتك تديم النظر الى بعض جلسائى،قال كنت أعجب منه، لأنى أمرت أن أقبض روحه بأقصى بلاد الهند فى ساعة قريبة ورأيته عندك. وقيل ان ملك الموت قبض روح جبار من الجبابرة،فقالت الملائكة لملك الموت:لمن كنت اشد رحمة ممن قبضت أرواحهم؟فقال أمرت بقبض روح امرأة فى فلاة من الأرض فأتيتها وقدولدت مولودا فرحمتها لغربتها ورحمت ولدها لصغره وكونه فى فلاة(صحراء)لا أحد بها فقالت الملائكة: الجبار الذى قبضت الآن روحه هو ذلك المولود فقال ملك الموت سبحان اللطيف بعباده.هكذا نعلم ان الموت ملاقينا حتى ولو كنا فى بروجا مشيده ووكل به ملك لا يعصى الله فى أمرا فهيا بنا نعمل على استقبال هذا الملك متمنين ان يقبض ارواحنا بيده اليمنى فيها حريرة بيضاء مغموسة فى المسك لترفع الى عليين وهذا لا يتحقق ألا بتقوى الله تعالى والأعمال الصالحة .اللهم استرنا يوم العرض عليك.....أمين

بفضل من الله تعالى وتوفيقه نستكمل معا سكان السموات وهم الملائكة عليهم السلام.ومنهم : الكروبيون عليهم السلام،وهم العاكفون فى حظيرة القدس لا التفات لهم الى غير الله تعالى ،لاستغراقهم بجمال الربوبية،يسبحون الليل والنهار لايفترون،وفى الخبر:ان لله تعالى أرضا بيضاء مسيرة الشمس فيها ثلاثون يوما محشوة خلقا من خلق الله تعالى،لا يعلمون أن الله تعالى يعصى طرفة عين، قالوا:يارسول الله،أمن ولد أدم هم؟قاللايعلمون أن الله تعالى خلق أدم)قيل:يارسول الله أنى غفل عنهم ابليس؟قاللايعلمون أن الله تعالى خلق ابليس)ثم تلا قوله تعالىويخلق ما لا تعلمون)النحل:8. ومن الملائكة :ملائكة السبع سموات،قال كعب الأحبار:هؤلاء ملائكة مداومون على التسبيح والتهليل فى القيام والقعود والركوع والسجود،يسبحون الليل والتهار لايفترون حتى تقوم الساعة يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قالملائكة السماء الدنيا على صورة البقر وقد وكل الله تعالى بهم ملكا اسمه اسماعيل.وملائكة السماء الثانية على صورة العقاب ووكل الله تعالى بهم ملكا اسمه ميخائيل وملائكة السماء الثالثة على صورة النسر والملك الموكل بهم اسمه صاعدياييل،وملائكة السماء الرابعة على صورة الخيل والملك الموكل بهم اسمه صلصاييل وملائكة السماء الخامسة على صورة الحور العين والملك الموكل بهم اسمه كلكاييل وملائكة السماء السادسة على صورة الودان والملك الموكل بهم اسمه سمخائيل وملائكة السماء السابعة على صورة بنى أدم،والملك الموكل بهم اسمه روفائيل.وفوق السبع سموات حجب فيها ملائكة لا يعرف بعضهم بعضا لكثرة عددهم يسبحون الله تعالى بلغات مختلفة كالرعد القاصف. ومنهم: الحفظة عليهم السلام وهم الكرام الكاتبون هما ملكان موكلان بأبن أدم أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره.ويقال انهم اربعة اثنان بالليل واثنان بالنهار وخامس لايفارق ليلا ولا نهار وللكفار ايضا حفظة لأن أية الحفظة نزلت فى شأن الكفار وهى قوله تعالىكلاّ بل تكذبون بالدين،وان عليكم لحافظين،كراما كاتبين،يعلمون ما تفعلون)الأنفطار9_12.ويقال فى الخبر ان الملك ليرمع القلم عن العبد اذا أذنب ست ساعات فاذا تاب واستغفر لم يكتبه عليه والا كتبه،وفى رواية اخرى فاذا كتبه عليه وعمل حسنة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال وهو امين عليه:ألق هذه السيئة حتى ألقى من حسناته واحدة من تضعيف العشرة وأرفع تسع حسنات فيفعل صاحب الشمال والله أعلم.وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله قال ان الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه فاذا مات قالا:يارب،قبضت عبدك فلانا فالى أين قال نذهب؟ قال الله تعالى:سمائى مملوءة من ملائكتى يعبدوننى وأرضى مملوءة من خلقى يطيعوننى،اذهبا الى قبر عبدى فسبحانى وكبرانى وهللانى واكتبا ذلك فى حسنات عبدى الى يوم القيامة.سبحان الله الرحمن الرحيم .....

تحدثنا بفضل الله ورضوانه عن بعض الملائكة من سكان السموات ونستكملهم اليوم بعون الله :ومنهم المعقبات عليهم السلام،وهم الملائكة الذين ينزلون بالبركات ويصعدون بأرواح بنى أدم وأعمالهم بالليل والنهار،فاذا واظب الانسان على الصلوات فى أول أوقاتها وصلى الفجر حاضرا أتاه ملائكة النهار وجدوه مصليا،وفارقوه ملائكة الليل وتركوه مصليا،وهكذا اذا صلى المغرب وما بين الصلاتين من الذنوب تكفرها الصلاة واذا كان غير ذلك فلا يرفعون غير الحسنات.ويثبت فعل هذه الملائكة ما روى عن النبى أنه قال(يقمل الله تعالى:يابن أدم،ما تنصفنى أتحبب اليك بالنعم وتمقت الىّ بالمعاصى خيرى اليك نازل وشرك الىّ صاعد،ولا يزال ملك كريم يأتينى عنك فى كل يوم وليلة بعمل قبيح،يابن أدم،لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لأسرعت الى مقته))رواه الترمذى وصححه الألبانى. ومنهم:منكر ونكير عليهما السلام وهما ملكان فظان غليظان يسألان فى القبر كل أحد عن ربه ونبيه،عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال:قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(ان العبد اذا وضع فى القبر وتولى عنه أصحابه وهو يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له:ما كنت تقول فى هذا الرجل؟(يعنيان محمدا )فأما المؤمن أشهد أنه عبد الله ورسوله،فيقال له:انظر الىمقعدك من النار،قد أبدل بمقعد من الجنة فيراهما جميعا وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول فى هذا الرجل؟فيقول:لا أدرى أقول ما يقول الناس،فيقال له لادريت ولاتليت،ويضرب بمطراق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين))رواه الترمذى. ومن الملائكة :السياحون عليهم السلام وهم صنف من الملائكة يحبون مجالس الذكر فاذا رأوا مجالس الذكر احتووا عليها.وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، عن رسول الله أنه قالان لله تعالى سياحين فى الأرض فضلا عن كتاب الناس،فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى ينادون:هلموا الى بغيتكم ،فيجيئون بهم الى السماء الدنيا،فاذا انصرفوا يقول الله تعالى:على أى شىء تركتم عبادى يصنعون؟فيقولون:تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويقدسونك،فيقول الله تعالى:وهل رأونى؟فيقولون:لا،فيقول :كيف لو رأونى؟فيقولون:لو رأوك لكانوا أشد تسبيحا وتمجيدا،فيقول لهم:من أى شىء يتعوذون؟ فيقولون:من النار،فيقول:وههل رأوها؟فيقولون:لا، فيقول:كيف لو رأوها؟فيقولون:لو رأوها لكانوا أشد هربا منها وأشد تعوذا،فيقول:أى شىء يطلبون؟ فيقولون:الجنة،فيقول:وهل رأوها؟فيقولون:لا ،فيقول: كيف لو رأوها؟فيقولون:لو رأوها لكانوا أشد طلبا لها ،فيقول:أشهدكم أنى غفرت لهم،فيقولون:كان فيهم فلان لم يردهم انما جاء لحاجة،فيقول:هم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم))حديث صحيح رواه اهل السنن.