هبة الله الادارة
نقاط : 13559
| موضوع: عثمان بن مظعون الأحد مارس 22, 2009 3:41 pm | |
| ×?°عثمان بن مظعون×?°
رضي الله عنه
" إنّ ابن مظعون لحييٌّ ستّيْرٌ "
حديث شريف
عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحيّ ( أبو السائب ) من أوائل المسلمين وأغلـب الظـن الرابع عشر ترتيبـاً ، وناله ما ينال المسلمين من أذى المشركين وصبـر ، ، وكان ممن حرّم الخمـر على نفسه قبل تحريمها وكان أمير المهاجرين الأوائل الى الحبشـة مصطحبا ابنه السائب معـه وكان أول المهاجرين وفاة بالمدينة ، وأولهم دفنا بالبقيع
إسلامه
انطلق عثمان بن مظعون ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، حتى أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فعَرَض عليهم الإسلام ، وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ ، وذلك قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها
جوار الله
بلغ أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين خرجوا الى الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا ، فغادروا الحبشة عائدين ، ولكن حين دنو من مكة علموا بأن هذا النبأ خاطيء ، فلم يدخل أحد منهم الى مكة إلا بجوار أو مستخفيا وكانوا ثلاثة وثلاثون منهم عثمان بن مظعون الذي دخل بجوار من الوليد بن المغيرة
ولكن لما رأى -رضي الله عنه- ما فيه أصحـاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من البلاء وهو يغـدو ويروح في أمـان من الوليد بن المغيرة قال :"( والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من الشرك ، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي ) فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له :"( يا أبا عبد شمس ، وَفَت ذمتك ، قد رددت إليك جوارك ) فقال له :"( يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي ) قال :"( لا ، ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره ) فقال :"( فانطلق الى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية ) فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد :"( هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري ) قال عثمان :"( صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني أحببت أن لا أستجير بغير الله ، فقد رددت عليه جواره )
ثم انصرف عثمان ، ولبيـد بن ربيعة في مجلس من قريش يُنشـدهم ، فجلس معهم عثمان ، فقل لبيـد :"( ألا كل شيء ما خلا الله باطـل ) قال عثمان :"( صدقت ) قال لبيد :"( وكل نعيم لا محالة زائل ) قال عثمان :"( كذبت ، نعيم الجنة لا يزول ) قال لبيد :"( يا معشر قريش ، والله ما كان يؤذى جليسكم ، فمتى حدث هذا فيكم ؟) فقال رجل من القوم :"( إن هذا سفيه من سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله ) فرد عثمان عليه حتى شري أمرهم ، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضّرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ، فقال :"( أما والله يا ابن أخي ، إن كانت عينك عما أصابها لغنية ، لقد كنت في ذمة منيعة ) فقال عثمان :"( بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ) فقال الوليد :"( هلم يا ابن أخي ، إن شئت فعد الى جوارك ) فقال عثمان :"( لا )
الراهب الجليل
وهاجر عثمان بن مظعـون الى المدينة مع الرسـول -صلى الله عليه وسلم- والمسلميـن ، وظهرت حقيقته الطاهرة ، فهو راهـب الليل والنهار وفارسهمـا معا ، تفرغ للعبادة وانقطع عن مناعم الحياة فلا يلبس إلا الخشـن ولا يأكل إلا الطعام الجشِب ، فقد دخل يوما المسجد ، وكان يرتدي لباسا تمزق ، فرقعه بقطعة من فروة ، فرق له قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- ودمعت عيون الصحابة فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- :"( كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حُلّة ، ويروح في أخرى ، وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى ، وسَتَرتم بيوتكم كما تستر الكعبة ؟) قال الأصحاب :"( وَدِدْنا أن ذلك يكون يا رسول الله ، فنُصيب الرخاء والعيش ) فأجابهم الرسول الكريم :"( إن ذلك لكائن ، وأنتم اليوم خير منكم يومئـذ )
البيت
واتّخَذَ عثمان بن مظعون بيتاً فقعد يتعبّد فيه ، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاه ، فأخذ بعِضادتَيْ باب البيت الذي هو فيه فقال :"( يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانيّة ، مرّتين أو ثلاثاً ، وإنّ خيرَ الدّين عند الله الحنيفيّة السمحة )
الأسوة الحسنة
وحين سمع ابـن مظعـون ذلك زاد هربا من النعيم ، بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى ، فقد دخلت امرأةُ عثمان على نساء النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فَرَأيْنها سيّئة الهيئة ، فقُلن لها :"( مَا لكِ ؟ فما في قريش أغنى من بعلِك ؟) قالت :"( ما لنا منه شيءٌ ، أمّا ليلهُ فقائمٌ ، وأمّا نهارَهُ فصائم )
فدخل النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فذكَرْنَ ذلك له ، فلقيهُ فقال :"( يا عثمان بن مظعون أمَا لكَ بي أسوة ) فقال :"( بأبي وأمي ، وما ذاك ؟) قال :"( تصوم النهار وتقومُ الليلَ ؟!) قال :"( إنّي لأفعل ) قال :"( لا تفعلْ ، إنّ لعينيك عليك حقّاً ، وإن لجسدك حقّاً ، وإن لأهلك حقّاً ، فصلّ ونمْ ، وصُم وأفطر )
فأتت امرأته على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك عطرةُ عروس ، فقُلنَ لها :"( مَهْ ؟!) قالت :"( أصابنا ما أصاب الناس )
الحياء
أتى عثمان بن مظعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال :"( يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي ) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"( ولِمَ ؟) قال :"( أستحيي من ذلك وأكرهه ) قال -صلى الله عليه وسلم- :"( إنّ الله جعلها لك لباساً ، وجعلك لها لباساً ، وأهلي يرون عورتي ، وأنا أرى ذلك منهم ) قال :"( أنت تفعلُ ذلك يا رسول الله ؟) قال :"( نعم ) قال :"( فمِنْ بعدِك ) فلمّا أدبر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"( إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ )
وفاته
وحين كانت روحه تتأهب للقاء ربها وليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة سنة ( 2 هـ ) ، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى جانبه يقبل جبينه ويعطره بدموعه وودعه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قائلا :"( رحمك الله أبا السائب ، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك ) ولم ينسه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك أبدا حتى حين ودع ابنته رقية حين فاضت روحها قال لها :"( الحقي بسلفنا الخيِّر ، عثمان بن مظعون )
الرثاء
وقالت امرأته ترثيه
يا عينُ جودي بدمعٍ غيـر ممنُونِ ***** على رزية عثمان بن مظعـون على امرىءٍ فـي رضوانِ خالقـه ***** طُوبى له من فقيد الشخص مدفونِ طاب البقيـعُ له سكنى وغرقـده ***** وأشرقتْ أرضُهُ من بعد تعييـن وأورثَ القلبَ حُزْناً لا انقطاع له ***** حتى الممات فما تَرقَى له شوني
رحم الله الصحابى الجليل
والى عبق جديد وصحابى جديد
نلتقى على خير
ان شاء الله
| |
|