فى ظلال آية ( 11 )
آية رقم ( 28 ) سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ( سبأ :28)
يخبر تعالى أنه ما أرسل رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلا ليبشر جميع الناس بثواب الله،
ويخبرهم بالأعمال الموجبة لذلك، وينذرهم عقاب الله، ويخبرهم بالأعمال الموجبة لذلك.
وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار صحيح مسلم كتاب الإيمان (ح/153)
قوله: "الأمة" أي: أمة الدعوة.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة". أي: ممن هو في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته. وإنما ذكر اليهود والنصارى تنبيها على من سواهما؛ وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا؛ فغيرهم ممن لا كتاب له أولى.
آية رقم ( 104 ) سورة آل عمران
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( آل عمران :104)
يأمر الله في هذه الآية عباده المؤمنين بالأخذ بالسبب الأقوى الذي يتمكنون به من إقامة دينهم، بأن يتصدى منهم طائفة يحصل بها الكفاية.
- يدعون إلى الخير: وهو الدين أصوله، وفروعه، وشرائعه.
- ويأمرون بالمعروف: وهو ما عرف حسنه شرعا وعقلا.
- وينهون عن المنكر: وهو ما عرف قبحه شرعا وعقلا.
وأولئك هم المفلحون: المدركون لكل مطلوب، الناجون من كل مرهوب.
ويدخل في هذه الطائفة أهل العلم والتعلم، والمتصدون للخطابة ووعظ الناس عموما وخصوصا، والمحتسبون الذين يقومون بإلزام الناس بإقامة الصلوات، وإيتاء الزكاة، والقيام بشرائع الدين، وينهونهم عن المنكرات. فكل من دعا الناس إلى خير على وجه العموم، أو على وجه الخصوص، أو قام بنصيحة عامة أو خاصة؛ فإنه داخل في هذه الآية الكريمة.