فى ظلال آية ( 12 )
لمن تقرب الجنة
آية 31- 33 سورة ق
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
شرح الآيات ودلالاتها:
قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ أي: قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها من النعيم المقيم، والحبرة والسرور.
وقربت الجنة لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك صغيره وكبيره، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له.
قوله تعالى: هَذَا مَا تُوعَدُونَ أي: هذه الجنة وما فيها مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين هي ما وعد الله به أهل الصفات التالية:
1. الأواب: أي الرجاع إلى الله في جميع الأوقات بذكره وحبه، والاستعانة به ودعائه، وخوفه ورجائه.
2. الحفيظ: على ما أمر الله به بامتثاله على وجه الإخلاص، والإكمال له على أتم الوجوه، والحفيظ لحدوده.
3. من خشي الرحمن بالغيب: أي خافه على وجه المعرفة بربه، والرجاء لرحمته، ولازم خشية الله في حال مغيبه عن أعين الناس، فهذه هي الخشية الحقيقية. أما خشيته في حال نظر الناس وحضورهم فقد يكون رياء وسمعة، ويحتمل أن المراد بخشية الله بالغيب كالمراد بالإيمان بالغيب.
4. من جاء بقلب منيب: أي وصفه الإنابة إلى مولاه، وانجذاب دواعيه إلى مراضيه، يقال لهؤلاء الأتقياء الأبرار: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ